عرض مشاركة واحدة

قديم 11-04-09, 09:26 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي الإمداد والتموين في القوات البرية



 

لكل شيء في الحياة مبدأ ينطلق منه ويرتكز عليه، ويعتبر المفكر والباحث (فوللر) أول من استنبط مبادئ حرب واضحة المعالم طبقتها القوات البريطانية عام 1920م ، بعدها ظهرت مبادئ الحرب الرسمية الأمريكية، ثم وضع (فوش) مبادئ الحرب الفرنسية. وبقيت تلك المبادئ محل التجربة والتطبيق حتى الحرب العالمية الثانية ورغم أن هناك اختلافاً في المبادئ عند بعض الجيوش إلا أنها لا تتغير كثيراً من حيث المضمون، ومن وجهة نظر الكثير أن مبادئ الحرب عند الجيش الأمريكي التي طورها ورسخها (جونستون) هي الأكثر شمولية.

لاحظنا في القرون السابقة كيف أن الإمداد والتموين كان يتطور بشكلٍ طردي مع تطور الجيوش ، وكان عصر الصناعة ( القرن الثامن عشر) هو البذرة الأولى لتطور مفاهيم وإستراتيجيات الحروب، وهو العصر الذي ظهرت فيه البندقية والمدفع والآلات البخارية. ثم شهد القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ظهور الفكر العسكري المنطقي، وظهورالمنظرين العسكريين، أمثال (كلوزفيتز) و(جوميني) و (ليدل هارت) وغيرهم، وقد تطرق كلوزفيتز في كتابه فن الحرب إلى أهمية التركيز على قوات العدو وما لديه من موارد لإستخدامها في تقدير الموقف ، أما ليدل هارت فيستطيع من أطلع على نظريته (الاقتراب غير المباشر) أن يلمس مدى تركيز النظرية على القضاء النفسي على الخصم قبل القضاء عليه مادياً، ومن أساليب القضاء النفسي على الخصم تدمير خطوط مواصلاته ومحاور إمداده في العمق.
وعندما تسنم هتلر للحكم عام 1933م، ركز على مكننة الجيش ، ورغم أنها نقلة نوعيه في قطاع النقل بالذات، إلا أن قطاع الصيانة لم يكن يملك القدرات والمهارات اللازمة لصيانة تلك العربات. كما أنه لم يتضح بعد أسلوب صيانة ونقل احترافي.
وبعد انتهاء الحربان العالميتان وحصول الاستقرار السياسي والعسكري في أنحاء شتى من الكرة الأرضية، أنفجر سباق التسلح المحموم في كثير من الدول. وعكفت الجيوش على إعادة هيكلة وحداتها، وصياغة مذاهبها واستراتيجياتها العسكرية، بالشكل الذي يتناسب مع المتطلبات المستقبلية متخذين من الدروس المستفادة من الحربين العالميتين مرجعاً لهم. وحظي الإمداد والتموين بجزء كبير من الاهتمام، فظهرت بوادر إمداد وتموين حديث ومنظم. وأصبحت الفلسفة العامة له كالتالي:
× يتم التخطيط والتنفيذ للإمداد والتموين على ثلاثة مستويات: إستراتيجي، عملياتي، تكتيكي.
× مستويات الإسناد أربعة مستويات: تنظيمي ، مباشر ، عام ، ومركزي.
× كل مستوى تمويني يطلب الإسناد من المستوى الأعلى منه ويُقدم الإسناد للمستوى الأدنى منه ولا يجوز تجاوز المستوى التالي وطلب الإسناد من المستوى الذي يليه إلا في حالات خاصة.
*قصر خطوط الإمداد يُعطي تميزاً قوياً للعمليات العسكرية.
*كل مستوى إسنادي له قدرات محدودة.
*كل ما تم تقديم الإسناد التمويني بكفاءة عالية انعكس ذلك إيجاباً على جاهزية الوحدات، وروح الجند المعنوية.
*يجب أن تعمل وحدات الإمداد والتموين في إندماج وتكامل تام.
*يتم الاعتماد على نظام المستودعات التموينية وورش الصيانة الثابته في مواقع القوات (المعسكرات).
*على كل وحدة الاحتفاظ بكميات كافية من التموين ولعدد مُحدد من الأيام، لتستطيع القيام بمهامها القتالية حتى وصول إسناد من مستوى أعلى.
*يجب على كل وحدة الاعتماد على وسائل نقلها العضوية وعند الحاجة يتم طلب الإسناد من المستوى الأعلى.
*الإسناد التنظيمي -أدنى مستوى إسناد- يُقدم لكتيبة، والإسناد المباشر يُقدم لمستوى لواء، والإسناد العام أعلى من مستوى لواء.
*تحتوي كل كتيبة قتالية على فصائل إمداد وتموين وركن تموين، وكل لواء يحتوي على كتيبة إمداد وتموين وركن تموين وسرية هندسة وطبابة لإسناده.
*تملك كل وحدة جدول تنظيم ومعدات، يُحدد استحقاقها من المواد التموينية ، ويجب التقيد به.
*الإسناد الفعال هو الإسناد الذي يتم في الوقت والمكان المناسبين، وبالكميات المناسبة.
*السياسة التموينية الحديثة تُركز على الإسناد الفعال بتكلفة أقل.
*وحدات خدمات إسناد القتال تقدم الإسناد في الميدان، ويجب أن تكون مرنة بالشكل الذي يساعدها على التحرك خلف القوات، وينطلق منها عناصر سريعة الحركة لتقديم الإسناد المباشر داخل محاور التقدم.
*الاستفادة القصوى من الأنظمة الآلية في تسهيل إجراءات الإمداد والتموين، وربط الوحدات والمستودعات التموينية بعضها ببعض. ومراقبة المخزون وتسهيل عمليات الطلب والصرف.
وبناءً على الفلسفة السابقة فقد تعددت التعريفات والمفاهيم التي تصف الإمداد والتموين، وجميعها تصب في اتجاهٍ واحد، ومن أهمها ما يأتي:
*الإمداد والتموين هو تكامل النقل والتموين والتخزين والصيانة، وتحقيق العتاد، والتعاقد، وجعلها عملاً واحداً يضمن عدم حصول أي خلل في هذه المجالات، ويمهد الطريق لإنجاز مهمة أو إستراتيجية مُحددة.
*علم الإمداد والتموين هو علم تخطيط وتنفيذ وحركة وصيانة القوات، ويشمل التخطيط، التطوير، الطلب، التخزين، الحركة، التوزيع، الصيانة، الإخلاء، التخلص من الممتلكات.
لكل شيء في الحياة مبدأ ينطلق منه ويرتكز عليه، ويعتبر المفكر والباحث (فوللر) أول من استنبط مبادئ حرب واضحة المعالم طبقتها القوات البريطانية عام 1920م ، بعدها ظهرت مبادئ الحرب الرسمية الأمريكية، ثم وضع (فوش) مبادئ الحرب الفرنسية. وبقيت تلك المبادئ محل التجربة والتطبيق حتى الحرب العالمية الثانية ورغم أن هناك اختلافاً في المبادئ عند بعض الجيوش إلا أنها لا تتغير كثيراً من حيث المضمون، ومن وجهة نظر الكثير أن مبادئ الحرب عند الجيش الأمريكي التي طورها ورسخها (جونستون) هي الأكثر شمولية، وهي كالتالي:
الهدف، والهجوم، والحشد، والاقتصاد في القوى، والمناورة، ووحدة القيادة، والأمن، والمفاجأة، والمرونة، والروح المعنوية، والشؤون الإدارية، وحرية العمل، والمبادأة، وخفّة الحركة.
وفيما يخص الإمداد والتموين، فقد تمت صياغة مبادئه بشكل يتناسب مع مبادئ الحرب، فيجب أن تكون مبادئ الإمداد والتموين تدعم كل مبدأ من مبادئ الحرب. لينعكس ذلك بأثر إيجابي على قدرات القوات.

 

 


 

   

رد مع اقتباس