الثقافة العسكرية
هانئ أحمد الدرديري
بسم الله الرحمن الرحيم
{فهزموهم بإذن الله وقتل داوود جالوت وأتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين}
البقرة/ 251
يعود الفضل في التفكير في هذا الموضوع إلى الجهد المشكور الذي تبذله المؤسسات الثقافية والفكرية العربية بفروعها المختلفة لدى أبناء الأمة العربية، فقد استلفت نظري هذا الجهد، ورجوت لو احتلت الثقافة العسكرية العامة قدرا منه، خصوصا وأن المكتبة الثقافية على غزارة إنتاجها لم تشتمل إلا على قدر ضئيل من كتب الثقافة العسكرية، وعلى الرغم من أننا جميعا في حاجة إلى قدر من الثقافة العسكرية يتيح لنا تتبع الأحداث العسكرية الجسام التي تميز بها قرننا الحالي، والتي كان نصيبنا منها غير قليل.
وليس من غرضنا في هذه الصفحات أن نعرض للتاريخ العسكري، أو نعرض للعلوم العسكرية كما يفهمها- أو يجب أن يفهمها- العسكريون والحرفيون،! فحسبنا هنا - ونحن في مجال الأخذ من كل فن بطرف - أن نعرض للأصول العامة للأنواع المختلفة من الحروب، سواء كانت هذه الحروب تقليدية أم حرب عصابات أم حروب نووية.
وسيمر بنا في حينه أن الأصول العامة بالنسبة لحروب التقليدية وحروب العصابات تعني المبادئ العامة التي تحكم عناصر هذه الحروب، وكذا المبادئ العامة التي تحكم عناصر هذه الحروب، وكذا المبادئ العامة التي تحكم الإعداد لها. وأما بالنسبة للحرب النووية فقد رأيت - حين حاولت التصدي لها- أن أقتصر على مبدأيها العامين في الهجوم والدفاع، واعتمدت في ذلك على بضعة من العوامل والاعتبارات التي أرجو أن يشاركني فيها القارئ الرأي.
ولقد كان من المناسب - وهذه الأنواع الثلاثة من الحروب تتباين تباينا شديدا - أن نعرض لكل منها في فصل يستقل.
ولهذا تناولنا في الفصل الأول الحرب التقليدية: عناصرها وقواعد الإعداد لها.
وتناولنا في الفصل الثاني حرب العصابات: عناصرها وكيفية الإعداد لها.
وأما الحرب النووية، فقد فرض التناسب الشكلي أن نكتفي بتناول مبدأيها العامين في الهجوم والدفاع في فصل خاص فحسب.
هذا والله ولي التوفيق.
هانئ أحمد الدرديري