الموضوع: لعبة الحرب
عرض مشاركة واحدة

قديم 09-06-09, 11:15 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي لعبة الحرب



 

لعبة الحرب


المقدمة


تُعدّ ظاهرة الصراع من الحقائق الثابتة في الواقع الإنساني والاجتماعي، إذ تعبر عن موقف ينشأ من التناقض في المصالح، أو القيم بين أطراف على وعي وإدراك بهذا التناقـض، ونظراً لزيادة العنف الدولي فقد تحتم علي الكيانات السياسية توفير الحماية والأمن اعتماداً علي قدرتها الدفاعية، ولذلك أصبحت القوي العسكرية عنصراً مؤثراً في سياسة أي دولة؛ لتحقيق غاياتها القومية، وإذا كان النصر في الصراع المسلح هو هدفها، فإن ذلك يتوقف بالدرجة الأولي علي التخطيط الصحيح والمتكامل لإعداد الدولة للحرب، ويشمل هذا الإعداد جميع قدرات الدولة المختلفة السياسية ـ الاقتصادية ـ العسكرية، وحتى تتمكن القوات المسلحة من تنفيذ مهامها
في صراعها المحتمل يتطلب ذلك:
الإعداد البشري، وتوفير السلاح اللازم، والتدريب الجيد، والتخطيط الاستراتيجي لاستخدام القوات، إضافة إلى تجهيز مسرح العمليات ، واستلزم التعقيد الشديد لعمليات إعداد القوات إنشاء جهاز متخصص للإشراف على: التدريب والتسليح والتخطيط وإدارة العمليات، وتأكدت أهمية هذا الجهاز خلال الفترة 1866م ـ 1870 م أثناء التعبئة للحرب البروسية، ولذلك بدأ الاهتمام بتشكيل هيئات الأركان والقيادات المختلفة، ولتعدد مهامها فقد تم تجهيزها بالمعدات والحواسب اللازمة التي تمكنها من تنفيذ واجباتها بنجاح، إلا أن النجاح يتوقف بعد ذلك على تدريبها المستمر، الذي يجب أن يتسم بالواقعية، وله أشكال وطرق مختلفة، وطبقاً لخطة العمليات، وطبيعة الصراع المسلح المنتظر، وتدريب القيادات وهيئات الأركان.
ويُعدّ أسلوب التدريب من خلال لعبة الحرب أرقى وسائل التدريب، وأقربها للواقعية، وأقلها تكلفة كذلك، ومن ثم تستخدم لتدريب الضباط وهيئات الأركان في جيوش العالم كافة.
كما تُعدّ لعبة الحرب إحدى الطرق الحديثة المتبعة حاليّاً لتحليل الصراع المحتمل؛ والوصول للبدائل والإستراتيجيات التي يتم خلالها اتخاذ القرار، كما تمثل لعبة الحرب أهم الأساليب التطبيقية لبحوث العمليات؛ التي تهدف إلى اكتساب الخبرة وإدارة المعارك، وإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات التي تجابه القوات، خاصة بعد تطور الصراع المسلح من حيث طرقه وأساليبه وأسلحته، ومع تعدد المواقف الحادة، وزيادة حجم المعلومات غير المحدود، والذي انعكس علي عملية اتخاذ القرار، أصبحت إدارة المعارك والعمليات الحربية تتسم بالتعقيد الشديد.
ومنذ نشأة لعبة الحرب في مطلع القرن السابع قبل الميلاد هي تُعدّ إحدى وسائل التدريب للقادة وهيئات الأركان، كذلك تم استخدامها وسيلة اختبارية عند التخطيط للعمليات، أو عند إجراء العمليات البحثية المحددة لمواجهة استخدام أسلحة متطورة، أو تنظيمات جديدة، ولقد كانت فترة الحربين العالميتين، الأولي والثانية، من أهم مراحل تطور استخدام لعبة الحرب والتي أصبحت من أهم أساليب بحوث العمليات، ولقد زادت أهمية لعبة الحرب بعد استخدام الحاسبات في النصف الثاني من القرن العشرين، إذ تم استخدامها أسلوباً أساسياً لمواجهة العديد من المشكلات والوصول إلى أساليب قتال جديدة، وأيضا لتحقيق أفضل النتائج بأقل الخسائر طبقاً للإمكانات المتاحة، ولقد وضحت أهمية لعبة الحرب وكذلك علاقتها الوثيقة ببحوث العمليات خلال حرب الخليج الثانية، سواء في عمليات الإعداد، أو أثناء نقل قوات التحالف، وحتى إجراء الانفتاح الإستراتيجي لتنفيذ عمليتي درع الصحراء وعاصفة الصحراء، إذ ظهرت العديد من المشكلات الناجمة عن عدم الإعداد المسبق والتخطيط لعمليات النقل الإستراتيجي الجوي والبحري، وكذلك لم يكن هناك أي تصور مسبق للتهديدات المحتملة وأسلوب مواجهتها، ومن ثم ظهرت المشكلات الإدارية، ومشكلات التنسيق بين القوات، ومشكلات تنفيذ خطط العمليات.



نشأة لعبة الحرب ودورها فى تطوير بحوث العمليات

نشأة لعبة الحرب وتطورها عبر التاريخي

منذ عام 500 قبل الميلاد تخيل صن تزو معركته التي ستدار بين قواته والقوات المعادية، وصورها على الأرض بأشكال مصغرة، وبدأ في تحريكها طبقاً لاحتمالات تطور أعمال القتال، وطبقاً لذلك تمكن من استنتاج أنسب الأساليب التي تمكنه من مجابهة أعمال القتال المعادية، ومن ثم يكون صن تزو أول من أنشأ، بحاسته العسكرية، نموذجاً لمواقف العمليات، وتوصل للطريقة المثلى التي تصبح فيها قواته أكثر فعالية في مواجهة الأعمال العدائية، ومنذ ذلك التاريخ أصبح هذا الأسلوب من الوسائل المتبعة لاختبار الأعمال والأعمال المضادة، ومع التطور التكنولوجي واكب هذا الأسلوب الكثير من التغيير والتطوير؛ ليصبح حاليّاً ما يعرف بالمباريات الحربية، وخاصة مع زيادة استخدام الحواسب الآلية، وأصبحت المباريات الحربية إحدى الوسائل العلمية والعملية؛ التي تمثل لعبة الحرب من حيث احتوائها على قوات متضادة، قد تكون من قوتين أو أكثر، ولها أهدافها المتعارضة؛ التي تسعى لتحقيقها في صورة صراع مسلح، وفي هذا الصراع تظهر المشكلات والمواقف المختلفة؛ التي يلزم إيجاد الحلول المناسبة لها،وهو ما يسمى بإدارة المواقف في المعارك، وبذلك تكتسب القيادة الخبرة اللازمة دون التعرض للكثير من الخسائر التي تنتج من الحروب الفعلية، وتحد أيضاً من التكاليف المرتفعة لتنفيذ بعض وسائل التدريب، كما تتغلب على مشكلة عدم توافر مناطق تدريب مناسبة للقوات، وهي مشكلة تواجهها كثير من دول العالم حاليّاً.

التطور التاريخي للعبة الحرب

جاءت فكرة لعبة الحرب نابعة من لعبة الشطرنج التي ظهرت بالهند في مطلع القرن السابع عشر، وكانت تمارس بواسطة الأمراء والملوك، وفي عام 1744م تم تعديل قواعد الشطرنج لتتوافق مع أساليب القتال، وتم ذلك من خلال إضافة قطع عسكرية إلى اللعبة، وسميت آنذاك بالشطرنج الحربي، وفي مطلع عام 1780م تم استحداث لعبة تدريبية استخدم فيها رقعة شطرنج مكونة من مربعات يتجاوز عددها ألف مربع، وصممت لتمثيل طبيعة الأرض بما تحتويه من مدن، وقرى وأنهار، وطرق، وغيرها، كما استخدمت القطع لتمثيل القوات العسكرية المختلفة مثل المشاة والفرسان (الدروع) والمدفعية، وتم وضع القواعد المنظمة لهذه اللعبة، وكان هناك حكم يراقب سير المباراة بين الطرفين، وفي نهاية القرن الثامن عشر قدم الدانمركي "جورج فنتوربيتس" طريقة جديدة للمباراة أكثر تفصيلاً، وسميت بالعبة الحرب الجديدة NEW WAR GAME، والتي كانت تدار على رقعة شطرنج مكونة من 3600 مربع، إلا أن قواعد هذه المباريات كانت شديدة التعقيد، تحتاج إلى دراسات مختلفة لتفهمها.

أما الشكل الحديث للعبة الحرب فإنه كان من تصميم مواطن بروسي يدعى "ريزوارتز" REISSWARTZ، قام بتطوير لوحة الشطرنج لنموذج مجسم رملي يماثل طبيعة الأرض التي يراد التدريب عليها تماماً.

ومن ثم تحررت لعبة الحرب من قيود الشطرنج، كذلك لم يتقيد استخدام القوات بمربعات لوحة الشطرنج، وفي عام 1824م تم نقل المباراة إلى خريطة عليها جميع المعالم الطبيعية والصناعية، كذلك تم إصدار مجموعة من القواعد والنظم، أطلق عليها نظم وقوانين تمثيل المناورات العسكرية، وكان هذا التطور هو البداية الحقيقية، ونَشَأَتْ لعبة الحرب أسلوباً تدريبياً منظماً للضباط والقادة، ونفذ الإمبراطور وليم الأول لاحقاً هذا الأسلوب في الجيش البروسي.

تم التنظيم العملي لأول لعبة حربية في ألمانيا عام 1848م بواسطة فون تلاكنستين وقد مثلت معركة بين بروسيا والنمسا، وكان لهذه العبة تأثيرها على القادة العسكريين، على الرغم من الشعور بأن قواعد هذه العبة افتقرت إلى كثير من الأسس، كما أنه لم يكن فيها حرية لاتخاذ القرارات التي تتطلبها المستويات المختلفة، وفي عام 1876م روجعت القواعد التي تم إتباعها في هذه العبة وتم تعديلها حتى أصبحت تتوافق مع الغرض منها، ولقد أكد بعض الخبراء العسكريين أن نصر ألمانيا في حرب FRANCO-PRUSSIAN عام 1871م يرجع أساساً إلى نتائج العبة الحربية التي تم تنظيمها قبل الحرب، وقد وضعت هذه النتائج في الاعتبار عند التخطيط للمعركة الأساسية.

بدأت العبات الحربية تطورها في ألمانيا، خاصة بعد الحرب البروسية الفرنسية، كذلك ظهر اهتمام معظم دول العالم بالاستفادة من تطبيق العبات ا لحربية؛ إلا أن ألمانيا استمرت في المحافظة على تفوقها في إعداد قواعد العب الحربى وتطوير فنونها، ولقد استخدم القادة الألمان العب الحربى في تطوير خططهم في كل حروبهم في مختلف المناطق، واتبعوا طرقاً متعددة مختلفة، وانتشر هذا الأسلوب بعد ذلك في العديد من بلدان العالم بعد إجراء التعديلات اللازمة فيه بما يتوافق مع أساليب قتالها، وطبيعة أرضها ونوع قواتها وحجمها.

مفهوم لعبة الحرب

تعدّ لعبة الحرب من أساليب التحليل والاسترشاد وطرقه الأساسية للقائد وهيئة أركانه، إذ تمكنه من تحليل الصراع المحتمل، وتعرف البدائل والإستراتيجيات التي يتخذ من خلالها قراره وفق حجم الإمكانات والمعلومات المتاحة لدى الأطراف المتصارعة.

وبنهاية لعبة الحرب وتقييم نتائجها يكون هناك تحليل كامل للخطط التي تم تنفيذها، وعوامل نجاحها، وأسلوب التغلب على نقاط الضعف فيها، ومن ثم فإن لعبة الحرب محاكاة للواقع، وتمثل للحقيقة بجميع أبعادها بالنسبة لأطراف الصراع، من خلال أحداث ومتغيرات مؤثرة ومستمرة على طرفي الصراع في إطار البعد الزمني.

بحوث العمليات و علاقتها بلعبة الحرب

تُعدّ لعبة الحرب أحد أفرع بحوث العمليات الأساسية، وهي وسيلة القائد لتحقيق الاستخدام الأمثل للإمكانات المتاحة، والتي تستخدم لترشيد القرار وتصحيحه في ضوء القيود المفروضة، وفي وجود عدد من الأطراف التي تتعاون، أو تتنافس، أو تتصارع، بهدف تحقيق أهداف مشتركة أو متناقضة، وتستخدم النظريات الرياضية في أساليب وطرق بحوث العمليات بصفة عامة ولعبة الحرب بصفة خاصة، بهدف الوصول إلى الحل الأمثل لاستخدام الإمكانات المتاحة، وذلك بإيجاد قيم ومقاييس محددة للعوامل والمتغيرات المؤثرة، وبتحديد العلاقة بين هذه القيم يمكن تحديد النتائج الفعلية والعملية لاستخدام القوات والوسائل في ظروف محددة، بإتباع أسلوب التحليل الكمي والنوعي والنظريات الرياضية المستخدمة.

وبحوث العمليات تعبير يطلق على مجموعة من الأساليب والطرق الرياضية المستخدمة في تحليل المشكلات، والبحث عن الحلول المثلى لها، وبحوث العمليات حين تتعرض بالتحليل لمشكلة ما، فإنما تحوى المشكلة بجميع جوانبها وأبعادها، وتعتمد بحوث العمليات على علوم مختلفة ومتعددة، ولذلك يشكل لها فريق بحثي يضم مجموعة من علماء الرياضيات، والاقتصاد، والمنطق، والإدارة، وغيرهم من العلماء في التخصصات التي يكون لها إسهام في تحليل المشكلة، وحلها بأسلوب شمولي، وفي إطار يشمل جوانبها المتعددة والمختلفة.

ونشأة بحوث العمليات غير معروفة على وجه التحديد، ولكن تطورها التاريخي ارتبط أساساً بتحليل المعارك والعمليات السابقة، والأساليب المختلفة لإدارة المعارك الحربية، وخاصة في الشق المتعلق بتحليل نتائج الأعمال القتالية، وتقييمها للجانبين المتضادين، وتمثل البداية الحقيقية للأسلوب المتكامل لتطبيق المنهج العلمي؛ لإيجاد الحلول المناسبة من خلال بحوث العمليات، والتي ترجع إلى فترة الحرب العالمية الثانية، إذ تكون أول فريق متكامل لبحوث العمليات في قيادة القوات الجوية الملكية البريطانية في ستانمور Stanmore في عام 1939م، وكانت المشكلة الأساسية التي واجهت فريق بحوث العمليات هي كيفية إدماج نظم الرادار الجديدة في النظم التقليدية؛ لمراقبة مسرح العمليات التي كانت قائمة على مجموعات من الجنود المدربين على الاستطلاع بالنظر، وتحديد الطائرات المعادية، والإبلاغ عنها، وفي الوقت نفسه تم إعداد دراسات أخرى لتحليل التباين في كفاءة أداء محطات الإنذار المختلفة، وترتب على هذه الدراسات تحديد بعض نقاط الضعف في شبكات الإنذار، والخروج بتوصيات لتحسين أساليب الأداء، ولقد أسهمت جماعات بحوث العمليات البريطانية في دراسة

الموضوعات الحيوية للقوات الجوية والجيش بصفة عامة، والتي تمثلت في الآتي:

أ. دراسة العمليات الليلية للقوات الجوية الألمانية وتحليلها، ورد الفعل لدى وحدات المرقابة الأرضية.
ب. دراسة مشكلة التنسيق بين أجهزة الرادار وبين وسائل الدفاع الجوي الأرضية، بحيث يتم تحديد مدى وحمولة أيَّة مقاتلة مغيرة.
ج. دراسة أساليب الكشف عن السفن والغواصات المعادية بواسطة أجهزة رادار محملة على الطائرات.
د. تحديد الحجم الأمثل لمجموعات السفن التجارية التي يمكن أن تبحر معاً حتى تتعرض للحد الأدنى من الخسائر الناتجة عن هجوم الغواصات المعادية، وكذلك تحديد الحد الأدنى من سفن الحراسة والطائرات المخصصة للحماية.
هـ. تطوير أساليب الدفاع المدني من خلال تجميع البيانات الشاملة للتدمير الناتج عن تعرض بريطانيا للقصف الجوي المعادي المستمر وتحليلها.

ومع تطور الحرب لصالح الحلفاء، إضافة إلى التطور في أساليب بحوث العمليات، اتجهت فرق البحث لتطوير العمليات الهجومية للقوات البريطانية، إذ تمكنت من تحديد أكثر الأهداف الألمانية قابلية للإصابة، كذلك تم التنبؤ بأثر حمولات معينة من القنابل على أهداف محددة، ولقد ترتب على هذه الدراسات المتعددة استنتاج مهم، تمثل في أن التشكيلات الكبيرة من الطائرات المغيرة أقل عرضة للإصابة من التشكيلات الصغيرة، وقد نتج عن هذا أول غارة جوية على ألمانيا عام 1942م، واشترك فيها حوالي ألف طائرة.

وقد كان لنجاح بحوث العمليات في بريطانيا أثره الواضح في اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بهذا المنهج العلمي، والذي بدأت تتضح معالمه، وتتحقق من خلاله النجاحات المتتالية في معالجة مشكلات الحرب، ومن ثم فقد انتقل الاهتمام باستخدام بحوث العمليات إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1942م، من خلال بحث مشكلات الرادار في القوات الجوية الأمريكية، وفي الشهور الأولى لتطبيق بحوث العمليات في الولايات المتحدة الأمريكية كان هناك العديد من الباحثين، الذين يجري تدريبهم على الأساليب المختلفة لبحوث العمليات في جامعة برنستون ومعهد ماسوشوسيتر للتكنولوجيا.

وقد أسهمت فرق بحوث العمليات في الطيران والبحرية الأمريكية في دراسة العديد من مشكلات الحرب، وتمكن توماس أديسون، مستشار البحرية الأمريكية، من خلال دراسته أسلوب تحديد مسارات السفن، لتقليل احتمال إصابتها من ضربات غواصات العدو، تمكن من وضع أسلوب الحركة المتعرجة للسفن ZIGZAG وتطور بعد ذلك استخدام بحوث العمليات خلال الحرب العالمية، وأسهمت فرق بحوث العمليات في الطيران والبحرية الأمريكية في بحث العديد من مشكلات الحرب والتي تمثلت في الآتي:

أ. بحث مشكلات التعامل مع الغواصات المعادية لصالح البحرية الأمريكية.
ب. تحسين أساليب البحث عن سفن السطح المعادية والغواصات وتطويرها، ونتج عن ذلك خفض واضح لأعداد طائرات البحث والاستطلاع.
ج. تم استخدام أسلوب WAR GAME للتنبؤ بالعمليات المعادية المختلفة، وتحقيق فاعلية أكبر للأسلحة، وكذلك اختيار أساليب الدفاع المختلفة ضدها.

ولقد تطورت أساليب بحوث العمليات، لإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات الإدارية خاصة، والتي تمثلت في مشكلات المخزون، ومشكلات تخصيص الموارد، ومشكلات الإحلال، واستبدال المعدات وإصلاحها، ومع التطور المستمر لفنون وطرق إدارة الحرب وضحت أهمية الاستفادة من بحوث العمليات؛ لمعاونة القادة وهيئات الأركان على اتخاذ القرارات المناسبة الخاصة بالمعارك والعمليات الحربية، بالاختيار الأفضل بين البدائل المطروحة، وكذلك تحسين الأداء بالنسبة للأعمال القتالية أو الإدارية المطلوبة، ومن أهم استخدامات بحوث العمليات تحديد أسلوب زيادة سرعة القوات والوحدات في التدريب والعمليات ودراسته، وكذلك تحديد كفاءة القوات، وأيضاً، اختبار الأسلحة والمعدات، واختيار أنسب أسلوب لاستخدامها.

يتم تطبيق بحوث العمليات على نطاق واسع في العديد من جيوش العالم حاليّاً؛ لتحديد مواقع الأسلحة، ومستويات التسليح المختلفة، بهدف الوصول للحل المناسب الذي يحقق التخصيص الأمثل للموارد والقدرات المحدودة، ولقد أثرت بحوث العمليات وتطورها، ونتائج تحليل المعارك قبل الحرب العالمية الثانية وأثناءها، وما بعدها على التطور الحالي في مستوى إدارة لعبة الحرب وخاصة في الشق المتعلق بتقييم نتائج أعمال القتال، إذ قام العالم الإنجليزي لانكستر، في غضون الحرب العالمية الأولى، بتحليل صور القتال المختلفة التي تمت خلال المعارك والعمليات، في محاولة منه للوصول إلى العلاقة التي تربط بين حجم الوحدات من حيث قوتها وتنظيمها وتسليحها

وكفاءتها القتالية، وبين احتمالات النصر الممكنة، ومن خلال الدراسات التي أجراها تم التوصل إلى قوانين لانكستر، وهي:

أ. قانون لانكستر الخطي: وهو يوضح العلاقة بين نوع محدد من السلاح واحتمالات النصر، عندما كان يستخدم السلاح البدائي السيف.
ب. قانون لانكستر التربيعي: وهو يوضح العلاقة بين قوة الوحدة المتعددة الأسلحة وكفاءتها، واحتمالات النصر عندما ظهرت الأسلحة النارية.

ولقد أكدت نتائج دراسة لانكستر أهمية استخدم مبدأ الحشد

كان للحرب العالمية، واستمرارها فترة طويلة الأثر الكبير في بلورة مفاهيم بحوث العمليات والنظريات التي تطبقها، ومن بينها نظرية لعبة الحرب ومن بين التطبيقات الناجحة التي تمت خلال الحرب، وتمت الاستفادة منها تطبيق مناورة القطع البحرية الصغيرة أو الكبيرة أثناء تعرضها للهجمات الجوية المعادية،وإيجاد الأسلوب الأمثل لهذه المناورة، وقد تأكد مفهوم أن القطع الكبيرة يجب أن تلجأ إلى المناورة الحادة عند مهاجمتها بالطائرات المعادية، في حين أن القطع الصغيرة يفضل أن تستمر على نفس خط سيرها، إذ وجد أن المناورة الحادة تؤثر على قدرات أسلحة الدفاع الجوي المسلحة بها وفعاليتها.

وامتازت فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، بانطلاق بحوث العمليات في مجالاتها المختلفة، ودخول عمليات التنبؤ بالمستقبل، والتطور الكبير في أساليب تنفيذ لعبة الحرب إذ تم الاستخدام الموسع للحواسب التي تزود بمعلومات عن القوات المتضادة، وطبيعة مسرح عملياتها، ثم توضع السيناريوهات المختلفة للمواقف، ويلي ذلك إدخال البيانات للحواسب بصفة معطيات وفق القرارات التي اتخذها القادة، ويتتابع بعد ذلك تحليل القرارات والمواقف، وإصدار النتائج والتقييم لكل مرحلة من مراحل العبة وفي النهاية يتم الخروج بالدروس المستفادة المطلوبة.

ولقد تم إجراء أشهرلعبة حربية بهذا الأسلوب في عام 1962م بعد أزمة الصواريخ الكوبية، وتمت باستخدام الحواسب، وأكدت نتائجها قدرة القوات الأمريكية على التفوق في أية حرب نووية، وكان قد تم الإعداد لهذه العبة خلال ثلاث سنوات، واستغرق تنفيذها خمسة أشهر، وتم خلالها تقييم مائة وستين ألف موقف بواسطة الحواسب الإلكترونية؛ لتحديد أية الضربات الناجحة، وأيتها الفاشلة، وحجم الخسائر المحتملة في كل ضربة، وأي الجانبين يمكنه البقاء بعد تلقي الضربات.



 

 


 

المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس