الموضوع: معركة الصريف
عرض مشاركة واحدة

قديم 25-05-10, 09:53 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

المعركة
في صباح يوم 17 مارس1901، قام ابن رشيد بأداء رقصة العرضة الحربية، وقام كل واحد منهم بتوديع صاحبه وأخيه حيث لا يعلم أحد إن كان سيرجع أم لا، وكان ابن رشيد يود أن يؤخر الحرب ليوم آخر، وقام بإرسال مجموعة من الخيالة عدتهم الرماح من أبناء حمود العبيد الرشيد والطلال، وهجموا على جيش مبارك الصباح، فقابلهم جيش ابن صباح بإطلاق الأعيرة النارية من البنادق وانكسروا، فلما رجعوا إلى ابن رشيد قال لهم: وأنا اخو نوره اكسروكم. فردوا عليه: يا طويل العمر لم نجد خياله رماح لقينا أهل بنادق بوارديه. فقال ابن رشيد: يا الله زملوا وحطوا ردايف وسوقوا المسيوق.


وفي ذلك الوقت وصل مئة وخمسون فارس من قبيلة شمر والتحقوا بجيش ابن رشيد وطلبوا الإذن بالقتال فقال لهم بعض رؤساء جيوشه اصبروا علينا حتى نشرب القهوة ونهجم جميعا فإما لنا وإما علينا. فلما سمع ابن رشيد هذا القول وعلم المسبب لتأخير القوم عن الهجوم هو شرب القهوة أمر أن تقلب أواني القهوة ويراق ما فيها على الأرض وقال لهم: من يريد أن يشرب القهوة فهذه قهوة عدوه قريبه منه. عندئذ هبت القبائل وعزمت على القتال فمنعهم ابن عبد العزيز الرشيد من ذلك وأمرهم ألا يكون ذلك إلا بعد تقديم المسيوق، فأحضرت المسيوق هناك طلب عبد العزيز الرشيد أن يتقدمها بعض الفرسان فتطوع سالم ومنها ولدا حمود العبد الرشيد وعبد الله السبهان العلي ورئيس عشيرة قحطان. وأبى عبد العزيز الرشيد أن يتقدم عليه أحد وقال: لا يتقدم إلا أنا فإما أن أقتل أو انتصر فإن قتلت فإني فداء لملكنا (يعني الخليفة العثماني).


فاستل سيفه ووضعه على كتفه ثم لبس رداء أحمرا واعتم بعمامة حمراء حتى يتميز في القتال ونشر ذوابتيه على كتفه ثم اتجه إلى فهد الشعلان ومن معه من مشايخ الرولة وقال لهم: أرجوكم عدم خوض المعركة لأنكم ضيوف لدينا ونحن نكفيكم ذلك فإن دارت الدائرة علينا فإنكم أولى بمالنا وحلالنا. فعندما سمعوا هذا الكلام أخذتهم النخوة فقام الشيخ فهد الشعلان وحث جماعته على الإشتراك في القتال ومساعدة عبد العزيز الرشيد.


وفي تلك الأثناء وفي جيش مبارك الصباح، وعندما أصدر مبارك الصباح أمره بالهجوم، قام حمود الصباح أخ مبارك وأخذ يتكلم وقال: يا عيال يا عيال يا عيال حمروا العيون ساعة منقضية أنتم في ديرة ابن رشيد والله لن يترك أحدا منكم حيا إذا انكسرتم، يا عيال يالطيبين تكفون. فقام البلاجي وقال: إياكم أن تركضوا وتسرعوا في المشي وتندفعوا بغير هدى تمهلوا ومشوا على هونكم. أي أثناء الهجوم، ولكن القوم لم يسمعوا الوصية، ولما بدت طلائع خيل ابن رشيد استبشروا بها لأنهم يعتقدون أن النصر لا محالة لهم لكثرتهم فأخذوا يركضون لملاقاة العدو بلا نظام ولا تدبير .


عندما ظهرت مسيوق ابن رشيد أمام جيش ابن صباح، بادرهم الجيش بإطلاق النار على المسيوق، حيث كان مبارك الصباح قد أوصاهم ببدء الحرب من ظهور المسيوق، حتى تلاحم الجيشين وتدانا بعضهم ببعض، وكانت بوادر الهجوم تشير إلى انتصار جيش مبارك الصباح ، وكانت جيش مبارك الصباح قد وصل إلى معسكر ابن رشيد وتمت هزيمة خيالة جيش ابن رشيد عدة مرات وكانت بوادر النصر لجيش مبارك الصباح واضحة، وحول ابن رشيد هجومه من الوسط إلى الأطراف والتي سرعان مان انهزمت وتركت مواقعها ، وقد كانت الرياح ضد جيش ابن صباح وأثارت الرياح الزوابع والعواصف الرملية، وأخذت القبائل المشتركة في جيش مبارك الصباح بالإنسحاب ، وقد قتل حامل بيرق جيش مبارك الصباح عبد الله المزين، وحمله بعده ابنه إبراهيم المزين الذي جرح، فقام بغرز البيرق في الأرض، وفي تلك الأثناء سمع صراخ رجل يقول: الكسيرة الكسيرة، وقد صمد أهل الكويت الحضر في المعركة لخمس ساعات متواصلة بعد أن سرت الهزيمة في صفوف جيش مبارك الصباح، وكان أول من انكسر من القبائل المتحالفة مع مبارك الصباح هذال الشيباني رئيس قبيلة عتيبة وكانوا ثلاثمائة، وفي هزيمته نهبت أتباعه مخيم مبارك الصباح وعبد الرحمن الفيصل آل سعود فصار يقتل بعضهم بعضا، ثم سرت الهزيمة في الجميع بعد ذلك ، أما مبارك الصباح فقد اضطر إلى ترك مخيمه معه سلطان الدويش ولحق به سعدون باشا وبنوه عقاب وهزاع بن عقاب، وفي تلك الأثناء ثبت حمود الصباح في أرض المعركة، وصاح قائلا: رد يا سالم النشامى النشامى، ولا أحد يجيبه فقد انكسر الجميع .


حال جيش مبارك الصباح بعد المعركة

بعد أن انتهت المعركة، هطلت الأمطار بشكل غزير، وكان جيش ابن رشيد يلاحق فلول جيش مبارك الصباح ، ومنهم من وصل إلى بريدة وتم تحذيرهم من أن جيش ابن رشيد يأخذ الكويتيون كأسرى، وقام بعد الناس بإرسالهم إلى عنيزة ، وقد كانت الأمطار في ليلة المعركة وسيلة لنجاة بعض الكويتيين ، وقام بعض أهالي عنيزة بإيوائهم ودلهم على الطريق ، وقد كان ابن رشيد قد أمر بقتل كل من يؤوي كويتيين معه .


وكان عدد المشاركين في المعركة من أهل الكويت 1200 مقاتل، لم يرجع منهم إلا 150 مقاتل، وعدد الذين قتلوا من جيش مبارك الصباح يتراوح ما بين 2000 إلى 3000 مقاتل، ومن بين القتلى حمود الصباح أخ مبارك وابنه صباح بن حمود الصباح وخليفة بن عبد الله الصباح وعبد الله السعدون شقيق سعدون باشا، والقتلى من جانب ابن رشيد كانوا حوالي 400 مقاتل، منهم طلال أخ ابن رشيد واثنان من أبناء عمومته سالم ومهنا ابني حمود وبعض أخواله .

وكان مبارك الصباح عندما شعر بالهزيمة واقعة لا محالة غادر أرض المعركة برفقته سلطان بن فيصل الدويش، وقد ذهب إلى الصمان عند قبيلة مطير، ولما وصل مبارك الصباح إلى الكويت لم يكن معه إلا اثنين من خدامه وكان ذلك في يوم 31 مارس1901 وكان يصادف أول يوم لعيد الأضحى، وكانت الأخبار قد سبقته بهزيمة جيشه وسقوط أعداد كبيرة من القتلى من أبناء الكويت، وقد سبقه أحد أتباعه وهو قرينيس، وروى لأهل الكويت ما جرى لجيش الكويت .

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس