عرض مشاركة واحدة

قديم 02-03-09, 05:10 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي قراءة في تاريخ القوة الجوية العراقية



 

بسم الله الرحمن الرحيم
..................................
قراءة في تاريخ القوة الجوية العراقية

بقلم اللّواء الطيارالركن /قائد قرش مشذوب – مدير العمليات الجوية


.........................................

المقدمة



نقدم قراءة في تاريخ القوة الجوية وبدايات تشكيلها منذ الاحتلال البريطاني للعراق في عشرينيات القرن العشرين بمساعدة بريطانية وبعد تشكيل الحكومة العراقية مارست بريطانية المماطلة بشتى الوسائل لتأخير تشكيل قوة جوية فعالة رغم هيمنتها على الجيش العراقي آنذاك وسوف نقدم هذه الدراسة بشكل حلقات وإنها مطولة تقريبا ولكي نذكر الأجيال سواء في قواتنا المسلحة أو المعنيين بدراسة التاريخ عن مداخلات تشكيل القوة الجوية العراقية التي تعتبر من أقدم القوات الجوية في الشرق الأوسط .


إن بريطانيا لها عذرها في المماطلة وتأخير تشكيل قوة جوية وجيش عراقي وان لها الحق في ذالك الوقت بالاحتفاظ بجيش يحمي مصالحها وكانت غايته آنذاك قمع انتفاضة في الجنوب وبالشمال في آن واحد وليس له القدرة على القيام بالدفاع عن الوطن وذالك لان بريطانيا دولة مستعمرة آنذاك وغايتها الهيمنة وحماية مصالحهانحن نعتقد في الوقت الحاضر إن غاية أمريكا كما هو معلن تختلف بشكل كلي عن الأهداف الأستعمارية لبريطانيا حيث أنّ هدفها ليس استعماريا .

وإنّ ما جاءت به أمريكا هو مكافحة الإرهاب والقضاء على الدكتاتورية وإرساء أسس الحرية والديمقراطية للعراق . لذلك نحن نطمح بالدعم الأمريكي للقوة الجوية والجيش العراقي لكي يصبح العراق قادرا على مقاومة الإرهاب كهدف أول والدفاع عن نفسه إزاء التهديدات الخارجية عند رحيل قوات متعددة الجنسيات ومساعدتنا على الحصول على طائرات تتناسب مع التهديد الداخلي والخارجي.


بعد تأسيس الجيش العراقي في عهد الاحتلال البريطاني بدأ السياسيون يفكرون في إنشاء قوة جوية لزيادة القدرة القتالية للجيش لان القوة الجوية سلاح له تأثير ووزن كبير على سير العمليات من كافة النواحي، بدأ التفكير بإنشاء قوة جوية صغيرة تتوسع تدريجيا مع الحاجة الفعلية للجيش وعلى اثر ذلك قررت الحكومة العراقية آنذاك إدراج ذالك المتطلب بصورة رسمية باتفاقية عسكرية وقعت عام 1924 م مع الحكومة البريطانية وألحقت بمعاهدة الصداقة البريطانية لسنة 1922م النافذة المفعول لمدة عشرين عام .

وقد جاء بالفقرة السابعة من تقرير المندوب السامي البريطاني أن القوة الجوية البريطانية سوف تنسحب من العراق خلال أربع سنوات فإذا لم يسمح للحكومة العراقية بالبدء بإنشاء قوة جوية خاصة بها قبل ذالك فان جيشها سوف يجد نفسه عاجزا من المحافظة على النظام وإخضاع السكان الذين سيعلمون بان القوة الساندة لهذا الجيش قد انسحبت وتركت البلاد .

موقف الحكومة البريطانية


أخذت الحكومة البريطانية بعد شعورها بعزم العراق على تقوية جيشه وإنشاء قوة جوية خاصة به تماطل وتضع العراقيل بوجه هذه الفكرة وامتنعت عن إعطاء أي معلومات أو مقترحات عن أسلوب إدارة القوة الجوية وتنظيمها ولم تكتفي الجهات البريطانية بذلك بل راحت تصدر إلى المستشارين العسكريين البريطانيين العاملين مع الجيش العراقي تعليمات بان يقدموا مقترحات من شانها العمل على تعويق نمو الجيش العراقي وتطويره .


موقف الحكومة العراقية



أثار هذا الموقف البريطاني حفيظة رئيس الوزراء العراقي آنذاك فصرح في المؤتمر الذي عقد في دار المندوب السامي البريطاني في بغداد في 30 آذار 1925م وحضره وزيرا المستعمرات والطيران البريطانيين بشعوره باتجاه هذه المعوقات وخيبة أمله من موقف الحكومة البريطانية وقد شعرت الحكومات العراقية المتعاقبة بعدم جدوى الاتصالات الشخصية والوعود الشفوية لتطوير الجيش العراقي فعمدت إلى الكتابة إلى الجهات البريطانية المسؤولة مبدية استياءها من هذه المماطلة ، وفي 14 نيسان عام 1925م كتب رئيس الوزراء العراقي إلى المندوب السامي البريطاني كتابا برقم 931 مبينا تذمره من هذه المعوقات .

وبعدها كتب رئيس الوزراء العراقي كتابا آخر إلى المندوب السامي البريطاني برقم 2993 بتاريخ 16 تشرين الأول سنة 1926م مبديا تأثره من المماطلة البريطانية أكثر من سنتين وعدم تطبيق بريطانيا المادة الثانية من الاتفاقية العسكرية المبرمة بين الحكومتين التي تنص على قيام بريطانيا بتدريب طيارين عراقيين في بريطانيا وكل ما تطلبه الحكومة العراقية هو تنفيذ البريطانيين تعهداتهم الصريحة خاصة بعد أن تم حسم مسألة أجور تدريب الطيارين بمبلغ أربعة ليرات انكليزية .


مشروع الجنرال ديلي



طلبت الحكومة العراقية من المفتش العام الجنرال ديلي تقديم مشروع لتطوير الجيش العراقي ليصبح قادرا على القيام بواجبات الدفاع عن بلده بعد انسحاب القوات البريطانية وقد قدم الجنرال ديلي في 7 آذار 1926م تقرير جاء في المادة الثانية منه ما يخص تطوير القوة الجوية العراقية ومن هنا بدأت قناعات بعض القادة البريطانيين تتحول نحو تقوية الجيش العراقي من خلال دعم القوة الجوية العراقية.


جواب المندوب السامي البريطاني


كان جواب المندوب السامي البريطاني بكتابه المرقم (br226 ) والمؤرخ 20 تشرين الأول عام 1926م مخيبا لآمال الحكومة العراقية اسوةً بما سبق في الاتصالات السابقة رغم انه ترك الباب مفتوحا على مصراعيه وذلك بوعده بأنه عازم على مفاتحة وزير المستعمرات عند قيامه بزيارة بريطانيا وانه لم يمض وقت طويل قبل الحصول على نتيجة مرضية من رسالة المندوب السامي في 20 1926.


موقف الحكومة البريطانية من مشروع الجنرال ديلي


طلبت الحكومة البريطانية من الجنرال ديلي إعادة النظر بمشروعه لأنه كان أكثر بكثير مما كانت ترغب به الحكومة البريطانية وقدم الجنرال ديلي بعد ذالك مشروعا بديلا سمي بالمشروع المعدل وقبلته الحكومة العراقية على مضض لأنه يمثل الحد الأدنى من القبول إلا إن الحكومة البريطانية رأت في هذا المشروع المعدل زيادة في حجم الجيش العراقي لاتتفق مع التوجهات البريطانية وقد جاء واضحاً في رسالة المندوب السامي في العراق إلى وزارة المستعمرات في 19 كانون الثاني 1927م إذ يبين في الرسالة إن ما ورد في المقترح لاينطبق كليا على المشورة الرسمية التي أسدتها الحكومة البريطانية من حيث ان الغاية هي تأليف جيش تقتصر مهمته الأساسية على توطيد الامن في البلاد .

أرسل المندوب السامي إلى وزارة المستعمرات مذكرة أكثر تفصيلا بيّن فيها حجم القوة الجوية العراقية المقترح تنفيذه للسياسة البريطانية وقد اقترح ان تكون القوة الجوية للدولة العراقية بقوة سرب واحد مؤلفة من 12 طائرة في سنة 1932م/ 1933م بدلا من مقترح سابق بتكوين سربين وكل سرب يحتوي على 18 طائرة بعدها استمرت الاتصالات بين الحكومة العراقية والبريطانية وتم عقد اجتماع بين المندوب السامي ورئيس الوزراء العراقي والمفتش العام الجنرال ديلي يوم 2 نيسان 1927م نوقشت فيه أمور تخص تطوير الجيش والقوة الجوية وقد أرسل المندوب السامي البريطاني في 3 نيسان 1927م مذكرة إلى وزارة المستعمرات بين فيها مادار في ذلك الاجتماع .


موافقة الحكومة البريطانية والدورة الأولى


بعد الإلحاح من الحكومة العراقية وافقت الحكومة البريطانية على تدريب 6 طيارين و 16 فنياً ، وقد تم الاتفاق على ان تكون دورة الفنيين في معسكر الهنيدي (معسكر الرشيد حاليا) والطيارين في انكلترا . وقد تم اختيار طلاب الدورة الأولى لأيفادهم إلى انكلترا للتدريب وليكونوا نواة القوة الجوية العراقية المزمع إنشاؤها وفيما يلي أسماء طلاب الدورة الأولى

1. محمد علي جواد / طالب في الصف المتقدم في المدرسة العسكرية.
2. ناطق محمد الطائي / طالب في الصف المتقدم في المدرسة العسكرية.
3. موسى علي / طالب في الصف المتقدم في المدرسة العسكرية.
4. ناصر حسين / طالب في الصف المتوسط في المدرسة العسكرية.
5 . حفظي عزيز / طالب في الصف الرابع الثانوي في الإعدادية المركزية
6 . بشير يعقوب / كاتب في وزارة المالية .

 

 


 

   

رد مع اقتباس