الموضوع: لعبة الحرب
عرض مشاركة واحدة

قديم 09-06-09, 10:36 PM

  رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

لعبة الحرب في الجيوش المختلفة وأسلوب تنفيذها

لعبة الحرب في الجيش الألماني

نشأت فكرة لعبة الحرب في ألمانيا منذ عام 1880م، وتطورت لتصبح تمارين عسكرية تدريبية وتخطيطية مفصلة، ذات فائدة كبيرة للقادة وهيئات الأركان، وتنوعت لعبة الحرب الألمانية، واشتملت على جميع المستويات بدءاً من السياسة الوطنية للدولة إلى لعب التحركات للقوات سواء المترجلة أو المحمولة وأصبحت لعبة الحرب هي الوسيلة الرئيسة لاختبار خطط الحرب الحقيقية، وتطويرها، وتدريب القادة وهيئات الأركان، كما تم إدخال تفاصيل متعددة ودقيقة، وإدخال أسلوب الحسابات بهدف تحقيق الواقعية.

لعبة الحرب والخرائط المثالية

وفي البداية كانت لعبة الحرب تدار على ما يسمى بالخرائط المثالية، وهي خرائط تدريب مبنية على الخيال أكثر منها خرائط حقيقية، وبعد تطور تجهيز وإعداد الخرائط وتوافرها بكثرة تم استخدامها، وقبل الحرب العالمية الأولى كانت لعبة الحرب تدار في ألمانيا على جميع المستويات بدءاً من مستوى الدورية وحتى الفيلق وكان يطلق عليها في ذاك الوقت Rey i-mental war games، وكان يتم التدريب عليها أول كل شهر على الأقل لكل مستوى، وهذه التسمية كانت طبقاً لمكان الإدارة وليس لمستوى المنفذين، أما الالعاب التي كانت تدار لتدريب قادة الفيالق والفرق والأفواج فكان يطلق عليها Great War Games، وعلى مستوى الأركان العامة الألمانية كانت تدار لعبة الحرب الإستراتيجية Strategic War Games بواسطة ضباط الأركان العامة لدراسة أماكن انفتاح القوات الألمانية وأسلوبها، واستخدام الجيوش الألمانية أثناء إدارة المعارك، وأسلوب التقييم المستخدم خلال هذه العب كان يتفاوت بين الأسلوب الحر والمقيد والمختلط، إلا أن الأسلوب المقيد كان يستخدم أساساً في الالعاب التي تدار حتى مستوى السرية والكتيبة، وخلال العمليات الفعلية؛ التي أدارها الجيش الألماني في الحرب العالمية الأولى أديرت لعبة الحرب على خطة دفاعية لأحد الفيالق، وأثناء إدارة العبة طغت على الموقف التعبوي العمليات الفعلية، بحيث أصدر المشاركون في العبة الأوامر الحقيقية للقوات لصد الهجوم.

لعبة الحرب والحظر على المانيا

نتيجة للحظر الذي فرضه الحلفاء على المنظمة العسكرية الألمانية بعد الحرب العالمية الأولى، تزايد استخدام لعبة الحرب في ألمانيا لجميع الأغراض، وعلى جميع المستويات، بالرغم من عدم استنباط وسائل جديدة لتقييم نتائج الاشتباكات للالعاب إلا أن خبرة كبيرة قد توافرت، مع الاقتناع التام للقادة والضباط بأهمية لعبة الحرب بوصفها وسيلة من وسائل تحليل الخطط واختبارها، وكذلك بوصفها إحدى الوسائل الرئيسة للتدريب على هذه الخطط، حتى أثناء وجودهم في ميدان المعركة.
وخلال هذه المرحلة كان يتم استخدام العديد من العاب الحرب على المستويات كافة، إذ أديرت الالعاب الحربية التكتيكية بغرض توفير الخبرة للقادة والضباط على المستويات الصغرى، وتدريبهم على اتخاذ القرار، وإصدار الأوامر اللازمة للتنفيذ، وكان بعض هذه الالعاب ذا جانب واحد والبعض الآخر ذا جانبين، وتقوم مجموعة السيطرة والمحكمين خلال العب بتحريك أوضاع الجانبين، والسيطرة عليهم وتقييم نتائج الاشتباكات.

لعبة الحرب الاستراتيجية

أما الالعاب الإستراتيجية فكانت تدار بواسطة القادة على المستويات العليا، وخاصة في كلية الحرب وفي هيئة الأركان العامة، كما تم خلال تلك الفترة إدارة الالعاب العسكرية/ السياسية، وكان يشترك فيها السياسيون ورجال الأعمال وممثلون عن الإنتاج الحربي ووزارة الإعلام فضلاً عن جميع أفرع القوات المسلحة وهيئة الأركان، وكانت لعبة الحرب تدار بهدف اختبار مبادئ الحرب. وكان ممثلو الجوانب المعادية يستخدمون إستراتيجيات وتكتيكات الدول المنتظرة أن تكون في الجانب المعادي، أما قادة القوات الصديقة والحليفة، فكان يتم تغييرهم عدة مرات بغرض الوصول لقرارات مختلفة يتم تحليلها وتقييمها؛ حتى يمكن تحديد فاعلية مبادئ الحرب التي يتم تنفيذها.

لعبة الحرب والاعداد للحرب العالمية الثانية

استخدمت لعبة الحرب خلال فترة الإعداد للحرب العالمية الثانية في ألمانيا بغرض تحليل الخطط المستقبلية واختبارها، وكانت الحملات العسكرية ضد كل من فرنسا والاتحاد السوفييتي قد سبقتها ممارسات متكاملة للعمليات المنتظرة بأسلوب لعبة الحرب إذ تم اختبار الخطة والتدريب عليها من مستوى هيئة الأركان المشتركة حتى مستوى قادة الفصائل، وأصبح كل منهم ملماً بمهامه بصورة تامة، وبالصعوبات التي يمكن أن يقابلها، وكذا بالقوات المعادية في مواجهته، وأسلوب عملها.

وأنسب أسلوب للتغلب عليها، الأسلوب المتبع في التنفيذ كالآتي:

- إدارة لعبة حرب على مستوى الأركان العامة، وخلالها تم اختبار الخطة وإجراء التعديلات اللازمة عليها، وأُصدر التلقين اللازم بالمهام إلى قائد مجموعة الجيوش الميدانية؛ الذي قام بإصدار أوامره وتعليماته إلى هيئة أركانه، وإلى قادة الفيالق.

- بالأسلوب السابق نفسه وخلال لعبة الحرب قام قادة الجيوش والفيالق بتلقين قادة الفيالق والفرق مهامهم، وهكذا استمر تلقين جميع المستويات حتى مستوى قادة السرايا والفصائل مع الحفاظ على سرية العملية، إذ أنها دارت كلها على أنها لعبة حرب وذلك خلال عام كامل قبل بدء الهجوم.

لعبة الحرب والنتائج المترتبة من الاسلوب السابق

نتج من إتباع هذا الأسلوب العديد من وجهات النظر على جميع المستويات خضعت كلها للمناقشات والتحليلات، وبالتالي تم إعادة النظر في تعليمات القتال وأوامره؛ لتتوافق مع التعديلات اللازمة في الخطة الفعلية للعملية، وبإتباع هذا الأسلوب حققت القوات الألمانية أهدافها خلال حملتها تجاه فرنسا، ولقد استخدم الألمان، أيضاً، لعبة الحرب التخصصية المختلفة، وكان منها الالعاب الإدارية التي كانت بهدف اختبار الإمكانات الإدارية، ومشكلات النقل على المستويات الإستراتيجية والتعبوية والتكتيكية، وكذلك كان يجري تنفيذ لعبة الحرب الخاصة بالقوات الجوية والبحرية، وكانت هذه الالعاب تنفذ خلال فترة الوقفات التعبوية وسط المعارك الحربية بهدف اختيار البدائل المتاحة أمام القادة، وأيضاً، للتدريب على تنفيذ المواقف.

لعبة حرب الجيش الخامس( بانزر المدرع)

في نوفمبر عام 1944م قام الجيش الخامس بانزر المدرع بتنفيذ لعبة حرب تحت إشراف قائد مجموعة الجيوش الألمانية، بغرض التدريب على إدارة معركة دفاعية لصد هجوم أمريكي محتمل، وخلال تنفيذ المباراة بدأ فعلاً الهجوم الأمريكي، وصدرت الأوامر إلى القادة المشتركين الذين لم تتأثر قواتهم بالهجوم بالاستمرار في تنفيذ العب واتخاذ القرارات بناءً على قاعدة البيانات التي تتوافر من جبهة القتال، وعندما ازداد الموقف صعوبة تلقى قائد الفرقة المدرعة (احتياطي الجيش) المشترك في العبة أوامره من هيئة إدارة العبة وبدلاً من إصدار أوامره في العبة أصدر أوامر فعلية لفرقته التي كانت لديها الانذار بالتحرك للقيام بالهجمات المضادة.

استخدام لعبة الحرب على اساس تاريخى

نظراً لما تميزت به لعبة الحرب من استخدام موسع في الجيش الألماني قبل الحرب العالمية الثانية وأثناءها، واقتناع الضباط الألمان بفائدة استخدام لعبة الحرب أسلوباً مناسباً لتدريب القادة وهيئة الأركان، استمر إتباع هذا الأسلوب حالياً في كليات الحرب الألمانية، إلا أن إدارتها تتم على أساس تاريخي لتحليل المعارك السابقة، ودراستها والخروج منها بالدروس المستفادة لتطوير التكتيكات والعقائد القتالية، كما يتم تنفيذ لعبة الحرب التخصيصية لتدريب الضباط المتخصصين إلا أنه يتم على المستويات العليا فقط.

تحضير لعبة الحرب وإدارتها في الجيش الفرنسي

نظام MARS
قام قسم بحوث العمليات في الجيش الفرنسي بالتعاون مع كلية الأركان الفرنسية بدراسة طرق تحقيق الواقعية في التدريب وتحليلها وتقييم نتائجها منذ عام 1974م وتوصل إلى إنتاج النظام MARS للمحاكاة عام 1982م وأخذت أشكاله وأنماطه في التطور الذي تواكب مع تطور الحواسب، ويُعد هذا النظام حالياً من أهم نظم التحكيم والإدارة باستخدام الحواسب الإلكترونية لمشروعات القادة، وهيئة الأركان، على مستوى الفرقة، وتم إنتاجه وتطويره دون الاستعانة بخبرات خارجية، وصَمِّم هذا النظام أساساً لإدارة لعبة الحرب في كلية الأركان الفرنسية بهدف تحقيق الواقعية، وتوفير أسلوب متميز لتقييم نتائج الاشتباكات الداخلية، وتم تطوير هذا النظام ليمكن استخدامه في التشكيلات المقاتلة حتى مستوى الفرقة المدرعة الفرنسية أثناء إجراء مشروعات تدريب القادة وهيئة الأركان الخارجية، ولذلك يمتاز هذا النظام بإمكانية استخدامه في لعبة الحرب الداخلية والخارجية.

تم تصميم النظام MARS وبنائه باستخدام الحواسب الآلية المتوافرة ومستوى التقدم في بحوث العمليات، إذ يتكون الفريق الواحد من فرق النظام MARS العاملة في الجيش الفرنسي من ضابط ذي خبرة في العمل على الحواسب، إضافة إلى أربعة مساعدين له، وتتكون معدات النظام من خمسة عشر حاسباً آلياً محمولاً، كما يتم توفير ثلاث عربات مجنزرة لتثبيت المعدات والانتقال بها ويخصص لكل فرقة من فرق الجيش الفرنسي أثناء تدريب القيادة وهيئة الأركان مجموعتين من فرق تدريب النظام MARS.

تم تصميم النظام للمعاونة في تحقيق الواقعية، وإيجاد أسلوب دقيق؛ لتقييم نتائج الاشتباك في لعبة الحرب التي يتم إجراؤها بواسطة هيئة قيادة الفرق و الالوية/الأفواج؛ إلا أن هذا النظام لا يصلح لتقييم الخطط، والنظام يعمل مطابقاً للوقت الفعلي للعمليات، ولذلك تتضح أهمية اتخاذ القادة وهيئة الأركان للقرارات، وإصدار أوامرهم في التوقيت المناسب، ويوفر هذا النظام إمكانات تقييم نتائج الاشتباكات للأسلحة المشتركة وأعمال المناورة والاستطلاع والتجهيز الهندسي والأعمال الإدارية، والكيميائية والشئون الفنية وأعمال قتال المدفعية.

عيوب النظام

ويعيب النظام MARS أن برامج التدريب الإداري والحرب الكيميائية برامج غير حديثة، أدخلت عام 1990م، وكذا عدم وجود برامج للحرب النووية، والمبادئ التي بني عليها أسلوب تقييم نتائج الاشتباكات للأسلحة المشتركة هي الحركة، وقدرة القوات على الملاحظة، واكتشاف تقدم القوات المعادية، والمرمى المؤثر للأسلحة المختلفة.
يتم تحليل البيانات المدخلة للنظام مارس وتقييمها من خلال الحاسب الرئيسي كل فترة زمنية 10-15 دقيقة، وتعاد المخرجات للأجناب كل 20ـ 25 دقيقة، وتتضمن نتائج الاشتباكات والخسائر والمواقع / المناطق التي وصلت إليها القوات المتضادة تعد الحاسبات الموجودة في النظام هي الوحدات الفرعية الصغرى للقيادة تحت التدريب،ويتم نقل البيانات المستخرجة من الحواسب إلى القيادات تحت التدريب لاسلكياً أو خطياً، وكل فترة زمنية حوالي 20ـ 25 دقيقة، ويتم تحديد أوضاع قوات كلا الجانبين والاستهلاكيات المختلفة وقود ـ ذخائر، ولا تتم الاشتباكات إلا إذا كانت القوات داخل المدى المؤثر للأسلحة، وطبقاً لطبيعة الأرض يكون حجم المعلومات.
وبصفة عامة يتوقف حساب الخسائر لكلا الجانبين على طبيعة الأرض، والمهمة، ووقت الاشتباك، و الإسناد المقدم من المدفعية والقوات الجوية المتوافرة لمساندة القوات.
وبصفة عامة لا توجد الحواسب مع القيادات تحت التدريب، بل توجد في مناطق الهيئة المشرفة على العبة ويتم إرسال المعلومات من خلال المواصلات المتوافرة لدى الوحدات الفرعية الصغرى تحت التدريب، أو في شكل أوامر قتال من المستويات الأعلى.
يستخدم النظام MARS خلال تدريب القادة والضباط في كلية الأركان الفرنسية في ثلاث مراحل متتالية كالآتي:

- المرحلة الأولى
خلال تنفيذ مشروع VISNE، ويركز على أسلوب استخدام إسناد النيران ويتم داخلياً في الكلية.

- المرحلة الثانية
خلال المشروع AISNE، ويركز على التحركات التكتيكية للقوات.

- المرحلة الثالثة
تكون في صورة لعبة الحرب ذات جانبين LAON، تنفذها الفرقة المدرعة المدعمة الفرنسية في دفاع الإعاقة ، ويتم تنفيذ هذه العبة خارجياً بالتعاون بين الكلية وبعض وحدات القوات الفرنسية، ويكون الغرض الأساسي من العبة هو التدريب على تحضير معركة الأسلحة المشتركة الحديثة، وتنظيمها، وإدارتها، ويستغرق تنفيذ هذه العبة ثلاثة أيام متتالية.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس