عرض مشاركة واحدة

قديم 07-08-09, 06:14 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الآثار الناتجة عن الحصار الاقتصادي
بعض الدول المتأثرة بالحصار الاقتصادي

29. لا شك أن الحصار الاقتصادي يستدعي استجابات معينة من السلوك الإنساني تحددها كمية الانفعالات الشديدة المفروضة من خلاله أولاً والطبيعة المفروضة عليها هذا الحصار ، وفي كل الأحوال فإن الحصار بيئة تستلزم تكيفاً يناسبها وبمقدار ما ينجح الإنسان في قدراته على التكيف المناسب لإحداثيات الحصار بمقدار ما يكون بعيداً عما يحدثه الانفعال المصاحب لعملية الحصر النفس وبمقدار ذلك يكون الإنسان سوياً حراً مختاراً في ممارسته لحياته خارج أي تأثير خارجي أو داخلي ، أو حينما يفشل هذا الإنسان في قدرته على التكيف مع إحداثيات الحصار وآثاره فإنه سيتعرض للانفعالات الشديدة التي ينتج عنها كثير من الآثار المرضية والاجتماعية والاقتصادية ويكون محكوماً عليه سلبياً تجاه مؤثرات وضغوط بيئة الحصار وفيما يلي بعض الأمثلة على الآثار الناتجة عن الحصار الاقتصادي.
أ. آثار الحصار على ليبيا (21).
(1) أصيبت حياة الشعب الليبي بالشلل شبه التام بسبب الآثار المترتبة على الحصار ، وتدهور الاقتصادي الليبي بشكل خطير ، وتضررت مقدرات الشعب على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية وعاش الشعب الليبي المظلوم تحت وطأة الحصار الذي فرضته الدول الكبرى وأدى إلى تدهور الأوضاع بشكل ينذر بكوارث كبرى إذا ظل على ما هو عليه ، إذ بعد خمسة أشهر فقط من بداية الحظر الجوي والحصار ، بلغت خسائر ليبيا ما يزيد على 2 مليار دولار من (4/9/1992م) وحتى نهاية إبريل عام (1994م) .
(2) أعلنت أمانة الصحة الليبية أن (300) رضيع وأكثر من (140) سيدة ماتوا بسبب نقص الأدوية أو تأخر وصولها من جراء الحظر الجوي المفروض على ليبيا منذ عام (1992م) ومات أكثر من (300) مريض كانوا بحاجة للعلاج في الخارج أثناء نقلهم براً إلى الدول المجاورة .
(3) أفادت الإحصاءات إلى أن قطاع الزراعة تأثر إلى حد كبير وبخاصة تربية المواشي ، حيث أدى نقص الأدوية البيطرية إلى خسارة تقدر بحوالي (40) ألف طن من اللحوم .
(4) وبلغت خسائر قطاع الطيران أكثر من (700) مليون دولار وقطاع الصناعة نحو (500) مليون دولار بالإضافة إلى الارتفاع الجنوني في أسعار المنتجات الصناعية هذا في غضون سنوات قليلة بعد بدء الحصار .
(5) مما لا شك فيه في أن الحصار المفروض على ليبيا قد انعكس سلباً على الاقتصاد العربي ، حيث نجد أن قيمة الخسائر الليبية تجاوزت (15) مليار دولار نتيجة دخول اقتصادها في دوامة من الركود العميق فحسبما أشار التقرير الاقتصادي العربي الموحد فإن ناتجها المحلي حقق نمواً سلبياً تجاوز (1.1%) قبل أن يتمكن من النهوض وتحقيق نمو إيجابي (2%) عام (1996م) وكما أن ظروف الحظر المفروض على ليبيا لم تعجز عن تحقيق فائض في الموازنة العامة بلغ (0.3%) من إجمالي الناتج المحلي لعام (1995) ، وبالرغم من خسائر الحصار على ليبيا والتي امتدت لقطاعات أساسية وحيوية ، كالصناعة والثروة الحيوانية والنفط والكهرباء والمواصلات والصحة واضطرت الجانب الليبي لوقف معظم المشروعات التنموية باستثناء مشروع النهر الصناعي العظيم الذي رصدت له (4) مليارات دولار سنوياً فإن الحصار لم يستطع تقييد حركة الاستثمارات الليبية التي اخترقت هذا الحصار وتحركت بوعي في اتجاهات مختلفة ومدروسة لتحقيق عوائد كان لها الأثر الفعال في تأمين احتياجات الشعب الليبي في الداخل وتخفيف حدة آثار الحصار على الاستثمارات والتجارة البينية العربية (22).
(6) تقدر تقارير اقتصادية تلقتها جامعة الدول العربية مؤخراً حجم الاستثمارات الليبية المنتشرة فقط في الدول العربية بنحو (6) مليارات دولار بالإضافة لاستثمارات ضخمة أخرى في كوريا وإيطاليا وبريطانيا وهولندا تعمل تحت مظلة ذكية تحول دون ممارسة إجراءات التجميد عليها ، موضحة أن تكثيف الاستثمارات الليبية في الدول العربية كان أحد التحركات الواعية عقب فرض الحظر الجزئي عليها عام (1992م) حيث تدفقت الاستثمارات إلى معظم الدول العربية ولاسيما مصر التي استحوذت على نحو مليار دولار توزعت على (110) مشروع تتجاوز تكلفتها الاستثمارية (3.5) مليارات ، وكذلك فإن الاستثمارات الليبية توغلت في دول ومشروعات عربية أخرى في قطاعات النفط والمشروعات الزراعية والغذائية في تونس ، والسودان . وكشف محمد الحويج رئيس شركة الاستثمارات الليبية في مصر أن الجانب الليبي يخطط لمضاعفة استثماراته في مصر لنحو (3) مليارات دولار خلال الأعوام الثلاثة المقبلة وأن رفع الحصار عن ليبيا سيتيح الفرصة لإقامة مشروعات أكبر وأكثر في مجالات السياحة والفنادق والمقاولات والتعدين والري والحديد ، والصلب والزراعة والبحث ، والتنقيب عن البترول والمعادن الثمينة ، وحيث أن المصرف العربي الليبي ساهم بفاعلية في تخفيف حدة الحصار وخسائره على ليبيا وكان أحد أبرز مكونات منظومة الاستثمارات الليبية التي اخترقت الحصار الغربي حيث شارك في نحو (25) بنكاً حول العالم برؤوس أموال تجاوزت (2.5) مليار دولار وركز استثماراته بعيداً عن دائرة الضوء وفي المناطق البعيدة عن حزام قرارات التجميد خاصة وأنه تعرض لعملية تجميد بلغت قيمتها مليار دولار عام (1986) بدعوى اتهام ليبيا في إحدى قضايا الإرهاب (23).، موضحاً أنه نظراً لأن قرار التجميد لأي أرصدة في الخارج هو الأسرع والذي دائماً ما تتبعه الدول الغربية كأداة للضغط لذلك فقد نفذ الجانب الليبي خطة لحماية أكبر قدر من الأرصدة في الخارج وحول نحو (3.5) مليارات دولار من البنوك الأوربية وحيث قامت السلطات الليبية إلى اتخاذ خطوات جديدة لتحرير سعر صرف الدينار وتقليص الدعم من السلع الأساسية الذي كان بنسبة تصل لنحو (95%) في إطار محاولات خفض عجز الموازنة وتدبير المخصصات اللازمة لبدء انطلاق الاقتصاد الليبي الذي تعطل لنحو سبع سنوات متواصلة ، لاسيما وأن الجانب الليبي بحاجة لنحو (13) مليار دولار سنوياً لإعادة تأهيل المطارات وتنفيذ مشروعات السكك الحديدية والطرق والاتصالات التي أصيبت بشدة الحصار حيث أن نجاح ليبيا في رفع الحصار وتنفيذ هذه المشروعات سينعكس إيجابياً على حركة التجارة والاستثمار مع جيرانها العرب وتساهم في رفع حجم المبادلات التجارية .
ب. أثار الحصار الاقتصادي على السودان. إذا كانت ليبيا نجحت في تخفيف حدة الحصار من خلال الاستثمارات الخارجية والسيطرة على مؤثرات الاقتصاد الداخلي ودعم السلع الأساسية ووقف معظم المشروعات ، التنموية ، فإن السودان الذي لا يملك ثروات في الخارج ويقع ضمن الدول العربية غير النفطية واجه معاناة شديدة رفعت مديونيته الخارجية من (17) مليار دولار إلى (23) مليار دولار بنسبة (13%) من إجمالي الناتج المحلي البالغ (220) مليار دولار ، وقد انعكست الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي بلغت قيمة الدولار فيها لنحو (1550) جنيه سوداني على الأوضاع التجارية السودانية حيث تراجعت بشدة نتيجة الحصار وتوتر الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي وتعنت الجانب الأوروبي ، وتعسفه في مواجهة الصادرات السودانية التي تقع معظمها في المواد الخام والسلع الزراعية سريعة التلف ونتيجة لهذه الأوضاع يعاني السودان من عجز في الموازنة العامة بلغ (2.1%) من إجمالي الناتج المحلي (24) .
. آثار الحصار الاقتصادي على العراق .
(1) فقدت بغداد ثروتها بسبب خوضها حروب متتالية أفقدتها التوازن وأوقعتها في براثن حصار شامل قاس ما زال الشعب العراقي يعاني من آثاره المدمرة ، والحديث عن العراق الذي كان ديناره يساوي (5.3) دولارات بداية عام (1990م) لا ينحصر في الدمار الشامل الذي لحق بالبنية الأساسية وكافة المشروعات والمصالح والمصانع الحيوية فحسب، وإنما يهتم أكثر بالشعب العراقي الذي كاد أن يهلك لولا بدء تنفيذ برنامج النفط مقابل الغذاء ليسمح للعراق ببيع بترول يمكنه من تدابير احتياجات الشعب الأساسية . وتخصيص جزء منه لإصلاح جزء من قطاع النفط حتى يستمر في ضخ بتروله للخارج
(2) يرى ( عبد الستار عشرة الأمين العام لاتحاد الغرفة التجارية المصرية أن الوضع الاقتصادي في العراق صعب للغاية وأنه كلما بدأت بغداد تتخذ خطوات نحو تأهيل وإصلاح بعض قطاعاتها الإنتاجية التي ربما تحتاج لعشرات المليارات من الدولارات تحدث مشكلة وتتعرض للضرب الذي يعيدها إلى ما تحت الصفر ) (25) ، وحيث أن الأزمة الأخيرة التي ألمت بالعراق أثرت بوضوح على علاقاتها التجارية مع جيرانه العرب التي كانت تتم من خلال اتفاق النفط مقابل الغذاء .
(3) فقدت العراق تعاطف بعض الدول الغربية والإقليمية التي كانت تسعى لإبرام صفقات تجارية وصناعية للمساهمة في تخفيف حدة خسائر الحصار على الشعب العراقي وحيث أن فقدان الاقتصاد العربي للعراق يحرمها من علاقات تجارية متوازنة مع أشقائها العرب ، كل هذه العوامل انعكست بالسلب على الميزان التجاري العربي الذي يعاني من عوامل خارجية أخرى ومشاكل قديمة ومزمنة في الشحن والجمارك وحرية تدفق الأفراد ورؤوس الأموال والبضائع بين الدول العربية الأمر الذي ضاعف من تأزم الموقف لاسيما خلال العام الحالي الذي جاء بانخفاض حاد في أسعار البترول وأزمات اقتصادية أخرى (26)
د. آثار الحصار الاقتصادي على الهند. تسعى الهند منذ زمن إلى إثبات دورها كقوة نووية أمام الصين التي تعتبر القوة الضاربة في الشرق الأقصى ، وأمام الباكستان ، فلقد قامت بسلسلة من التفجيرات التجريبية النووية خلال ( 11، 13 مايو 1998م ) وكان في تلك التجارب استثارت الهند للنادي النووي الدولي على الرغم من تباين سياسات أعضائه وعلى الرغم من طمأنة الهند لهم بأنها ستوقع اتفاقات حظر التجارب النووية في المستقبل ، وكوسيلة لردع الهند ، قامت الولايات المتحدة بغرض حظر اقتصادي على الهند كما قام اليابان بسحب معوناتها الاقتصادية من تلك الدول مما كلف الهند تخفيضاً بنسبة (2%) من الناتج القومي الذي يبلغ (350) مليار دولار أمريكي ، وعلى إثر ذلك كان من أبرز الآثار الاقتصادية على الهند .
(1) إيقاف قروض البنك الدولي البالغة مليارين دولار أمريكي عام (1997م) إضافة إلى قروض بقيمة (6) مليارات دولار خلال العامين خلال العامين القادمين
(2) انخفاض تدفقات الاستثمارات الغربية التي بلغت (3) مليارات عام (1997م) والتي ورد ثلثها من الولايات المتحدة .
(3) إلغاء قرض ممنوح من بنك الاستيراد والتصدير الأمريكي (OPIC) بقيمة مليار دولار .
(4) حرمان الشركات الأمريكية الناشطة في الهند من الحصول على قروض ميسرة لتمويل مشاريعها في تلك الدولة ، وكذلك إلغاء اليابان لقرض ميسر بقيمة (1.2) مليار دولار (27) .
. آثار الحصار على باكستان. قامت الباكستان بتجاربها في يوم( 28/5/1998م ) لتصبح بذلك القوة النووية السابعة عالمياً والأولى في العالم الإسلامي وعند ذلك شجبت الدول الغربية بصفة خاصة التجارب الباكستانية ، كما ناشدت الأمم المتحدة كلاً من الهند وباكستان بعدم إجراء تجارب أخرى والانضمام إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية ، إضافة إلى ذلك قامت الولايات المتحدة واليابان بفرض حظر اقتصادي على الباكستان مما عرض اقتصادها الضعيف إلى أضرار بالغة ، ومن أبرز هذه الآثار ما يلي :
(1) إلغاء معونات من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بقيمة (3) بلايين دولار أمريكي للسنة المالية التي تبدأ في (1/7/1998م) .
(2) زيادة عجز موازنة الدولة وتخفيض احتياطي العملات الصعبة مما ينتج عنه سلسلة من العجز في تسديد الالتزامات تجاه القروض الأجنبية .
(3) احتمال اضطرار الحكومة إلى فرض ضرائب على الواردات مما يسبب ارتفاع أسعار بعض المواد الأساسية مثل القمح ، والوقود .
(4) تبلغ احتياطات الهند النقدية (26) مليار دولار بينما لا تملك الباكستان سوى (1.2) مليار دولار وهذه الاحتياطيات بالكاد تفي بفاتورة استيراد الباكستان لمدة خمسة أسابيع .
و‌. آثار الحصار في انهيار الإمبراطوريات المركزية. ( ألمانيا والنمسا وهنغاريا).
(1) كان حصار الإنكليز ، واستخدام الدعاية بمهارة وكفاءة ، إذ أصاب العامل الأول الاحتياجات الأساسية للعدو ، على حين ضرب الثاني قوته المعنوية إذ أعلنت لندن ، حين نشبت الحرب ، فرض الحصار الاقتصادي على ألمانيا ، وشرعت في تنفيذه فوراً ، وعززت الحواجز والموانع التي أقامتها بمجموعة من المراسيم والقوانين ، ومنها المرسوم الثاني الذي نشر في (29 شرين الأول سنة 1914م) وتضمن منع شحن كل مواد التموين إلى ألمانيا والنمسا ، وكان لذلك أثر وأضرار من الحصار على الرجال والنساء والأطفال والمصانع ومزارع البلاد ، (2) قدر عدد من ماتوا من غير المقاتلين بسبب الجوع وبسبب أمراض سوء التغذية ، بحوالي ثمانين ألف إنسان وهذا أكبر من عدد الذين ماتوا غرقاً بسبب هجمات الغواصات الألمانية على السفن الإنجليزية بخمسين مرة وقد عبر القائد الألماني الشهير (لودندورف) عن هذه الحقيقة بقوله ( كان حصار الإبادة والمجاعة اللذين فرضا علينا ، مع الدعاية الموجهة ضدنا ، وكلها كانت مترابطة بشكل وثيق للكفاح ضد العرق الألماني والروح الألمانية ، كانت كل هذه الأساليب تؤثر علينا كلها ، ويزداد ثقلها مع استمرار الحرب ، وقد بدأ الحصار والدعاية يزعزعان معنوياتنا تدريجياً ، ويهزان ثقتنا بالنصر النهائي ، وقد فقد الكثيرون كل إحساس بالوطن الألماني وتلقى الشعب الألماني سواء في الداخل أو في مواجهة العدو طلقة الموت فقد كانت عيوننا مركزة على الدعاية المعادية ، كعيون الأرانب عندما تتركز على الحية الرقطاء ) (28) .
ز. آثار الحصار الاقتصادي على فلسطين. إن السياسة الاقتصادية التي أتبعها الكيان الصهيوني تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة عام (1967م) فقد أستند هذا الكيان في تكريس احتلاله للضفة الغربية وقطاع غزة على ركيزتين أساسيتين هما : جبروت الآلة العسكرية والأجهزة الأمنية القمعية والعلاقات الاقتصادية المتشابكة ، وسياسة الإلحاق التي انتهجها تجاه البنى والهياكل الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام (1967م) ولذلك عمد الكيان الصهيوني إلى تصفية بعض القطاعات الاقتصادية الفلسطينية ، وإضعاف وتفتيت بين الهياكل الاقتصادية الفلسطينية من جهة وبين الهياكل الاقتصادية الإسرائيلية من جهة أخرى ، إضافة إلى عملية تسخير واستغلال قوة العمل العربية لصالح الاقتصاد الإسرائيلي ، وقد عملت إسرائيل في كل جهة ممكنة لكي ترى أنه ليس هناك اقتصاد قابل للنمو في الأراضي المحتلة وهكذا فإن هذه السياسة الاقتصادية أدت إلى إضعاف الإنتاج المحلي وتدهور أوضاع كافة الفئات المنتجة في الأرض المحتلة وبذلك شكلت أحد الأسباب الهامة للانتفاضة والنضالات اللاحقة للشعب العربي الفلسطيني ولكن ما يفسر هذا الزخم العالي للانتفاضة الحالية ، واستمراريتها ، وشموليتها هو مدى الإجحاف والاستغلال والإفقار الذي تتعرض له قطاعات الشعب العربي الفلسطيني تحت الاحتلال من جهة ومدى تقديم مستوى نضوج أوضاعه من جهة أخرى (29) .
ح . آثار الضغط الاقتصادي لتفتيت وإجهاض الانتفاضة. نتيجة فشل سياسة القمع والإرهاب في قمع الانتفاضة ، قررت سلطات الاحتلال أن تدمج في سياستها القمعية وسائل الضغط الاقتصادي ، حيث بموازاة ذلك يجري استخدام وسائل ضغط عسكرية ، لكون وسائل الضغط الاقتصادية تؤثر على أغلبية جماهير الأرض المحتلة ، ولذلك استندت سياسة العقاب الإسرائيلي على العديد من الإجراءات منها:
(1) فرض حصار اقتصادي على بؤر عمليات الفوضى
(2) فرض قيود شديدة على استيراد الأموال من الخارج إلى المناطق ، كما اتخذت الإدارة المدنية خطوات شديدة من أجل جباية الأموال من السكان الذين يواجه معظمهم الضائقة لدعم خزانتها ، وكذلك .
(3) فرض قيود على الصادرات مثل منع تصدير حجارة البناء من قرية قباطيا ومنع تصدير الفواكه من قرية بيت عمار ، وأيضاً مراقبة بنك عمان القاهرة وفروعه في الضفة الغربية وقطاع غزة ومنع انتقال السكان من مكان لآخر .
(4) فرض قيود على عبور جسر نهر الأردن ، كما جرى في أوقات متفرقة الامتناع عن تزويد محطات الوقود العربية في الضفة وغزة من العالم الخارجي ، وأحياناً منع شحنات المواد الغذائية المرسلة إلى الأراضي المحتلة .
(5) قامت السلطات الإسرائيلية خلال عام الانتفاضة الأول بتدمير أكثر من (190) منزلاً وكذلك فرض حظر التجول في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وقد تسببت مجمل هذه الإجراءات بانخفاض إجمالي الناتج المحلي في الأراضي المحتلة أكثر من (25%) ومن الطبيعي أن هذه الإجراءات أثرت بشكل أو بآخر على الأوضاع الحياتية والاجتماعية والاقتصادية للجماهير الفلسطينية (30) .
ط. انعكاس الآثار الاقتصادية على الحرب. من بداهة القول أن الحرب تتأثر بمحصلة عوامل عديدة ومختلفة ، وإن هذه الظاهرة هي الأخرى تؤثر ليس فقط في ميدان واحد كالميدان العسكري فحسب وإنما يشتمل تأثيرها على مجمل حركة المجتمع بما فيها ميدان الاقتصاد ، ومهما تكن أسباب الحروب ودوافعها فإن لها آثاراً اقتصادية وغير اقتصادية ، فهي تؤثر في كل شيء مادي ومعنوي مثلما تتأثر بكل شيء وليس في زمن الحرب فحسب وإنما بعد انتهائها ، ولا تقترن آثارها بالعوامل السلبية ذات الطابع التدميري للإنسان والمجتمع فحسب وإنما تقترن بظهور علامات إيجابية ، فعلى المستوى الحضاري البشري عبر التاريخ كانت الحروب وراء تهديم الحضارات الإنسانية منذ الزمن الغابر ، فعلى سبيل المثال لا الحصر انهيار الإمبراطورية الفرعونية أمام هجمات الهكسوس بسبب التطور الحاصل في عدة القتال من جراء صنع العجلات الحربية وإدخالها في المعارك ، وعلى مستوى التنظير فإن معرفة الآثار الاقتصادية للحرب ، لم يرتبط بالتاريخ الحديث فحسب ، وإنما كان وعي تلك الآثار قديماً قدم الحضارات الإنسانية ، فقد تناول ( صن تزو) في كتابه (فن الحرب) مجموعة من الآثار التي تخلقها الحرب في التاريخ القديم على الفعالية الاقتصادية كارتفاع الأسعار وتزايد معدلات الهدر في المواد وصعوبات التموين والأعباء المحتم أن يتحملها الشعب ، ولهذا فإن الحرب تؤثر في أطراف النزاع لا مادياً فحسب وإنما معنوياً وليس في زمن الحرب فحسب وإنما في مرحلة ما بعد الحرب بشكل خاص (31) .



(21)الحصار الأمريكي وقنبلة السايكوسوماتك ، سامي أحمد الموصل .
(22)جريدة البيان . حرمان التجارة العربية من 40 مليار دولار بسبب الحصار ، 6 جماد الأولى 1420هـ الموقع على الإنترنت WWW. a/payan.co ae/albayon. 17/8/1999م
(23) جريدة البيان .حرمان التجارة العربية من 40مليار دولار بسبب الحصار ،6 جماد الأول 1420هـ الموقع على الانترنت مرجع سابق .

(24) المرجع السابق (بتصرف) .
(25) د/رمزي زكي ،الاعتماد على الذات بين الأحلام النظرية وضراوة الواقع والشروط الموضوعية ص104 .
(26) المرجع السابق ص 104
(27) مجلة الأموال ، العدد الثاني / يوليو سبتمبر 1998م .
(28) مجلة الفكر العسكري ، الإدارة السياسية في الجيش العربي السوري ، جماد الأول جماد الثاني ، 1408هـ ، كانون الثاني شباط 1998 ، العدد الأول .
(29)الأرض ، السنة السادسة عشرة ، العدد (3) آذار 1989.
(30) الأرض ، مرجع سابق ، ص69 (بتصرف) .
(31) د. عدنان مناتي ، دور العامل الاقتصادي في الحرب ، دراسات في اقتصاد الحرب ، دار الشئون الثقافية العامة ، آفاق عربية، العراق ، بغداد ، ص . ب4032 .

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس