[الباسل]

الجمهوريون يحشدون وأنباء سيئة للديمقراطيين.. كيف يؤثر ارتفاع إصابات كورونا على تصويت الأميركيين؟


إجراءات مشددة في مراكز الاقتراع وسط توقعات باحتشاد أنصار ترامب الثلاثاء تأكيدا على تصويتهم المباشر (الجزيرة)

2/11/2020

على بعد أقل من يوم من الانتخابات الرئاسية تواصل الولايات المتحدة تسجيل أرقام قياسية للإصابة بفيروس كورونا، حيث تخطى إجمالي الحالات أول أمس السبت أكثر من 100 ألف إصابة، وبلغت أكثر من 94 ألف إصابة وحوالي ألف وفاة أمس الأحد.
وتختلف تقديرات المراقبين لتأثير الارتفاع في معدلات الإصابة بالفيروس على المشهد التصويتي الذي ينتهي غدا الثلاثاء، خاصة من حيث تأثيراتها المتوقعة على المرشحين الرئيس الحالي دونالد ترامب ومنافسه جو بايدن، أو على التصويت في ولايات يتوقع أن تكون حاسمة في تحديد ساكن البيت الأبيض للسنوات الأربع القادمة.
وخلال زيارة لأحد مقار الاقتراع في العاصمة واشنطن لاحظت الجزيرة نت التزاما صارما باحترازات وإجراءات منع نقل عدوى فيروس كورونا من خلال إلزام المقترعين بارتداء كمامة الوجه، والابتعاد مسافة مترين عن الأشخاص الآخرين، وتعقيم ماكينة الاقتراع قبل وبعد تصويت المقترعين.
ولا يسمح مقر الاقتراع الواقع داخل مدرسة ميرش الابتدائية بشمال غرب العاصمة بدخول أكثر من عدد محدود من المصوتين في الوقت نفسه.

التزام وتشدد

وتحدثت إحدى المشرفات في مركز الاقتراع للجزيرة نت، وأكدت أن "اللجنة تتخذ كل الإجراءات الاحترازية لحماية العاملين والمصوتين في الوقت ذاته، وأن المقترعين يلتزمون بصورة كبيرة بكل القواعد المفروضة".
وتسبب الارتفاع في معدلات الإصابة بفيروس كورونا بمخاوف صحية ولوجستية متزايدة بين الناخبين والعاملين في مقار الاقتراع قبل يوم واحد من يوم الانتخابات.
ويعمل الجمهوريون على التقليل من شأن أي مخاوف من المخاطر الصحية، ويدعو الرئيس ترامب وكبار مساعديه ناخبيه للخروج للتصويت بأعداد كبيرة، في حين روج الديمقراطيون بشدة لصالح التصويت بالبريد والتصويت الشخصي المبكر للناخبين.
ويعول الجمهوريون على إقبال كبير يوم الانتخابات بين مؤيديهم لتعويض تقدم كبير متوقع بين المصوتين المبكرين لصالح الديمقراطيين، خاصة في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا وفلوريدا وميشيغان.

تباعد داخل أحد مراكز الاقتراع بواشنطن وإجراءات احترازية مشددة (الجزيرة)

ترامب يصدم الأطباء

وقبل يومين اتهم الرئيس دونالد ترامب الأطباء بتضخيم عدد وفيات فيروس كورونا لتحقيق مكاسب مالية، فيما يرتفع عدد الإصابات مما يؤدي لارتفاع معدلات دخول المستشفيات والوفيات في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
الجزيرة نت تحدثت للدكتور خالد الشامي الأستاذ المساعد في كلية طب جامعة جونز هوبكنز حول ما ذكره الرئيس ترامب.

قال الشامي إن طبيعة نظام التأمينات الخاصة وسعي المستشفيات والمراكز الطبية لتحقيق أرباح مالية "يدفعان الكثير من الأطباء لطلب المزيد من الفحوصات والمراجعات الطبية لضمان سلامة المريض، وهو ما يرفع تكلفة العلاج أيضا".
وأضاف "في بعض الحالات يتم ذلك بصورة تلقائية روتينية ليس فيها نية تضخيم ما يقوم به الطبيب، ولا تعد حالات الإصابة بفيروس كورونا استثناء لما يقوم به الأطباء يوميا في مختلف التخصصات".
وتسببت حالة الهستيريا التي تشهدها الولايات المتحدة بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا بأن "يطلب الكثير من المرضى ممن يتم فحصهم في المراكز الطبية أو العيادات المختلفة لأمراض أخرى تختلف عن كورونا التأكد من خلوهم من الفيروس" يقول الدكتور الشامي.
ويرى الشامي أن تصريحات ترامب صادمة، حيث "ينال الأطباء والعاملون في الحقل الطبي ثناء مجتمعيا واسعا، سواء في المقاهي أو المطاعم أو حتى في الشوارع والطرقات كونهم خط الدفاع الأول ضد الإصابة بالفيروس، إضافة إلى تعريض أنفسهم لخطر الإصابة بالعدوى أثناء علاجهم المرضى".

أنباء سيئة للديمقراطيين

وعلى الرغم من أن معدلات الإصابات تسجل ارتفاعا في كل الولايات الأميركية فإن الولايات المعروف عنها التصويت للديمقراطيين مثل ولايات نيويورك أو ميريلاند تتميز بالتزام سكانها بصورة واضحة بارتداء كمامات الوجه والتباعد الاجتماعي، وذلك على النقيض من مظاهر عدم الاكتراث بالإجراءات ذاتها في الولايات التي تصوت عادة للجمهوريين مثل ألاباما وأوكلاهوما، وهو ما حوّل ارتداء كمامة الوجه إلى "موقف سياسي" في العديد من الولايات.
وتشير بيانات موقع "مشروع الانتخابات الأميركية" إلى تصويت 94 مليون ناخب حتى الساعة التاسعة مساء أمس الأحد، منهم 34 مليونا صوتوا بأنفسهم، في حين صوت 60 مليونا عن طريق البريد.
وتشير بيانات المشروع المستقاة من بعض الولايات التي تسمح بنشر هويات المقترعين -دون الإشارة إلى اختياراتهم- إلى أن 46% من المصوتين مسجلون كديمقراطيين، و31% من المصوتين مسجلون كجمهوريين، و23% مسجلون كمستقلين.
ويشير ذلك إلى ضخامة نسب تصويت الديمقراطيين بالبريد مقارنة بالناخبين الجمهوريين، وتظهر الفعاليات الانتخابية التي يشارك فيها الرئيس ترامب عدم اكتراث آلاف الحاضرين بإجراءات التباعد الاجتماعي أو ارتداء كمامة الوجه.
وأكد رينيس بريوس كبير موظفي البيت الأبيض السابق في عهد ترامب في حديث مع شبكة فوكس الإخبارية أن "90% من الجمهوريين ينوون التصويت بأنفسهم يوم الثلاثاء".
لكن ارتفاع الإصابات بالفيروس بات بمثابة خبر سيئ للديمقراطيين ممن لم يقترعوا عن طريق البريد، وفضلوا الانتظار ليوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي هذا الإطار، يؤكد الدكتور الشامي للجزيرة نت أن "كبار السن والكثير من الديمقراطيين يحتاطون أكثر من غيرهم خوفا من الإصابة بعدوى فيروس كورونا، وقد يدفع الارتفاع الكبير في عدد الإصابات لانخفاض أعدادهم مقارنة بالجمهوريين في التصويت الشخصي يوم الثلاثاء".

المصدر : الجزيرة نت