عرض مشاركة واحدة

قديم 24-09-09, 01:09 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جمال عبدالناصر
مشرف قسم الإتفاقيات العسكرية

الصورة الرمزية جمال عبدالناصر

إحصائية العضو





جمال عبدالناصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الشمـــول:

تشتمل العسكرية العربية الإسلامية على ستة أقسام: القسم الأول هي العقيدة الإسلامية، والقسم الثاني هي المعارك العربية الإسلامية، والقسم الثالث هم القادة العسكريون العرب والمسلمون، والقسم الرابع هو التراث العسكري العربي الإسلامي، والقسم الخامس هي الأسلحة العربية الإسلامية القديمة، والقسم السادس هي اللغة العسكرية العربية والإسلامية.

[1] العقيـــدة العسكريـــة الإســــلامية:

القسم الأول من العسكرية العربية الإسلامية، هي العقيدة العسكرية الإسلامية، وهي العقيدة التي وردت تفاصيلها في القرآن الكريم والسنَّة النبوية والفقه الإسلامي، مبادئ طبقها المسلمون الأولون على عهد الرسول القائد عليه الصلاة والسلام، وبعد التحاقه بالرفيق الأعلى، فأحرزوا بتطبيقها الانتصارات المتوالية على أعدائهم في داخل شبه الجزيرة العربية من العرب والمشركين ويهود، وفي خارج شبه الجزيرة العربية من الفرس والروم وغيرهما من الأمم الأخرى، حتى امتدت فتوح المسلمين من المحيط إلى المحيط.

فلما تخلى المسلمون عن تطبيق هذه العقيدة العسكرية الإسلامية، تخلى عنهم النصر.

[2] المعــــارك العربيـــــة الإسلاميــــة:

والقسم الثاني من العسكرية الإسلامية، هي المعارك العربية الإسلامية، وتشمل غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وسراياه، ومعارك حروب الردِّة، ومعارك الفتح الإسلامي العظيم، ومعارك استعادة الفتح بالنسبة للبلاد المفتوحة والتي انتقضت، والمعارك الدفاعية التي صدَّت الغزاة عن بلاد المسلمين، ومعارك الاندحار.

وهذه المعارك مدونة في المصادر التاريخية العربية الإسلامية المعتمدة، القديمة منها والحديثة.

والمعارك العربية الإسلامية وخاصة غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وسراياه، ومعارك حروب الردَّة، ومعارك الفتح الإسلامي، ومعارك استعادة الفتح، عبارة عن التطبيق العملي للعقيدة العسكرية الإسلامية، أُخرجت من نطاق المبادئ النظرية إلى نطاق التطبيق العملي، فأثبتت أنها عقيدة منشئة بناءة تقود إلى النصر.

[3] القـــادة العسـكريون العرب والمســـلمون:

والقسم الثالث من العسكرية الإسلامية، هم القادة العسكريون العرب والمسلمون، وهم قادة النبي صلى الله عليه وسلم الذين تولّوا قيادة سراياه أو قيادة بعض تشكيلاته التعبوية في غزواته، وقادة حروب الردَّة، وقادة الفتح الإسلامي العظيم، وقادة المعارك الدفاعية الذين صدوا الغزاة عن بلاد المسلمين.

وهؤلاء القادة، وخاصة النبي صلى الله عليه وسلم، وقادة حروب الردَّة، وقادة الفتح الإسلامي، وقادة استعادة الفتح، هم الحماة القادرون الذين طبقوا العقيدة العسكرية الإسلامية في المعارك التي خاضوها تطبيقاً عملياً على الأرض وفي ميادين القتال، فأثبتوا أن هذه العقيدة مطاوعة للتطبيق العلمي، وقادرة على إحراز النصر.

ومصادر هؤلاء القادة المعتمدة، هي مصادر التاريخ العربي الإسلامي خاصة ومصادر طبقات المحدِّثين وكتب الرجال المختلفة وغيرها من المصادر المعتمدة عامة.

[4] التُّراث العســكري العربي الإسلامي:

والقسم الرابع من العسكرية الإسلامية، هو التراث العسكري العربي الإسلامي العريق.

وهذا التراث الأصيل، موزَّع في المكتبات العامة والخاصة، والمتاحف ودور الآثار في جميع أرجاء العالم تقريباً.

وهذا التراث، ينتظر التحقيق والنشر وإخراجه للناس، أسوة بما حُقِّق ونشر من التراث العربي الإسلامي في مجالات الآداب والعلوم والفنون، لأنه ليس أقل أهمية من التراث الذي جرى تحقيقه ونشره.

[5] الأسلحـــة العربية الإسلامية القديمـــة:

والقسم الخامس من العسكرية الإسلامية، هي الأسلحة العربية الإسلامية القديمة التي استعملها المجاهدون في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وسراياه، وفي معارك حروب الردَّة، وفي معارك الفتح الإسلامي العظيم، وفي معارك استعادة الفتح، وفي المعارك الدفاعية عن البلاد الإسلامية، فكانت من أسباب انتصار المسلمين على أعدائهم، ولو أن السِّلاح عامة ليس مهماً كأهمية اليد التي تستعمله والإنسان الذي يتصرَّف به.

وهذه الأسلحة أنواع كثيرة، منها: السَّيف، والرمح، والسهم، والدِّرع، والمنجنيق، والدَّبابة، والعرَّادة ... إلخ.

ولكل سلاح من هذه الأسلحة عدة أنواع، لكلِّ نوع منها اسم خاص، وقد اهتم العرب والمسلمون بأسمائها اهتماماً بالغاً، وهي مدوَّنة بالتفصيل في كتب اللغة، كالمخصص لابن سيده، والمعجمات العربية القديمة، كـ ((لسان العرب )) لابن منظور، والفيروز آبادي في معجمه ((القاموس المحيط )).

وقد أصبح أسلوب استخدام قسم من هذه الأسلحة غير معروف في الوقت الحاضر، وفي التراث العسكري العربي الإسلامي شرح لأساليب استخدامها وأنواعها معزَّرة بالأشكال والمخططات الإيضاحية.

ومن المفيد معرفة هذه الأسلحة وأساليب استعمالها، لمعرفة سبب من أسباب انتصار العرب والمسلمين، ولتوضيح المعارك القتالية التي استعملت فيها.

[6] اللغـــة العسـكرية العربيــــة:

والقسم السادس من العسكرية الإسلامية، هي اللغة العسكرية العربية في البلاد العربية واللغات الإسلامية الأخرى في البلاد الإسلامية.

وكانت اللغة العسكرية سليمة في البلاد العربية حتى سقوط بغداد في أيدي التتار سنة ست وخمسين وستمائة الهجرية (1258م )، فانهارت الدولة العباسية، وتغلبت لغات العنصر غير العربي على البلاد العربية، فطعَّموا اللغة العربية العسكرية باللغات الأجنبية:

الفارسية والتركية على الغالب الأعم.

وكان من نتائج الحكم العثماني للبلاد العربية، أن اللغة التركية أصبحت لغة التعليم، فسادت المصطلحات العسكرية التركية على المصطلحات العسكرية العربية، وأصبح العسكريون العرب يتلقّوْن تدريبهم العسكري وتعليمهم باللغة التركية، ويتعلمون في المدارس العسكرية التركية، ويعملون في الجيش التركي.

وفي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين الميلاديين، ابتُليت البلاد العربية بالاستعمار الفرنسي والإيطالي والبريطاني، فبدأ مد المصطلحات العسكرية الغربية يطغى على العسكريين العرب، وأصبحت اللغة العسكرية العربية مطعَّمة بالمصطلحات العسكرية التركية، وبالمصطلحات العسكرية الفرنسية في سورية ولُبنان وتُونس والجزائر والمغرب، وبالمصطلحات العسكرية البريطانية في العراق ومصر والسودان والأردن وفلسطين وإمارات الخليج العربي واليمن الجنوبي، وبالمصطلحات العسكرية الإيطالية في ليبيا.

وجرت محاولات تطهير المصطلحات العسكرية العربية من المصطلحات العسكرية الأجنبية، كما جرت محاولات توحيد المصطلحات العسكرية العربية، وأخيراً تكللت تلك المحاولات بالتوفيق بصدور المعجمات العسكرية الأربعة في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وألف للهجرة (1973م )، فلا عذر للدولة العربية التي لا تلتزم بهذه المعجمات العسكرية الموحِّدة الأربعة إلاَّ إذا فضلت المصطلحات العسكرية الدخيلة على المصطلحات العسكرية الأصيلة، وفضلت لغة المستعمر على لغة القرآن الكريم، وفضلت التفرقة على التوحيد.

وبالرغم من صدور المعجمات العسكرية الموحَّدة الأربعة منذ بضع سنين خلت، إلاَّ أن قسماً من الدول العربية لم يلتزم بها حتى اليوم، مع أن لجنة توحيد المصطلحات للجيوش العربية التي أعدت هذه المعجمات الموحّدة، كانت مؤلفة من ضابط من كل جيش عربي، وعضو من مجمع اللغة العربية بالقاهرة وضابط من القيادة العربية الموحدة، عملت بموافقة الدول العربية كافة في كنف جامعة الدول العربية.

وهنا أُلمِّح بالدول العربية التي لم تلتزم بالمعجمات العسكرية الموحِّدة، وغداً أصرِّح بأسمائها علناً، تاركاً حسابها في جفاء لغة القرآن الكريم على شعوبها والتاريخ الذي لا يرحم.

وما يقال عن اللغة العسكرية العربية، يقال في سائر لغات المسلمين، فينبغي تطهير المصطلحات العسكرية العربية الإسلامية من المصطلحات العسكرية الدخيلة، لأنها مظهر من بقايا الاستعمار، تؤثر في المعنويات فتنهار، وتزعزع الثقة بكفاية اللغة العربية دون مسوِّغ.

وقد طهرت معظم الدول العربية مصطلحاتها العسكرية من المصطلحات العسكرية الأجنبية الدخيلة ووحّدتها، وهذا يبشر بالخير العظيم

[7] المفصّــــــل:

تلك هي لمحات موجزة توضح ما نعنيه بالعسكرية العربية الإسلامية للقرَّاء والدارسين، ولكنها لا تُغني عن مفصّل يُغني عن كلِّ قول.

ما هي العقيدة العسكرية الإسلامية، وكيف ينبغي أن نعيد كتابتها، وما هي مصادرها المعتمدة؟

كيف وضعت مبادئ العقيدة الإسلامية موضع التنفيذ، وكيف أُخرجت من ميدان الفكر النظري إلى ميدان التَّطبيق العملي، وما نتائج تطبيقها على الفتوح، وما أثرها وتأثيرها في العرب والمسلمين؟

وكيف نعيد كتابة المعارك العربية الإسلامية، وما هي مصادرها المعتمدة، وما هو منهاج إعادة تدوينها، وما جدوى إعادة كتابتها وتدوينها لحاضر العرب والمسلمين ومستقبلهم؟

ومَنْ هم القادة العسكريون العرب والمسلمون، وماذا حقَّقوا للعرب والمسلمين، وكيف ندوِّن تأريخهم لأول مرة في التاريخ، وما جدوى تدوين تاريخهم بالنسبة لحاضر العرب والمسلمين؟

وهل اهتم العرب والمسلمون بقادتهم قديماً اهتمامهم بالعلماء والأدباء والفنانين، وكيف نستطيع تصحيح الخطأ القديم بالإنتاج الجديد؟

وما هو التراث العربي الإسلامي، وما مبلغ أهميته فكراً ومجداً وأصالة، وكيف يجري تحقيقه ونشره وإخراجه للناس؟

وما أهمية تحقيق التراث العربي الإسلامي ونشره وإخراجه للناس بالنسبة للحضارة العربية والإسلامية خاصة والحضارة العالمية عامة؟

وما فائدة وصف الأسلحة العربية الإسلامية القديمة وبيان استعمالها في القتال، وإحياء مصطلحاتها العسكرية العربية الإسلامية القديمة؟

وما أهمية توضيح الأسلحة العربية الإسلامية القديمة بالأشكال والمخططات بالنسبة للدارسين وللتدريسيين في دراسة التاريخ العربي الإسلامي؟

وما فائدة تطهير اللغة العسكرية العربية من المصطلحات الأجنبية الدخيلة، واعتماد العربية الفصحى في المصطلحات العسكرية العربية؟

وما هي المصادر المعتمدة لمعين المصطلحات العسكرية العربية الفصحى، وهل يكفي هذا الرصيد اللغوي في تغطية المصطلحات العسكرية الأجنبية كافة؟ ذلك ما تقرؤه في الدراسات القادمة وشيكاً بإذن الله.

 

 


جمال عبدالناصر

ليس القوي من يكسب الحرب دائما
وإنما الضعيف من يخسر السلام دائما



   

رد مع اقتباس