عرض مشاركة واحدة

قديم 13-07-09, 10:40 PM

  رقم المشاركة : 186
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 



مشكلات العراق ما بعد الانسحاب




المقدمة.
بعد ست سنوات دموية ومكلفة أصبح هناك نهاية في الأفق للاحتلال الأمريكي للعراق، فطبقًا للاتفاقية الأمنية مع حكومة بغداد فإن القوات الأمريكية سوف تغادر مدن العراق من اليوم الثلاثاء، وقد تعهد الرئيس اوباما بأنه بحلول 31 أغسطس 2010 بعد 14 شهرًا من الآن، سوف تخرج كافة القوات المقاتلة من العراق، وبنهاية 2011 ستخرج كافة القوات الأمريكية من البلاد، المقاتلة وغير المقاتلة.

تبديد المصادر.

فالجيش الأمريكي انتشر انتشارًا زائدًا لذا فإن الوقت قد حان لانسحابه، فقد أثرت عمليات الانتشار المتكررة تأثيرًا كبيرًا على الجنود الأمريكيين وعلى عائلاتهم، وقد أدت حرب العراق التي تعد حربًا غير ضرورية إلى تبديد المصادر التي كانت تحتاجها أمريكا في أفغانستان، وهي الجبهة الحقيقية في الحرب على الإرهاب، والآن يرغب العديد من العراقيين بشدة في رحيل الأمريكيين، وقد صرح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن يوم 30 يونيو سوف يكون يوم "عيد واحتفال".

ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل والقليل من الوقت لمساعدة العراقيين في إعداد أنفسهم للانسحاب ومن أجل تقليل فرص تدهور أوضاع العراق بمجرد مغادرة الجنود الأمريكيين.

الجدول الزمنى.

وقد كنا نأمل منذ وقت طويل أن يؤدي وجود جدول زمني للانسحاب الأمريكي إلى إقناع القادة العراقيين في النهاية بأن يعقدوا اتفاقات سياسية من أجل المحافظة على بلادهم بدون وجود احتلال أبدي للعراق، ولكن ذلك لم يحدث، فلا يزال البرلمان عاجزًا عن إصدار قانون لتقسيم المصادر النفطية بصورة مساوية بين العراقيين.

وهناك بالفعل مؤشرات مقلقة من أن القادة العراقيين يفعلون النقيض؛ فهم يبحثون عن كافة الوسائل لزيادة حصصهم الإقليمية في حالة نشوب حرب أهلية، كما يقوم الكثيرون من جيران العراق بإجراء الحسابات ذاتها، فبالرغم من انخفاض العنف إلا أن المتطرفين لا يزالون يحاولون إشعال دورة جديدة من الهجمات والانتقامات، وفي يونيو وحده قتل 300 عراقي و10 جنود أمريكيين.

الانسحاب الهادى.

وكان الرئيس أوباما مصيبًا عندما تعهد بانسحاب هادئ ومسئول، كما أنه كان محقًا أيضًا عندما قال أن الولايات المتحدة لا تستطيع حل كافة مشكلات العراق قبل أن ترحل، ولكننا قلقون من أن العراق ربما لن يحظى بالاهتمام الذي يستحقه من واشنطن في الفترة المقبلة؛ فالقائد العسكري الأمريكي في العراق الجنرال راي أوديرنو قائد قوي، وكريستوفر هيل السفير الأمريكي الجديد لبغداد دبلوماسي موهوب، ولكن على الجانب الآخر فإن للرئيس أوباما مستشارين على مستوى عال أيضًا في كل من أفغانستان والعراق وكذلك من أجل مفاوضات سلام الشرق الأوسط، وكذلك من أجل إيران، ولا يوجد أي دليل على أن الرئيس وكبار موظفيه سوف يخصصون تركيزهم على العراق مستقبلاً.

الفساد وعدم التنظيم.

وحتى وقت قصير كان القادة الأمريكيون يأملون أن تدعوهم الحكومة العراقية للإبقاء على القوات المقاتلة في بعض أحياء بغداد وفي مدينة الموصل بالشمال، حيث إن تلك المناطق تشهد توترًا طائفيًا ولا تزال القاعدة نشطة فيها، ولكن الحكومة لم تطلب ذلك واختارت واشنطن ألا تصر، بالوضع في الاعتبار حساسية العراقيين تجاه ذلك. ومعظم المحللين أعطوا برامج التدريب العسكرية الأمريكية درجات عالية، ولكنهم اختلفوا بشأن الجيش العراقي الذي لا يزال يرزح تحت الفساد وعدم التنظيم وسوء التجهيز ونقص المعدات والثغرات الأمنية، ويشككون في قدرته على حفظ السلام في المدن، كما أن الشرطة ووزارة الداخلية لا تزال بحاجة إلى مزيد من الجهد.

تقرير البنتاجون.

وقد خلص تقرير قدمه البنتاجون للكونجرس في يناير الماضي إلى أنه فقط 17 من 174 وحدة مقاتلة في الجيش العراقي قادرة على تنفيذ مهام مكافحة التمرد بدون الدعم الأمريكي، وذلك لأن كافة أفرع الجيش العراقي تعتمد على الجيش الأمريكي في عمليات جمع المعلومات وعمليات الدعم اللوجستي.

معسكر فيكتورى.

وحتى الآن فإن القوات الأمريكية البالغ عددها 130 ألف جندي في العراق لم تذهب بعيدًا، فمعسكر فيكتوري بببغداد موجود خارج حدود العاصمة، ويبعد فقط 10 دقائق بالمروحيات من المنطقة الخضراء. وقبل أن تخرج القوات الأمريكية فعليًا فعلى الجيش العراقي أن يتطور من أجل سد تلك الثغرات في القدرات ليقاتل بمفرده، ويجب على الولايات المتحدة أن تساعد العراق في أن يحصل على قوات جوية وبحرية لكي يستطيع أن يحمي حدوده، ولكن تلك الآمال تتخطى عام 2011 المقرر فيه انسحاب أمريكا من العراق.

تحديد مدى القوة النيرانية.

فالعراق تقع في منطقة خطرة بين جيرانها، كما أن للعراق تاريخ طويل في استفزاز جيرانه، لذا يجب على واشنطن أن تحدد مدى القوة النيرانية التي سوف تعطيها للعراق، مع العلم أن بغداد تستطيع أن تشتري سلاحها من أي مكان آخر.

ولا تزال هناك مشاعر كراهية بين الطائفة السنية في العراق والتي كانت تهيمن في السابق على البلاد، وتصب جام غضبها على الحكومة التي تهيمن عليها الشيعة، فالمناطق ذات الغالبية السنية لم تتقدم فيها الخدمات، كما أن العراق لم يوافق بعد على القوانين التي تهدف إلى إعادة أفراد حزب البعث مرة ثانية إلى وظائفهم أو للحصول على معاشاتهم السابقة.

الصحوات الى اين.

كما أن لدى الولايات المتحدة مخاوف خاصة من معاملته الحكومة العراقية للسنة وبخاصة مجالس الصحوة، والذين تشكلوا من بعض أفراد المقاومة الذين نبذوا السلاح بطلب من واشنطن، ويشتكي أفرادها من عدم حصولهم على رواتبهم، كما أن الحكومة خفضت من التزاماتها تجاههم بإيجاد وظائف ل94 ألف عضو في الخدمات الأمنية وفي الوزرات والقطاع الخاص. وتلقي الحكومة باللائمة على انخفاض أسعار النفط وبتقليص الميزانية وتقول أن ذلك هو سبب مشكلات البطالة، لذا يجب أن تكون أولوية واشنطن هو الإبقاء على أولئك العناصر إلى جانب الحكومة هم وعائلاتهم وجيرانهم، كما أن المالكي أزعج الكثير من السنة أيضًا بإصداره لأوامر تقضي بالقبض على العديد من قادة مجالس الصحوة وعلى بعض السياسيين من السنة أيضًا، ويقول المسئولون العراقيون أن الاعتقال له ما يبرره، ولكن يجب على الحكومة الأمريكية أن توضح للمالكي المخاطر التي تنطوي عليها مثل تلك القرارات.

العرب والاكراد و الشمال.

كما يقول الأمريكيون أنهم أكثر قلقًا من تصاعد التوترات بين العرب والأكراد في شمال العراق، فالصراع على الحدود والنفط والسلطة في الحكومة العراقية المركزية على أشده، كما تصر الحكومة الإقليمية في كردستان على أن لها حقوقًا تاريخية في المدن والقرى في المحافظات الثلاث التي تقع على حدودها الحالية والتي يقولون أنه تم تطهيرها عمدًا من الأكراد وتم تسكين العرب فيها على يد صدام حسين، ومنذ عام 2003 وبمباركة واشنطن قام الأكراد بنشر قوات البشمركة في بعض من تلك المناطق وأنفقوا ملايين الدولارات على الخدمات في محاولة لبسط سيطرتهم عليها.


الخلاصة.
بعد كل تلك المشكلات يجب أن نؤكد أن أمريكا لن تستطيع معالجة كافة مشكلات العراق، فهذا يعود إلى الشعب العراقي ذاته، ولكن في الوقت المتبقي على الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية فإن على العراق مسئوليات ولديه مصالح استراتيجية هامة لكي يبذل أقصى ما يستطيع لمساعدة بلاده في الخروج من تلك الكارثة كدولة فاعلة وذات سيادة ومسئولة وديموقراطية.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس