عرض مشاركة واحدة

قديم 11-08-09, 07:07 AM

  رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
قيد الارض
مشرف قسم المدرعات

إحصائية العضو




قيد الارض غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الاحتلال بأفغانستان واستراتيجية الفرار



 

الاحتلال بأفغانستان واستراتيجية الفرار



كشفت مصادر صحافية بريطانية أن الأمر في لندن وواشنطن تطور، فيما يتعلق بالشأن الأفغاني، ووصل إلى حد الحديث عن إستراتيجية للانسحاب من أفغانستان‏.

بعد الانسحاب الأمريكي المهين من المدن العراقية خوفا من سقوط المزيد من القتلى والجرحى في صفوفه وبعد تنامي ظهور الأمراض النفسية على جنوده وتسجيل معدلات انتحار غير مسبوقة بينهم, ظنت الإدارة الأمريكية أن بإمكانها مداواة جروحها وإلهاء الشعب الأمريكي عن خسائر العراق بانتصار ما في أفغانستان فشحذ أوباما جهوده وأمر بإرسال المزيد من الجنود إلى هناك, وضغط على حلفائه لدعمه بالجنود والعتاد, وصرح بأن اهتمامه الحقيقي سيكون بالوضع في أفغانستان وباكستان لأنهما "الخطر الحقيقي على الغرب بعد تزايد نفوذ الإسلاميين فيهما", إلا أنه ومع مرور الوقت جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن وغاصت الأقدام الأمريكية والبريطانية في المستنقع الأفغاني وطالب أوباما وبراون الدول الأخرى المشاركة في الاحتلال بتقاسم العبء معهما.

هجوم فاشل:

وكان الاحتلال قد شن منذ فترة ثلاث عمليات عسكرية بولاية هلمند جنوب أفغانستان, التي تعد أحد المعاقل الرئيسة لحركة طالبان, واحدة من هذه العمليات قادتها الولايات المتحدة, والأخرى تقودها بريطانيا أما الثالثة فيقوم عليها الجيش الأفغاني الموالي للاحتلال, وبمرور الوقت تزايدت خسائر الاحتلال خصوصا في صفوف الجيش البريطاني الذي حذر مسئول عسكري بارز فيه بمخاوفه من سقوط 1000 جندي خلال معارك هلمند, وأشارت صحيفة الجارديان إلى أن الأمر في لندن وواشنطن تطور، فيما يتعلق بالشأن الأفغاني، ووصل إلى حد الحديث عن استراتيجية للانسحاب من أفغانستان, وأضافت الصحيفة: إن هناك توجهًا جديدًا لاستراتيجية التعامل مع أفغانستان‏,‏ وأن جهودًا مكثفة تبذل من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا لبدء محادثات مع ممثلي حركة طالبان. وذكرت الصحيفة أن عددًا من الوزراء البريطانيين وكبار القادة العسكريين الميدانيين يعتقدون أنه تم إرساء الظروف الملائمة لفتح حوار مع قادة طالبان.‏

مطالبات بالانسحاب الفوري

بعد ظهور حقيقة الأوضاع في أفغانستان بدأ الضغط الشعبي يزداد على حكومات الدول المشاركة في الاحتلال خصوصا التي تخوض معارك حقيقية على الأرض ضد المقاومة مثل القوات البريطانية؛ ففي استطلاع أخير للرأي ذهب أكثر من نصف البريطانيين إلى عدم إمكانية تحقيق الانتصار في الحرب في أفغانستان، وطالبوا بسحب القوات على الفور من هذا البلد، وقالت نتائج الاستطلاع الذي أعده معهد "كوريس": "58% من الأشخاص الذين سئلوا رأيهم يعتبرون أن الهجوم على طالبان في أفغانستان لن ينجح في حين اعتبر 31% العكس".

وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 52% من البريطانيين يريدون رحيل قوات الاحتلال البريطانية من هذا البلد مقابل 43%. وقال حوالي 75% من المستطلعين: إن العسكريين ليسوا مجهزين بالمعدات المناسبة للقيام بمهمتهم بشكل جيد في أفغانستان، في مقابل 16% فقط لهم رأي معارض. واعتبر 60% من الأشخاص الذين سئلوا رأيهم أنهم ضد إرسال تعزيزات ومعدات إضافية إلى أفغانستان.

رهان الاحتلال

كان الاحتلال يراهن على الانتخابات القادمة لتكريس الأمر الواقع في أفغانستان إلا أن فشل عملياته في الجنوب أثار قلقه بشأن نجاح العملية الانتخابية والأهم من ذلك تأثير نتائجها على الأوضاع الميدانية... لقد سعى الاحتلال لتكثيف هجماته على المقاومة في أفغانستان في نفس الوقت الذي يشن الجيش الباكستاني هجوما عنيفا على المسلحين الإسلاميين في منطقة القبائل والمقربين من طالبان حتى يصل إلى مبتغاه في أسرع وقت ممكن, لكن كما فشلت هجماته في هلمند اتضح له أيضا أن الجيش الباكستاني لم يصل إلى هدفه في وادي سوات, وبدأنا نستمع عن مساعي لتهدئة الوضع والدخول في مفاوضات هنا وهناك.

مستقبل مظلم:

التجارب السابقة أكدت أن الحكومات الغربية لا تستطيع تحمل الضغط الشعبي لفترة طويلة كما أن التعتيم الإعلامي الكامل كما حدث في حرب فيتنام لم يعد ينفع في عصر السماوات المفتوحة والإنترنت والتنافس المحموم على السبق الصحفي بين وسائل الإعلام المختلفة لذا من المتوقع أن يسعى الاحتلال للهرب من أفغانستان لكنه يبحث الآن عن الطريقة التي لا تكبده المزيد من الخسائر خصوصا على الصعيد السياسي, ومن المرجح أن يركز على فتح أبواب الحوار مع أطراف في المقاومة في محاولة لتفتيتها والوصول إلى أفضل الخيارات, وهو ما يجعل المرحلة القادمة من أخطر مراحل المقاومة ضد الاحتلال, حيث تحتاج للثبات والاتحاد في مواجهة ألاعيب الاحتلال وإغراءاته, ولعل ما يحدث في الصومال الآن خير شاهد على مثل هذه الألاعيب.

 

 


   

رد مع اقتباس