عرض مشاركة واحدة

قديم 28-03-09, 04:17 PM

  رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

أفغانستان من الداخل (الحلقة العاشرة) ـ وزير الإعلام الأفغاني السابق تشكري لـ«الشرق الاوسط»: الانتخابات الرئاسية المقبلة ستغير الخريطة السياسية في بلدنا
حاكم كابل الليلي خلال سنوات «الجهاد»: أميركا جاءت بدعوة غير مباشرة من طالبان
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةمحمد صديق تشكري
كابل: محمد الشافعي
وزير الإعلام الأفغاني السابق، محمد صديق تشكري، المستشار الاسبق للرئيس حميد كرزاي، كان يعرف في سنوات الجهاد ضد الروس بالكومندان تشكري، حاكم كابل الليلي، لأنه كان يستطيع بقواته الدخول الى قلب العاصمة الافغانية والتجول في شوارعها بعد ان تختفي القوات المدعوة من الروس. وتشكري يتحدث العربية بطلاقة، وهو خريج مدرسة ابي حنيفة النعمان بالعاصمة كابل عام 1976 التي تزامل فيها مع صديقه الشيخ يونس قانوني، رئيس البرلمان الافغاني الحالي، ثم حصل على منحة دراسية من الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة لمدة ثماني سنوات، وبعدها عاد الى بلاده ليشارك في الجهاد الافغاني ضد الروس. ويتحسر تشكري اليوم على الحال التي آلت اليها اليوم بلاده رغم المساعدات الدولية السخية الممنوحة. وقال لـ«الشرق الاوسط» انه لا يصدق ان هذه حال كابل من الفوضى والفقر والتدهور الاقتصادي والفساد الاداري. ويضيف «لكل هذه الاسباب قدمت استقالتي من القصر الجمهوري كمستشار للرئيس كرزاي قبل ستة شهور». ويشير الى ان حل مشاكل افغانستان لن يكون الا بالمصالحة بين فئات الشعب وعودة المجاهدين من جديد الى واجهة الحكم. وقال ليس من العدل تهميش المجاهدين بعد كل الذي قدموه من تضحيات للبلد. لقد اسقطوا الاتحاد السوفياتي السابق، وطردوا الروس. يقول تشكري، وزير الإعلام الاسبق في حكومة البرفسور برهان الدين رباني، وهو من مواليد عام 1961: «عانينا ثلاثة عقود من الحروب المتواصلة سواء ضد الروس او بين المجاهدين ضد بعضهم بعضا». وتذكر احداث من الماضي بقوله «في يوم واحد اطلقت قوات قلب الدين حكمتيار في عهد حكومة الشيخ رباني 2700 صاروخ على قلب العاصمة». وكشف تشكري عن اصابات لحقت بجسمه من جراء القتال المستمر في جبهات المجاهدين ضد الروس ثم ضد قوات حكمتيار ثم ضد قوات حركة طالبان الاصولية. والكومندان تشكري هو مسؤول ولاية كابل عن الجمعية الاسلامية التي يترأسها برهان الدين رباني، ودخل مرحلة الجهاد وهو في العشرينات من عمره. وعندما جاء ليأخذني بسيارته من امام بوابة فندق صافي لاند مارك مع حراسه في سيارتين من ذوات الدفع الرباعي، لم يصدق حارس الفندق ولي شيرزاد، وهو من وادي بانشير، ان هذا هو المجاهد القديم الكومندان تشكري، وقال لي: «انت في مأمن اليوم، فلن يستطيع احد ايذاءك في كابل بسبب علاقات الرجل الواسعة». وتذكر تشكري، وهو يتحدث لـ«الشرق الاوسط» في مكتبه، انه قضى 12 يوما شهر عسل ثم خرج الى جبهات القتال مع أقرانه للدفاع عن الدين والأرض والعرض. وقال ان الشيخ عبد الله عزام، الزعيم الروحي لـ«الافغان العرب» ذكره في اكثر من مناسبة في مؤلفه «آيات الرحمن في جهاد الافغان». وقال ان انتخابات الرئاسة المقبلة ستشهد تغييرا في الخريطة السياسية الافغانية. واعرب عن اعتقاده ان المجاهدين سيختارون مرشحا واحدا فيما بينهم بدلا من تشتت الاصوات، كالذي حدث بالانتخابات الماضية». وتحدث تشكري عن الأوضاع الامنية المتدهورة، في كابل وباقي المدن الافغانية، وقال ل «منذ اقل من اسبوعين حدث تفجيران انتحاريان؛ احدهما قرب المطار، والآخر قرب فندق اريانا، والاخير يوجد على بعد اقل من 100 متر من القصر الجمهوري، وسط كابل. وقتِلَ في التفجيرين العشرات من المواطنين الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في الحرب الدائرة اليوم بين القوات الدولية والافغانية من جهة، وعناصر طالبان من جهة اخرى». وقال «ان السلطات المحلية منعت الصحافيين من الحديث عن خسائر فندق اريانا وفرضت نوعا من التعتيم على الإعلام، وهو التفجير الثاني الذي يلحق بالفندق بعد تفجير فندق سرينا منذ عدة شهور. وقال ان حربنا ضد طالبان كانت مستمرة منذ سنوات قبل أن يأتي الأميركيون ولم أر وقفا لإطلاق النار لحظة واحدة إلا قبل خمس سنوات حين أبرمت وقفا لإطلاق النار لعشرة أيام». واشار الى ان تصاعد مد طالبان في الجنوب الافغاني يعود في الاساس الى ضعف الحكومة الحالية. «معركتنا مع طالبان جارية منذ ست سنوات، وحقيقة أميركا بدأت تحارب طالبان، ولكن نحن لا نحارب طالبان من منطلق أميركا.. ومَنْ الذي أتى بأميركا إلى أفغانستان، لقد جاءت بدعوة غير مباشرة من طالبان، بأخطائها السياسية التي ارتكبتها، واستضافتها لأسامة بن لادن». ويوجد مكتب تشكري في فيلا فخمة بشارع متفرع وسط المدينة بالقرب من شارع شهرانو ويتنقل تحت حراسة مشددة. واتذكر اثنين من حراسه الطاجيك تميم ومحمد عمر الذي يتحدث العربية بعد 8 سنوات قضاها في دبي، والذي يفضل قواتٍ من الدول الاسلامية في اراضي أفغانستان بدلاً من القوات الدولية. ويقول ان القوات الدولية على الاغلب مرفوضة من الشعب الافغاني المسلم.
ويصف تشكري نفسه بأنه مجاهد في سبيل الله، والمجاهد لا يهمه ماذا يكون ما دام في خدمة الاسلام.. «خدمت في الوزارة وتقلدت منصب وزير الاعلام وكنت بجانب الرئيس مستشاراً له، ولكني استقلت من منصبي بسبب عدم رضائي عما يجري في بلدي، المهم أمامي هو حماية الدولة وعودة الامن والاستقرار». وقال تشكري ان نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني طلب من كرزاي خلال زيارته المفاجئة بذل مزيد من الجهود لفرض الامن والاستقرار، لان ادارته لا تسيطر الا على 30 في المائة من أراضي أفغانستان بحسب تقرير للاستخبارات الاميركية. واضاف ان الحكومة الحالية باتت مرفوضة من قبل الشعب لأنها لا تلبي طلباته من جهة ترسيخ الامن والاستقرار في الشارع الافغاني». وأعرب عن اعتقاده ان الانتخابات الرئاسية المقبلة سيكون فيها مرشحون كثر، ولكن لو اتفقت المعارضة على مرشح واحد، فان الخريطة السياسية للبلاد ستتغير. وألحَّ تشيني على الرئيس كرزاي على تسريع مكافحة الفساد والمخدرات، حيث تعد أفغانستان المزودَ الأولَ بالأفيون في العالم على ما قال المصدر نفسه. وكان تشيني قد وصل إلى أفغانستان وسط تدابير مشددة تضاعفت تخوفا من وقوع هجمات من قبل مسلحي طالبان وآخرين، فأثناء زيارة تشيني الأخيرة إلى كابل في فبراير (شباط) 2007 وقع هجوم انتحاري عند مدخل القاعدة العسكرية الأميركية في باغرام شمال كابل حيث كان تشيني موجودا مما أدى إلى سقوط عشرين قتيلا. وتتفق كل الاطراف على ان مفتاح الاستقرار في الاجل الطويل هو جعل قوات الجيش والشرطة قادرة على تحقيق الامن. وتلقى الجيش الافغاني تدريبا جيدا نسبيا وقام بدور أكبر في محاربة طالبان على مدى العام الماضي لكن مستوى الشرطة متأخر كثيرا، اذ ان أفرادَهَا لم يتلقوا تدريباً كافياً كما أنهم يشتهرون بالفساد وعادة ما يفرون من مواجهة طالبان. وتهدف طالبان الى اضعاف عزيمة دول الحلف على مواصلة مهمتها القتالية في أفغانستان واجبار القوات الاجنبية على الانسحاب من البلاد، خاصة أن تأييد دعم الحرب في أفغانستان بدأ يتراجع بالفعل، إذ تريد كندا التي تشارك بما يصل الى 2500 جندي في جنوب أفغانستان من حلفائها ارسال ألف جندي اضافي لتعزيز قواتها القتالية كشرط لبقاء جنودها في أفغانستان. وبدأ المواطن الافغاني يشعر باستياء بشكل متزايد بسبب وجود القوات الاجنبية وبطء خطى التنمية وفساد المسؤولين والافتقار الى الأمن.

 

 


   

رد مع اقتباس