الموضوع: معركة برلين
عرض مشاركة واحدة

قديم 17-02-09, 04:14 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

حصار برلين

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
هتلر يقابل شباب هتلر قبل المعركة

وفي يوم عيد ميلاد هتلر ، 20 أبريل بدأت مدفعية الجبهة البيلاروسية الأولى في قصف وسط برلين ولم تتوقف حتى استسلمت المدينة (وكان وزن متفجرات المدفعية السوفيتية أثقل من الحمولة التي قذفتها قاذفات الحلفاء الغربيين) واخترقت الجبهة البيلاروسية الأولى التشكيلات الأخيرة للجناح الشمالي لمجموعة الجيوش المركزية أثناء تقدمها ناحية شرق وشمال شرق المدينة وعبروا شمال يوتربوغ حتى وصلوا قرب الخطوط الأمريكية الأمامية على نهر إلبه في ماغديبورغ.

وفي الشمال بين شتاتين وشفيدت هاجمت الجبهة البيلاروسية الثانية الجانب الشمالي لمجموعة جيوش فيستولا التابعة لجيش الدبابات الثالث بقيادة هاسو فون مانتيفيل وخلال اليوم التالي تقدم جيش دبابات الحرس السوفيتي الثاني بقيادة بوغدانوف حوالي 50 كيلومترشمال برلين ثم هاجم جنوب غرب فيرنيشين ووصلت وحدات سوفيتية أخرى على حدود المدينة وكانت خطة السوفيت هي حصار برلين تمهيداً لحصار الجيش التاسع الألماني.

وانتقلت قيادة الفيلق الخامس تلقائياً من جيش الدبابات الرابع إلى الجيش التاسع عندما وقع في الحصار مع الجيش التاسع شمال فورشت. وكان الفيلق لا يزال يرابط على الطريق السريع الرابط ما بين برلين و كوتبس. وعندما حقق الجانب الجنوبي لجيش الدبابات الرابع بعض النجاحات في صد هجمات الجبهة البيلاروسية الأولى، قام هتلر بإصدار أوامر أظهرت فقدانه لمهارته العسكرية، فقد أمر الجيش التاسع بالتمركز في كوتبس وتكوين جبهة غربية ثم عليهم مهاجمة القوات السوفيتية المتجهة شمالاً وكانت هذه الجبهة طرف الكماشة الشمالي الذي سيطبق مع جيش الدبابات الرابع القادم من الجنوب على الجبهة الأوكرانية الأولى.

وكان عليهم انتظار هجوم جنوبي من جيش الدبابات الثالث ثم الاستعداد للتحول لطرف كماشة جنوبي لتطويق الجبهة البيلاروسية الأولي التي سيتم تدميرها بواسطة مفرزة (أكبر من فيلق وأصغر من جيش) تتقدم من شمال برلين بقيادة لواء وحدات النخبة النازية فيليكس شتاينروعندما أوضح شتاينر أنه لا يملك فرق الجيش الكافية للهجوم قام هيانريكي بالاتصال بقادة أركان هتلر وقال لهم إنهم إذا لم يسحبوا الجيش التاسع في أسرع وقت فأنه سيُحاصر بين الجبهتين البيلاروسية والأوكرانية وأنه قد فات أوان تحركه إلى الشمال الغربي إلى برلين ويجب عليه التحرك غرباً وذهب هاينريكي إلى حد التهديد بأنه سيطلب من هتلر التنحي إذا لم يأمر بتحرك الجيش التاسع غربا....

وفي 22 أبريل كان هتلر في حالة يرثى لها من الغضب الممزوج بالدموع ففي اجتماع تقييم الحالة عندما أدرك أن خطط اليوم السابق لم يكتب لها النجاح وأعلن أنه خسر الحرب ولام اللواءات وقرر البقاء في برلين حتى النهاية ثم الانتحار وفي محاولة لإخراج هتلر من غضبه إقترح اللواء ألفريد يودل سحب الجيش الثاني عشر الألماني الذي يقوده اللواء فالتر فانك من الغرب للتوجه إلى برلين مادام الأمريكيين لن يكونوا ليتقدموا أكثر من موقعهم على نهر الألبه ...

وتعلق هتلر بالفكرة وفي خلال ساعات أُمر"فانك" بفك الاشتباك مع الأمريكيين والتحرك بجيشه إلى الشمال الشرقي إلى برلين وتم حينها إدراك أنه إذا تحرك الجيش التاسع غرباً فأنه سيلتحم مع الجيش الثاني عشر وفي المساء أعطى هاينريكي الأمر بالإلتحام.

وبعيداً عن غرفة الخرائط وتخيلات قادة الأركان في مقر الفوهرر، كان السوفيت يكسبون المعركة فعلياً على الأرض فقد قامت الجبهة البيلاروسية الثانية بانشاء رأس جسر على الضفة الشرقية لنهر الأودر وعبرت مسافة 15 كيلومتراً وكانت مشتبكة بضراوة مع جيش الدبابات الثالث وخسر الجيش التاسع كوتبس وكان مضغوطاً عليه من الشرق وتقدمت دبابات سوفيتية كرأس حربة على نهر الهافل إلى شرق برلين واخترقت دبابات أخرى الحلقة الدفاعية الداخلية لبرلين.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
صواريخ الكاتيوشا تقصف برلين

وقام أحد المراسلون الحربيون السوفيت بالتعليق على المعركة بأسلوب الصحافة الروسية الحماسي المعروف أتناء الحرب العالمية الثانية عندما أصبحت برلين في مدى قذائف المدفعية السوفيتية:
"رأينا على جدران البيوت نداءات غوبلز التي كُتبت بعُجالة بطلاء أبيض سيدافع كل ألماني عن عاصمته وسندحر الجحافل الحمراء على أسوار مدينتنا فقط حاولوا أن توقفوهم! ورصت الحواجز الألغام، الشراك، الفرق الانتحارية بقنابلهم اليدوية ممسوكة بأيديهم في انتظار الهجوم وبدأت السماء تمطر قليلاً ورأيت بطاريات الصواريخ قرب بيسدورف تستعد لإطلاق النار "ماهي هي الأهداف؟" سألت قائد البطاريات أجابني وسط برلين كباري شبري وشمال برلين ومحطة قطارات شتاتين ثم جاءت الأوامر من القيادة إقصفوا عاصمة ألمانيا الفاشية ونظرت في الساعة فكانت 8:30 صباحاً يوم 22 أبريل وسقطت ستة وتسعون قذيفة مدفع على وسط برلين خلال بضع دقائق"

وفي 23 أبريل ضيقت الجبهتان البيلاروسية والأوكرانية الخناق على برلين، وقطعت أخر ارتباط بين الجيش التاسع والعاصمة واستمرت عناصر من الجبهة البيلاروسية الأولى في التحرك غرباً وبدأت في الاشتباك مع الجيش الألماني الثاني عشر الذي كان متجهاً إلى برلين.

وفي نفس اليوم عين هتلر اللواء هيلموت فايدلنغ كقائد لمنطقة برلين الدفاعية مكان الفريق ريمان وبحلول 24 أبريل أكملت عناصر من الجبهتين البيلاروسية والأوكرانية الحصار على المدينة وفي اليوم التالي 25 أبريل دُعمت منشآت الحصار بوحدات سوفيتية كبيرة تقوم بالبحث عن مداخل قطارات الانفاق واختراقها وفي نهاية اليوم انهارت الدفاعات الألمانية الرئيسية ولم يكن هناك شئ يحول دون دخول السوفيت للمدينة إلا دفاعات يمكنها فقط تأخير الدخول لأن السوفيت كسبوا المعارك الحاسمة خارج المدينة...

المعركة في برلين

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
جنود سوفيت يقتحمون محطة مترو أنفاق في برلين تُستخدم كملجاً عام أوقات الغارات الجوية حاملون المسدسات الرشاشة السوفيتية الشهيرة شباغينا

كانت القوات المتاحة لفايدلينغ للدفاع عن المدينة مكونة من العديد من فرق الجيش الألماني وفرق وحدات النخبة النازية المقاتلة (فافين) (بالألمانية Waffen-SS) وكان تعداد جميع القوات حوالي 45.000 رجل وكانت هذه الفرق مدعمة بقوات الشرطة والصبيان الصغار في منظمة شباب هتلر وجيش الشعب Volkssturm فولكس شتورم...

وكان العديد من الرجال الكبار في الفولكس شتورم مقاتلين سابقين في الجيش وبعضهم كان من قدامي المحاربين الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى وكان لدى قائد حي وسط المدينة عميد وحدات النخبة النازية فيلهلم مونكه، أكثر من 2.000 رجل تحت قيادته وقسم فايدلينغ المدينة إلى ثمانية أقسام كل قسم يقوده عقيد أو لواء ولكن لم يمتلك معظمهم خبرة قتالية سابقة.

وفي غرب المدينة كانت ترابط فرقة المشاة العشرون وفي الشمال فرقة المظلات التاسعة وفي الشمال الشرقي فرقة دبابات مونخيبورغ وفي الجنوب الغربي شرق مطار تيمبلهوف فرقة المشاة الميكانيكية الحادية عشر التابعة لوحدات النخبة النازية المسماه نوردلاند Nordland أي أراضي الشمال وكانت فرقة المشاه الميكانيكية الثامنة عشر التابعة للاحتياط ترابط في حي وسط برلين...

وكان مصير برلين قد حُسم منذ أن ربح السوفيت المعارك الحاسمة خارج المدينة وعلى الرغم من ذلك فقد استمر الألمان في المقاومة وفي 23 أبريل هاجم جيش الصاعقة الخامس بقيادة نيقولاي بيرزارين و جيش دبابات الحرس الأول بقيادة ميخائيل كاتوكوف برلين من الجنوب الشرقي وبعد أن صد هجوم مضاد بواسطة فيلق الدبابات الألماني السادس والخمسين ووصلا في مساء يوم 24 أبريل إلى حلقة السكك الحديدية لقطارات الأنفاق في الجانب الشمالي من قناة التيلتوف.

وفي نفس الوقت أمر هتلر كل القوات الألمانية بإعادة تقوية الدفاعات الداخلية ولكن لم يصل إلى برلين سوى وحدات من المتطوعين في وحدات النخبة النازية الفرنسية تحت قيادة العميدغوستاف كروكينبورغ وفي يوم 25 أبريل عُين كروكينبورغ كقائد للقطاع الدفاعي ج وكان قطاع ج هو أكثر قطاع يعاني من الضغط السوفيتي لدخول المدينة...

وفي 26 أبريل عُين لواء المدفعية هيلموت فايدلينغ كقائد لمنطقة برلين الدفاعية وشق جيش الحرس الثامن بقيادة فاسيلي تشيكوف وجيش دبابات الحرس الأول طريقهما عبر الضواحي الجنوبية وهاجما مطار تيمبلهوف، ووصلا إلى حلقة قطارات الأنفاق الدفاعية، حيث واجها مقاومة شرسة من فرقة مينخيبورغ.

ولكن بحلول يوم 27 أبريل واجهت فرقتا المينخيبورغ والنوردلاند الضعيفتان اللتان تدافعان عن الجنوب الشرقي خمسة جيوش سوفيتية كالتالي......

من الشرق إلى الغرب:
جيش الصاعقة الخامس، جيش الحرس الثامن، جيش دبابات الحرس الأول، وجيش دبابات الحرس الثالث بقيادة بافيل ريبالكو (جزء من الجبهة الأوكرانية الأولى).

ولذلك تراجعت فرقتا المينخيبورغ والنوردلاند إلى وسط المدينة حيث إتخذا مواقع دفاعية جديدة حول هيرمانبلاتز وأبلغ كروكينبورغ في الحال اللواء هانز كريبس قائد قيادة أركان القيادة العليا للجيوش الألمانية أنه في خلال 24 ساعة سيتوجب على فرقة النوردلاند التراجع إلى قطاع وسط المدينة.

وكانت القوات السوفيتية تتقدم إلى وسط المدينة على المحاور الرئيسية التالية: من الجنوب الشرقي على طول الفرانكفورتر أليه (وينتهي عند ألكسندربلاتز)

من الجنوب عبر سونين أليه وينتهي شمال بيل أليانس بلاتز، من الجنوب وينتهي عند بوتسدامر بلاتز ومن الشمال وينتهي قرب الرايخستاغ وكانت الأماكن التي شهدت أعنف المعارك هي الرايخستاغ، جسر ملتكه، ألكسندربلاتز و جسور هافل في شبانداو، وكان القتال من بيت إلى بيت وفي الشوارع وقاتلت الوحدات الأجنبية التابعة لوحدات النخبة النازية بشراسة لأنها كانت ذات عقيدة ومبدأ كما أعتقدوا أنهم سيقتلون لو وقعوا في الأسر.

السيطرة على الرايخستاغ

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
برج مدفعية مضاد للطائرات في حديقة حيوان برلين ويظهر في الصورة دبابتان سوفيتان مدمرتان من نوع جوزيف ستالين

وفي الساعات الأولى من صباح 29 أبريل عبر جيش الصاعقة السوفيتي الثالث جسر ملتكه وبدأ بالتجول في الشوارع والمباني المحيطة وكان لغياب المدفعية أثراً كبيراً على سرعة تقدم الهجمات الأولى على المباني التي تضمنت مبنى وزارة الداخلية ولم تتدخل المدفعية حتى تم اصلاح الجسر المدمر...

وفي الساعة الرابعة صباحاً بمقر الفوهرر كتب هتلر وصيته الأخيرة ثم تزوج من إيفا براون وبحلول الفجر كثف السوفيت هجماتهم من الجنوب الشرقي وبعد قتال عنيف تمكنوا من احتلال مقر الغيستابو في شارع برينزألبريخت Prinz-Albrecht و يُعرف هذا الشارع حالياً باسم نايدركيرشنير Niederkirchner ولكن السوفيت أُجبروا على التراجع من المبنى تحت ضغط الهجوم المضاد الذي قامت به وحدات النخبة النازية المقاتلة فافين وفي الجنوب الغربي بدأ جيش الحرس الثامن هجومه ناحية الشمال عبر قناة لاندفير إلى تايرغارتين.

وبحلول اليوم التالي 30 أبريل تمكن السوفيت من اعادة بناء الجسور المحطمة وبمساندة المدفعية هاجموا الرايخستاغ في الساعة السادسة صباحاً ولم يتمكن السوفيت من دخول المبنى حتى المساء بسبب الخنادق الألمانية حول المبنى ومساندة مدافع عيار 88 ملم الموجودة على أبراج المدفعية المضادة للطائرات في حديقة حيوان برلين التي تبعد كيلومترين عن الرايخستاغ.

ولم يكن مبنى الرايخستاغ مستخدماً منذ عام 1934 عندما أمر هتلر بحرقه وكان المبنى من الداخل بشبه كومة ركام واستغل الألمان هذا أحسن استغلال واعتمدوا اعتماداً كبيراً على الانتظار في الخنادق والحفر وبين الركام وطارد السوفيت الألمان داخل المبنى من غرفة إلى غرفة واستغرقت هذه المطاردات يومين حتى سيطر السوفيت تماماً على الرايخستاغ.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
خطوط الجبهات في 1 مايو


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
اللواء هيلموت فايدلينغ على اليسار مع لواءات ألمان مأسورين يوم 2 مايو1945


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
سجناء الحرب من شباب هتلر في شوارع برلين

السيطرة على وسط المدينة

خلال الساعات الأولى من صباح يوم 30 أبريل أبلغ فايدلينغ هتلر شخصياً أن المدافعين عن المدينة ستنفذ ذخيرتهم بحلول الليل فاعطاه هتلر الأذن بمحاولة الهروب عبر خطوط الجيش الأحمر التي تحاصر برلين...

وفي عصر هذا اليوم انتحر هتلر وإيفا وأُحرقت جثتيهما في مكان ليس ببعيد عن مقر الفوهرر وكان هتلر قد أوصى في وصيته الأخيرة برئاسة البلاد للواء بحري كارل دونتز في حكومة فلنسبورغ وبالمستشارية لغوبلز.

وعندما عبر السوفيت الخطوط الدفاعية وتراجع المدافعون تركزوا في منطقة صغيرة في وسط المدينة وكانوا حوالي 10.000 جندي ألماني وتمت مهاجمتهم من جميع الجهات وعلى جانب أخر دكت المدفعية السوفيتية مبنى وزارة الطيران المبني من الخرسانة المسلحة وتراجعت كتيبة دبابات التايغر الألمانية من مواقعها شرق تايرغارتين للدفاع عن وسط المدينة ضد جيش الحرس الثالث بقيادة كوتزنيتسوف (الذي على الرغم من اشتراكه في القتال بضراوة حول الرايخستاغ إلا أنه كان يتقدم من شمال تايرغارتين) وضد جيش الحرس الثامن الذي يتقدم من جنوب تايرغارتين...

وقامت هذه القوات السوفيتية بقطع المنطقة التي تشبه الهلال التي يمسك بها الألمان إلى نصفين وجعلوا الهروب إلى الغرب أكثر صعوبة..

وفي الساعات الأولى من يوم 1 مايو ، جرت محادثة بين كريبس و اللواء تشيكوف قائد جيش الحرس الثامن السوفيتي واخبره بموت هتلر ورغبته في إجراء مفاوضات الاستسلام النهائي للمدينة ولكنهم لم يتوصلوا لاتفاق بسبب إصرار السوفيت على الاستسلام غير المشروط وادعاء كريبس بعدم امتلاكه صلاحية ذلك وفي عصر هذا اليوم انتحر غوبلز وعائلته (لأنه كان يرفض الاستسلام) وكان غوبلز هو العقبة الوحيدة أمام فايدلينغ لإعلان الاستسلام غير المشروط. ولكنه فضل الانتظار حتى صباح اليوم التالي لإعلان الاستسلام حتى ينفذ مخططه للهرب في الليل.....

 

 


   

رد مع اقتباس