عرض مشاركة واحدة

قديم 07-08-09, 06:06 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

21. التطور التاريخي لنشأة المنظمات الدولية. بدأت فكرة التجمع الدولي من أجل تنظيم المصالح المشتركة للجماعة الدولية منذ القرون الوسطى في كتابات للفقهاء وظهرت صور عملية لهذا التجمع في القرن التاسع عشر في شكل مؤتمرات دولية ، ولجان واتحادات دولية ، وخرجت المنظمات الدولية ، بالمعنى العلمي الدقيق ، إلى حيز الوجود لأول مرة في عام (1919م) بقيام عصبة الأمم ثم بدأت مرحلة جديدة في تطور المنظمات الدولية بنشأة هيئة الأمم المتحدة في عام (1945م) ، وبعد الحرب العالمية الثانية ، وفي محاولة لتلافي سلبيات التجربة السابقة ، ومن أجل تنظيم دولي أقوى وأكثر فعالية يمكن تقسيم تاريخ نشأة المنظمات الدولية إلى ثلاثة عصور ، يتميز كل منها بطبيعته الخاصة وهي: (12).
أ. عصر ما قبل عصبة الأمم. نادي الفلاسفة والفقهاء منذ أوائل القرن الرابع عشر بضرورة زيادة التعاون بين الدول ، وإنشاء اتحادات لتنظيم المجتمع الدولي ، حيث بدأ مشروع السلام الدائم في أوروبا الذي وضعه ( " شارل ايرينيه كار عام 1713م ) وكانت (13)
(1). المؤتمرات الدولية. تميزت المؤتمرات الدولية ، والتي عقدت في هذه الفترة وبصفة خاصة خلال القرن التاسع عشر ، بأنها كانت مؤتمرات سياسية بهدف حفظ توازن القوى بين دول أوروبا الكبرى ، التي ادعت لنفسها حق الإشراف على الأمن والسلام وكان من ضمن هذه المؤتمرات التحالف المقدس والوفاق الأوروبي والذي كان في عام (1815م) لإعادة تنظيم أوروبا. ونشأ أسلوب جديد لتنظيم العلاقات الدولية ، تمثل في توقيع الدول الأربع الكبرى " روسيا وبروسيا ، والنمسا ، وبريطانيا العظمى " لمعاهدة تحالف تحملهم مسؤولية الحفاظ على سلام أوروبا والعالم كله ، وكانت المؤتمرات اجتماعات دورية لبحث المصالح المشتركة بين الدول الكبرى ،
(2). اللجان الدولية. ظهرت في أوائل القرن التاسع عشر،مع تطور العلاقات الدولية ونموها ، وظهور أجهزة دولية فنية ، مهمتها زيادة التعاون في غير المجالات السياسية وقد تمثلت في شكل لجان متخصصة تضم مندوبين عن الدول المعنية .
ب. عصر عصبة الأمم. تعد هذه المرحلة أهم مراحل تطور التنظيم الدولي وهي تختلف جذرياً عن المرحلة السابقة وما تخللها من تجارب ، حيث أنها تميزت بظهور أول منظمة دولية بالمعنى العلمي ، وهي عصبة الأمم التي نشأت في أعقاب الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الأولى ، وفي سبيل حفظ السلام وتحريم استخدام القوة واحترام القواعد القانونية في العلاقات الدولية .
. عصر الأمم المتحدة .
(1) زاد شعور الدول إبان الحرب العالمية الثانية بحاجتها إلى منظمة عالمية فعالة ، وقد كان الإحساس بالحاجة إلى مثل هذه المنظمة قوياً بفعل الدمار في الأرواح والأموال الذي لم تشهد له البشرية مثيلاً ، عند ذلك بدأ الحلفاء يفكرون في الشكل الذي تقوم عليه هذه المنظمة على ضوء التجربة السابقة وكانت الفترة من (1941) إلى (1945) فترة تحضيرية لإعداد ميثاق المنظمة الجديدة ، وقد جاء إقرار ميثاق الأمم المتحدة في ظل ظروف معينة حيث كان يتم والحرب العالمية ما زالت مشتعلة ، مما جعل فكرة تجنب اشتعال حرب مقبلة تسيطر على أذهان مؤسس الميثاق أكثر من أي رغبة في تحقيق العدالة والمساواة ، مما جعلهم يضعون أمام أعينهم تجربة عصبة الأمم وعوامل فشلها والاستفادة منها . وعلى أن تعمل عكس عهد عصبة الأمم .
(2) أنشئت لتكون عالمية تضم كل الدول ، وقد تحققت هذه العالمية حيث تضم الأمم المتحدة الآن من الأعضاء المؤسسين والمنضمين ، يشمل كل دول العالم تقريباً ، وقد اتخذت مبدأ الأمن الجماعي كاملاً بشقيه الوقائي والعلاجي ، فهي تحرم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها ، وتنظر إلى العدوان الواقع على إحدى الدول كعدوان على الجماعة الدولية كلها . وتملك في مواجهة هذا العدوان حق اتخاذ سلسلة من الإجراءات الجماعية ضد المعتدي .
(3) وبدأت تشكل المحور الذي تدور حوله صور النشاطات المختلفة في ميدان العلاقات الدولية مما جعلها تربط نشاط المنظمات الإقليمية والتي منها في الوقت الحاضر منظمة الدول الأمريكية وكذلك جامعة الدول العربية والجماعات الأوروبية المختلفة ومنظمة الوحدة الأفريقية وبهذا بدأت مرحلة هامة وجديدة في مياه الجماعة الدولية خطت بها نحو مزيد من القدرة على تحقيق الأمن الجماعي ودعم التعاون الدولي، وتميزت هذه المرحلة يتعاظم الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة بعد تلافي سلبيات التجربة السابقة لعصبة الأمم .
(4) بهذا يكون التنظيم الدولي بهذا قد مر خلال قرن ونصف بخطوات رئيسية ثلاث ، فمن مرحلة المؤتمرات الدولية التي تنعقد لفترة مؤقتة ولهدف معين إلى مرحلة اللجان والاتحادات الدولية التي تتميز بنوع من الاستقرار دون الاستقلال إلى مرحلة المنظمات الدولية الدائمة التي تتمتع بإرادة ذاتية وشخصية قانونية ، ويحكمها نظام قانون خاص (14) .

الأهمية الاقتصادية للدولة
22. تدل دراسة التاريخ الاقتصادي أن المجتمعات التي وصلت اليوم إلى درجة عالية من التقدم الصناعي قد مرت منذ القدم بمراحل مختلفة، إذ بدأت بنظام الاكتفاء الذاتي الفردي حيث كان كل فرد يعتمد على نفسه فقط في الحصول على ما يحتاج إليه. وفي ظل هذا النظام البدائي في فترة ما قبل التاريخ، كان الإنسان يكافح ويجاهد لحماية نفسه من قسوة الطبيعة ولزيادة إنتاج ما يحتاج إليه مع الاقتصاد في مجهوده.

23. إن الحياة المعاصرة التي نحياها، بكل ما بها من متع وخيرات وأمن وحماية، إنما هي من الأمور الحديثة جداً في تاريخ البشرية، ذلك أن الإنسان عاش الجزء الأكبر من تاريخه في حالة بدائية. فمنذ بدء الخليقة قبل ملايين السنين وهو يواجه الطبيعة بكل ما بها من قسوة، فكان عرضة للزلازل والبراكين والفيضانات والحيوانات المتوحشة، فظل يسعى جاهداً لتحقيق مزيد من الإنتاج لإشباع حاجاته المتعددة.

24. تطور الآلة بتطورالانسان ليسخرها لخدمته مما زاد في الحاجة إلى زيادة إنتاجية ومن ثم إلى تطبيق نظم اقتصادية تكفل له استمرارية الإنتاج والنمو في ظل المتطورات الحديثة ومن حماية هذه المكتسبات بشتى السبل والوسائل المتاحة ،ومن أهم هذه الوسائل الحروب التي خاضها أما لحماية تلك المكتسبات أو للاستيلاء على مكتسبات شعوب أخرى أو العلاقات السياسية أو العلاقات الاقتصادية.

25. إن العلاقات الاقتصادية تستغل السياسة الخارجية، العلاقات الاقتصادية للدولة، في تحقيق أهدافها للإعداد السياسي. وقد تقترح مزيداً من العلاقات الاقتصادية مع دول أخرى، أو توثيق الروابط القائمة فعلا ً، والدولة بذلك تضغط على القرار السياسي، لتلك الدول لتؤثر عليه لصالح القضية التي تُدافع عنها. وقد تستخدم العلاقات الاقتصادية بالترغيب في تنميتها، مقابل نمو العلاقة السياسية في الاتجاه المطلوب (التأييد السياسي أو الحياد والبعد عن الدول المعادية). وقد تتخذ شكل الترهيب لإخضاع الإرادة السياسية والحصول على التأييد المطلوب.

26. الاقتصاد هو القاعدة الأساسية لبناء الدفاع والإعداد للحرب. فهو الممول لكل عمليات الإعداد وخططها المركزية والتفصيلية، والمؤثر الرئيسي على قدرة الدولة على التصدي للعدوان. لذلك، فإن إعداد اقتصاد الدولة للتحول، من اقتصاد السلم إلى اقتصاد الحرب، من البديهيات التي تضعها القيادة السياسية في أولوياتها، عند إعداد الدولة للدفاع. يقوم الإعداد الاقتصادي على حسابات دقيقة، وإحصائيات علمية، وتنبؤات مدروسة، لاحتمالات واقعية. ويتعلق الإعداد الاقتصادي بكل قطاعات الدولة، وفئات الشعب، وقواته المسلحة، مما يضفي أهمية متزايدة على تأثيره.

27. الإعداد الاقتصادي للدولة من الشؤون المعقدة، خاصة عند العمل في وقت السلم، لإعداد الدولة لوقت الحرب، فتكثر الأطراف المشتركة في الإعداد، لتنوع تخصصاته، ومجالاته، وتعدد مستوياته. ويقوم العمل لإعداد اقتصاد الدولة للحرب، على إدراك متطلبات القوات المسلحة والعمل على تلبيتها، من دون أن تتأثر حاجات الشعب. لذا، تعمل كافة الأجهزة الاقتصادية ـ كل في تخصصه ـ في تعاون وثيق، مع أجهزة الدولة الأخرى، والتنظيمات شبة الرسمية والشعبية، للوصول إلى أنسب استهلاك للموارد لصالح الفئتين (القوات المسلحة والشعب) .
استخدامات الحصار الاقتصادي وخصوصا العسكرية
الاستخدام العسكري

28. لعبت عمليات الحصار أدواراً هامة في التاريخ العسكري ، كما استعملت فيه أنواع شتى من الأسلحة ، اختلفت باختلاف العصور والتقدم التكنولوجي لآلات الحرب ، ومن أهم أسلحة الحصار القديمة ، الأبراج المتحركة والدبابة ، والكباشي والمنجنيق والعرادات وسلالم الحصار ثم تطورت أسلحة الحصار باستمرار ضمن المسار العام لتطور أسلحة القتال إلى ما وصلت إليه في وقتنا الحاضر من جميع أنواع الأسلحة العالية في التقنية الحديثة حتى أصبح في استطاعتها آن تدمر المراكز المحاصرة تدميراً كاملاً بقصفها من مسافات بعيدة وقد استخدم في:
أ‌. العصر الإغريقي .
(1) لم يتغن الشعراء بمرحلة من مراحل القتال على مر العصور وتعاقب الأزمان وانقضاء الدهور بأ عذب مما تغني به شاعر الإغريق "هوميروس" في القرن الثامن قبل الميلاد في ملحمته الشعرية الرائعة "الآلياذه" والتي تحكي صراعاً بطولي بين الجانب المدافع عن طروادة بقيادة البطل الأسطوري "هكتور" والجانب الإغريقي المهاجم بقيادة الملك " أغامنون " حيث استخدم أسلحة القتال في كلا الجانبين المتصارعين والتي أمضت عشر سنوات صامدة للحصار ، ولم تستسلم المدينة المحاصرة إلا بخدعة حربية هي الحصان الخشبي الذي يحمل في جوفه جماعة من الجنود مع قائد هم (15). ولقد ترك الإغريق حصانهم هذا خارج أسوار المدينة المحاصرة وتظاهروا بالانصراف عائدين إلى بلادهم بعد أن تملكهم اليأس من فتح المدينة وظن حراس المدينة ( طروادة ) أن هذا الحصان مقدس يفيض على المدينة بالبركات إذا أدخلوه داخل الأسوار ، وعندما أدخلوه سهروا ليلتهم يحتفلون به حتى غلبهم النوم
(2) بعد منتصف الليل وفي غفلة الحراس هذه خرج القائد من جوف الحصان ومعه جنوده واقتحم الأسوار وقتل الحراس النيام وأعطى إشارة ضوئية إلى القيادة الإغريقية في عرض البحر فأقبلت على جناح السرعة قوات الإغريق ودار قتال عنيف في داخل المدينة بمختلف أسلحة القتال في ذلك الوقت وهي السهام والرماح والسيوف واستسلمت المدينة على أثر هذه الخدعة الحربية الماكرة .
(3) ذلك هو أعظم حصار عرفه التاريخ والأدب على السواء خلده الشاعر الإغريقي في ملحمته ، ونهاه بخدعة حربية أسطورية طريفة لا تخلو من الدروس والمواعظ والعبر . وفي إطلالة القرن العاشر قبل الميلاد حصار صور والذي بنى الملك " هيرام الأول " عام (969-926) أسوار حصينة حول مدينة صور اللبنانية جعلتها معقلاً حصيناً لا مثيل له في شرقي البحر المتوسط ، وكانت الآبار تكفي لتخزين المياه للشرب لمدة خمس سنوات ولذلك كانت شديدة المقاومة للحصار عند ذلك تعرضت المدينة للحصار من قبل الآشوريين والكلداثيين ويقول " سناء الجاك" ( ويبقى صراع صور البحرية مع الكلدانيين دليلاً على قوة هذه الجزيرة ، فقد لجأ إليها أهالي صور البرية وأنشئوا فيها وسائل دفاع وتحصينات منيعة وقاوموا الحصار مدة 13 سنة ) (16) .
ب. في القرون الوسطى .
(1) ظلت أساليب الدفاع في المدن حتى ظهور الإسلام تنتهج مناهج بناء الأسوار وتقويتها وتعلية جدرانها وبناء الأبراج للمراقبة والرمي ، ثم حفرت الخنادق حول المدن وملئت بالماء أو تركت فارغة وسيرت الدوريات للاستطلاع والدفاع عن بعد ، وظل المهاجم يتحين الفرص للتغلب على هذه الخنادق بردمها بالأتربة أو بعبورها بجذوع الأشجار والنخيل وغيرها من الوسائل المستخدمة في القرون الوسطى ولعل من أمثلة هذه الأسوار سور الفاطميين الذي أقاموه حول قاهرة المعز "مصر القديمة ".
(2) ولعل أورد بعض من أعمال الرسول -صلى الله عليه وسلم -العسكرية في الحصار الاقتصادي حيث كانت قبيلة قريش في طليعة القبائل العربية التي ناصبت الإسلام وأهله العداء ، فهي التي وقفت في وجهه الدعوة الإسلامية منذ أن أنبلج فجرها في مكة ، وهي التي كذبت الرسول صلى الله عليه وسلم وقاطعته واتهمته بشتى التهم ونكّلت بأصحابه وأذاقتهم ألواناً من العذاب ، حتى أجبرتهم على ترك مكة والهجرة مرّتين ، وأخرجتهم من ديارهم وحرمتهم أرزاقهم ، فباعدت بين الزوج وزوجته والابن وأهله ، والرجل وعشيرته . وتسلب أملاكهم ومنازلهم ومتاجرهم التي تركوها في البلد الحرام ، وتبسط سيطرتها ونفوذها على الكعبة الشريفة وتستذلّ من خلفوا ورائهم من المستضعفين من الرجال والنساء والأطفال وأخذت تضع الخطط وتعدّ العدّة ، وتحاول جاهدة للقضاء على الإسلام والمسلمين .
(3) إزاء هذا التحدّي السافر ، كان على المسلمين أن يعملوا للعودة إلى ديارهم التي أخرجوا منها ظلماً بغير حق ، وأن يستردوا بعض أموالهم ، ويخففوا عن إخوانهم الأنصار بعض ما ألقوا على كواهلهم من التبعات المادّية وغير المادية ، وحيث أن قريشاً كانت تعتمد في معيشتها على التجارة ، إذا كان لها تجارة في الشتاء إلى اليمن ، وتجارة في الصيف إلى الشام وحيث أن طريق مكة الشام أهم طريق تجاري لقريش ، لذلك سارع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلى سد منافذ تجارتها إلى الشام وإلى فرض حصار اقتصادي عليها ، لعلها تعيد حساباتها وتقلع عن عداوتها للإسلام والمسلمين .
(4) وكانت سرايا المسلمين الاستطلاعية الأولى , وغزواته صلى الله عليه وسلم ، التي قام بها بنفسه ، في المرحلة الأولى من تاريخ الدولة الإسلامية في يثرب ، كانت لتأمين هذا الغرض ولعزل قريش عن جيرانها والتخلص من تهديدها المباشر على مسير الدعوة الإسلامية ، وقد حقق النبي صلى الله عليه وسلم ، والمسلمون معه أهدافهم كلها وتمكنوا من السيطرة على طريق القوافل التجارية بين الشام ومكة المحاذية لساحل البحر الأحمر ، وعلى طريق مكة نجد الشام المحاذية للعراق ومن ثمّ موادعه القبائل العربية التي كانت مضاربها على جنبات هاتين الطريقين (17). وعندما أرسلت قريش بتجارتها إلى العراق عن طريق نجد مع بعض تجار مكة كأبي سفيان بن حرب و حويطب بن عبد العزّى وعبد الله بن أبي ربيعه ، وعندما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك وجه زيد بن حارثه على رأس مائة من المسلمين إلى (القَرَدَة) (ماء من مياه نجد) وقطع طريق نجد على المشركين الذين فرّوا مذعورين ، مخلفين وراءهم ما لديهم من أموال ومتاع فاستولى عليها المسلمين وأتى زيد بالعير وما عليها من أموال وآنية فضية إلى المدينة وكان ذلك في جمادى الآخرة في السنة الثالثة من الهجرة (18) وكذلك السرية التي كانت بقيادة حمزة بن عبد المطلب ومن معه من المهاجرين وقد أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم فسار باتجاه ساحل البحر الأحمر من ناحية العيص إلى سيف البحر (شاطئ البحر) وذلك لتهديد تجارة قريش ومنعها من سلوك طريق مكة الشام .
(5) ولما وصل المسلمون إلى المكان المقصود التقوا بقافلة لقريش كانت آتية من الشام ، ومعها ثلاثمائة راكب من أهل مكة على رأسهم أبو جهل بن هشام ، وكادت الحرب أن تقع بين الفريقين إلا أنه حجز بينهما ( مجدي بن عمرو الجهني ، الذي كان موادعاً وحليفاً للمسلمين والمشركين في آن واحد ، ولم يزل يمشي إلى هؤلاء وإلى هؤلاء حتى انصرف الفريقان بدون قتال(19).
. في العصر الحديث. كانت الوسائل في العصور القديمة بدائية كما أشرنا إليها في الفقرات السابقة من سيوف ورماح وأسوار حول المدن إلا أن في هذا العصر تطورت تطوراً كبيراً . حيث أصبحت أساليب الحصار الحديثة هي قيام المهاجم بعزل المنطقة المحاصرة بقصفها بالطائرات والمدفعية والصواريخ من مسافات بعيدة قبل اقتحامها بالمشاة والدبابات (20) .

(12) د/مقيد شهاب: المنظمات الدولية(القاهرة:دار النهضة العربية للنشر، الطبعة العاشرة، 1990م)ص53.

(13) المرجع السابق ، ص55 .

(14) المرجع السابق ، ص70 .

(15) مجلة الحرس الوطني ، العدد (154) ، شهر محرم 1416هـ

(16) المرجع السابق .ص 25.

(17) د . علي معطي : التاريخ السياسي والعسكري استراتيجية الرسول السياسية والعسكرية ( بيروت لبنان : مؤسسة المعارف للطباعة والنشر، ط ، -- ) ص 238 .

(18) المرجع السابق ، ص239 .

(19) مجلة الحرس الوطني ، مرجع سابق .ص 26

(20) مجلة الحرس الوطني ، مرجع سابق .ص 27

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس