عرض مشاركة واحدة

قديم 25-02-09, 03:09 PM

  رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قراءة في وثائق 1971 البريطانية (10) أخطاء في التقدير السياسي لتونس ما بعد بورقيبة
لم يرحل في 1972 ولم يخلفه أي من مرشحي السفارة
لندن: حسن ساتي
حمل الملف التونسي بالرقم fco 39-939 تقارير كثيرة انصب معظمها حول صحة بورقيبة ومستقبل تونس من بعده، في مقابل انشغال واضح والى حد تشريح وترشيح الخلفاء بلغة التحليل، اي حساب العوامل التي تقف في صالح اي منهم وتلك التي تعمل ضده.
ومن الواضح ان عيون ماكنزي ودايت بالسفارة البريطانية في تونس او ان حدسهما لم يصدق، فبورقيبة لم يرحل عن المشهد السياسي كما توقع ماكنزي بنهاية عام 1972، فيما لم يخلف بورقيبة اي من الشخصيات الاربع التي رشحتها التقارير، وهم الباهي الادغم والهادي نويرة ومحمد مصمودي واحمد مستيري.
* رحيل بورقيبة.. نبوءة لم تصدق وثيقة رقم ـ 1 ـ التاريخ: 25 فبراير (شباط) عام 1971 الى: جي. سي. كاي ـ ادارة شمال افريقيا الموضوع: تونس بعد بورقيبة 1 ـ ارجو الرجوع الى خطابك بتاريخ 8 فبراير.
2 ـ اعتقد انه لن يكون من المفيد تحليل الآثار على تونس من جراء انسحاب جزئي لبورقيبة من الحياة السياسية. فقد اصبح من الواضح، خلال فترة غيابه بين نوفمبر (تشرين الثاني) 1969 و1 يونيو (حزيران) من العام الماضي، بأنه وطالما ظل محتفظا بالرئاسة، فالوزراء يظلون مخلوقاته، بدون مبادرات منهم. كما ان السياسة القومية التونسية في سياق كلي، تواصل السياسة تجلياتها من حيث المكان الذي يوجد به بورقيبة. وهناك وفي هذا الاسبوع مثال طازج لهذا النوع من التحكم من بعد وتجسده رسالة بورقيبة للهادي نويرة والتي بعث بها له من سويسرا، مثمنا احاديث الاخير في جولاته في عواصم المحافظات.
3 ـ ولا يعني ذلك القول ان غياب بورقيبة، الذي وصل الآن لـ8 اشهر من الـ15 شهرا الاخيرة، لم يقلل من مصداقيته كقائد، او يشجع على ابتعاد عن نظامه، ولكن وفي المقابل، لا بد من الاعتراف بأنه لا يزال حجر الزاوية ورجل القرار بالنسبة للجماهير. وبالتالي فإن ازاحته وحدها بالموت او بالخلع، هي التي ستحدث تغييرا جذريا، ومن الصعب هنا رؤية التعديلات المقترحة على الدستور وهي تقود الى الكثير الذي يعري سلطاته الشخصية، رغم انها مصممة بوضوح لاستيعاب بورقيبة الذابل في مقابل ادارة الطاحونة للبديل.
4 ـ الورقة المرفقة (وانا مدين فيها بقدر كبير لجو رايت) معنية بالتالي بالآثار المتوقعة بعد رحيل كلي ونهائي لبورقيبة من المشهد السياسي التونسي، وهي تبدأ من شخصية بورقيبة وتبني على ذلك.
5 ـ اذا كان لي ان ألخص ما اشعر به، فسأضعه كالآتي: يبدو رحيل بورقيبة من المشهد السياسي بنهاية عام 1972 كأقصى حد، ولذلك، ولفترة قصيرة (ربما تكون عامين)، ضمن القوى الجاذبة. يقف باهي الادغم على افضل الفرص لخلافة بورقيبة فيما سيوافق نويرة على الاستمرار كرئيس للوزراء. سيكون مستيري ايضا مستعدا للعمل تحت الادغم ويحاول كسب الوقت. مصمودي، قد يبقى كوزير للخارجية ولكن بسلطات اقل اذا لم يحاول الادغم ان يأخذ بثأره منه، سيستمر السخط المفيد بين نزوعات اليسار والقوميين العرب تجاه تقييم انفسهم فيما سيتعرض نظام الحزب الواحد لضغوط متزايدة. وقد يضطر الادغم ونويرة بعد نحو عامين الى افساح المجال لقيادات اكثر شبابا وحينها سينشأ الصراع بين مستيري ومصمودي. وبحساب اليوم يبدو ان مستيري وبمساندة الجيش سيأتي في المقدمة.
6 ـ تبدو اليوم فرص مصر وليبيا والجزائر للتدخل في الشؤون التونسية اقل منها قبل عام او عامين. لا يبدو ان للجيش شهية للتدخل السياسي اذا لم يحدث تهديد للقانون والنظام، ومع ذلك، فالمتناقضات تبدو قائمة بين اتجاه تونس لليسار والتعلق بخلفياتها الغربية لاسباب اقتصادية منطقية.
إيه. آر. كي ماكنزي السفارة البريطانية ـ تونس
* الخلفاء الأربعة في الميزان.
وثيقة رقم: لا تحمل رقما لانها ملحق فيما يبدو للوثيقة ـ 6 ـ والوثيقة عبارة عن اسماء المرشحين لخلافة بورقيبة مع تحديد العوامل التي تقف الى جانب أي منهم، قياسا بالعوامل التي تعمل ضدهم.
1 ـ الباهي الأدغم ـ العمر 58.
أ ـ العوامل في صالحه:
يملك كسكرتير عام للحزب الدستوري الاشتراكي 1955 ـ 1970 معرفة لا تنافس بآلة الحزب وبرغم خيبة امله في نوفمبر الماضي، فانه يبدو الشخصية التالية لبورقيبة من حيث الشعبية. كما ان رئاسته للوزارة تركته في سمعة تقترب من شخصية الاب الشايب الجيد فيما كشفت رئاسته لبعثة الهدنة بالاردن (تبدو الهدنة متعلقة بمجازر ايلول الاسود 1970. الشرق الاوسط) عن كفاءة رجل دولة بصورة لا تقبل الشك.
ب ـ العوامل ضده:
غير محبوب في اوساط الجيش لانه اكثر ارتباطا بماضي الحزب لقيادة التأييد الواسع وسط الاجيال الجديدة. سبق ان دفعه بن صلاح بمشاركته النشطة في تحويل الاراضي الزراعية لتعاونيات عام 1969. اداري فقير مع فهم ضئيل في الشؤون الاقتصادية.
2 ـ الهادي نويرة ـ العمر 57 أ ـ العوامل في صالحه:
لم تكن ادارة الحزب يوما من اهتماماته الرئيسية رغم انه نشأ مع الحزب ويملك سجلا يوضح انه من النوع المقاتل. يحظى بدعم طبقة المهمشين الجديدة في تونس وثقة المنظمات الدولية الاقتصادية. القيادي الوحيد الذي تحمل مسؤولية التملص من سياسات بن صلاح ومع ذلك بقي في المنصب ولم يفقده. توحي الشهور الاولى لرئاسته للوزارة بقدرة على اتخاذ اجراءات ادارية جذرية. والمؤشرات توحي ايضا بنمو مع المسؤولية.
يحظى باحترام فائق في الدوائر المالية الغربية، مستمد في الاصل من موقعه السابق كمحافظ للبنك المركزي.
ب ـ العوامل ضده:
ابعدته 12 عاما من العمل المصرفي عن الجماهير برغم جولاته الحيوية الآن بالمحافظات في محاولة لعلاج هذه الفجوة. لا توجد معرفة حول علاقاته بالقوات المسلحة. ابدى اهتماما قليلا، او رغبة في الامساك، بالشؤون الخارجية. يفتقد بلا جدال لكاريزما بورقيبة، ويصغر الادغم بشهور قليلة.
3 ـ محمد مصمودي ـ العمر 47 أ ـ العوامل في صالحه:
من الممكن ان يقفز للسلطة كونه احتمالا الاكثر عروبة بين المتنافسين الاربعة، وذلك اذا كان لتونس ان تتحرك فجأة لتقترب من الكفاح العربي. خبير في التحكم في الآخر، ويجيد المساومة في زخم المقايضات. غيابه الطويل عن تونس (سفير في باريس 1964 ـ 1970) يؤكد بأنه لا يمكن ان يقترب او يرتبط بفضيحة بن صلاح. في الجهة الاخرى، يعني ذلك بأنه بلا نقاط تماس مع الشؤون الحزبية. وهو الآن مشغول بعملية التعويض السياسي من خلال انشاء اتصالات مع الطلاب... الخ. يمكنه بالتأكيد الاعتماد على تأييد فرنسا في اي صراع على السلطة كونه قد حظي خلال عمله فيها بتقدير عال. متوسط القراءة في الشأن الاقتصادي.
ب ـ العوامل ضده:
يعتبر بلا مبادئ لدى الكثير من التونسيين بسبب توظيفه الانتهازي لعلاقاته ببورقيبة. يعتقد التونسيون انه حصل على ترقيته لمنصب وزير الخارجية في يونيو الماضي من خلال استغلاله لوجود بورقيبة وزوجته وسيلة بباريس. اداري قليل المبالاة وليس معروفا بصورة واسعة لدى العامة.
4 ـ احمد مستيري ـ 45 يملك كل فرصة، ومن موقعه كوزير للداخلية، لوضع رجاله في المواقع الاستراتيجية داخل الحزب وفي الآلة الادارية. اكسبه سجله في الاختلاف والارتباط بعملية تحقيق الديمقراطية داخل الحزب تأييدا. محبوب جدا لدى الجيش. يملك خبرة اوسع من مصمودي بسبب تقلده مناصب وزارية في السابق، وقد شغل مناصب وزير العدل، والدفاع، والتجارة والاقتصاد، علاوة على تاريخه كسفير. وقد شغل المنصب بالقاهرة وموسكو والجزائر. قارئ متوسط في الشأن الاقتصادي.
ب ـ العوامل ضده اكتسب عداء نتيجة لاستقالته من الحكومة، والغياب عن لجان الحزب لاكثر من عامين، ثم هجومه عام 1969 على بورقيبة، ومن بعد اعادة تكيفه بصورة سريعة وترقيته بعد ذلك. لذلك، ومن المحتمل ان يواصل رسالته قبل نشوء اجماع عام يكسبه ثقة الحزب. يتمسك بالرسميات اكثر مما يجب، وقد لا يقود ذلك لأن يصبح شخصية محبوبة.
* الابن يريد وزارة العدل:.
وثيقة رقم ـ 6 ـ التاريخ: 22 مارس (آذار) عام 1971 الى: آر. بي. هارسون ـ ادارة شمال افريقيا 5 ـ اكبر زوار الرئيس بورقيبة اثارة للنظر خلال وجوده للعلاج بسويسرا هو بورقيبة الابن الذي عاد لتونس رسميا في 27 فبراير بعد فترة علاج طبي بسويسرا وهو في صحة جيدة. رغم انه تنازل عن عضويته في اللجنة العليا للحزب ولا يزال عمدة مونستير، فهو بلا وظيفة بانتظار ان يصبح وزيرا للعدل في نوفمبر او منتصف فبراير، يوم ان اعلن في الجريدة الرسمية اسناد منصب الاداري مع رتبة خاصة كممثل خاص في مجلس ادارة الشركة الوطنية للاستثمار.
جي. بي. رايت السفارة البريطانية ـ تونس حاشية: على الوثيقة تعليق بخط اليد يقرأ: وفقا لرواية.... (الاسم غير واضح) بالسفارة التونسية. (هذا يوحي بأن المكان لندن). يقول هذا الشخص ان الذي يحتل الموقع المعني وهو صديق قد ازيح من موقعه لاتاحة الفرصة لتعيين بورقيبة الابن.

 

 


   

رد مع اقتباس