عرض مشاركة واحدة

قديم 25-02-09, 03:16 PM

  رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قراءة في وثائق 1971 البريطانية (21) هجرة جعفر نميري من قبضة موسكو إلى أحضان واشنطن
نميري استجاب للنصائح بالانفتاح على الغرب وطالب واشنطن بالتكتم واعترف بضغوط السادات والأسد
حسن ساتي
معروف عن انقلاب مايو (ايار) 1969 في السودان الذي قاده وقتها العقيد جعفر نميري انه بدأ يساريا او احمر بلغة الحرب الباردة في ذلك الزمان، ومعروف ايضا ان ذلك الانقلاب ومعه ثورة سبتمبر (ايلول) 1969 في ليبيا قد ثمنهما الرئيس المصري عبد الناصر بانهما رفض لنكسة يونيو (حزيران) 1967.

ولكن عبد الناصر نفسه وكما اوضحت الحلقة السابقة لهذه الوثائق يوم الاثنين الماضي عاد وقبل مبادرة روجرز الاميركية.
هذه الحلقة توضح هجرة نظام مايو السوداني من قبضة موسكو الى احضان واشنطن، وهي الهجرة التي تدرجت لتنتهي بالسودان الى حليف لواشنطن الى سقوط نميري في 6 ابريل (نيسان) 1985 بانتفاضة شعبية.
جديد هذه الهجرة يكمن في النصائح التي تلقاها نميري من الملك فيصل والامبراطور هيلاسلاسي باعطاء وزن للتوجه الافريقي والعلاقات الغربية وهي نفس الملاحظة التي ابداها مسؤول اميركي لمسؤول بريطاني.
الملاحظة الاخرى الجديرة بالاعتبار تكمن في تباين تقديرات لندن وواشنطن لنظام نميري، ففي حين سارع نيكسون وهنأه بالفوز كرئيس للجمهورية، رفض رئيس الوزراء البريطاني ادوارد هيث، وقال مسؤول بريطاني في الخرطوم ان نميري نفسه لا يعرف ما سيفعل بعد الرئاسة.
بدايات الهجرة إلى الغرب وثيقة رقم: 2 التاريخ: 23 نوفمبر 1971 الى: وزارة الخارجية. اسبقية خاصة لعلم القاهرة وبيروت وطرابلس.
الموضوع: زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي للسودان.
1 ـ خلفية هذا التطور، ووفق رواية قسم رعاية المصالح الاميركية كالتالي: اتصل خليل عثمان، رجل الاعمال السوداني (الراحل) والذي كان قد اصبح مقربا من الرئيس نميري، بكيرتس مور رئيس قسم رعاية المصالح الاميركية. كان خليل عثمان قد قابل الرئيس لتوه واوضح ان الاخير اي الرئيس نميري، وخلال زيارتيه لاثيوبيا والسعودية قد تلقى النصح من البلدين بان يتحرر من مصر، وان يتبع سياسات افريقية اكثر من سياساته العربية وان يعيد تأسيس علاقات حميمة مع الغرب. خليل عثمان تلقى التعليمات بان يسأل مور ما اذا كان سيسكو سيأتي للخرطوم لمناقشة عودة العلاقات الدبلوماسية. في ضوء ذلك حصل مور على اجتماعين بنميري اوضح فيهما للاخير بانه سيكون من الصعب على سيسكو الحضور للخرطوم حاليا، ثم عرض مور زيارة ديفيد ينوسوم مساعد وزير الخارجية المسؤول عن الشؤون الافريقية في منتصف ديسمبر، وقبلت الخرطوم الموعد. وبناء على طلب نميري تم الاتفاق على ان لا يشير الاعلان عن الزيارة بانها قد رتبت على مبادرة سودانية فيما اتجه الاميركيون لتحاشي اشارات خاصة لموضوع عودة العلاقات الدبلوماسية الذي تمت الاشارة اليه بحرية هنا. الرئيس نميري كان قلقا تجاه ان لا تظهر زيارة نيوسوم كتغيير مفاجئ وانما كتطور ناشئ عن اتصالات أسسها منصور خالد الذي كان وقتها ممثل السودان الدائم بالامم المتحدة ومن زياراته الاخيرة لاميركا.
2 ـ مور ابداها واضحة بانه لن تكون هناك اعادة اتوماتيكية للعون الاميركي بعد اعادة العلاقات الدبلوماسية. نميري قال انه يفهم ذلك تماما ولكنه يأمل ان تمارس اميركا تأثيرها على البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لضمان المساعدة للسودان.
3 ـ احاط نميري، الذي بدأ مستريحا، مور، انه يعيش تحت ضغوط قوية من الشمال لاعادة العلاقات الحميمة مع الاتحاد السوفياتي (من الوضح انه قصد بكلمة الشمال مصر وسورية). وقال ان ضغطا مشابها يجيء ايضا من دوائر محلية محددة. نميري قال، على اية حال، السودان سيتبع مصالحه الخاصة ولن يسمح لنفسه بالسيطرة علىه من اي احد. اشار كذلك الى انه مستعد لاعادة العلاقات الدبلوماسية مع بون رغم الفشل الاخير لاجتماع وزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية في الاتفاق حول هذه القضية.
4 ـ يعكس اعلان اعادة العلاقات الدبلوماسية بين السودان والفاتيكان تطورا عميقا لرغبة نميري في اعادة علاقات طبيعية وصديقة مع الغرب، ويكشف ذلك على انه يعمل ببعض اليقظة والحزم لانجاز ذلك.
في المقابل، يدعم ذلك مؤشرات اخرى اخيرة (راجع تلغرافي رقم 547) بان العلاقات السودانية مع مصر بدأت تفتر (اختلاف التوجهات المصرية ـ السودانية حول اميركا مبني على حقيقة ان زيارة نيوسوم كان من الممكن اعلانها مع بدايات اتجاه السادات للهجوم العلني على الاميركيين).
وبما ان الحكومة السودانية تنوي تأسيس سياسة موجهة اكثر تجاه افريقيا، اعتقد ان منصور خالد، الذي يقال عنه ايضا انه يملك تأثيرا مقدرا مع نميري، قد يشارك في هذا الامر. اذا تأكد ذلك، فمثل هذا التغيير (والذي اعتقد انه يتماشى اكثر مع المصالح السودانية الاساسية اكثر من السياسات المتطرفة الموالية للعرب، ويمكن دعمه) وهذا التغيير يمكن ان يسهل بصورة ملحوظة جهود نميري المتجددة لحل مشكلة الجنوب بمصالحة الجنوبيين تجاه البقاء مع السودان تحت نظام اكثر تحررا.
اثرنجتون سميث السفارة البريطانية ـ الخرطوم رؤية أميركية لسودان نميري وثيقة رقم: 6 التاريخ: 20 ديسمبر 1971 الى: مستر فولكر الموضوع: السودان.. زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي 1 ـ تناولت الغداء يوم 17 ديسمبر مع مستر نيوسوم مساعد وزير الخارجية الاميركي ومستر بليك من وزارة الخارجية الاميركية كذلك، وهما في طريقهما من الخرطوم لواشنطن. تحدثت في معظم الوقت الى بليك، ونيوسوم كان يشاركنا من وقت لآخر.
واعتقد ان وجهات النظر التي تم التعبير عنها تعود اليهما معا.
2 ـ بليك قال ان اكثر انطباعاته دهشة يتعلق بقوة التأثير المصري في السودان، والسودانيون قالوها بوضوح بانهم يريدون اعادة العلاقات الدبلوماسية، ولكنهم لا يستطيعون القيام بأي تحرك الا بتناغم مع (اخوانهم المصريين).
3 ـ بليك استمع الى وجهات نظر الرئيس الهندي لبعثة ibrd. وهي متشائمة جدا تجاه القطاع الخاص في الاقتصاد السوداني المتوقف الآن تماما في مقابل قطاع عام بلا كفاءة. من الواضح ان التأميم كان خطأ فادحا. السودانيون افتقدوا الحس الاداري، لأنهم وبتأميمهم لمؤسسات خاصة كثيرة، ملأوا فمهم بما هو اكثر من طاقتهم على المضغ. الانفاق الحكومي مرتفع جدا والبنك لن يساعد السودانيين الا اذا اخذوا نصيحة البنك والتي ستنادي بتخفيض هائل (لم يشر لاي بنك ولكن الترجيح انه يقصد البنك الدولي. «الشرق الأوسط»). البعثة تعتقد ان السودان يملك مقومات الرفاه ولكن هناك فشلا تاما في مسألة القيادة في ما يخص الحكومة الحالية وسابقاتها.
4 ـ اخبرت بليك باننا قد وافقنا على تقديم مساعدة لمشروع مضخات المديرية الشمالية وبوابات خزان سنار، واضفت اننا تلقينا طلبا لعون آخر لطريق بورتسودان ومصنع السكر، ولكننا لن نستطيع المساعدة بقدر كبير اولا لان المبالغ كبيرة جدا وثانيا لان هناك قضية التعويضات.
(الوثيقة لم تفصلها ولكن المقصود التعويضات عن تأميم الشركات البريطانية في السودان ـ «الشرق الأوسط»).
بليك اخذ الملاحظة واضاف ان معلما بارزا في وضع السودان الاقتصادي هو الانفاق الضخم وغير المبرر على الجانب العسكري.
5 ـ سألت بليك ان كان قد سمع اي شيء عن خليل عثمان، قال انه التقاه في حفل شاي اقامه رئيس قسم المصالح الاميركية وبدا فيه الرجل مقهورا وسمع بليك ان تأثيره في نقصان وان هناك ثلاث وزارات مختلفة قد اصدرت تعليماتها بعدم السماح له بدخولها. بليك لم يسمع أو قال انه لم يسمع بامور حول لونرو.
6 ـ وبما ان اللقاء قد ضم اناسا كثيرين آخرين والحديث قد غطى مواضيع مختلفة، فلم اجد فرصة لسؤال الاميركيين عن مجالات اخرى في الوضع السوداني.
ايه. جي. كريغ ادارة شمال افريقيا ـ لندن لندن: نميري لا يعرف الخطوة التالية وثيقة رقم: 39 التاريخ: 27 سبتمبر 1971 الى: ام.اس.جرين ادارة شمال افريقيا الموضوع: سياسات السودان.. الاستفتاء العام 1 ـ انتهت عمليات التصويت الآن وهناك تقارير تقول ان النتائج ستظهر يوم 5 او 6 اكتوبر بعد جمع الصناديق وفرزها. وهناك مسبقا اشارات في الصحف بأن نسبة التصويت في بعض المناطق وصلت الى 100 في المائة مع 99 في المائة فيها قالوا (نعم) لنميري، وسنعرف الارقام النهائية عاجلا، حتى في 2 اكتوبر مع اعادة فتح المدارس وجامعة الخرطوم.
2 ـ كما تعرف، سيتم تنصيب نميري كرئيس لست سنوات. حل مجلس قيادة الثورة ومن المحتمل اعلان مجلس وزراء جديد. مؤخرا ستدفع تغييرات اخرى كثيرة في الاجهزة السياسية والتشريعية والتنفيذية. اشك ان يكون نميري نفسه على علم بما سيفعله وما يمكن ان يسمح له بعمله، خاصة من قبل بعض زملائه العسكريين. رغم انه يبدو في وضع قوي في هذه اللحظة، فعليه ان يظهر عاجلا ان لحكمه محاسبة اقتصادية وسياسية للسوادن والسودانيين. ايه. جي. آنجلين الخرطوم =

 

 


   

رد مع اقتباس