عرض مشاركة واحدة

قديم 07-08-09, 06:02 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

المبادئ

المبادئ التي يمارس بها الحصار السلمي

15 المبادئ التي تبناها معهد القانون الدولي. تبنى معهد القانون الدولي عـام(1887)م المبادئ التالية:
أ. السماح بحرية المرور للسفن الأجنبية بصرف النظر عن الحصار.
ب. ضرورة الإعلان رسمياً عن الحصار السلمي وممارسته بطريقة فعالة.
. أنه يمكن القبض على السفن الدولية المحاصرة التي لا تستجيب لهذا الحصار وعلى أنه عندما ينتهي الحصار فإنه يجب إعادتها إلى أصحابها الذين ليس لهم الحق في المطالبة بأي تعويضات عن المدة التي حجزت فيها هذه السفن(3) كذلك فإن إعلان دولة عن قيامها بالحصار السلمي لدولة أخرى يتم عادة بالطرق التالية .
(1) إعلان عام موجه إلى الدولة بالطرق الدبلوماسية.
(2) إعلان محلي وهو مكمل للإعلان الأول ويوجهه قائد الأسطول المحاصر إلى السلطات المحلية والبحرية والقنصلية الموجودة في الساحل أو المرفق المحاصر.
(3) إعلان خاص ويتم بتسجيل حالة الحصار في سجلات السفن التي تمر بجوار المنطقة المحاصرة ويعتبر هذا الإعلان أمراً مسلماً به من قبل جميع الدول وهناك بعض الدول ترفض الاعتراف بها والعمل بمقتضاها، ومن ذلك رفض الولايات المتحدة في18/5/1948م وبريطانيا وكذلك إعلان الحكومة الصينية الوطنية في فرموزا في 25/6/1949م حصار سواحل الصين الشعبية باعتبار أن هذا الحصار غير فعال ونلاحظ بصفة عامة أن فاعلية الحصار السلمي وقدرته على تحقيق الأغراض التي يستخدم من أجلها رهن بقوة الدولة التي تمارسه وإمكانياتها، وبهذا نجد أن استخدامه بنجاح يظهر حين استخدامه من قبل الدول العظمى ضد الدول الصغرى.
نبذة تاريخية عن تطور الحصار الاقتصادي
النبذة التاريخية في العصور السابقة

16. أشرنا سابقاً الأهداف الاقتصادية قديمة لكنها تتفاوت في درجة عمقها وشموليتها تبعاً للظروف الاقتصادية، والاجتماعية والسياسية والبيئية والعقدية المحيطة بها، وقد شهدت ظاهرة الحرب تطوراً عبر تطور المسيرة البشرية في أهدافها ودوافعها ونتائجها، وشهدت الوسائل الاستراتيجية للصراع المسلح، كالوسائل العسكرية والسياسية والاقتصادية، تطوراً انعكس في تطورات ظاهرة الحرب الاقتصادية عبر العصور القديمة والعصور الوسطى وكذلك العصور الحديثة ، وقد يكون استخدامها قبل الحرب أو خلالها أو في زمن السلم وتستمر في زمن الحرب كونها عنصراً رئيساً في الحرب الشاملة (8)، ولعل من الأجدى التطرق إلى مراحل تطور الحصار الاقتصادي عبر التسلسل الزمني للتوصل إلى الأشكال والحالات التي واكبت هذا النوع من الحروب ولعل استعراض بعض الأمثلة قد يفيد في إيضاح الصورة وهذه المراحل هي:
أ. العصور القديمة. يعكس تاريخ الحروب القديمة دور مضمون اصطلاح الحرب الاقتصادية المعاصرة من خلال وقائع الحرب في تقارير نتائجها ، فالقرن الخامس (ق.م) يشهد استخدام التعبير الأول للحرب الاقتصادية ممثلاً في حروب الإغريق من خلال الحصار البحري ، الذي فرضه الإسبارطيون على لاثينين وتم فيه تدمير القافلة البحرية العائدة للاثينيين التي كانت محملة بالحبوب وكان هذا التدبير الذي استخدمه الإسبارطيون كان سبباً أساسياً في حرمان الاثينيين من المواد الغذائية الأساسية لهم ثم خسارتهم الحرب وتحقيق نصر عسكري للإسبارطيين .
ب. العصور الوسطى. تتضح أهمية العوامل الاقتصادية كأسلحة واضحة إذ برزت في حروب المسلمين مع المشركين من قريش أبان بدء الدعوة الإسلامية حيث كانت التدابير التي اتخذها المسلمون الأوائل ضد قريش من خلال التعرض لقافلة " أبو سفيان " التجارية أثرها في تدعيم قوة المسلمين وإضعاف المشركين ومن هذا نلاحظ أن الحرب الاقتصادية بصيغة الحصار الاقتصادي اعتمدت في حروب المسلمين الأوائل، ومما يلاحظ في الحروب الواقعة في التاريخ القديم والوسيط أن الحرب الاقتصادية غالباً ما كانت تمارس في وجهها التعرضي بصيغة الحصار والقرصنة أكثر من وجهها الوقائي، ومما لاشك فيه أن أشد الحروب ضراوة كانت تعتمد على الفنون البدائية للقتال، ولا سيما التي تتطلب قوات محدودة العدد لكن القادة كانوا يعرفون أن شدة التأثير في الخصم تكمن في توجيه جهد التدمير إلى موارده الاقتصادية ومن أبرز الأمثلة على ذلك تلك الملاحم التي طرزها أبطال المسلمون إبان الفتوحات الإسلامية ومنهامايلي:
(1) حصار شعب أبو طالب. حاصرت قريش رسول الله وأهل بيته من بني هاشم وبني المطلب ابن عبد مناف في الشعب، الذي يقال له شعب بني هاشم بعد ستّ سنين من مبعثه، فأقام ومعه جميع بني هاشم وبني المطلب في الشعب ثلاث سنين حتّى أنفق رسول الله ماله وأنفق أبو طالب ماله وأنفقت خديجة بنت خويلد مالها،ثم نزل جبريل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إنّ الله بعث الأرضة على صحيفة قريش فأكلت كل ما فيها من قطيعة وظلم إلا المواضع التي فيها ذكر الله.
(2) حصار الطائف. انطلق الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى الطائف لمحاصرة المنهزمين الذين اعتصموا بحصونها المنيعة، وما إن اقترب من الطائف حتّى أمطرته ثقيف بوابل من النبال، فأصابت جماعة من المسلمين، ما دعا النبيّ (صلى الله عليه وسلم) أن يبعد المسلمين عن مدى النبال التي كانت تنطلق من حصون ثقيف، وظلّ يحاصرهم بضعاً وعشرين ليلة، ولكن ثقيفاً لـم تكن على استعداد للمواجهة بعدما لحقت بها الهزيمة في حنين، وفي المقابل، لـم يكن لدى المسلمين آلات الحصار الكافية لكي يرغموا ثقيف على الاستسلام، ولذلك اعتمدوا سياسة الانتظار التي قد تكون لصالحهم أكثر منها لصالح المسلمين وبذلك اتبع المسلمون ولأول مرة وسائل متنوعة في الحصار. أصبح المسلمون على أبواب ذي القعدة وهو من الأشهر التي حرّم فيها الإسلام القتال، فآثر النبيّ (صلى الله عليه وسلم) أن يرفع الحصار عنهم ويرجع بمن معه إلى الجعرانة حيث الأسرى والغنائم.
(3) حصار بنو قريضة. في السنة الرابعة للهجرة أمر النبي صلى الله علية وسلم بغزو بني قريضة وذلك بسبب نكثهم العهد وأنظمامهم إلى لمشركين يوم الأحزاب ولما أصبح صلى الله عليه وسلم من ليلة منصرف الأحزاب وكان وقت الظهر وضع السلاح واغتسل فأتاه جبريل وهو ينفض رأسه من الغبار فقال وضعت السلاح والله ما وضعناه اخرج إليهم فقال صلى الله عليه وسلم فأين فأشار إلى بني قريضة فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة فحاصرهم صلى الله عليه وسلم ثم اتفقوا على أن يحكم فيهم سعد بن معاذ وكان سعد مريضا فحكم بقتل الرجال وقسمة الأموال وسبي الذراري فقال صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم بحكم الله.

نبذة تاريخية في الحروب العالمية

17. في الحرب العالمية الأولى. والتي شهدت تطوراً واسعاً لظاهرة الحرب ولوسائل الصراع الاستراتيجية وخاصة العسكرية ، والسياسية ، والاقتصادية ، والنفسية وحيث أن الحرب الاقتصادية هي الأخرى شهدت تطوراً في أساليبها وفي أهدافها ونتائجها ، ومع تطور ظاهرة الحرب وفن الحرب ، اقتضت ظروف الحرب العالمية الأولى زيادة في الواردات من المواد اللازمة لصنع المعدات الحربية الحديثة ، كما أن الأهمية الكبيرة لزيت البترول التي برزت بفعل المعارك الجوية بسلاح الطيران واستخدام الدبابات في المعارك ، زاد هذا الأمر من فاعلية الحرب الاقتصادية بجانبيها الهجومي ، والدفاعي ، وخاصة وسيلة الحصار البحري التي فرضتها بريطانيا والتي لعبت دوراً حاسماً في تقرير نتائج الحرب وهزيمة ألمانيا ، ومن تدابير الحرب الاقتصادية التي استخدمتها بريطانيا أبان الحرب العالمية الأولى ما يلي :
أ. السيطرة على محطات التموين بالفحم " الوقود " وتلك المحطات التي كانت تعتمد على ما يصلها من إنتاج مناجم بلاد الحلفاء .
ب. الحظر على المواد ذات الأهمية الاستراتيجية ، الذي أعلنته بريطانيا في ( 3 آب 1914م) وذلك بعد أن أعلنته فرنسا وألمانيا في ( 3 تموز 1914م) .
. القوائم السوداء والحصار المالي الذي أقدمت عليه بريطانيا ، والذي تجلى في قيامها بمنع رعايتها في نطاق حقوق السيادة من الاتجار مع تجار محايدين يشك أو يعرف أنهم يقومون بإعادة نقل المتاجر إلى دولة العدو ، كما وضعت في القوائم السوداء أسماء عدة مصانع وشركات حتى في الولايات المتحدة نفسها .
د. التموين في نطاق معين ومحدود ، حيث قامت بريطانيا بوضع نظام تم بموجبه تحديد مشتريات الدولة المحايدة في أوروبا من وراء البحار من المواد الخام والمواد الاستراتيجية الأخرى، وحدوث تلك الكميات على أساس الحاجة الفعلية للاستهلاك الداخلي ، ويعد هذا تطورا واضحا في تدابير الحرب الاقتصادية على الرغم من الأهمية الحاسمة التي كانت للحصار البحري في تحديد نتائج الحرب وخاصة من خلال ما أحدثه من نقص في المواد الغذائية والمعدات اللازمة للإنتاج الحربي مما أسهم في خنق الاقتصاد الألماني ، وأدى إلى انهيار الروح المعنوية للجبهة الداخلية ، حتى أن بعضهم عد هذا الحصار العامل الأول الذي أدى إلى حسم نتيجة الحرب (9) .
. الحرب الاقتصادية وفقا لوقائع الحرب العالمية الأولى تعني التدابير المتخذة لتسهيل مواصلة الحرب بجانبيها الهجومي والدفاعي، وهي تتكون من سفن وتدابير عسكرية وخطوات دبلوماسية هدفها خلق نتائج ذات خاصية اقتصادية ضد العدو، تنعكس على مجمل ميادين الصراع لذلك فالحرب الاقتصادية كالحرب البرية، والجوية ، والبحرية يمكن أن تكون هجومية ودفاعية وقد تكون في مرحلة الاستعداد للحرب ، وهذا ما فعلته دول الحلفاء قبل الحرب العالمية الثانية ، وخاصة من خلال الحصار الاقتصادي لمواجهة ألمانيا النازية .

18. بعد الحرب العالمية الأولى. وضع تنظيم دولي في هذا الصدد وذلك في العاشر من أيلول عام 1919م بموجب اتفاقية سان جرمان، وعهد عصبة الأمم ، وذلك في المادة السادسة عشر من العهد حيث جاء بالفقرة الأولى من هذا المادة أنه ( إذا لجأ أي عضو من أعضاء العصبة إلى الحرب مخالفا تعهداته وفقا للمواد (12،13،15) ، فإنه يعتبر بفعله هذا أنه ارتكب فعلا من أفعال الحرب ضد جميع أعضاء العصبة الذين يتعهدون بأن يبادروا بفرض قطع العلاقات التجارية والمالية وتحريم أي اتصال بين رعاياهم ورعايا الدولة المخالفة للعهد ورعايا أية دولة أخرى ، سواء كانت عضو في العصبة أم لم تكن كذلك ويعتقد البعض أن هذه العقوبة لم تكن ناجحة في ذلك الوقت من تاريخ العلاقات الدولية نظراً للأسباب التالية:
أ. تأسيسا على أن الحصار الذي فرض على إيطاليا لاعتدائها على أثيوبيا بمقتضى القرار الصادر عن مجلس الأمن في ( 3 تشرين الأول 1935م) والذي تضمن حظر تصدير البترول إليها لم ينجح لأن أكبر دولة في العالم في إنتاج البترول وهي الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن قد صدقت على العهد لذلك لم تسهم في تنفيذ هذا القرار حيث أنه لم يحقق هدفه .
ب. ومن تطبيقات الحظر في عهد العصبة أيضا ما قرره مجلس العصبة فرض حظر تصدير السلاح إلى " بوليفيا وباراجواي". بسبب النـزاع القائم بينهما آنذاك وفي عام (1950م) قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة بحظر شحن الأسلحة وعدد من المواد الاستراتيجية إلى المناطق الواقعة تحت نفوذ الصين الشعبية وكوريا الشمالية تطبيقا للمادة (41) من الفصل السابع من ميثاق منظمة الأمم المتحدة .
ﺟ . تنص هذه المادة على أنه لمجلس الأمن أن يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير التي لا تتطلب استخدام القوة المسلحة لتنفيذ قراراته وله أن يطلب إلى أعضاء الأمم المتحدة تطبيق هذه التدابير ، ويجوز أن يكون من بينها وقف الصلات الاقتصادية .
د. من الملاحظ أن المدى الذي يمكن أن يستخدم فيه الحصار لتحقيق الأهداف السياسية يعتمد على مستوى ومدى الموارد الاقتصادية المتاحة لكل من الدول الممارسة للحصار والدولة الهدف وعلى الدرجة التي يمكن بها قبول نفقات تحويل الموارد سياسياً ، وكما أن فاعليتها تعتمد على طبيعة الاقتصاد في الدولة الهدف وعلى تعاملها الاقتصادي الدولي فقد يكون الحصار بإحاطة مدينة أو حصن بهدف الاستيلاء عليه أو التسليم .

19. في الحرب العالمية الثانية. أصبحت إمكانية تزايد فاعلية الحرب الاقتصادية في نتائج الحرب العالمية الثانية أكثر مما كانت عليه الحال في الحرب العالمية الأولى ، نتيجة للتطور الواسع في مجال الصناعة الحربية وانعكاسها على وسائل الحرب الاقتصادية وخاصة سلاح الطيران والسفن الحربية ، ولا سيما أن كلا من ألمانيا وبريطانيا كانت أقل اعتماداً على إنتاجها المحلي من المواد الخام اللازم لجهد الحرب مقارنة بالحرب العالمية الأولى ، وقد برزت فاعلية الحرب الاقتصادية في مجال الحصار الاقتصادي ، وتزايد فاعلية سلاح الطيران في تخريب القدرات الاقتصادية للعدو كالمصانع ووسائط المواصلات ومخازن الحبوب والمواد الخام والمواني التجارية وبعد أن كان نطاق الغارات الجوية خلال الحرب العالمية الأولى ينحصر في المناطق المجاورة لميادين القتال ، أصبح في الحرب العالمية الثانية أكثر تأثيراً في دك الأهداف المحدودة للعدو لغرض أضعاف قدراته الاقتصادية (10) ، وقد برز وسيلة جديدة وهي تجميد الأموال الأجنبية ، والذي طبقته الولايات المتحدة عام (1940م) قبل دخولها الحرب وانضمامها للحلفاء والقصد منه تجميد كل العمليات المالية والتجارية الخاصة بالعدو والبلاد التي يحتلها هذا ما يتعلق بأسلحة الحرب الاقتصادية الهجومية ، أما فيما يتصل بالتدابير الاقتصادية الدفاعية في زمن الحرب فيمكن ذكر أبرزها فيما يلي :
أ. صيانة قدرة الدولة على الاستيراد بوسائل عديدة منها الحصول على كميات وفيرة من العملات الأجنبية التي يمكن شراء السلع من الدول الأخرى .
ب. المحافظة على حجم الصادرات .
. الحيلولة دون هروب رؤوس الأموال خارج البلد .
د. الاحتفاظ بمخزون جيد من المواد الحيوية اللازمة لجهد الحرب .
تنظيم الإنتاج والتوزيع والاستهلاك بالشكل الذي يحقق أقصى مردود ممكن
و. تحقيق الكفاية في مسألة تمويل الحرب .
ز. إزالة آثار التدمير المعادي للمنشآت الاقتصادية ووسائل الإنتاج وطرق المواصلات وبذلك شهد تزايد اهتمام الأمم والدول في اتخاذ تدابير اقتصادية وقائية لمواجهة وسائل الحرب الاقتصادية المعادية وبرز ذلك مع ظهور أول علامات الحرب الشاملة في حكم " لويس الخامس عشر " أحد ملوك فرنسا في القرن الثامن عشر عندما تم الإعداد للحرب التي أطلق عليها في ذلك الوقت تعبير " السلم المسلح (11) .

20. في العصر الحديث. والذي هو عصر النووي والتطور في أسلحة التدمير الشامل مما يؤدي إلى تدهور كبير لقدرات الحرب الاقتصادية وتدابيرها وخاصة في وجهتها الدفاعية ، لأنه قد تقوم الحرب وتنتهي قبل أن تكون الدولة قد استطاعت تعبئة قدرتها الاقتصادية لمواجهة العدو لذلك يتضح من خلال تطور الحياة البشرية، أن أسلحة الحرب الاقتصادية الهجومية شهدت تطوراً واضحاً ، اقترن بظاهرة الحرب ، وبخاصة الحصار الاقتصادي والحصار البحري والتدمير بسلاح الطيران ، والمقاطعة الاقتصادية ونظام القائمة السوداء ، ونظام المشتريات التحويلية وتجميد الأموال الأجنبية ،أما على مستوى تدابير الحرب الاقتصادية فيمكن القول أنها شهدت أيضاً تطوراً واضحاً وخاصة في المجالات التالية:
أ. التدابير الاستثنائية المتخذة لتحقيق الأمن في مناطق الإنتاج المهمة .
ب.إنشاء مستودعات ومخازن قادرة على حماية المخزون من التدمير المعادي .
خلق جيش العمل المخصص لتغطية مهام تهدف إلى الحفاظ على الطاقات الاقتصادية كمهام الدفاع المدني والإنقاذ وترميم للمراكز المدمرة ، وحيث أن الحرب الاقتصادية إحدى وسائل الصراع الاستراتيجي لذلك فهي لا تنحصر أهدافها ضمن الميدان الاقتصادي في إضعاف الموارد الاقتصادية للعدو فحسب ، وإنما تستهدف أغراضاً أخرى خاصة ، وسياسية ، وعسكرية ونفسية ، واجتماعية وذلك بفعل تشابك وسائل الصراع في التأثير والتأثر .

(8) د. عدنان مناتي : دور العامل الاقتصادي في الحرب ( العراق بغداد : دار الشؤون الثقافية العامة ، أفاق عربية، ط ، ) ص64،65 .

(9) المرجع السابق ، ص65 .

(10) المرجع السابق ، ص68 .

(11) المرجع السابق ، ص69 .

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس