عرض مشاركة واحدة

قديم 23-02-10, 10:43 AM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

ولأن المهم هو تجنيب الجنود الموت أو الإصابة، فإن الربوت سيقوم بالعديد من المهام التي تمثل خطورة على العنصر البشري، ومنها:

1. تفجير الألغام البرية، أو البحرية، أو تعطيلها، أو فتح الثغرات في حقول الألغام.
2. القيام بأعمال الاستطلاع في الخطوط المتقدمة.
3. القيام بأعمال الحراسة، في المواقع المتقدمة، المعرضة للهجوم المعادى المفاجئ.
4. القيام ببعض المهام الانتحارية.
5. القيام ببعض المهام الإدارية، مثل تعبئة الذخيرة وتفريغها.

وتعتمد "منظومة القتال المستقبلية" Future Combat System: FCS، التي يطورها الجيش الأمريكي، على مركبة رئيسية، يقودها شخصان، وعدة مركبات مساعدة، كطائرات الاستطلاع، غير المأهولة، ومركبات الاستطلاع، ومركبات إطلاق النار المباشرة، ومركبات الدفاع الجوى، وراجمات الصواريخ، وجميعها مركبات روبوتية، يقودها إنسان آلي. والمنظومة ستكون مرتبطة بشبكة مركزية، تسمح لها بتلقي المعلومات ونقلها بين الآليات المختلفة، والسيطرة على تلك المركبات الروبوتية.

تاسعاً: السعي لاستخدام الأسلحة غير القاتلة في بعض المهام الخاصة

أحد أسس بناء الجيش الذكي الصغير يتمثل في اختيار نوع الإصابة المطلوب تحقيقها في الهدف. وفي هذا المجال بدأ الأمريكيون التفكير في ما أطلقوا عليه "الحرب النظيفة" باستخدام جيل جديد من الأسلحة، التي تستهدف شل حركة العدو بالكامل، أو بصفة مؤقتة، وأطلقوا عليها اسم "الأسلحة غير القاتلة " Nonlethal Weapons.

ولقد أصدر البنتاجون تعريفا لهذه الأسلحة بأنها: "نظم أسلحة مصممة خصيصا لتستخدم أساسا في شل قدرة الأفراد عن الحركة، أو تعطيل أداء العتاد، مع تقليل الضحايا، من القتلى والمصابين بعاهات مستديمة، والأضرار غير المقصودة، ضد الممتلكات والبيئة في أضيق الحدود".

ويرجع التفكير في تطوير هذا النوع من الأسلحة إلى وجود مدنيين في مواقع القتال، في الوقت الذي يطلب فيه من الجيش أن ينجز المهام المسندة إليه. ولذلك، لابد أن يكون هذا الجيش قادرا على إغلاق منافذ الوصول لمنطقة ما، أو إحكام السيطرة على حشد ما من البشر، أو القبض على هدف ما، أو شل مركبة ما عن الحركة.

من الأسلحة غير القاتلة، على سبيل المثال:

1. ذخائر تحدث إصابات محدودة الأثر، أي أنها تشل حركة الإنسان دون التسبب في قتله.
2. بخاخات تنشر رذاذاً لمواد كيماوية نشطة، للتأثير على حواس الإنسان.
3. مهدئات لتخدير الهدف.
4. أدوات مزودة بشحنة كهربية لصعق الهدف.
5. مواد فائقة اللزوجة لتعطيل أنظمة الجر في المركبات.
6. مصادر بث أصوات مدوية تصم الأذان.
7. أشراك الشباك والرغاوى والحواجز، لشل حركة العدو.
8. تصويب أشعة الليزر بكثافة، في كل الاتجاهات، لإصابة الهدف بالعمى المؤقت.
9. مركبات عضوية، شديدة التركيز، لإحداث شبورة لاصقة لشل الحركة.

عاشراً: السعي لامتلاك أسلحة الردع

يحتاج الجيش الذكي الصغير إلى أسلحة ردع، قادرة على منع الأعداء من التفكير في مواجهته، وبذلك لا يكون في حاجة إلى بناء قوات مسلحة تقليدية ضخمة، وهذا يعتبر أحد أسس بناء هذا الجيش. وأهم أسلحة الردع هذه هي أسلحة الدمار الشامل.

وقد تطورت هذه الأسلحة، وزادت إمكاناتها التدميرية. كما زاد عدد الدول المنتجة لها، وتطورت أساليب استخدامها، والمعدات المستخدمة في إطلاقها، أو قذفها. وتقسم هذه الأسلحة إلى أسلحة كيماوية، تشمل، الغازات الحربية، والمواد الحارقة، وأخرى بيولوجية، بالإضافة إلى الأسلحة النووية.

حادي عشر: اتباع أساليب الإدارة الذكية للموارد البشرية

أحد أسس بناء الجيش الذكي الصغير يتمثل في الإدارة الذكية للموارد البشرية، التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من المتطلبات العسكرية. فالاستثمارات المالية الهائلة، والفترات الزمنية الطويلة، التي تحتاجها عمليات شراء المعدات الحديثة، تفرض أن تحظى فعاليتها العملياتية باهتمام العنصر البشري.

والأهم من ذلك أن قضية الموارد البشرية تعتبر جزءاً رئيسيا في عملية التخطيط الإجمالية في الجيش الذكي الصغير. فالجيش الذي يتمكن من تحقيق التوازن الصحيح بين التكنولوجيا والموارد البشرية، سيكون هو الجيش الفائز في النهاية، لأن توفير الإمكانيات والقدرات القصوى للمعدات العسكرية يؤدى إلى جعلها مضاعفة القوة. وفي حال تعادل مستوى الإمكانيات التكنولوجية، المتوفرة للطرفين المتحاربين، فإن العامل المؤثر هنا يصبح هو العنصر البشري.

وهناك العديد من العيوب في وجود أعداد كبيرة من المجندين، منها التكاليف الباهظة في الملبس، والمأوى، والتدريب، والعلاج، وغيرها من مجالات الإنفاق المادية. والجيوش الضخمة من المجندين لا تملك إلا درجة منخفضة من خفة الحركة، التي هي غالبا مفتاح النجاح في الحرب.

والافتقار إلى الدافع هو عيب آخر في المجندين، وكذلك فإن قصر مدة خدمة المجند الأولية، نسبيا، تحدد كمية التدريب، الذي يمكن له أن يستوعبه، والذي قد لا يمكنه من أن يصبح فردا عسكريا كفئا، في جيش عصري، مجهز بالأسلحة والمعدات المتطورة، ليحارب في ميدان معركة حديثة.

أما القوات المسلحة الصغيرة النظامية المحترفة، فإنها لا تتطلب إلا نسبة صغيرة من القوة البشرية، وبالتالي فإن تكلفتها أقل بكثير من القوات المسلحة المجندة الضخمة، وهى تتطلب أسلحة ومعدات وإيواء وخدمات مساندة أقل. وهناك جزء من الشباب في كل أمة يريدون أن يكونوا جنودا متطوعين، مثلما أن بعضهم يريد أن يشغل أي مهنة في المجتمع. ومدة الخدمة التطوعية تمكنهم من اكتساب مستوى عال في المهارات الفنية المطلوبة.

والبلاد التي تملك مساحات شاسعة من الأرض لتدافع عنها، توازن، غالبا، بين ميزات وعيوب القوات المسلحة المجندة الكبيرة مع القوات الصغيرة، أو تنظر فيما إذا كانت قادرة على أن تتدبر مزيجا من كلا النوعين من القوات، ليناسب أراضيها، ويردع التهديدات الخارجية.

ثاني عشر: إتباع أساليب الاختيار والدافع للعنصر البشري

الاهتمام بالعنصر البشري يعتبر أحد أسس بناء الجيش الذكي الصغير. إن عمليتي الاختيار والدافع عمليتين مرتبطتين ارتباطا وثيقا، ولذا فإنه يتم أخذهما بعين الاعتبار قبل عملية التجنيد، وخلال فترة الخدمة، وبعد النقل إلى الاحتياط، وذلك حتى يمكن الاعتماد على هذا الجيش، عندما تستدعي الظروف ذلك.

وغالبا ما تركز عملية الاختيار على القدرات الأكاديمية والكفاءة، وفي حين أن ذلك قد يجعل العملية ناجحة جدا، إلا أنه غالبا ما يتم التغاضي عن الجوانب المتعلقة بالدافع، عند اتخاذ قرار معين، بخصوص اختيار مهنة ما.

1. النموذج الأمريكي لإيجاد الدافع لدى المتطوعين

عندما أصبحت القوات المسلحة الأمريكية كلها مؤلفة من متطوعين في العام 1973م فقدت الأسلحة العسكرية موردها المضمون من الأفراد. ومن ذلك الوقت فصاعدا بات عليها أن تجتذب المتطوعين من كافة أنحاء الوطن. وكانت أجهزة التجنيد لكل سلاح هي الخطوط الأولى للنهوض بهذه المهمة، التي بدت لبعضهم مهمة مستحيلة.

أ. وضع معايير للجودة

كانت الخطوة الأولى في عملية إعادة البناء في القوات المسلحة الأمريكية هي وضع معايير للجودة. فوضع كل سلاح معايير تعتمد على مستوى تعليم المجند، والدرجات التي يحصل عليها في اختبار للقدرات العامة. فالجيش مثلا حدد أهدافا مؤداها أن تكون نسبة معينة من جنوده في أعلى فئتين في اختبار الاستعداد الطبيعي، وأن نسبة معينة ينبغي أن تكون من خريجي المدارس الثانوية.

وقد تم تحقيق هذه الأهداف، بوجه عام، من جانب الأسلحة الأربعة جميعا. وأوضحت النتائج أنه ينبغي التمسك بهذا الأسلوب، فالعسكريون الأمريكيون يجب أن يقوموا بتشغيل معدات تزداد تعقيدا، وأن يجروا عمليات عسكرية تزداد فيها أهمية المبادرة.

ب. إقناع المتميزين بالتطوع

حصلت أجهزة التجنيد الأمريكية على أهدافها بزيادة المتطوعين من خلال إقناعهم بالانضمام لصفوف القوات المسلحة الأمريكية، وذلك عندما اعتمد الكونجرس القانون الذي يعد المتطوعين بدفع الجانب الأكبر من تكاليف تعليمهم الجامعي، بعد أن يقضوا مدة تطوعهم. وقد اجتذب الإعلان عن ذلك خريجي المدارس الثانوية الذين يرغبون في استكمال دراستهم الجامعية، ولكنهم لا يملكون تكاليف تلك الدراسة. ولم يكن ذلك مؤديا فقط إلى زيادة الحافز للتطوع، بل إنه وجه الحافز مباشرة إلى أولئك الخريجين المتميزين والطموحين، والراغبين في الحصول على دراسة جامعية.

ولقد حصل القائمون على شؤون التطوع على زيادات في ميزانياتهم لاستخدام وسائل الإعلان. وكان على الإعلان أن يفعل ما هو أكثر من تصوير "العم سام" وهو يصيح: "إني احتاج إليكم" على لوحات الإعلان أمام مكاتب البريد في كل أنحاء أمريكا.

واستخدمت أفرع القوات المسلحة الزيادة التي طرأت على ميزانياتها للإعلان في التليفزيون، ولاسيما أثناء الأحداث الرياضية المذاعة. وقد تبين أن هذه إستراتيجية صحيحة، وعلى مدى ما يقرب من عقدين، حققت الأفرع العسكرية، بوجه عام، أهدافها في التطوع، من دون خفض معاييرها.ونتيجة لذلك أصبح لدى مختلف الأفرع وارد مستمر من المتطوعين الشبان، الأذكياء، والذين لديهم طموح لتعلم مهنة جديدة، ولديهم القدرة على إجادة برامج التدريب الصعبة، التي تقدمها أفرع القوات المسلحة.

2. نموذج من البحرية الملكية البريطانية للاختيار

تحتفظ البحرية الملكية البريطانية بنظام موثوق ومجرب لعملية الاختيار، يركز على مختلف أنواع القضايا التي تتجاوز الجوانب المتعلقة بالمقدرة والتحصيل الأكاديمي، ومن هذه الجوانب: المظهر، العمل ضمن الفريق، القدرات القيادية، واختيار إمكانية استخدام المنطق والعقل عند اتخاذ أية قرارات في الظروف الصعبة.

وحيث إن مستوى التحصيل الأكاديمي لدى جميع المرشحين متقارب، فإن فائدة هذه العملية هي فصل أولئك الذين يتصفون بالدافع المناسب، لأن وضع الشخص المناسب الذي يتمتع بالدافع والإمكانيات المناسبة في الوظيفة المناسبة يعتبر من العوامل الحيوية جدا، والتي يجب الأخذ بها عند تخصيص الموارد المادية المحدودة لصرفها على النظام التدريبي، الباهظ التكاليف، والذي يتوجب تطبيقه، من أجل تخريج ضباط وأفراد يتمتعون بالكفاءة التامة.

3. النموذج الإسرائيلي لإدارة القوى البشرية العسكرية

حدث تغير كبير في مجال القوى البشرية العسكرية الإسرائيلية، وأهم ملامح هذا التغير ما يلي:

أ. التخلي عن الخدمة العسكرية العامة، إلى نظام يعتمد بدرجة أكبر على المتطوعين، الذين يشجعون بحوافز مالية، ولفترة خدمة عامة أطول. أما بالنسبة للجندي العادي فتشتمل خدمته على فترة تدريب أساسي تتلوها فترة احتياط. أما ذوى المهن الحرفية، الذين ينتظر أن تزداد أعدادهم باطراد، فتشملهم عقود خدمة لفترة طويلة، وقابلة للتجديد.
ب. تطوير كادر الضباط على الطريقة الأمريكية، من خلال التركيز على النوعية والحرفية والاندفاع نحو الاحتراف والامتياز، في كل المجالات، ودعم الحوافز والروح العسكرية، والحاجة إلى فهم المهام، والإصرار على تحقيق الهدف، حتى النهاية، والاهتمام بالمشكلات الشخصية للجنود، والتقارير الدقيقة.
ج. ضمان أن يؤدى تطوير الجيش الإسرائيلي إلى التفوق النوعي، والوصول بكفاءة الأداء لأن تتساوى مع جيوش أوروبية متقدمة.
د. إحداث انقلاب في أساليب تدريب وتأهيل القادة والضباط، من مختلف المستويات، في التشكيلات والوحدات الميدانية، وفي جميع أسلحة القوات البرية، بما يجعلهم قادرين على مواجهة المشكلات المعقدة في الحرب، على الأصعدة التكتيكية والفنية والمعنوية.

ثالث عشر: الاهتمام بتنمية روح القيادة في الجيش الذكي الصغير

تمثل القيادة أحد الأسس في بناء الجيش الذكي الصغير. ويرى بعض الخبراء في مجال العلوم الإنسانية أن القيادة ليست من المواهب التي تتناسب بشكل مباشر مع الذكاء أو المعرفة، على الرغم من أن هذين العاملين يعتبران من العوامل المساعدة في تنفيذ المهام القيادية، خاصة في الأوقات العصيبة.

ومع أن العديد من الخبراء لا يؤيدون وجهة النظر القائلة بأن القادة مولودون قادة بالفطرة، إلا أن هناك بعض الدلائل التي تشير إلى أن بعض القادة هم قادة بالفطرة، وأن بعضهم الآخر لا يتصف بأية صفات قيادية، وهذا يعنى أن النوع الأخير من القادة قد وصل إلى هذا الوضع نتيجة الاختيار، وأن يتم وضعه في المناصب التي تحتاج إلى قيادة قوية، خاصة إذا أخذ بعين الاعتبار أن السيناريوهات العسكرية الحديثة، يمكن أن تضع أي شخص في موقف يتطلب بعض المهارات القيادية، لإدارة هذا الموقف.

وتعمل القيادة العسكرية للجيش الذكي الصغير في بيئات ديناميكية معقدة، مما يستوجب تواجد قدرات هائلة لمواجهة الأوضاع المتغيرة والتحديات الفريدة من نوعها. ولذلك تركز الجيوش الحديثة، على تغيير أسلوب الإدارة ليكون الجيش "منظومة" تناسب الظروف المعقدة، التي تكونت في البيئة الإستراتيجية الجديدة.

وعلى هذا الأساس، فإن عنصر القيادة والفكر القيادي العسكري يشهدان تطورا مواكبا للتطورات التكنولوجية، التي تتجدد دائما في عالمنا المعاصر، ويتبع هذا الفكر العسكري الجديد التقدم العلمي الجاري، من خلال أساليب وطرق الدراسات المتداخلة، في ما يعرف الآن بـ "التفكير بمنطق المنظومة".

ويساهم هذا الأسلوب من التفكير في تشكيل الكيفية التي ينظر بها القادة إلى الظروف العالمية الأمنية المتغيرة. ويؤثر كل ذلك، من غير شك، في خلق نوع جديد مبتكر من الأفكار القيادية، ويساهم في تطوير علاقات جديدة بين القادة والمرؤوسين.

ويمثل التفكير بمنطق المنظومة ثورة حقيقية في الكيفية التي يرى بها الفرد علاقات السبب والنتيجة. وفوق ذلك، فإن هذا الأسلوب في التفكير يمثل أساليب فريدة لفهم وتحليل البيئة المحيطة، وبالتالي، خلق قيادة فعالة في المستقبل. ومن مظاهر هذا الأسلوب النظرة إلى الصورة الكاملة للأحداث عند اتخاذ القرار بشأن تحديد السبب والنتيجة، ومن ثم فإن أي قرار يتخذه القائد لابد أن يكون له تأثير على النظام بأكمله.

وتشير أحدث الدراسات في هذا المجال إلى ضرورة أن يحتوى نموذج قيادة المستقبل على كل عناصر التفكير بمنطق المنظومة، مما يمكن الجيوش من الحصول على أقصى القدرات الممكنة من الجنود المهرة المدربين في منظومة قتالية مبتكرة ومرنة لمواجهة التحديات المعقدة.

وتؤكد هذه الدراسات على أنه ربما يكون تراكم المعرفة، غير المباشرة، لدى قائد المستقبل، أكثر أهمية وفائدة من تراكم المعرفة الواضحة المباشرة، وعلى هذا الأساس، فإن مهارات وقدرات قائد المستقبل تكون قدرات ومهارات على الفهم والإدراك، أكثر منها مهارات ميكانيكية، أو حرفية. وتصف هذه الدراسات قائد المستقبل بأنه مرن، متعدد المهارات، طليق الحركة، قابل للتكيف والابتكار، وأن القائد الناجح بحق، هو الذي يتمكن من استيعاب مثل هذه العناصر ودمجها في فلسفته القيادية.

وتشير الدراسات كذلك إلى أن قادة الجيش الذكي الصغير يعتمدون على التعليم والأسس العقلية الثقافية، بشكل لم يسبق له مثيل. وعلى هذا الأساس، فإن القائد الذي يعجز عن التفكير يكون هو القائد الذي سوف يفشل في القيادة.

رابع عشر: وضع أسس جديدة للتدريب في الجيش الذكي الصغير

الجيش الذكي الصغير يعتمد في بنائه على التدريب المتميز للمقاتلين. وينظر إلى التدريب على أنه حجر الزاوية في القضايا المتعلقة بالموارد البشرية في القوات المسلحة، التي تتبنى فكرة الجيش الذكي الصغير، حيث ثبت أن تحقيق مستوى تدريب أفضل يضاعف القدرة العسكرية، ووجود أعداد اقل من الوحدات ذات التدريب الممتاز يحقق وفرا في حجم الإنفاق العسكري، وهو ما تنشده جميع دول العالم، غنيها وفقيرها.

ويتطلب ذلك أن يتم تدريب العاملين على المعدات العسكرية تدريبا متواصلا، لمجاراة التكنولوجيا المتطورة، التي يتم تركيبها وتعديلها في المعدات العسكرية على فترات مختلفة.

ونتيجة للتطور العلمي والتكنولوجي الكبير الذي تحقق في تصنيع نظم التسليح المختلفة، أصبح من اللازم خلق الكوادر القادرة على التعامل مع هذه النظم المعقدة. ولا يتأتى هذا إلا عن طريق التدريب الواقعي والمستمر، والذي بدوره يستلزم نفقات وتكاليف، نتيجة استهلاك الأسلحة الجديدة في أغراض التدريب.

ونظرا لهذا التعارض بين ضرورة التدريب الواقعي وارتفاع التكاليف، ظهرت الاتجاهات الحديثة في التدريب العسكري. فتطورت الوسائل التكنولوجية المستخدمة لتدريب المستويات المختلفة، واتسمت بالواقعية.

وتنوعت أساليب التدريب باستخدام المحاكيات، لتحقيق الواقعية في التدريب، وتوفير استهلاك المعدات الحقيقية، وذلك بأساليب مختلفة، ثم استخدمت برامج الحاسبات لاختيار وتدريب وتقويم الأفراد والقيادات، وأخيرا استخدم أسلوب الدمج في الحاسبات بين المعلومات المتوفرة من مصادر مختلفة، مع تمثيل أسلوب التدريب المتكامل، بما فيه التقويم وتصحيح الأخطاء. ثم يصل التدريب إلى مستويات التدريب على العمليات الشاملة، باستخدام المباريات الحربية.

وتحتاج تكنولوجيا التدريب المتطورة إلى تطبيق العلوم الحديثة في مجالات نظم المعلومات، والحاسبات، والنظم الخبيرة Expert Systems، والذكاء الاصطناعي، وتحليل النظم وهندسة الاتصالات، وعلوم الإدارة الحديثة، وعلم النفس.

 

 


   

رد مع اقتباس