القوات البريطانية تتحمل وطأة الهجوم على طالبان في جنوب أفغانستان
منطقة باباجي (أفغانستان) (رويترز) - تتحمل القوات البريطانية التي تشن أكبر عملية في الحرب الافغانية في تواز مع تقدم كبير للقوات الامريكية وطأة المقاومة من قبل مقاتلي طالبان لكنها تعتقد أن العدو ولي هاربا في النهاية.
وقتل تسعة جنود بريطانيين في الايام التسعة الماضية فيما جرى حشد الاف الجنود في عملية تستهدف تطهير منطقة باباجي وهي رقعة من الاراضي تزرع بالري في اقليم هلمند أكثر الاقاليم الافغانية عنفا.
وتمضي العملية التي بدأتها القوات البريطانية مع عملية أخرى ينفذها مشاة البحرية الامريكية على مسافة أبعد جنوبا فيما يأمل القادة العسكريون أن يكون فصل صيف حاسما في الاقليم الذي يعد معقلا للتمرد المسلح.
وقال الميجر ال ستيل ان المقاتلين البريطانيين يحاولون تجنب منطقة باباجي في أعقاب الهجوم الذي بدأ قبل حوالي أسبوع.
وقاد ستيل قوة تضم عشرات الجنود من الكتيبة الاسكتلندية الملكية بالفرقة الثالثة في هجوم بطائرة هليوكوبتر في العمق خلف خطوط طالبان في ساعة مبكرة صباح السبت.
ولكنه قال ان القتال شديد لان مقاتلي طالبان كانوا مستعدين بشكل جيد واعتبر المنطقة شمالي العاصمة الاقليمية لاشكار جاه منطقة حاسمة.
وأضاف "مثلما بدأنا هذا الصيف بخطة محكمة للطريقة التي سندير بها العمليات فعل طالبان الشيء نفسه."
ومضى يقول "يريدون أن يظهروا للعالم كله وليس للمواطنين المحليين فقط أنهم لا يزالوا مسيطرين وباباجي هي المكان الذي اختاروه لذلك الغرض."
وتتحرك قوة بريطانية كبيرة في أرجاء المنطقة في محاولة لتطهيرها من المسلحين.
وقال ستيل ان المسلحين تمكنوا من ابطاء تقدم القوة البريطانية بنشر قناصة وزرع قنابل محلية الصنع مما أدى الى معظم الخسائر البشرية في صفوف البريطانيين. وأضاف ستيل أن أحد الاهداف قد يكون تأليب الرأي العام في بريطانيا ضد الحرب.
وينتج اقليم هلمند الجزء الاكبر من محصول الافيون الافغاني والذي يمد صناعة الهيروين في العالم بحوالي 90 في المئة من مستلزماتها وحتى الشهر الماضي لم تكن قوة حلف شمال الاطلسي التي تقودها بريطانيا قادرة سوى على السيطرة على نصف الاقليم فقط.
ولكن الولايات المتحدة أرسلت في الشهرين الماضيين 8500 جندي اضافي من مشاة البحرية الامريكية الى هلمند وهم المكون الاكبر في استراتيجية لدعم القوات ستزيد حجم القوات الامريكية في أفغانستان الى أكثر من مثليها حيث من المقدر أن يصل عدد القوات بنهاية العام الى 68 ألف جندي.
واتاح مشاة البحرية الامريكية بتركيزهم على جنوب هلمند للقوات البريطانية شن عملية كبيرة بنفسها الى الشمال مباشرة.
وجرى انزال القوات التي يقودها ستيل قبل الفجر بطائرة هليكوبتر من طراز شينوك على بعد عدة كيلومترات خلف خط الجبهة البريطاني في الارض التي تسيطر عليها طالبان. وقال ستيل ان الهدف هو تعطيل المقاتلين للحد من قدرتهم على شن هجمات مع انسحاب طالبان وتقدم القوة البريطانية