عرض مشاركة واحدة

قديم 25-02-09, 03:40 PM

  رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قراءة في وثائق 1971 البريطانية (41) ـ السادات جدد معاهداته مع السوفيات هروبا من ضغوط واشنطن بتقديم تنازلات
حسن ساتي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حاول البريطانيون جاهدين الوصول الى نتائج ملموسة لزيارة السادات الى موسكو في اكتوبر (تشرين الاول) 1971، وهو العام الذي كان قد اعلنه عاما حاسما للصراع العربي ـ الاسرائيلي وهدد فيه باستخدام القوة.
ويكمن بعض جديد هذه الحلقة من الوثائق السرية البريطانية لعام 1971 التي افرج عنها في وصولهم، اي البريطانيين، الى استنتاجات تخالف الصورة الكارثية التي صورت بها الصحافة الغربية الزيارة، وفي الذهن هنا وبالطبع، الاملاءات المعروفة لمناخ الحرب الباردة وصراع القوتين العظميين.
وهناك الجديد في استقصاء النتائج من ألسنة مصرية، وتحديدا من وزير الدولة محمود رياض، والدبلوماسي د. غالب.
* رواية من رياض
* وثيقة رقم: 100
* التاريخ: 25 أكتوبر 1971
* الى: وزارة الخارجية وللعلم، موسكو، واشنطن، باريس، نيويورك، عمان، تل ابيب، بيروت، طرابلس، الخرطوم، البعثة البريطانية بالناتو.
الموضوع: زيارة السادات لموسكو 1 ـ محمود رياض وزير الدولة بالخارجية اخبرني بالامس ان مجمل زيارة السادات لموسكو يعتبر نجاحا، وان التدهور الذي لحق بالعلاقات المصرية ـ السوفياتية، والذي بدأ في مايو (ايار) باعتقال علي صبري وجماعته، قد ازداد سوءا بأحداث السودان (الاشارة هنا للانقلاب الشيوعي في 19 يونيو (حزيران) والذي اجهض بعد 3 أيام، الاضافة من الشرق الأوسط).
وان تلك العلاقات كانت في حاجة الى اصلاح. وان المصريين قد شكلوا انطباعا بأن حكومتي اميركا واسرائيل قد شعرتا بأن الصداقة السوفياتية ـ المصرية قد اعتراها الفتور، وبالتالي فلن يكون في وسع مصر ان تعتمد على الدعم السوفياتي بنفس درجة الاعتماد في العام الماضي، ومن هنا بدأتا التفكير، اسرائيل واميركا، بأن بوسعهما وباطمئنان وضع ضغوط على الحكومة المصرية لجهة تقديم تنازلات اكثر. ولذلك فان تجديد الصداقة المصرية ـ السوفياتية اصبح ضرورة لمصر عسكريا وسياسيا. ويعتقد رياض ان ذلك قد تحقق. ويقول ان المحادثات قد استصحبت احاديث صريحة جدا، مؤكدا ان مقالة لطفي الخولي بـ«الاهرام» 20 اكتوبر (نسختها سترسل بالحقيبة) قد عكست بدقة المناخ السائد في موسكو.
2 ـ رياض قال بالتحديد ان الاتحاد السوفياتي قد اقترح لغة اكثر قسوة في ادانة النشاطات المعادية للشيوعية في الشرق الأوسط، وبصورة اكبر مما حمله البيان المشترك، رغم انه لم توجد خلال المحادثات اشارة محددة للسودان او شخص او حكومة بعينها. ويقول رياض ان الروس اظهروا انفسهم في حالة من المرونة المعقولة من خلال موافقتهم على تليين المفردات، وقد فهم ان الخرطوم لم تستقبل البيان المشترك بصورة سيئة، رغم ان الحكومة الليبية بدت غير سعيدة به.
3 ـ على صعيد القضية العربية ـ الاسرائيلية، طلب السادات من محمود رياض ان يقدم للروس عرضا لما دار في نيويورك والتزم السادات بتأكيد كل شيء قال به رياض. لم تكن هناك مناقشات اكثر حول الاتفاقية الانتقالية، بأي مستوى في حضوره ولم ير لها اية اشارات في المضابط. المصريون احاطوا الروس بصورة عامة حول الطريقة التي سيتعاملون بها مع قضية الشرق الأوسط خلال اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة (سأرسل برقية منفصلة، حول هذا الشأن).
4 ـ محمود رياض قال ان المفاوضات العسكرية كانت قد دارت بصورة اعمق قبل ذلك خلال وبعد زيارة السدات (علمنا ان وزير الحربية تخلف لثلاثة ايام وان قائد القوات الجوية سيبقى لخمسة ايام بعد مغادرة السادات). وان المؤسسة العسكرية المصرية على رضاء تام بالنتائج.
5 ـ لا تبدو الزيارة لموسكو، ومن تقديمها بهذه الصورة، بالصورة الكارثية التي صورتها بها الصحافة الغربية. اعتقد ان رياض على صواب في قوله ان من المهم للسادات، سياسيا ودبلوماسيا، الحصول على اعادة تأكيد الصداقة السوفياتية ـ المصرية، وقد حقق ذلك بقدر معقول. ومع ذلك تظل وجهة نظري (برقيتي رقم 1338) ان السادات لا بد ان يكون محبطا، ان لم يكن مندهشا، في حصوله، وفقط، من الروس على قبول محدود لسياساته الحالية. اما الاشارة للرضى بالنتائج العسكرية للزيارة، فقد يعني ذلك الغاء الروس لسياسة (السير البطيء) والتي يسود اعتقاد هنا بأنهم قد مارسوها لبعض الوقت في ما يتعلق بامدادات وتسليم الذخيرة وقطع الغيار لمصر.
( السفارة البريطانية القاهرة)
* وأخرى من غالب
* وثيقة رقم: 102W
* التاريخ: 19 أكتوبر 1971
* الى: ليفنجستون. سفارة موسكو.
* الموضوع: زيارة السادات.
1 ـ كنت محظوظا بلقاء د. غالب خلال حفل عشاء البارحة لمدة عشر دقائق. ومع انه تحدث بقدر معقول، الا ان النتائح ليست واضحة او وافية، ولكن ذلك لا يثير دهشة خاصة اننا لم نلتق من قبل. وقد اعتبر، وهذا طبيعي، زيارة السيادات نوعا من النجاح. قلت له ان الذي استوقفني هو التركيز من جانب السوفيات على تسوية سياسية ومعها الطبيعة الدفاعية في الاشارات لموضوع العون العسكري. وتساءلت، هل يعني ذلك ان الحكومة السوفياتية لم تستقبل اشارات السادات الى حتمية استخدام القوة؟
2 ـ د. غالب التفّ، وليس في هذا ما يدهش على هذا السؤال. وقدم اشارات مكررة لقضية امدادات اسرائيل بالفانتوم كتبرير لزيادة القدرات العسكرية المصرية. ولكنه بدا لي كما لو انه يحاول ان لا يذهب بتصريح السادات (حول القوة) الى ما هو اكثر من كونه ضرورة سياسية داخلية. اهتمامه الاساسي كان يكمن في التركيز على استعداد المصريين للتحلي بالصبر والعمل نحو تسوية سياسية.
كرر الطرح المصري المعتاد ان مثل ذلك الاتفاق لا بد ان يرتبط بقوة باطار تسوية نهائية وزعم غالب ان الحكومة السوفياتية قد استشعرت ذلك وربما بصورة اقوى من الحكومة المصرية.
3 ـ اعدت عليه تصريح وزير الدولة البريطاني بوجوب ان تكون هناك اتصالات عربية ـ اسرائيلية مباشرة، وقد قال غالب في هذا الصدد ان المصريين يعتقدون ان تركيز الاسرائيليين على هذا الموضوع يهدف الى اخراج المفاوضات خارج اطار الامم المتحدة حتى يتمكنوا من تجاهل استحقاقات ميثاق المنظمة المتعلق بعدم حيازة الارض بالعدوان العسكري. ولهذا السبب، يرفض الاسرائيليون ان يبدوا استعدادا اكثر تجاه قضية الانسحاب.
4 ـ بدا غالب ناقدا وبقوة لطريقة معالجة روجرز للقضية في اول اجتماع له مع محمود رياض في نيويورك. وقال ان من الخطأ جدا الاعتقاد بأن هناك اختلافا ضروريا في المنهج حول الاتفاقية الانتقالية بين السادات ومحمود رياض، بل ومن المضلل محاولة الايقاع بينهما. وقال في هذا الخصوص، انه لم يتقرر بعد من سيعود الى اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة لقيادة الوفد المصري، هو وعن نفسه سيعود للقاهرة مع نهاية الاسبوع الحالي، وسيصدر قرار ما اذا كان هو او محمود رياض سيعود لنيويورك.
5 ـ أكد ان صادق قد عاد الآن للقاهرة، ومن الطبيعي هنا عدم محاولة استدراجه «لحديث» عن اية تفاصيل حول الاتفاقيات المصرية ـ السوفياتية في المجال العسكري.
6 ـ قلت له اننا خرجنا بانطباع بأن السوفيات وبرغم اصرارهم على حل سياسي، الا انهم لا يظهرون معرفة حول ما يمكن ان يقدموه لهذا الحل في هذه اللحظة، ويبدون ميالين لان يتركوا المهمة للاميركيين لمواصلة جهودهم. د. غالب لم يجاريي في هذا الشأن واعاد ما قاله حول الصبر المصري. وبوسعي ان القي بتخمين هنا، فاذا ما كان هناك اي قدر من خيبة الامل حول عائد زيارة السادات، فقد يكمن في فشلهم في دفع الروس لأن يكونوا اكثر نشاطا في هذه اللحظة.
7 ـ اما بالنسبة لدور الامم المتحدة، فقد ركزت له على ضغوط وزير خارجيتنا القوية على اسرائيل لتقديم تصريح مشجع حول الانسحاب. ما وراء ذلك، لم أر شيئا مفيدا يمكن ان نقدمه.
غالب قال ان تجارة اسرائيل مع بريطانيا مهمة. قلت له، وبقدر ما اسعفني الادب او التأدب، بأنه لا جدال في ان اي حكومة بريطانية يمكن ان تستخدم المعاملات التجارية كوسيلة للضغط السياسي بالطريقة التي يتصورها. * جي. ايه. كيليك نيويورك

 

 


   

رد مع اقتباس