عرض مشاركة واحدة

قديم 28-03-09, 03:51 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

«الشرق الأوسط» في معسكر غوانتانامو (3) ـ التعليمات الأمنية للصحافيين صارمة وتخطيها يعني الطرد
* سعودي بين المضربين عن الطعام في المستشفى الميداني و9 من السجناء يعالجون من أمراض عقلية ونفسية
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
غوانتانامو (كوبا): محمد الشافعي
كنت اشعر أنني سأكون في قبضة القوات الاميركية لعدة ايام حتى قبل ان اصل الى معسكر «اشعة اكس»، الذي يحتجز فيه 299 اسيرا من اعضاء «القاعدة» و«طالبان» بأسابيع طويلة، فالتعليمات الصادرة من المقر الجنوبي لقيادة القوات الاميركية بميامي صارمة، والاوامر صريحة وحازمة عبر البريد الالكتروني. ولأكثر من اربعة اسابيع كنت اتلقى من الكابتن توم كروسون التعليمات القاطعة، وصوته يشبه الى حد كبير صوت الممثل توم كروز، والممثل الشهير جاك نيكولسن في فيلم «بعض الرجال الطيبين» الذي دارت ايضا احداثه في غوانتانامو (كوبا)، وهي اكبر قاعدة بحرية خارج الاراضي الاميركية عن «الخطوط الحمراء» التي يجب على الجميع عدم تخطيها حتى لو كانوا من كبار العاملين في «القاعدة البحرية».
* تأشيرة خاصة
* التعليمات الاميركية الصادرة تطلبت حصولي على تأشيرة دخول خاصة من السفارة الاميركية بلندن اسمها «ايه ون» رغم انني دخلت الاراضي الاميركية عدة مرات من قبل بدون الحصول على تأشيرة دخول.
اما تأشيرة «ايه ون» المخصصة للاعلاميين المتجهين الى قاعدة غوانتانامو البحرية فقد تطلبت على الطرف الاخر تدخلات لسرعة الحصول عليها قبل موعد السفر المحدد، مع وفد من الاعلاميين، كنت الصحافي العربي الوحيد بينهم، ضم بوب فرانكلين مراسل الـ«سي إن إن»، واليسا كارلسون مراسلة محطة «فوكس» العالمية، واليساندرا بيليني مراسلة محطة «راي» الايطالية، وكارول روزنبرج مراسلة «ميامي هيرالد» الاميركية، ولوريتا جراهام مراسلة الـ«نيوزويك» العالمية، وتوماس ستيفنسون مراسل وكالة الاسوشيتد برس، وتوماس هورتيفيه مصورها الشاب الجريء الذي تخطى الخطوط الحمراء، والتقط صورة في اليوم الثاني بعد وصوله لمعسكر «اكس راي» لمعتقل خليجي في طريقه لغرفة التحقيقات فناله عقاب الطرد من اراضي القاعدة البحرية على اول طائرة متجهة الى بورتوريكو. وعلى متن الطائرة المدنية التي اقلت 16 من الاعلاميين الاميركيين والاوروبيين، وضمن التعليمات الصادرة عن قيادة القوات الجنوبية الاميركية، عبر البريد الالكتروني، التي ركزت على الوصول الى مطار سان خوسيه ببورتوريكو قبل يوم كامل من الميعاد المحدد، للانتقال الى معسكر اشعة اكس ذي الشمس الساطعة، والمبيت في فنادق معينة على مقربة من قاعدة «روزفلت» البحرية ببورتوريكو، وهي ثلاثة فنادق تطل على شاطئ الكاريبي الساحر، ثم التواجد امام بوابة قاعدة روزفلت في صباح اليوم التالي في الساعة الرابعة والنصف فجرا، والوصول الى بوابة القاعدة يستغرق حوالي الساعة والنصف، اي لا بد من الاستيقاظ في الثانية صباحا للاستعداد لرحلة طابعها الاساسي ضرورة الالتزام بالتعليمات الامنية الصارمة التي لا تقبل الجدل والنقاش مع المسؤولين. وكنت اشعر ان التعليمات التي تلقيتها عبر البريد الالكتروني هي نوع من ترويض النفس للصحافيين، على الاستجابة للأوامر العسكرية، وعدم الجدال واثارة المشاكل قبل الوصول الى معسكر «اكس راي» الذي تتخطى فيه درجات الحرارة الـ 85 فهرنهايت نهارا. اما المعسكر ليلا فهو غابة من الاضواء المبهرة بفعل الاضواء الكاشفة من على ابراج متناثرة خارج اسوار الاسلاك الشائكة.
امام بوابة المعسكر استقبلنا الضابط تومسلي وهو من القسم الاعلامي للبحرية الاميركية، وهو من اصول اسبانية وزوجته من بورتوريكو، وسلم كل صحافي طلبا مكونا من ثلاث ورقات به التعليمات الصادرة عن قيادة القوات الاميركية «القطاع الجنوبي» في ما يتعلق بالاقتراب من معسكر «اكس راي»، وعدم التقاط صور «كلوز اب» توضح ملامح المعتقلين، لانها ستكون انتهاكا لاتفاقية جنيف، وطلب منا التوقيع عليها، وهي التعليمات التي ضرب بها مصور وكالة الاسوشيتدبرس عرض الحائط، وهو يلتقط صورة لأحد المعتقلين الخليجيين، والتعليمات في مجملها تنص على احترام خصوصية السجناء لانهم مازالوا يخضعون للتحقيقات. وامام بوابة قاعدة روزفلت البحرية كانت هناك سرية مدربة من جنود البحرية الاميركية جاهزة لتفتيش الامتعة بمعاونة كلب قام بدورة بطيئة حول الامتعة الرابضة امام مدرج الاقلاع بحثا عن المخدرات والمتفجرات في حقائب الاعلاميين.
وكما يقول جيرهارد مراسل مجلة دير شبيجل الالمانية: «انهم لايتركون اي شيء للصدفة بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي التي تركت هلعا وجرحا في النفوس لن يندمل بسهولة». وبعد رحلة طيران استغرقت نحو ساعتين و20 دقيقة من مدرج قاعدة روزفلت البحرية، هبطت الطائرة في مطار قاعدة غوانتانامو الاميركية، واستقبلتنا لافتة كبيرة تقول «البريجادير جنرال ريك باكس قائد القوة 160 المشتركة»، (المسؤولة عن الامن في القاعدة) يرحب بكم. والجنرال باكس ضابط احتياط سابق تولى مسؤوليات عدة ابرزها الوحدة 43 للشرطة العسكرية، وهو حاصل على بكالوريوس في الرياضيات من جامعة ميتشيجان عام 1974 وماجستير من جامعة رودز ايلاند في نفس التخصص عام 1990، وبكالوريوس في العلوم العسكرية من كلية الاركان عام .1992 وعلى متن الطائرة التي اقلتنا الى قاعدة غوانتانامو البحرية قدموا لكل واحد من الوفد الاعلامي ملفا كاملا يتضمن التعليمات الامنية الواجب التزام بها، وتؤكد عدم التنقل داخل القاعدة الا بمصاحبة افراد البحرية الاميركية، والالتزام بمواعيد التنقل عبر عبارات البحرية الى معسكر «اكس راي»، والرحلة على اللنش البحري تستغرق نحو 35 دقيقة الى الشاطئ الذي يبعد في بعض النقاط عن الاراضي الكوبية الشيوعية اقل من كيلومتر واحد.
* «حياك الله» يا أخي في المستشفى الميداني
* شمل الملف الاعلامي كذلك تطورات الحالة الصحية لاحد عشر مريضا من «القاعدة» و«طالبان» منذ وصولهم مع اول دفعة من افغانستان 11 يناير (كانون الثاني) الماضي، يعالجون في «المستشفى الميداني 20». ومعظم الحالات المرضية عبارة عن اصابة بطلقات رصاص وبتر اطراف وبينهم حالتا اثنين مضربين عن الطعام، يتم تغذيتهما عبر الانابيب «بواسطة التغذية الوريدية»، احدهما سعودي طويل القامة نحيف للغاية، لحيته تصل الى منتصف صدره، شاهدته على بعد ثلاثة امتار فقط فوق الميزان، مقيد اليدين يحيط به جنديان اشداء. وتجرأت وخرجت عن السيناريو الموضوع في زيارتنا للمستشفى الميداني، بدون كاميرات او الات تسجيل، وحييته بتحية الاسلام، وقال لي بصوت ضعيف واهن حياك الله ياخي، ورمقني ميجور البحرية الاميركية الذي رافقنا بنظرة حادة غاضبة «كفاك لا تتخطى الحدود».
* الموت من الممنوعات
* وعندما سألت الكابتن صامويل الفرد المسؤول عن المستشفى الميداني، عن الحالة الصحية للمريضين المضربين عن الطعام، اللذين «يعتقد» انهما من تنظيم «القاعدة»، قال لي: «اطمئن لن نسمح لهما بأن يموتا»، واضاف: «انهما وافقا على الاقلاع عن الاضراب، والعودة الى زنزانتهما، وسنباشر الاشراف الطبي عليهما يوميا حتى يعودا الى حالتهما المطمئنة».
ويقع المستشفى على مقربة امتار من معسكر «دلتا» الجديد، وكلاهما يطل على الشاطئ اللازوردي لمياه الكاريبي الساحرة، مما يترك اثرا في النفس لا يمكن ان ينسى بسهولة. وكان الاضراب الاول عن الطعام، بدأ في معسكر «اكس راي» الشهر الماضي، وهو الاول من نوعه منذ بدء نقل الاسرى من افغانستان الى هذا السجن في 11 يناير (كانون الثاني)، بعدما شاهد حارسان معتقلا يعتمر عمامة. واوضح المسؤولون ان الشرطة العسكرية في المعسكر كانت قد اصدرت تعليمات منذ فتحه بالسماح للمعتقلين بوضع او لف المناشف على رؤوسهم ان ارادوا ذلك، لكنها حظرت لاسباب امنية لف الملاءة حول الرأس، أي استخدامها كعمامة خوفا من احتمال اخفاء أي معتقل سلاحاً داخلها.
وقال احد الضباط لـ«الشرق الاوسط» ان السجين المعمم بملاءة، كان يصلي ولم يستمع الى الحارس، ولم يفهم الحارس انه لايمكن ان يقطع صلاته لتلبية طلبه بازالة العمامة البيضاء، وأبلغ الحراس المعتقل مكررا بازالة الملاءة عن رأسه، كما استدعي المترجم الذي نقل اليه نفس التعليمات بلغته، الا ان المعتقل رفض الانصياع للتعليمات مما اضطر حارسين لدخول زنزانته وازالة الملاءة التي استخدمها كعمامة فوق رأسه، وتبين لاحقا ان السجين لم يرد لانه كان يصلي خلال الحادثة. غير ان مصادر مقربة من ادارة المعسكر كشفت لـ«الشرق الاوسط» ان هذا السجين هو احد الشخصين المضربين عن الطعام في المستشفى الميداني. ويقول المسؤولون عن المعسكر ان المعتقل ربما كان يعتزم مسبقا اثارة مواجهة.
* 9 يعالجون من أمراض عقلية
* وكشف الكابتن صامويل الفرد لـ«الشرق الاوسط» عن قيام المستشفى الميداني بعلاج تسعة من السجناء من امراض عقلية، بعضها حالات انفصام في الشخصية، وانفصال عن الزمن والواقع الذي يعيشونه. وحالة او اثنتان من الاكتئاب، مشيرا الى انهم يتلقون زيارات منتظمة من اطباء نفسانيين داخل معسكر «اكس راي».
وقال الكابتن الفرد ردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط» انه يتلقى العشرات من الاسئلة من مرضى «القاعدة» و«طالبان» تركز في مجملها على المستقبل او ماذا يحمل لهم من اخبار. واضاف ان قلقهم يتزايد مع الزمن، لكنه اكد بشكل قاطع انهم لا يتلقون اي اخبار عن العالم الذي يحيط بهم سواء في المستشفى الميداني او في معسكر «اكس راي». وبعبارة اخرى كما يقول الكولونيل بيل كلاين المسؤول الاول عن معسكر «اكس راي» لـ«الشرق الاوسط» انهم معزولون عن العالم الخارجي حتى اشعار آخر، فلا إذاعة داخلية ولا جرائد ولا أخبار ومن الممنوعات الاجابة على اسئلتهم التي لا تتوقف!! والكولونيل بيل كلاين هو اكثر الضباط الكبار تحيزا لتشديد الاجراءات الامنية على سجناء «القاعدة» و«طالبان» عندما واجهته بالسؤال لما كل هذه الاسرار والاستحكامات المفروضة، قال انه مسؤول عن حياة السجناء، وكذلك عن حياة حراسهم من الجنود والضباط، وعددهم لايقل عن 4 الاف فرد. وهو ما ركز عليه في استخدام نفس الاجراءات الامنية من تكميم افواه السجناء وتغطية اعينهم واذانهم وتقييد ايديهم وارجلهم عند نقلهم الى المعسكر الجديد قبل نهاية الشهر الجاري. وتطرق الى تلقي عناصر الحراسة بمعسكر «اكس راي» تهديدات بالقتل من عناصر «طالبان» و«القاعدة» باللغة الانجليزية اذا مانجحوا في الهرب من الزنزانات. وهو على قناعة من حدوث مثل هذا الامر اذا ما أفلت السجناء من الرقابة المحكمة على مدار الساعة. ويضم المستشفى الميداني، وهو عبارة عن خيمة كبيرة مكيفة الهواء، معملاً للتحاليل الطبية وغرفة اشعة، وجناحاً مزوداً لاحدث المعدات لاجراء العمليات الجراحية. ويقول الكابتن الفرد لقد تمت الاستعانة بخبرات اساتذة من الجامعات الاميركية لاجراء جراحات بتر الاطراف.
* المستشفى الميداني بقاعدة غوانتانامو المخصص لعلاج سجناء «القاعدة» و«طالبان»
* بدأ العمل به في 18 يناير (كانون الثاني) الماضي، وشارك في بناء الخيام المكيفة الهواء 17 من رجال البحرية الاميركية من كتيبة المهندسين 433
* المستشفى الميداني مجهز بغرفة عمليات جراحية وغرفة انعاش ومعمل طبي وغرفة لاشعة اكس، وصيدلية.
* مساحة المستشفى فدان ونصف، وعنابره مجهزة بـ 36 سريرا، وبه 13 مريضا في الوقت الحاضر من سجناء القاعدة و«طالبان»، بينهم اثنان مضربان عن الطعام، يتم تغذيتها عبر الانابيب الوريدية.
* يقول الكابتن صامويل الفرد قائد المستشفى الطبي الذي يطل على مياه البحر الكاريبي، انه تم الاستعانة بخبرات طبية من الجامعات الاميركية لاجراء عمليات جراحية لبعض السجناء، منها عمليات بتر قدمين وازالة طلقات رصاص من اجسام مقاتلي «القاعدة» و«طالبان»، مشيرا الى انه لن يتم السماح لاسرى القاعدة، بمغادرة معسكر «اكس راي» تحت اي ظروف لاجراء عمليات جراحية خارج اراضي القاعدة الاميركية.
* يقول المهندس ويل كلارك من الكتيبة 423 من سلاح المهندسين الاميركيين انها المرة الاولى التي يتم فيها بناء مستشفى حربي لاستيعاب سجناء اجانب.
* يشرف العاملون بالمستشفى الميداني على اجراء الكشف الطبي على السجناء الجدد عند وصولهم الى اراضي القاعدة الاميركية.
* يخصص لكل مريض بالمستشفى الميداني اثنان من الشرطة العسكرية الاميركية يشرفان على راحته وفرض رقابة لصيقة عليه، ومرافقته اذا اراد ان يذهب الى الحمام او دورة المياه او غرفة الاشعة او غرفة العمليات، وفي هذه الحالة يكون مقيد اليدين، واثناء وجوده بسرير المستشفى تقيد احدى يديه.
* يقدم المستشفى حسب المسؤولين عن القاعدة الاميركية افضل الخدمات الطبية، للسجناء، والتي لا تقل عن الخدمات المقدمة لضباط البحرية الاميركية وجنود الحراسة المتواجدين في معسكر «الفا» المخصص لايوائهم القريب من المستشفى.
* اجريت بالمستشفى الميداني عدة عمليات جراحية منها عملية بتر قدمين، وبتر قدم واحدة، واصبع واحدة، وازالة عين لاحد السجناء، وازالة طلقات رصاص من الذراع اليمنى لاحدهم، ظلت موجودة في جسمه لاكثر من شهر. ومعظم تلك العمليات اجريت على خلفية الاصابة في العمليات الحربية في افغانستان.
* طعام السجناء
* يتناول سجناء «القاعدة» و«طالبان» ثلاث وجبات يوميا «طعام حلال»، تتحدد مواعيدها طبقا لمواعيد الصلوات الخمس.
* الافطار يتكون من كورن فليكس او حبوب مماثلة بالحليب، وعصير برتقال، وخبز، وزجاجة مياه.
* وجبة الغداء تتكون من مكرونة او ارز وخضروات ولحم بالصلصة، وصندوق صغير من الزبيب او مكسرات، كيس شيبس، او كيس به فول سوداني، وزجاجة مياه.
* وجبة العشاء تتكون من الارز المسلوق، وفاصوليا حمراء بالصلصة وموز وخبز وزجاجة مياه.
* يقدم الطعام في صينية معدنية، تمر من فتحة في جدران الاسلاك الشائكة للزنزانة. * اكد سيف الاسلام ابو هنا نقيب البحرية الاميركية امام سجناء «القاعدة» وطالبان «ان الطعام المقدم للسجناء جميع مكوناته حسب الشريعة الاسلامية، وقال انه يذهب بنفسه الى المطبخ يوميا لمراقبة اعداد الوجبات، فيما أشار الكولونيل بيل كلاين ردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط» ان السجناء لهم الحق في طلب كميات اضافية من الطعام اذا ارادوا، ولكن في العادة الكمية المقدمة اكثر من كافية. =

 

 


   

رد مع اقتباس