عرض مشاركة واحدة

قديم 23-02-10, 03:55 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

تطور تقنية توجيه المقذوفات


كان الجيل الأول من المقذوفات المضادة للدروع يستخدم أسلوب التوجيه بالسلك، مثل نظام (SS-10/11)، الذي كانت تسلّح به الطائرات العمودية الفرنسية (SA-316 Alouette III)، و (Bell209/AH-1 Huey، و نظام (ساجر) (Sagger)، الذي سلّحت به الطائرة الروسية (Mi-8/17) المعروفة لدى حلف شمال الأطلسي باسم: (Hip).
أما الجيل الثاني من المقذوفات المضادة للدروع، فكان يستخدم أسلوب التوجيه النصف آلي بالسلك، ومن هذا الجيل نظام (Tow)، المستخدم مع الطائرة (كوبرا) طراز (AH-1)، والطائرة (منجوستا) (A-129 Mangusta)، والطائرة (MD-500)، والطائرة الروسية (Mi-28)، المعروفة لدى حلف الناتو باسم (هافوك) (Havoc).
وفي الجيل الثالث من المقذوفات المضادة للدروع يتم توجيه المقذوفات بركوب شعاع الليزر، ومن هذالجيل الصاروخ (هلفاير) (hellfire) في الطائرات (أباتشي) (AH-64)، و (AH01W)، و (سوبر كوبرا) (super Cobra)، و (لينكس) (AH-9L Ynx)، والصاروخ (Swift) في الطائرة (رويفالك) (Csh-2).
أما الجيل الرابع من المقذوفات المضادة للدروع، فيعمل بأسلوب التوجيه الآلي باستخدام باحث حراري، مثل الصاروخ (ترايجات) (Trigat/Lr)، أو باستخدام باحث راداري ملليمتري، كما في نظام (Longbow) الأمريكي، ونظام (Aegswallow) الألماني.


العموديات الأمريكية


اشتهرت العمودية الأمريكية (أباتشي) بصفة خاصة بفضل الفعالية المتميزة التي برهنت عنها خلال حرب تحرير الكويت في مهام الهجوم الأرضي والمساندة الميدانية، خصوصاً ضد المدرعات ومرابض المدفعية، وتجمعات القوات البرية. وتشكّل هذه العمودية حالياً أهم طرازات العموديات الهجومية المضادة للدروع في صفوف القوات الجوية الأمريكية، وكذلك لدى عدد من جيوش حلف شمال الأطلسي، وهي تعتبر من العموديات الأكثر فعالية من نوعها في العالم، خصوصاً لتسليحها الذي يتألف من صواريخ مضادة للدروع، موجهة بالليزر من طراز (هلفاير) (Hellfire)، إلى جانب قذائف صاروخية ومدافع رشاشة، كما تستطيع هذه الطائرة حمل الصواريخ جو-جو من أجل الدفاع عن نفسها ضد الطائرات


العمودية الأخرى


وتعمل الطائرات (أباتشي) لدى سلاح الجو الإسرائيلي وبعض الدول الخليجية، وتستخدم الطائرة نظاماً ليزرياً لتحديد المدى، وتعيين الموقع، وقد زوّد الطراز (AH-64D Longbow) برادار ميلليمتري للعمل خلال مختلف الظروف الجوية، كما أن تطوير (أباتشي) إلى الطراز (Longbow) برهن على أن تحسين المستشعرات في الطائرة العمودية ومعدات الرؤية الليلية لا يقل أهمية عن نوع الأسلحة التي تحملها هذه المنصات الجوية.
وتُعتبر الطائرة العمودية (سوبر كوبرا) (AH-1W Super Cobra) طائرة الهجوم الرئيسة في ميادين القتال بالنسبة لمشاة البحرية الأمريكية منذ دخول هذه الطائرة الخدمة عام 1986م، وهي مسلّحة بمدفع طراز (M 197) الثلاثي، عيار (20) ملم، والذي يثبّت في برج المقدمة، ويمكنها حمل صواريخ (تو)، و (هلفاير) الموجهة المضادة للدروع، وصواريخ عيار (70) ملم غير الموجهة، بالإضافة إلى صواريخ (سيدويندر) (sidewinder) طراز (Aim-9L)، و (سايدارم) (Sidearm) طراز (AGM-122A) المضادة للإشعاع.
وقد بدأ سلاح المشاة البحرية الأمريكية عام 1994م، بتزويد عمودياته الهجومية (سوبر كوبرا) بنظام التهديف ليلاً، الذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء، وبمستشعرات تليفزيونية تعمل بواسطة ضوء النهار، ومحدد ليزري يستخدمه الكاشف التلسكوبي لصاروخ (تو) بالطائرة، ويؤمّن هذا النظام قدرات الإطلاق الليلية لكل من: الصواريخ (هلفاير)، والصواريخ عيار (57،2) بوصة، والمدفع عيار (20) ملم، مع تشغيل محسّن أثناء النهار، حتى في الأجواء التي يسودها غبار المعارك ودخانها، وتتميز الطائرة (سوبر كوبرا) الحالية بمرونة بين الطائرات العمودية الهجومية، وهي مسلّحة بالصواريخ (هلفاير)، و (تو)، و (سايد ويندر).
ويجري تحويل الطائرة (OH-58A)، لتكون أشدّ قوة باستخدام جهاز تنشين محمول على سارية، وركن زجاجي للطيار، مع إمكانية تركيب صواريخ (هلفاير) المضادة للدروع، وصواريخ (ستنجر) جو-جو، وصواريخ عيار(70) ملم، ومدفع عيار (50) ملم.
ويهدف برنامج التطوير الأمريكي (H-1)، إلى إعادة بناء وتطوير وتصنيع واختبار طائرات الجيل القادم (UH-1Y)، و (AH-1Z)، حيث يتم إعادة تجهيز الطائرة طراز (AH-1Z) بالكابينة الزجاجية الرقمية، المتوافقة مع التجهيز المتكامل لنظم الأجهزة الإلكترونية بالطائرة. ويهدف البرنامج إلى إعادة تصنيع وتجديد وتطوير عدد (180) طائرة عمودية قديمة طراز (AH-1W)، والتي تُعرف باسم (كوبرا)، وعدد (100) طائرة من طراز (UH-1N)، والتي تُعرف باسم (هيوي) (Huey)، والموجودة في الخدمة في مشاة البحرية الأمريكية منذ فترة طويلة، بحيث يتم تحويل هذه الطائرات إلى طائرات هجومية مسلحة طراز (AH-1Z). وسوف توضع هذه الطائرات تحت اسم (طائرات برنامج H-1) لصالح قوات مشاة البحرية الأمريكية، حيث يُقدّم هذا البرنامج حلاً لمشاكل الطائرات القديمة بإعادة تجديدها وتطويرها، بالإضافة إلى إطالة أعمار الطائرات القديمة، وزيادة قدراتها على البقاء والمنافسة بعد التطوير، وزيادة قيمتها العملياتية.
كما يهدف برنامج التطوير (H-1)، إلى إنتاج (85%) من الأجزاء العامة للطائرتين إنتاجاً مشتركاً، بحيث تستخدم أجزاء وقطع غيار الطائرة نفسها (AH-1Z) في الطائرة (UH-1Y)، ويؤدي هذا إلى توفير مالي كبير، ويتجنّب مطالب العمالة المتزايدة، وبرامج التدريب المنفصلة لكل طائرة، والازدواج في الدعم اللوجستي، هذا بالإضافة إلى تجهيز الطائرات بمعدات ملاحية متطورة، تضمن لها البقاء، وتشتمل على مستقبل رادار إنذار، ومشغل دقيق (Microprocessor)، ومكتشف تحذير ضد أشعة الليزر والصواريخ الموجهة نحو الطائرة، ووعاء يحمل رقائق معدنية.
وكفاءة أداء الطائرة (AH-1Z) تُعتبر أفضل (3) أو (4) مرات على الأقل بالنسبة للطائرة القديمة (كوبرا) (AH-1W) ، أما الطائرة (UH-1Y)، فسوف تتضاعف حمولتها بالنسبة لسابقتها (هيوي)، ويكمن التطوير الأساسي في الطائرات الجديدة في نظم الأجهزة الإلكترونية المتكاملة، والقمرة (الكابينة) الزجاجية، المتوافقة تماماً مع أجهزة الاتصال، ووصلة نقل البيانات Data Link، ونظام تحديد الموقع (GPS)، ونظام الملاحة، وشاشات العرض متعددة الوظائف، وأجهزة كمبيوتر تخطيط المهام، والخرائط المتحركة، ونظام الملاحة الذي يتكامل مع إمكانات الخرائط الرقمية بالطائرة، ونظام تخطيط الطيران المحمول للقوات البحرية، الذي يعمل بديلاً للنظام السابق، الذي كان موجوداً في الطائرات الأمريكية.
ويتم تعزيز الطائرات الجديدة باستخدام نظام التصويب الآلي، وإمكانات شاشات العرض العلوي التي تعمل مع خوذة الطيار ونظام الرؤية، بالإضافة إلى نظام الملاحة والرؤية الذي تم تركيبه على الطائرات الجديدة، ويمكن لجهاز التتبّع العمل مستقلاً، بالإطباق على الهدف وتتبعه آلياً باستخدام نظام العمل آلياً، وتتكامل هذه المستشعرات مع نظام إدارة النيران من خلال استخدام أجهزة حاسب تخطيط المهام، وهذه النظم المتطورة تعطي لقوات مشاة البحرية (المارينز) القدرة على تحديد هوية الهدف (صديق أم معادي) من على مسافات بعيدة آمنة، وهذه المسافات التي يتم تحقيقها الآن تعتبر أبعد على الأقل من (3) إلى (4) مرات من المسافات التي تحققها مستشعرات الجيل الأول، التي كانت موجودة على الطائرات القديمة قبل إعادة بنائها وتطويرها.
والعموديات الجديدة سوف تعمل في تعاون وثيق مع قوات المارينز لتقديم الدعم المباشر للقوات البرية، مع الوضع في الاعتبار إمكانية الطيران والقتال في المدن باستخدام أسلحة ذات كفاءة عالية تم اختبارها وتجربتها مع المستشعرات التي تعمل بدقة عالية ونظم الرؤية.
ولن تتهاون قوات مشاة البحرية الأمريكية في زيادة معدلات الإصابة بالنيران الصديقة، كما حدث في عمليات عاصفة الصحراء عام 1991م، حيث تستطيع النظم الحديثة رؤية الأهداف وتحديدها، وتمييز الأهداف الصديقة والمعادية بكفاءة عالية، واستخدام الأسلحة والمدافع على الأهداف المطلوب تدميرها فقط، بحيث لا يتم إطلاق النار على الأهداف الصديقة، أو حتى على الأهداف المعادية التي تم إصابتها أو تدميرها من قبل.

 

 


   

رد مع اقتباس