عرض مشاركة واحدة

قديم 07-08-09, 06:19 PM

  رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

ي. آثار حصار عملية التصنيع والسيطرة عليها. حاربت الدول الرأسمالية المهيمنة خلال مدة الاستعمار تصنيع البلاد والمناطق المهيمنة عليها وقد سبق فيما تقدم كيف عملت هذه الدول ، من خلال فرض سياسة الباب المفتوح والتجارة الحرة على تدمير ما كان قائماً من صناعات منزلية وحرف يدوية حتى يتسنى لها الانفراد بأسواق تلك البلاد والمناطق كمجالات لتصريف فائض الإنتاج السلعي ، وكيف اتجهت رؤوس الأموال الأجنبية المصدرة إلى تلك البلاد والمناطق إلى تنمية وتوسيع القطاع المنتج للمواد الخام والأولية ، في الوقت الذي حرصت فيه على إبقاء القطاعات الأخرى وبالذات القطاع الزراعي ، في حالة تخلف مستمر لأن هذا التخلف سيكون هو شرط إمداد القطاع التصديري ( أو القطاع الحديث ) بالقوى العاملة الرخيصة وقد ترتب على ذلك وحتى الآن عدم إتمام الثورة الزراعية ومهامها الأساسية ( زيادة الإنتاجية وتوفير فائض غذائي كاف للعمال حتى في القطاع المنتج للتصدير كل ذلك حال دون تبلور طبقة رأسمالية صناعية تستطيع أن تنجز مهام الثورة الصناعية فقد حرمتها تلك العوامل من مقومات ظهورها. (32)


الخصائص الاقتصادية للدولة القائمة بالحصار

30. لأي دولة تدخل في تطبيق حصاراً اقتصادياً أن تتمتع بعدد من المميزات وهي:
أ. قوة ميزان المدفوعات داخل الدولة وقدرته على عدم التأثر بالصدمات الخارجية أو امتصاص تلك الصدمات.
ب. قوة العملة الوطنية تجاه العملات الأجنبية وما تتمتع به هذه العملة من تاريخ وقيمة بين العملات الأخرى، وذلك من خلال أنظمة أسعار الصرف التي تخضع لآليات السوق.
. قوة الجهاز الإنتاجي داخل الدولة وقدرته على سد الاحتياجات الداخلية والقدرة على إيجاد فائض قادر على المنافسة عند التصدير.
د. مرونة الجهاز الإنتاجي في إنتاج السلعة المختلفة، فعلى سبيل المثال شركة جنرال موتورز للسيارات بالولايات المتحدة يمكن أن تتحول لإنتاج الدبابات في ذات الوقت.
هـ. كبر حجم السوق الداخلي في الدولة واتساعه وتنوعه بحيث يكون السوق الداخلي متوافقاً مع إمكانات الدول الإنتاجية، ويمكنه استيعاب النشاط الإنتاجي والخدمي وكل ما سبق يُعَدُّ من قبل قوة الدولة لدخول الحروب الاقتصادية، وبمعنى آخر يقال إن تلك الدولة عندها الأدواتالتي تمكنها من الهجوم الاقتصادي، وفي ذات الوقت لديها آليات الدفاع عن الاقتصاد القومي؛ وذلك لأن الاقتصاد القومي يتميز بالقوة والنمو المتواصل.


الخلاصـة


31. أن الحرب الاقتصادية هي أداة سياسية في الأساس ترمي إلى إحداث تأثير سياسي أو اقتصادي ،كما وتم التطرق إلى الأساليب والوسائل التي تستخدمها الدول في تحقيق أغراضها وأهدافها التي ترمي إليها سواء كانت هذه الأهداف سياسية أو اجتماعية ومن تلك الأساليب الأسلوب الانفرادي وهو أن تفرض دولة واحدة عقوبات اقتصادية على دولة أخرى أو أسلوب جماعي وهو أن تفرض دول عقوبات اقتصادية على دولة أخرى أو أسلوب جماعي وهو أن تفرض عقوبات اقتصادية على دولة أو استخدام المنظمات الدولية في فرض العقوبات الاقتصادية ثم نظر في وسائل الحصار الاقتصادي والتي تم تقسيمها إلى الوسائل التقليدية والوسائل الحديثة والتي منها المقاطعة والحظر وغيرها .

32. إن نشأت المنظمات الدولية ونظامها فيما يخص الحصار الاقتصادي واستخدام التدابير غير العسكرية وإذا لم تحقق أهدافها تلجأ إلى استخدام التدابير العسكرية منذ نشأت عصبة الأمم إلى نشأت الأمم المتحدة ونظمها في هذا الخصوص، وكيف أن الأمم المتحدة استخدمت ولا تزال تستخدم العقوبات الاقتصادية ضد بعض الدول ثم تطرقت إلى بعض المنظمات الدولية مثل الاتحادات والمؤتمرات ومنظمة الوحدة الأفريقية وجامعة الدول العربية حيث كان لها دور متصل مع الأمم المتحدة في استخدام الحصار الاقتصادي والعقوبات وتم التطرق إلى بعض الأدوار التي قامت بها كلاً من عصبة الأمم و الأمم المتحدة مع كثير من الدول مثل حفظ السلام وكذلك إيواء اللاجئين ودور المعونات الاقتصادية مع كثير من الدول المتأثرة من جراء الحروب المؤدية إلى الضعف الاقتصادي .

33. استخدام الدول للحرب واستخدام القوة العسكرية أو التهديد بها في تنفيذ الحصار الاقتصادي وضُرب لذلك في استخدام القوة الغزوات أيام الرسول صلى الله عليه وسلم مع قريش بإرسال السرايا لمداهمة قوافل قريش على الطرق المؤدية إلى الشام وكذلك استخدام القوة على دولة العراق أثناء غزوها للكويت ثم التطرق إلى التخطيط للحرب الاقتصادية وكيف أن الدول في الوقت الحاضر تخطط للحرب الاقتصادية والحالات التي تلجأ إليها في استخدام القوة وكذلك التخطيط في إضعاف قدرات الدولة المستهدفة وتم التطرق لمثل هذه الشواهد في الحرب العالمية الأولى والثانية وكيفية تسخير الموارد لدعم الحلفاء للمشاركة في الحرب .

34. آثار الحصار الاقتصادي على بعض الدول التي تعرضت له مثل الحصار الذي فرض على ليبيا والسودان والآثار التي سببها من المجاعة والوفيات وكذلك الحصار الذي فرض على ألمانيا والذي سبب إلى موت كثير من الناس من الجوع وكثرة السرقات والنهب والقتل للحصول على لقمة العيش ثم آثار الحصار على العراق وكذلك الهند وباكستان والذي كان للحصار الاقتصادي الأثر الكبير على هذه الدول بالذات العراق الذي طبق عليه أكبر حصار وأشد أنواع الحصار وأقواه والذي كان له التأثير الكبير في موت كثير من الأطفال والشيوخ والنساء وذلك بسبب فقدان الغذاء والدواء والكساء وكثرة السرقات والقتل والنهب للسعي وراء توفير ما يسدّ رمق الجوع والعطش .


(32) المرجع السابق ، ص115 (بتصرف) .

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس