عرض مشاركة واحدة

قديم 20-05-09, 07:09 PM

  رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

ثانيا - الدفاع:

ولا يعني الدفاع قط التخلي عن المبادئ الصحيحة لاستخدام القوات، بل ولا يعني حتى مجرد ترك المبادأة. فالدفاع لا يعني فقط سوى الانتظار، وفرق بين الانتظار والسلبية الظاهرة، والقادة المهرة يعرفون ذلك، ولهذا تجدهم ما أن يتعين الدفاع شكلا للمعركة المرتقبة، إلا ويعمدون إلى المبادرة بانتخاب المحلات المختارة، وتوزيع القوات عليها توزيعا مناسبا ثم موالاة التبصر بأحوال العدو، والترقب له حتى يقع في الفخ المنصوب له، وهنا تجد المدافعين وقد عمدوا فورا إلى الهجوم المضاد المعد له من قبل، ثم يستمرون في المحافظة على هذا الهجوم حتى يتحقق لهم الحسم.
أما لماذا يتعين الدفاع كأمر حتمي أحيانا؟ فدون ذلك أسباب متعددة منها: تعذر القيام بالهجوم، أو عدم ضمان نتائجه، أو كون دفاعات العدو قوية ومتفوقة بحيث لا يكون مناسبا مهاجمته إلا بعد تكبيده خسائر كبيرة في معركة دفاعية ناجحة، كما قد يتحتم الدفاع أحيانا عند توفير القوات لحشدها في الاتجاهات الرئيسية أو عند الاحتفاظ بإحدى الهيئات الحاكمة.
هذا، وللدفاع شكلان رئيسيان، دفاع ثابت، ودفاع متحرك، ويتميز الأخير بوجود احتياطات تكتيكية تتولى الدخول مع العدو المقتحم في معركة تصادمية، أو تتولى القيام بالهجوم المضاد عليه في أماكن معدة له بعناية من قبل.
وأما الشكل الذي تقبع فيه القوات في وضعها الدفاعي، فقد يكون خطيا، وفيه تكون القوات في الغالب على خطين أمامي وخلفي، وقد يكون صندوقيا، وفيه تتخذ القوات وضعها على شكل مستطيل، كما قد يكون دائريا تقبع فيه القوات في شكل دائري يتيح لها الدفاع في جميع الاتجاهات.
* * *

ومع أي من هذه الأشكال قد يكون التجهيز الهندسي قويا ومجهزا، أو على عجل وغير مجهز، والغالب الآن نظرا لميوعة العمليات العسكرية وسرعة إيقاعها أن يبدأ المدافع معركته من دفاعات مجهزة ثم تتداخل القوات بعد ذلك ويضطر كل منها إلى اتخاذ مواقف دفاعية كثيرة وسريعة لا تسمح سرعتها غالبا بأي تجهيز.
وجدير بالختام أن نشير فيه إلى أن هناك حالتين تلحقان بالدفاع ألا وهما القتال داخل الحصار، والقتال بقصد التخلص من المعركة والانسحاب.
ولكل من هاتين الحالتين خواص مميزة، ويجمع بينهما أن النجاح فيهما مكتوب للقوات المدربة تدريبا عاليا، والممهدة نفسيا للعمل في أحلك الظروف.

المبحث الثالث

التقدم العلمي

وقد أضحى التقدم العلمي عنصرا من عناصر الحرب لا يمكن إغفاله، أو التهوين من شأنه، فحينما تتمكن الدولة من اختراع سلاح جديد، فإن ذلك يعطيها ميزة واضحة على أعدائها. ولهذا، فقديما عد اختراع القوس بعيد المدى والبارود في القرن الرابع عشر الميلادي أمرين لهما أهميتهما وأما الآن، فها نحن نلحظ الجديد الذي تحظى به الأسلحة كل يوم، من مدفعية وقطع بحرية، إلى دبابات وطائرات، وما يتبع كلا من هذه الأسلحة من قنابل وصواريخ ومقذوفات وألغام تتطور بدورها كل يوم.
وبالإضافة إلى ذلك، فهناك اللاسلكي، والرادار، والتليفزيون، ووسائل الاستطلاع والمراقبة. والرؤية. سواء منها اليدوية أو الالكترونية، وسواء منها ما كان في باطن الأرض، أو على سطحها، أو تشق طريقها في عنان السماء محمولة على متن الطائرات، أو تقطع الليل والنهار في جوف الفضاء الخارجي محمولة ببطن الأقمار الصناعية.
وهذه الاختراعات ولاشك قد صارت ملموسة آثارها على المعارك والحروب، وصارت معروفة أهميتها في تجاوز الموانع المكانية والزمانية (المسافات - الوقت). وهذا يؤكد ما قلناه من أهمية التقدم العلمي كعنصر من عناصر الحرب.
ونحب أن نؤكد أن التقدم العلمي لا يقاس في أي دولة إلا بمقدار قدرتها على تنمية واستثمار العقول العلمية فلا يكفي الاعتراف بالتقدم العلمي لدولة ما، أن تكون قادرة على استيعاب ما أنتجته الدول الأخرى من وسائط علمية، فالعبرة في مجال التقدم العلمي رهينة بتوافر المناخ الملائم لتنمية العقول تنمية علمية، ثم استثمار هذه العقول - فيما بعد - بما يحقق أقصى استفادة منها.
وليست هناك حدود للمجالات العلمية العسكرية، فكل الظواهر المختلفة يمكن الاستفادة منها عسكريا، سواء أكانت هذه الظواهر طبيعية، أم كميائية، أم بيولوجية، وسواء أكانت المادة الوسيطة في الموضوع صلبة أم غازات، أم سوائل.
وفي حرب أكتوبر سنة 1973 أكدت الأقمار الصناعية وطائرات التجسس والاستطلاع، والقنابل، التلفزيونية، والدبابات المجهزة للرؤية الليلية، ووسائل الاستطلاع الإلكترونية، أهمية التقدم العلمي كعنصر حاسم في الحروب. ولهذا تحرص الدول حديثا على الحصول على التفوق العلمي النسبي على عدوها قبل الدخول معه في حرب وذلك حتى تضمن لنفسها حسماً ملموسا في هذه الحرب.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس