تركيا وتناقض الأولويات
نحو اية جهة تنصب الان اهتمامات السياسة الخارجية التركية :
نحو الاتجاه الغربي ، اي صوب اوروبا والولايات المتحدة الامريكية ، ام نحو الشرق ، باتجاه مناطق ما وراء القوقاز والشرق الاوسط وآسيا المركزية ؟ والى اي حد تنتهج الحكومة التركية سياسة خارجية مستقلة؟ وما هو حجم الفرص لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي؟ وهل ستستأنف انقرة جهود الوساطة في الاتجاه السوري – الاسرائيلي؟
معلومات حول الموضوع:
تلقت تركيا مؤخرا اشارات واعدة من الهيئات القيادية في الإتحاد الأوروبي الذي تسعى انقرة من زمان الى الإنضمام اليه.
جاءت تلك الإشارات في سياق اللقاء الوزاري للإتحاد الأوروبي وتركيا في براغ والذي استغرق يوما واحدا.
ويرى المراقبون والمحللون ان الذي ساعد على ذلك بقدر لا يستهان به هو تصريح الرئيس الأميركي باراك اوباما الداعم لإنضمام تركيا الى الإتحاد الأوروبي والذي ادلى به في اثناء زيارته الى انقرة في مطلع ابريل/ نيسان.
كما وعد الرئيس الأميركي تركيا بمساعدتها في مكافحة الإرهابيين والإنفصاليين الأكراد، ودعا الى تطوير الشراكة الإستراتيجية وتقويم العلاقة بين تركيا وأرمينيا.
الا ان معظم دول اوروبا الغربية وعلى رأسها فرنسا والمانيا، لا تزال متشائمة فيما يخص آفاق انضمام تركيا الى "البيت الأوروبي".
اما بخصوص سياسة انقرة في "الإتجاه الشرقي" فهنا تعثرت عملية تطبيع العلاقات مع ارمينيا بسبب رد فعل اذربيجان السلبي ومعارضتها فتح الحدود التركية الأرمنية ما لم يتحقق تقدم في الخلاف الإقليمي بين باكو ويريفان على اقليم قره باغ.
ويشير الكثيرون الى ان واشنطن تعول الآن على تركيا بقدر كبير. فعبر انقرة تمر قنوات الإتصالات السرية مع ايران بشأن مشاركتها في انبوب غاز نابوكو الذي يعود بالنفع على الأوروبيين وبشأن تسوية المسائل المرتبطة بالملف النووي الإيراني.