مظاهرات حاشدة
في غضون ذلك، تدفقت حشود على العاصمة واشنطن للمطالبة بوقف ما وصفته بعنف الشرطة وإصلاح نظام العدالة الجنائية، وذلك ضمن احتجاجات مستمرة تطالب بالعدالة لجورج فلويد.
وانطلقت نحو عشر مسيرات من أماكن مختلفة في واشنطن والمناطق المحيطة لتلتقي في تجمع مركزي أمام البيت الأبيض، وردد المحتجون شعارات تؤكد أنه لا سلام دون عدالة وأن حياة السود مهمة، مطالبين برحيل ترامب.
وفرضت الشرطة طوقا أمنيا موسعا حول البيت الأبيض الذي بات حاليا محصنا بحاجز إضافي من الشبكات الحديدية.
وتجمع محتجون في ميدان واشنطن سكوير جنوب حي مانهاتن بمدينة نيويورك في إطار مسيرات وتحركات احتجاجية خرجت في المدينة للمطالبة بإنهاء ما يصفه المحتجون بالتمييز العنصري، ووضع حد لما يقولون إنه عنف غير مبرر من قبل الشرطة.
وفي مدينة دالاس بولاية تكساس، تجمع محتجون للتنديد بمقتل جورج فلويد والدعوة إلى الوحدة، وشارك في التجمع -الذي اتسم بالسلمية- أشخاص من مختلف العرقيات والأعمار.
ونُظّمت مراسم إحياء لذكرى فلويد السبت في ريفورد بكارولينا الشمالية -الولاية التي ولد فيها- عقب تأبينه في مينيابولس الخميس.
وتبنت شخصيات سياسية بارزة من الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة دعوات وشعارات المتظاهرين الذين أغضبهم موت فلويد على أيدي شرطة مينيابوليس، وطالبوا بإصلاحات في جهاز الشرطة.
الآلاف تظاهروا في لندن منددين بما وصفوه بالعنصرية الممنهجة ضد الأقليات العرقية (رويترز)احتجاجات حول العالم
ولم تقتصر الاحتجاجات ضد العنصرية على الولايات المتحدة فقط، ففي بريطانيا تظاهر الآلاف في مدن عدة رغم تحذيرات وزارتي الصحة والداخلية من خطورة التجمعات على الصحة العامة في ظل جائحة كورونا.
وفي لندن احتشد الآلاف أمام ساحة البرلمان منددين بما وصفوه بالعنصرية الممنهجة ضد الأقليات العرقية، قبل أن يشتبك العشرات منهم مع عناصر الشرطة أمام مقرّ رئاسة الحكومة.
وردد المتظاهرون "المملكة المتحدة ليست بريئة"، وأدوا دقيقة صمت راكعين ورافعين الأيدي، قبل أن يتوجه بعضهم نحو السفارة الأميركية.
وكان المشهد مشابها في مدينة مانشستر (شمال غرب)، إذ تجمع الآلاف من أجل "وضع حد للعنصرية" التي وصفت بأنها "وباء" آخر.
وفي فرنسا خرج الآلاف تضامنا مع جورج فلويد، ورفع المحتجون شعارات تنادي بالمساواة وبإنهاء العنصرية ضد المواطنين ذوي الأصول الأفريقية، وبتحقيق العدالة في قضية أداما تراوري الذي قتلته الشرطة الفرنسية خلال محاولة اعتقاله عام 2016.
واتصف انتهاء التجمّع في مدينة ميتز بحدوث صدامات أصيب خلالها نائب عام المدينة بجروح طفيفة.
ورغم منع السلطات في باريس، طالب عدة آلاف بـ"العدالة للجميع" أمام السفارة الأميركية التي ظلوا بعيدين عنها بعد انتشار كثيف للقوى الأمنية ونشر عوائق حديدية.
وفي ألمانيا، تظاهر الآلاف في أنحاء البلاد، كما أعرب لاعبو فريق بايرن ميونيخ عن التضامن خلال إجرائهم تمارين الإحماء مرتدين قمصانا كتب عليها "بطاقة حمراء ضد العنصرية- حياة السود مهمة"، وذلك قبيل مباراتهم في مواجهة ليفركوزن.
وفي الساحة الرئيسية لمدينة تورينو شمالي إيطاليا، وقف شبان لثماني دقائق صامتين.
وفي وراسو، تظاهر نحو ألف شخص، وانضم إليهم المرشح اليساري إلى الرئاسة روبرت بيدرون.
وفي أستراليا خرجت احتجاجات عدة ضد العنصرية، ورفعت المظاهرات شعار "حياة السود مهمة". وفي سيدني خرجت مظاهرة حمل خلالها المتظاهرون لافتات تندد بما حصل في الولايات المتحدة، وتطالب بإحقاق العدالة في هذه القضية.
وتوفي جورج فلويد (46 عاما) في 25 مايو/أيار، بعد أن ضغط شرطي بركبته على عنقه لتسع دقائق تقريبا في مدينة مينيابوليس.
المصدر : الجزيرة + وكالات