عرض مشاركة واحدة

قديم 07-10-09, 11:02 AM

  رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

التوجيه بواسطة الأقمار الاصطناعية

برهنت التجارب والاختبارات الماضية والحالية عن أهمية توجيه المقذوفات بواسطة الأقمار الاصطناعية، من خلال استقبال إشارات نظام تحديد الموقع عالمياً GPS ، الذي يعتبر من الوسائل الفعالة والأساسية لمقاومة الأحوال الجوية المعرقلة لليزر، خصوصاً إذا تم دمجه مع نظام للتحكم بالنيران وآخر من الحجم الصغير للملاحة بالقصور الذاتي، مما يوفر آلية إطلاق دقيقة للأسلحة المقذوفة من الجو. ولقد جرى من جهة، تطوير النظام التفاضلي DGPS القادر على تصحيح أخطاء إشارات القمر الاصطناعي عبر جهاز إرسال قريب من موقع البث. وهذه التقنية خولت للطائرات إمكانية التعرض لعدة أهداف تبرمج سلفاً في طلعة جوية واحدة، مع إشارات بث ضعيفة جداً، لايمكن التشويش عليها بسهولة. وتبذل في هذا الوقت جهود صناعية مركزة، لتخفيف تعرض الإشارات الملاحية للارتباك عبر استخدام هوائيات مركبة وعالية التوجيه. وإضافة إلى الأجهزة المحمولة جواً، التي تعيد بث الإشارات بقوة مضاعفة جداً صوب وسائط استقبال مناسبة، فإن الجيل الجديد من تقنية GPS المتوقع إدخاله في الخدمة الفعلية بحدود عام 2009م مصمم في الأساس للبث بقدرة أكبر.

ولقد ألقت طائرة من طراز MC-130 تابعة للقوات الجوية الأمريكية - في الثاني والعشرين من نوفمبر 2003م - أقوى قنبلة تقليدية في ترسانة الأسلحة الأمريكية في منطقة تجارب بولاية فلوريدا في آخر خطوة تطويرية لأم القنابل، التي تبلغ زنتها 11 طناً تقريباً، وهى القنبلة "مواب" الموجهة بالأقمار الاصطناعية، فوق منطقة تجارب بالقاعدة. وارتفع عمود من الدخان لمسافة تزيد على 3048 متراً في الهواء، وكان يمكن رؤيته على بعد 64 كيلومتراً.

ووصفت القوات الجوية الأمريكية التجربة بأنها ناجحة، وقالت إن القنبلة انفصلت بشكل نظيف عن الطائرة، بمساعدة مظلة على ارتفاع 6248 متراً، ووصلت بسلاسة خلال 41 ثانية للمنطقة المستهدفة، وانفجرت وفقاً لما تم التخطيط له. وقال مسؤولون إنه تم تطوير القنبلة خلال 9 أسابيع فقط كي يتسنى استخدامها خلال الحرب على العراق، ولكن القادة اختاروا عدم استخدامها، وجرى الاختيار الحي الوحيد لها في الأسبوع السابق للغزو.

وهذه القنبلة هي أقوي قنبلة أمريكية غير نووية، حيث تحتوي على 8482 كيلوجراماً من المواد الناسفة شديدة الانفجار، وتنفجر قبيل وصولها إلى الأرض عندما يرتطم رأسها الذي يبلغ طوله 1،9 أمتار بسطح الأرض. والقنبلة متاحة الآن للقيادة الأمريكية، ولكن لا توجد خطط فورية كي يتم إنتاجها. وقد تم تصميمها كي تحل محل القنبلة BLU-82 المعروفة باسم "ديزي كاتر"، التي تبلغ زنتها 6800 كيلوجرام، والتي جرى استخدامها في حرب فيتنام، وحرب الخليج العام 1991م، وفي أفغانستان في عام 2001م ضد الكهوف الجبلية، التي كان يعتقد أن مقاتلي القاعدة وطالبان يختبئون في داخلها. وقال المسؤولون إن التجربة التي تم إجراؤها هي الأولى التي يتم فيها استخدام متفجرات حقيقية، وإنه جرى من قبل اختباران معمليان للقنبلة في شهر فبراير 2003م، وفي السابع من مارس 2003م.

ويتم إطلاق القنبلة عبر الجزء الخاص بالتخزين والحقائب في طائرات النقل طرازؤ-130 C، حيث توضع القنبلة على منصة معدنية متحركة، ثم تقوم مظلة بسحب المنصة لتبدأ القنبلة في التحرك نحو باب المخزن، وهذه طريقة تختلف عن المتبع في إلقاء القنابل حتى الآن.
وتستعين "أم القنابل" بالأقمار الاصطناعية للوصول إلى هدفها، وذلك عندما يبدأ نظام الملاحة بالقصور الذاتي وتحديد الهدف في العمل. وتتسبب "أم القنابل" عند الانفجار في انطلاق عامود من الدخان، يمكن رؤيته على بعد عدة كيلومترات، ويقول شهود العيان إنهم شعروا بهزة تشبه الزلزال في منازلهم، على بعد كيلومترات من مكان الانفجار.
وبعد أن أوضحت حملة حلف الناتو على صربيا صعوبة أواستحالة استخدام القنابل الموجهة بالليزر أو الموجهة تليفزيونياً، وذلك في ظل الوجود الدائم للسحب المنخفضة فوق صربيا، وتغطية هذه السحب للأهداف، اتجهت الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى في الخلف إلى الإسراع في تطوير وإنتاج وحدات توجيه القنابل التي تعتمد على نظام الملاحة الكوني GPS.

وتعتبر "جدام" JDAM أولى القنابل الموجهة بنظام الملاحة الكوني في القوات الجوية الأمريكية، أو بشكل أكثر دقة، موجهة بالقصور الذاتي، مع دعم من نظام الملاحة الكوني. وهي عبارة عن وحدة توجيه يتم تركيبها على عدد من أنواع القنابل التقليدية غير الموجهة، لينتج عن ذلك عائلة جديدة؛ ومن هذه العائلة تستخدم القوات الجوية الأمريكية حالياً القنبلة GBU-31، التي تعتمد على رأس حربي طراز MK84، والقنبلة GBU-32، التي تعتمد على رأس حربي طراز MK83، والقنبلة GBU-35 التي تستخدم رأساً حربياً طراز BLU-110، وهو مخصص لاختراق الأهداف المحصنة أو المدفونة تحت الأرض، وأخيراً القنبلة الخفيفة GBU-38، التي تستخدم رأساً حربياً طراز MK82 أوBLU-III .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وتستخدم كل وحدات "جدام" نظام التوجيه نفسه، والمكون من جيروسكوب ليزري طراز HG1700 ومستقبل لإشارات نظام GPS طراز GAM-III، ومصهر قابل للبرمجة. ولكن تختلف الوحدات فى شكل الذيل. وتسمح القنابل المزودة بوحدات "جدام" للطيار بمهاجمة عدد من الأهداف في طلعة واحدة. وقد نجحت قاذفة أمريكية من طراز
B-2 في إطلاق 80 قنبلة طراز GBU-38 نحو 80 هدفاً مختلفاً خلال طلعة واحدة.
ولا يتخطى مقدار خطأ هذه القنابل مسافة 30 متراً عن الهدف في حالة الاعتماد على القصور الذاتي فقط في التوجيه، في حين لا يزيد مقدار الخطأ عن 13 متراً في حالة استخدام نظام الملاحة الكوني. وقد أظهرت التجارب والاستخدام العملياتي أن مقدار الخطأ لا يتعدى 6ر9أمتار.

 

 


   

رد مع اقتباس