عرض مشاركة واحدة

قديم 09-04-09, 06:25 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

ثانياً: الواقع الحالي (الراهن) للإنتاج الحربي العربي

تتلخص الأهمية الاستراتيجية للصناعة الحربية العربية في الحفاظ على الأمن القومي، ودعم القدرة الاقتصادية، وتقليص التبعية للدول الكبرى المصدرة للسلاح، واستثمار موارد ومعطيات الأمة العربية، خصوصاً إذا ما قورنت بدول كثيرة تمكنت من تحقيق تقدم في مجالات التصنيع الحربي تسمح بإنشاء صناعات حربية حديثة ومتقدمة، إلا أن ما يعيق تقدم مثل هذه الصناعات هو العمل القطري (الفردي) وعدم تنسيق الجهود العربية لإنشاء قاعدة متينة لمثل هذه الصناعات التي تتطلب جهداً بشرياً ومالياً لا تقدر عليه دولة عربية بمفردها، حيث نشطت بعض الدول العربية في مجال التصنيع الحربي، وكان الطابع الرئيس كما أسلفنا المسيطر على ذلك التصنيع هو أنه "قطري، اقتصادي" بكل ما في كلمة "القطرية" من معانٍ وأهداف.
1. الهيئة العامة للتصنيع:
تعتبر "الهيئة العامة للتصنيع" التجربة الأولى للصناعة الحربية على المستوى القومي، وقد انتهت هذه التجربة الوحيدة حتى الآن إلى التعطل.
وكان مؤتمر القمة العربية السابع (الرباط 26 29-11-1974م) الذي انعقد في إثر حرب أكتوبر المجيدة قد أقرّ مبدأ "التصنيع الحربي المشترك"، وأسس هذه الهيئة التي تألفت يومذاك من أربع دول عربية هي: مصر والسعودية والإمارات العربية وقطر، وعلى أساس أن تشترك كل دولة من هذه الدول الأربع بالرأسمال الأولي لهذه الهيئة العربية (الرأسمال الأولي هو مليار و 40 مليون دولار)، حيث تقدم كل دولة (260) مليون دولار، عدا مصر، حيث تشارك ببعض ما لديها من مصانع حربية بما يساوي حصتها المقررة وهي (260) مليون دولار.
تكونت الهيئة المذكورة بعد تأسيسها من (5) مصانع و (4) شركات مشتركة مع شركات أجنبية:
أ أما المصانع فهي: مصنع الطائرات، ومصنع المحركات، ومصنع صقر للصناعات المتطورة (لإنتاج الأنظمة الصاروخية)، ومصنع قادر (لإنتاج طائرات التدريب والعربات المدرعة)، ومصنع الإلكترونيات.
ب والشركات المشتركة هي: الشركة العربية البريطانية للصناعات الديناميكية، والشركة العربية البريطانية للحوامات (طائرات الهليوكبتر)، والشركة العربية البريطانية للمحركات، والشركة العربية الأمريكية للسيارات.
ويصل إنتاج الهيئة العربية للتصنيع الحربي سنوياً حسب إحصائيات عام 1990م نحو (220) مليون جنيه مصري.
أنتجت الهيئة المذكورة: مدافع ثقيلة، وناقلات جنود، وصواريخ مضادة للطائرات، وعربات مدرعة، وقامت بتجميع طائرات "فاجت"، وأنتجت زورق "آريس رمضان"، وزورق "أكتوبر". وقد ظلت أغلب المنتجات الحربية المجمّعة تخضع لشروط الشركات الأم فيما يتعلق بالناحية التقانية، مثل الدبابة الأمريكية "أبرامز 1 3".
توقفت الهيئة العربية للتصنيع الحربي عن العمل، ثم حُلَّت في إثر عقد مصر معاهدة سلام مع إسرائيل في العام 1979م، فانسحبت السعودية والإمارات وقطر من الهيئة المذكورة، وسحبت حصصها من رأس المال، وبذلك انتهت هذه التجربة الأولى والتي لاتزال وحيدة حتى الآن في التصنيع الحربي على المستوى القومي.
2. جمهورية مصر العربية:
يرتكز الإنتاج الحربي المصري في الوقت الحاضر على المصانع والشركات التابعة للهيئة القومية للإنتاج الحربي، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، بالإضافة إلى شركات ومصانع قطاع الأعمال والاستثمار والخاص بالدولة.
أ الهيئة القومية للإنتاج الحربي:
تتكون الهيئة القومية للإنتاج الحربي في الوقت الحالي من (16) شركة مستقلة، وتعمل كوحدات اقتصادية متكاملة لإنتاج أسلحة ومعدات الدفاع التقليدية، وأنظمة التسليح المتطورة والمتنوعة. ويمكن تقسيم هذه الشركات إلى أربع مجموعات:
(1) المجموعة الأولى: وهي شركات الصناعات المعدنية "شركة حلوان للمسبوكات شركة حلوان للمنتجات غير الحديدية". وتعتبر هذه الشركات ركائز أساسية كصناعات معدنية.
(2) المجموعة الثانية: وهي شركات الصناعات الهندسية، وتضم عشر شركات متخصصة في الأعمال الهندسية والإنتاجية الميكانيكية لمنتجات مختلفة.
(3) المجموعة الثالثة: وهي شركات الصناعات الكيميائية، وتضم ثلاث شركات متخصصة في إنتاج المواد الكيميائية اللازمة للصناعات الحربية.
(4) المجموعة الرابعة: وهي شركة الصناعات الألكترونية "شركة بنها للصناعات الإلكترونية"، ويتركز نشاطها في إنتاج عديد من الأجهزة اللاسلكية والإلكترونية للاتصالات، بجانب أجهزة الرادار، مع إنتاج مكونات هذه الأجهزة والمعدات التكنولوجية.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية للهيئة القومية للإنتاج الحربي طبقاً لإحصائيات عام 1990م (1000 مليون جنيه مصري كإنتاج حربي ومدني)، وعام 1995م نحو (1400 مليون جنيه مصري).
ب شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة وتضم:
(1) الشركة العربية العالمية للبصريات: وهي شركة مشتركة مع مجموعة شركات إنجليزية، بحصة رأس مال قدرها 51% لجهاز الخدمة الوطنية المذكور، وحصة رأس مال قدرها 49% للشركات الأجنبية المشاركة، وتقوم هذه الشركة المشتركة بإنتاج الأجهزة البصرية والكهروبصرية المطوّرة.
(2) شركة النصر للكيمياويات الوسيطة: وهي شركة مصرية 100% ويمتلكها جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بوزارة الحربية المصرية، وتعمل في مجال إنتاج الكيميائيات مثل: الكلور السائل، والغازات الصناعية والسائلة، والمبيدات.


 

 


   

رد مع اقتباس