لم تفعل الولايات المتحدة الكثير لتخليد ذكرى هذه الفصول الشنيعة من تاريخها أو لتعديلها، ولا أمل يلوح في الأفق حول تشكيل لجنة لتقصي الحقائق عن الحرب الباردة. وبعد أكثر من 50 عاما على المذابح في إندونيسيا، تظل الولايات المتحدة دولة نادرا ما تتحمل المسؤولية عن تجاوزات الماضي، وتُولي جهدا ضئيلا لتعليم مواطنيها عن تاريخ الدول الأجنبية أو انخراطها التاريخي في الخارج، كما أن لديها نظاما سياسيا يُكافئ مرشحين يفتقرون إلى المعلومات أو مُولعين بالقتال. تجمعت كل هذه العيوب لتظهر في فترة رئاسة دونالد ترامب البائسة، الذي أظهر ازدراءه لحقوق الإنسان علانية أكثر من أي رئيس آخر منذ نيكسون، علاوة على أنه يفتقر إلى رؤية نيكسون الإستراتيجية، إذ عبَّر ترامب عن تقديره لقادة استبداديين مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. كما أنه أطرى علنا على الإجراءات السعودية "القوية" في اليمن، ولم يذكر آلاف المدنيين الذين قتلوا بقنابلها. وأثنى على رودريغو دوهيرتي الرئيس الفلبيني الوحشي، بسبب "عمله المذهل على مشكلة المخدرات"، في دعم صريح لأعمال القتل الخارجة عن القانون بحق أكثر من 7 آلاف شخص، وهي الحملة التي قالت عنها منظمة "هيومن رايتس ووتش" إنها ترقى لأن تكون جرائم ضد الإنسانية.
————————————————————————————————————–
المصدر : الجزيرة نت - هدير عبد العظيم