وبشأن سياقات الانسحاب الأميركي من القاعدة وأبعاده الإقليمية، ومطالبة ترامب باسترجاعها في ظل حكم
حركة طالبان، نشر مركز الجزيرة للدراسات ورقة تحليلية تحت عنوان "
طالبان وباغرام: جدل السياسة والحساسية الإستراتيجية".
الورقة -التي أعدّها الباحث ومراسل الجزيرة في أفغانستان حميد الله محمد شاه- استعرضت أهمية القاعدة، وتاريخها مع
الولايات المتحدةالتي تعتبرها بوابة للنفوذ العالمي، حيث إنها تلعب دورا حاسما في توان القوى وإستراتيجيات الأمن.
بنيت قاعدة باغرام في خمسينيات القرن الماضي بولاية بروان في
أفغانستان وذلك ضمن تعاون حينها بين الحكومة و
الاتحاد السوفياتي.
وشهد تاريخ القاعدة مسارا من التحولات، حيث اتجهت النية لجعلها مطارا حديثا للدولة عام 1976، لكنها في الفترة بين عامي 1979 و1989 تحوّلت إلى مركز لعمليات القوة السوفياتية في جميع أفغانستان.
أما الولايات المتحدة فإن علاقتها بالقاعدة ترجع إلى عام 1959، إذ تم فيها استقبال الرئيس الأميركي الأسبق
دوايت أيزنهاور من قِبل الملك الراحل
محمد ظاهر شاه.
ومع دخول القوات الأميركية لأفغانستان عام 2001، أعيد توظيف القاعدة لمحاربة حركة طالبان و
تنظيم القاعدة ضمن الحملة الواسعة وقتها على الإرهاب.
وبالتزامن مع ذلك، وقّع الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن ونظيره الأفغاني
حامد كرزاي على اتفاق للشراكة الإستراتيجية حول قاعدة باغرام في مايو/أيار 2005.
وبحلول عام 2007، أصبحت بغرام أكبر قاعدة أميركية في أفغانستان، إذ تتمركز فيها آلاف القوات التي تضم تشكيلات من حلف
الناتو، إضافة إلى مئات الطائرات، كما تم استخدامها كمركز احتجاز للمشتبه بهم في الانتماء لتنظيم القاعدة.
وفي ذلك السياق، استثمر
البنتاغون في هذه القاعدة أموالا ضخمة، حيث بنى فيها مدرجا جديدا قادرا على استقبال الطائرات الثقيلة، وأصبحت تنفّذ فيها سنويا 333 ألف عملية إقلاع وهبوط للطائرات.
وعلى الصعيد الإستراتيجي، تقع القاعدة على سهل مرتفع شمال كابل، تحيط به جبال هندوكوش الشامخة، وعلى مفترق طرق بين آسيا الوسطى وجنوب آسيا و
الشرق الأوسط، مما يمنحها موقعا له أهمية إستراتيجية من العالم.
وعندما أرادت الولايات المتحدة الانسحاب منها، اختارت أن يكون ذلك دون تنسيق مع القادة الأفغان ومن غير صخب إعلامي، وهو ما تم اعتباره نهاية تحمل في طياتها دليلا على الهزيمة.