عرض مشاركة واحدة

قديم 25-02-09, 03:14 PM

  رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قراءة في وثائق 1971 البريطانية (16) ـ رسائل متبادلة بريطانية ـ أميركية لإنقاذ الأردن من الانهيار اقتصاديا
حسن ساتي
رشح تبادل لوجهات النظر بين مسؤول بريطاني اسمه شامبيون بروبيك القائم بالاعمال الاميركي بالعاصمة الاردنية، الاردن، لكارثة اقتصادية، مثلما كشف الحديث بين المسؤولين بأن الاردن بلا اهمية سياسية او اقتصادية بالنسبة لاميركا باستثناء اهمية استقراره لافاق تسوية سياسية مع اسرائيل، ولذلك حزمت واشنطن امرها لتتحمل نصيب الاسد في تقديم العون للاردن واعانته على الخروج من نفق ازمة اقتصادية ترشحها الوثيقة وتقضي بوصول الاردن لحد الافلاس. وحسب الوثائق السرية البريطانية لعام 1971 التي افرج عنها حديثا، فان هذه الوثيقة حملت كذلك نقدا لشخصيات اردنية كثيرة ولم تستثن العاهل الاردني ووزراءه، ومحافظ البنك المركزي، بل العقل الجمعي الاردني، ولحد وصفه بالتفكير القائم على التمنينات، وتقول انهم يملكون ذاتا متطورة في هذا الشأن، وهم يعرفون ذلك عن انفسهم، ولحد الاحتفاء، ولذلك، لم يتورع البريطاني شامبيون، كاتب الوثيقة، من القول ببعض النصائح التي افترض ان احدا ما لا بد ان ينفخ في الصافرة ليقول بها للاردنيين.

وثيقة رقم 9 التاريخ: «غير واضح..».
الى: وزارة الخارجية مع احاطة واشنطن وبيروت.
1 ـ في برقيتنا بتاريخ 13 مايو (ايار) برقم 5/5 حول ميزانية الاردن لعام 1971، افترضنا ان الوضع الاقتصادي والمالي ربما يصمد الى نهاية العام، ولكن مأزقاً سيلي ذلك بفترة قصيرة. خطاب هوبرلي برقم 1/4/6 بتاريخ 19 اغسطس (آب) الى جور بوث اوضح مدى استعداد اميركا الى حد ما لاخراج الاردن من مصاعبه، واقترح بان عونا اكثر منهم ربما يكون في الطريق. وانا افهم ان خزيتنا مضغوطة اصلا واستعدادهم للرهان هناك لا يعني ان نفعل نحن نفس الشيء.
2 ـ قمت لتوي باجراء تبادل مطول ومشوق لوجهات النظر حول كل هذه المواضيع مع بروبيك القائم بالاعمال الاميركي هنا. اراؤه حول الوضع الاقتصادي والمالي في احباط متزايد مصحوب بالتشويش. يعتقد ان المأزق او اللحظة الحرجة (بمعنى النقطة التي لا تعود فيها الحكومة الاردنية تملك مالا في خزينتها لمواجهة التزاماتها اليومية) ربما تحدث في الشهرين او الثلاثة اشهر القادمة، او قبل نهاية العام. وهو لا يرى دليلا على ان اي احد في السلطة يعتقد، او يمني نفسه بالاعتقاد، بأن ازمة حقيقية على وشك الحدوث. والاردنيون يملكون ذاتا متطورة في اتجاه التفكير بالاماني والرغبات، وهم يعرفون ذلك عن انفسهم وباحتفاء. حول اولئك الذين في داخل الدائرة الداخلية، الملك يشعر بحيوية ونشاط في اعقاب استئصال الفدائيين، وغير هياب للعقوبات المفروضة عليه من اخوانه العرب. وهو على، معرفة قليلة او رغبة، في الاقتصاد. الامير حسن، الذي اوكلت اليه مسؤولية خاصة في الاشراف على الشؤون الاقتصادية، قد يملك تقديرا قليلا وان كان اكثر، للوضع المالي والاقتصادي. ومع ذلك، يظل على ثقة ثابتة، بأن اصدقاء الاردن سيسددون الفواتير تحت الضغط الكافي. اما مرويد التل، فيعيش، كما الملك، في نفس ارض الوقواق القائمة، او عالم الاوهام. وزراء الاقتصاد والمالية يتحدثون بالشفرة. اما محافظ البنك المركزي، وهو الاقتصادي الوحيد المؤهل في الافق، وبمعرفة لتقييم ابعاد الازمة، إما ان يكون تحت تأثير التمنيات باغماضه لعينيه تجاهها، او غير قادر على تحضير نفسه لاثبات المشكلة داخليا بمداها ومخاطرها وتقديمها على ذلك النحو للملك. وهو يعرف، وعلى الاقل، ان الصورة الكلية ليست على ما يرام. اما رئيس الوزراء، فربما يملك شريطا او صورة للوضع، ولكنه بالتأكيد غير محاط بصورة شاملة، او انه غير راغب في ذلك اصلا. مجلس التنمية الاردني، وبرغم الامال العريضة التي صاحبت تشكيله اثبت انه بلا فائدة.
3 ـ في ظل هذا الوضع، تواصل الحكومة الاردنية امطار الاميركيين، ونحن، والفرنسيين والالمان الغربيين، بطلبات غير مشروطة لاموال ضخمة لتواجه بها قوائم مشروعات (بعضها نصف مطبوخ)، مرسومة بلا اسبقيات ولا علاقة لها بالتنمية الاقتصادية. وكما نعرف من تجربتنا، فان ذلك يساعد في تأخير دفعات ديون لا يحتاج لها الاردن بصورة عاجلة لمشاريع يحتاج اليها حقيقة.
4 ـ بروبيك قال، ان الاميركيين، ظلوا مستعدين، على اية حال، لتحمل الحصة الاساسية، من العون للاردن، ولسبب اساسي، هو اهمية استقرار الاردن لآفاق تسوية مع اسرائيل. وبعيدا عن هذه الجزئية، فليس للاردن اهمية اقتصادية او استراتيجية لاميركا، فيما تبرر وبصعوبة تلك الاهمية السياسية مثل هذا العون الضخم. يبقى من المنظور ما هو الاثر الذي سيحدثه استقطاع 10 في المائة من العون الخارجي على استمرارية العون الاميركي. وفي كل الاحوال، اذا حدثت اتفاقية انتقالية مؤقتة مع اسرائيل. فلن يكون الاميركيون بالضرورة مستعدين للاستمرار في عونهم للاردن على نفس الوتيرة الحالية، والاميركيون فهموا الاسباب التي قدموا ويقدمون بها العون، خلافا لنا نحن والمانيا الغربية وفرنسا، مثلما عرفوا اننا قد لا نستطيع تقديم عون انمائي او اقتصادي اكثر في الحاضر. شخص ما، وفي القريب جدا، سيتحتم عليه ان (ينفخ على الصافرة) ويفتح عيون الاردنيين على الاتي:
(أ) انهم يقتربون من الافلاس، وانهم لن يستطيعوا توقع العون على مستوى الحاضر ان يستمر الى ما لا نهاية.
(ب) ان الدول المانحة سترغب في الاستمرار بتقديم العون فقط في حال عرضت ادارة الفوضى المالية على شكل ما من اشكال الاشراف والخبرة الخارجية. بروبيك يعترف بوضعنا الخاص والمستمر في التأثير بالاردن، ومع ذلك، فلا نحن ولا الاميركيون وجب ان نتلذذ بكوننا اول من سيتحدث الى الاردنيين حول هذا الموضوع. ولذلك فهو يرى حاجة لاجتماع مبكر يضم كل الدول المانحة الرئيسية، ليكون هدفه مراجعة الموقف، وتنشيط تدخل حازم في الشؤون المالية والاقتصادية في الاردن من قبل سلطة عالمية مثل البنك الدولي او صندوق النقد الدولي، او هذا التفكير يوازي ما ورد في الفصل السابع من مذكرة الاجتماع المنعقد في oda في 12 اغسطس (آب) لمناقشة ورقة السياسة الاردنية (خطاب فير 01/390/90mid بتاريخ 17 اغسطس الى ستروفان).
5 ـ ربما يكون تلوين بروبيك للصورة كثير السواد، ولكن، وايا كانت اراؤه حول توقيت الازمة صحيحة ام لا، فأنا مواقف على انها اصبحت وشيكة او اكثر اقترابا. مثلما اعتقد انها مصلحة غربية سياسية واستراتيجية مهمة لجهة الابقاء على النظام الحالي في الاردن، ولهذا السبب، لمنع انهيارهم الاقتصادي، ومع ذلك، فهذا لا يمكن تحقيقه الى ان يتم تحقيق تفكيرهم باحساس من الواقعية. ولهذا ايضا، يكون من المهم، إحداث هزة في قناعاتهم القائمة على لا نهاية ولا تحول العون الاميركي (هذا قد يلين توجه خزاتنا البريطانية نحو عون عاجل للاردن). يبدو لي ان اجتماعا على مستوى عال للدول المانحة مرغوب بصورة عالية كخطوة اولى.
6 ـ اعتذر لطول هذه البرقية، فخدمات الحقيبة عرضة للاضطراب حاليا، ولا اعرف تاريخ زيارة ديك كنج المزمعة لواشنطن. شامبيون السفارة البريطانية، عمان

 

 


   

رد مع اقتباس