اليمن يتهم الحوثيين بخرق الهدنة
اتهم مصدر في السلطات المحلية اليمنية في محافظة صعدة شمالي البلاد المسلحين الحوثيين بقتل جنديين وجرح أربعة آخرين ومهاجمة مجموعة أخرى من الجنود في بلدة آل عقاب في منطقة جبل وهبان.
جاء هذا التطور بعد تأكيد الجيش اليمني أن هدوءا تاما سيطر على جبهات النزاع مع الحوثيين وذلك بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منتصف ليلة أمس. جاء ذلك بعد أن بدأت لجان مشتركة دخول بعض مواقع القتال لمتابعة تنفيذ الاتفاق.
وقالت مصادر عسكرية يمنية إن القتال مع الحوثيين قد توقف في جميع الجبهات اليوم. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن قائد حكومي ميداني قوله إن الهدوء منتشر على جميع الجبهات ابتداء من صعدة والملاحيظ شمال البلاد مرورا بمنطقة حرف سفيان ووصولا إلى المناطق الجنوبية.
وقال قائد عسكري آخر إنه تمت مشاهدة المسلحين الحوثيين يبدؤون بإزالة متاريس الطرق التي كانوا يضعونها سابقا لاعتراض حركة مرور القوات الحكومية. وذكر عسكريون أيضا أنهم رأوا المسلحين يزيلون ألغاما أرضية من مناطق محيطة بهم.
من جهة أخرى، قال مراسل الجزيرة بصنعاء إن لجانا تضم أعضاء من مجلسي النواب والشورى بدأت دخول عدد من المواقع شمالي البلاد لمتابعة تنفيذ الاتفاق. وأوضح أن أربع لجان يشارك فيها الحوثيون ستنتشر على محاور سفيان والملاحيظ وصعدة والشريط الحدودي بعد التزامهم بالسماح بنشر الجيش وإزالة الألغام.
وقال المراسل إن مهمة اللجان ستكون التأكد من تنفيذ الآليات والشروط التي اتفق عليها الطرفان، وفيما إذا أوفى الحوثيون بوعودهم بشأن إنهاء التمترس وفتح الطرقات والسماح للجيش بالانتشار على الحدود مع السعودية.

الشامي: ندعو كافة القوى السياسية للاستفادة من قرار طي صفحة الحرب
إطار زمني
وأوضح مصدر يمني رسمي أن هذه اللجان ستكون مرنة بشأن الإطار الزمني لتطبيق شروط الهدنة. أما الحوثيون فأكدوا أنهم سيباشرون إزالة نقاط التفتيش وفتح الطرقات بمجرد أن تستقر الهدنة، وفق وكالة رويترز.
يأتي ذلك بعد أن أمر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي أتباعه بالالتزام بوقف النار الذي أعلنه الرئيس علي عبد الله صالح، ودخل حيز التنفيذ الليلة الماضية بعد إعلان الحوثيين قبولهم الشروط الستة التي أعلنتها الحكومة.
وفي التطورات، دعا حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم اليوم الجمعة أحزاب المعارضة ممثلة في اللقاء المشترك إلى الاستفادة من وقف الحرب مع الحوثيين لتعزيز الوحدة الوطنية.
وقال رئيس الدائرة الإعلامية للحزب الحاكم طارق الشامي في تصريح صحفي "ندعو كافة القوى السياسية، وفي مقدمها أحزاب اللقاء المشترك، إلى الاستفادة من قرار طي صفحة الحرب في المنطقة الشمالية الغربية".
ووصف الشامي دعوة الرئيس صالح إيقاف العمليات العسكرية مع الحوثيين بأن من شأنها أن تمنح الجميع الفرصة لإعادة النظر في المواقف "المتشنجة" والتعامل بمسؤولية إزاء الأمن والاستقرار وتكاتف الجهود من أجل بناء الوطن والحفاظ على مكتسباته.
المعارضة رحبت بوقف حرب صعدة
المعارضة ترحب
وكانت أحزاب اللقاء المشترك قد رحبت أمس في بيان صحفي بوقف الحرب بصعدة، واعتبرت إيقافها من شأنه خدمة الأمن والاستقرار باليمن.
وكانت السلطات قد شنت هجوما يوم11 أغسطس/ آب 2009 على الحوثيين، وهي ما تعرف إعلاميا باسم الحرب السادسة حيث إن المواجهات المسلحة بين الطرفين تعود إلى عام 2004 وكانت تتواصل بشكل متقطع وأوقعت آلاف القتلى. وتقول الأمم المتحدة إن الحرب الأخيرة شردت نحو 250 ألف شخص.
ودخلت السعودية طرفا في الحرب في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بعد أن احتل الحوثيون أراضي سعودية، بدعوى أن المملكة تسمح للقوات اليمنية باستخدام أراضيها لشن هجمات عليهم.
وأعلنت الرياض انتصارها على الحوثيين الشهر الماضي بعدما عرضوا هدنة من جانب واحد، ويقدر أن السعودية خسرت عشرات الجنود إضافة إلى بعض الأسرى