رحلة حزب الله من البيئة الفكرية إلى الساحة العسكرية والسياسية

حزب الله يشكل ركيزة ثابتة في المشهد السياسي اللبناني منذ عام 1992 (الجزيرة)
نجية دهشة
بيروت- من الصعب فهم حزب الله اليوم باعتباره قوة سياسية وعسكرية تتجاوز حدود لبنان من دون العودة إلى جذوره التي سبقت ظهوره الميداني الأول عام 1982.
فقد نشأ الحزب في بيئة شيعية متشكلة من حركة الإمام موسى الصدر، والجمعيات واللجان الإسلامية، إضافة إلى دور علماء دين عادوا من النجف في السبعينيات والثمانينيات، ليؤسسوا قاعدة فكرية ودينية أطلقت لاحقا مسيرة حزب الله.
من هذه الأرضية، خرج الحزب ليجمع بين البعد العقائدي والمقاومة العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن يترسخ في السياسة اللبنانية لاعبا رئيسيا يصعب تجاوزه.
نستعرض في هذا التقرير رحلة الحزب من النشأة إلى الانخراط في المعترك السياسي والعسكري مرورا بمحطاته المفصلية مع إسرائيل، وصولا إلى ترسانته العسكرية المتطورة ودوره الإقليمي، ومشاركته في معركة طوفان الأقصى إسنادا للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. 
إسرائيل تنصلت من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط الماضي كما نص عليه الاتفاق (الفرنسية)
البدايات والبيئة الشيعية
قبل عام 1982، كان حضور الشيعة في لبنان يتوزع بين العائلات التقليدية المتحالفة مع القوى السياسية، والشباب المنخرط في التيارات القومية واليسارية، وبين نشاطات دينية بقيت محدودة حتى وصول الإمام موسى الصدر.
فقد أسس الصدر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وأطلق حركة "أمل"، فاتحا الباب أمام مشاركة الشيعة في المعادلة الوطنية.
في موازاة ذلك، ساهمت عودة علماء من النجف، أبرزهم تلامذة المرجعيات الشيعية الكبرى الإمام محسن الحكيم والإمام الخوئي والإمام محمد باقر الصدر في ترسيخ حراك فكري وديني أعاد صياغة وعي شيعي جديد كان نواته لاحقا حزب الله.
يتبع...