عرض مشاركة واحدة

قديم 25-02-09, 03:31 PM

  رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قراءة في وثائق 1971 البريطانية (27) ـ لندن تبحث عن صورتين للعلاقات العربية ـ الكردية والنفوذ السوفياتي داخل قيادة الأكراد
البارزاني طالب بغداد بإعدام من حاولوا قتل ابنه واتهم وزيري الدفاع والداخلية بالمؤامرة
حسن ساتي
شغلت قضية الاكراد في العراق الدبلوماسيين البريطانيين في المنطقة، وتعلل بعضهم بصعوبة الحصول على المعلومات عن تلك القضية، اما لضعف المصادر والاعتماد على الشائعات، واما بسبب قبضة النظام العراقي على دفة الاحداث في المنطقة.

الانشغال انصب في محورين لم تقطع الوثائق باجابات تفصيلية في شأنهما، الاول، هو العلاقات العربية ـ الكردية بعد اتفاق 11 مارس (اذار) 1970 بين بغداد وزعماء الاكراد، والثاني مدى توغل النفوذ السوفياتي داخل البنية السياسية الكردية، وتحديدا الحزب الديمقراطي الكردستاني، وفي الوثائق اضافات وحقائق في هذا الشأن، بعضها جديد.
وبين جديد هذه الوثائق، رسالة دبلوماسية هي الوحيدة التي استخدمت المصطلحات الرمزية في توصيف تلك العلاقة فلجأت الى تعابير مثل «العملاق»، و«الحيوان المرهق».
* نبوءة الخريف العاصف
* وثيقة رقم: 34
* التاريخ: 14 أغسطس 1971
* الى: في.ايه.بيكيت. ادارة الشرق الادنى. صورة لقنصلية طهران
* الموضوع: سحب العاصفة المتوقعة 1 ـ من انعدام المزيد من التحري الارصادي لمتابعة خطابي لك بتاريخ 22 مايو حول الشؤون الكردية، ربما تكونين قد استنتجت بأن الترمومتر لا يزال يسجل ارتفاعا وان خلفيات نزاع عربي ـ كردي، وفق ما تشهدين من مصادر اخرى، لا تحمل محمل الجد. فالامر ليس كذلك.
2 ـ مشكلة الكتابة عن الشؤون الكردية تكمن في اننا نعتمد الآن وبصورة اكثر مما مضى على الشائعات التي يصعب تقييمها. وفي الغالب، نعيش صعوبة القطع ما اذا كانت اشاعة محددة (دعينا نقول نزاعا قبليا قتل فيه عدد من الناس في الجانبين) قد حدثت ام لا. دعك عن الحكم على تداعياتها. ويمثل هذا الواقع، بالطبع، صعوبة قائمة مع اي شكل من الكتابة من بغداد تحت هذا النظام، بحكومته التي تصطحب الاسلوب التآمري، وهي اشد حدة فيه حين يتعلق الامر بالشؤون الكردية، والتي تظل بعيدة عن الفحص القريب.
3 ـ سمعنا بمثل هذا الشيء من قبل. وقد اتردد في نقل الرواية من غير بعض القرائن المكملة، حينما لا تأتي من الفرنسيين، الذي نعتبرهم الاكثر اعتمادا عليهم من بين زملائنا الدبلوماسيين، وهم دقيقون في الشؤون الكردية. هناك في الحقيقة بعض المؤشرات المزعجة التي حدثت مؤخرا لمصطفى البارزاني مما دفعه لهذا الطريق، فاللجنة العليا لشؤون الشمال (انظري خطابي بتاريخ 15 مايو) لا تبدو قد حققت شيئا البتة، والا لما اقحم مجلس قيادة الثورة نفسه مؤخرا. وفي الحقيقة فان اعلان اللجنة باختيارها دارا توفيق (رئيس تحرير صحيفة التآخي الكردية) كاول عضو كردي فيها قد تم رفضه من توفيق بوقاحة مطلع هذا الاسبوع، وقال في رفضه (انه مشغول بالحزب والواجبات القومية).
4 ـ المؤشر الآخر يحمله هجوم 25 يوليو (تموز) على مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني في خانقين (مدينة صغيرة في جنوب كردستان على الحدود مع ايران) من قبل مسلحين مجهولين. الحزب الديمقراطي يعتقد ان هذه ممارسة بعثية رغم ان الامر كله يبدو محاطا بالغموض.
5 ـ بالاضافة لذلك هناك بالتأكيد بعض القتال في الوسط الشرقي من كردستان نهاية يونيو وبداية يوليو. ولن اثقل عليك بكل التفاصيل والنسخ العديدة لما حدث. الملخص ان هناك بعض القتال الحاد بين القبائل في مقابل اتهام واسع بان الحكومة العراقية هي التي تثيره ضد البارزاني. وقد ادى ذلك القتال الى مصرع عدد من الاشخاص في الجانبين.
6 ـ كل ذلك، لا يصب على نحو حسن في مشاركة الاكراد في مشروع البرلمان الوطني. لم نسمع بالمزيد حول هذا الموضوع منذ 17 يوليو (انظري خطابي 1/6 بتاريخ 19 يوليو). لا يبارحني التساؤل ما اذا كانت اعاقة الحزب الديمقراطي الكردستاني لعملية حصة مقاعده عقبة اكبر من علاقات البعث الفقيرة مع الشيوعيين. اذا كان الامر كذلك، فان جهود الوساطة في مهمة نوفيكوف السوفياتي (انظري نهاية الفقرة الثانية من خطاب السفير 3/13 بتاريخ 3 يوليو الى ريتشارد ايفانز) قد تبخرت بسرعة. ومجمل القول هنا، وفق ما يبدو لي، ان هناك خريفا عاصفا في الطريق.
7 ـ السفير ظل يقضي الاسبوع في منطقة سرسنك اقصى الشمال، وقد تكون لديه بعض التعليقات التي قد يضيفها لاحقا.
* ايه.سي. ماكري
* البارزاني طالب باعدام قتلة ابنه
* وثيقة رقم: 127/w
* التاريخ: 22 ديسمبر 1970
* الى: وزارة الخارجية، مكرر للعلم الى بيروت 1 ـ عاد ايان ماكدوول مراسل رويتر ببيروت يوم 21 ديسمبر من الشمال حيث التقى الملا مصطفى البارزاني. سيكتتب مقالة عن المقابلة من بيروت اليوم، ومن المفترض ان تراه.
2 ـ الملا مصطفى على غضبه الممتد من فشل الحكومة في ان تجلب الى العدالة المتهمين بمحاولة اغتيال ابنه ادريس (انظر خطاب جيز الى هينكليف 1/4 بتاريخ 14 ديسمبر. اخبر ماكدوول ان الحزب الديمقراطي الكردستاني سمى عدة متهمين في محاولة الاغتيال بما فيهم خمسة اكراد مرتدين عن الحزب (ليسوا من جماعة جلال الطالباني) واثنان من المسؤولين الكبار احدهما العقيد عمر الهزاع قائد قوات بغداد.
(لم نتمكن بعد من معرفة المسؤول الثاني. طالب الحزب الديمقراطي الكردستاني باعدام المتهمين العشرة بما فيهم الذين تمت الاشارة اليهم. وزعم الملا مصطفى ان الضابطين المسؤولين يمثلان السلطة والحزب يحمل حماد شهاب (وزير الدفاع) وسعدون غيدان (وزير الداخلية) المسؤولية.
3 ـ على اية حال، وبرغم الغضب الشخصي للملا مصطفى يبدو ان الحزب الديمقراطي الكردستاني لا يزال يقف على خط يقول (ان السلام اهم من احداث كهذه، والتي يجب ان لا يسمح لها باعاقة تنفيذ اتفاقية مارس).
* بول بلفور
* الأكراد والسوفيات.. بحث عن الاختراق
* وثيقة رقم: 44
* التاريخ: 12 اكتوبر 1971
* الى: في.إيه.بيكيت وزارة الخارجية
* الموضوع: روابط الاكراد بالاتحاد السوفياتي 1 ـ سألت في خطابك 1/3 بتاريخ 28 سبتمبر (لم يعمم) ما اذا كنا نملك معلومات جديدة عن المدى الذي وصلت اليه روابط السوفيات والاكراد.
2 ـ هناك، بالطبع ادلة ملموسة قليلة، بينها مهمة نوفيكوف (حملها خطاب السفير 3/13 بتاريخ 26 يونيو و3 يوليو الى ريتشارد ايفانز) والعناية التي ابداها اواخر يونيو للأكراد، وبصفة خاصة، خروجه عن طريقه ليزور الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردستاني في 23 يونيو (مقره بغداد). وكانت هناك تغطية اعلامية معقولة للزيارة، ونقل عنه قوله ان «تأسيس السلام في العراق قد جاء لدعم وحدة القوى التقدمية في هذه البلاد وبذلك تخدم هذه الوحدة كضمان اكيد للنضال ضد الامبريالية والصهيونية» وعباراته التفاف جديد للطروحات التي صاحبت اتفاقية 11 مارس.
3 ـ حينما استفسرت عن هذا الموضوع لفيدوتوف نائب القنصل السوفياتي، بعد ذلك باسبوع، قال، اهم النتائج المأمولة لزيارة نوفيكوف تكمن في النقلة الحادة في اتجاه افضل للعلاقات العربية ـ الكردية التي تزامنت مع الزيارة.
من الحقيقي ايضا ان صحف 24 يونيو حملت قدرا معقولا من التغطية لحديث صدام حسين الى الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردستتاني (معظمه حول الحاجة لتعاون وثيق بين القوى التقديمة في وجه القوى المعادية). نداء صدام اظهر بانه قد حدث بمعزل عن زيارة نوفيكوف، ولكنه حقيقة جزء من المناسبة نفسها. من المفترض ان الصحف قد تلقت التوجيهات بعدم التعريف الواضع بمهمة الروس وربطها بجهود صدام لمعالجة التوترات التي اصبحت ظاهرة في علاقات البعث والحزب الديمقراطي الكردستاني.
4 ـ هناك روائح اخرى صغيرة تحملها الرياح وتؤشر جميعها على نفس الطريق.
وعلى سبيل المثال، حينما بعث البارزاني برسول الى بغداد (اخبر فيديتوف سفيرنا بذلك) في نفس اليوم الذي اصيب فيه الرئيس احمد حسن البكر بنوبة قليبة في الشهر الماضي. ذهب ذلك الرسول وبعد تقديم مواساته في قصر الرئاسة ذهب مباشرة الى السفارة السوفياتية ليكشف لهم ما دار في القصر (ومن المفترض ان يكون قد نقل ايضا اخر الاخبار من رئاسة الحزب الديمقراطي الكردستاني).
وبالمثل، وفي الاسبابيع القليلة قبيل توقيع اتفاقية 11 مارس 1970، اعترف فيديتوف لسفيرنا بأن لديهم احد رجالهم داخل رئاسة الحزب الديمقراطي الكردستاني. في الاطار العام، قد يكون ذلك الرجل مراسلا لوكالة تاس اكثر من كونه دبلوماسيا. ولكن مثل هذا الضوء يرشح بالتأكيد ان الروس مساهمون في ناتج الاتفاقية بصورة اكبر من ما يعترفون به علنا. مرة اخرى، ارسل الحزب الديمقراطي الكردستاني بعثاته الخاصة العديدة الى الاتحاد السوفياتي خلال العام. واشار وزير شؤون الشمال لسفيرنا مؤخرا الى ان السفارة الروسية قدمت منحا دراسية ومساعدات فنية مباشرة الى الحزب الديمقراطي الكردستاني (ليس عبر الحكومة المركزية). 5 ـ بالطبع، يتوجب على الروس ان يتحركوا بحذر بين الاكراد اذا كان لهم ان يحافظوا على موقعهم مع البعث. ومع ذلك، ومنذ اعتبار التحالف مع الحزب الديمقراطي الكردستاني احد اهم انجازات النظام (مهما كانت الصعوبات والمشاكل الحالية) يبدو توجه السياسة السوفياتية ميالا للاستمرار في التغذية الحذرة لعلاقات طيبة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني.

 

 


   

رد مع اقتباس