عرض مشاركة واحدة

قديم 18-05-22, 04:57 AM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

لقد قلَّلت تركيا علنا من أهمية الدور الذي تلعبه في تسليح الأوكرانيين، مؤكِّدة أن الحكومة التركية ليست هي مَن يُمِدُّ الأوكرانيين بمُسيَّرات "بيراقدار"، وإنما شركة خاصة هي مَن تقوم بذلك. وحتى مع إمدادها كييف بالمُسيَّرات، تسعى تركيا للعب دور الوسيط، حيث استضافت اجتماعا في مدينة "أنطاليا" الساحلية ضمَّ وزيرَيْ الخارجية الأوكراني والروسي في 10 مارس/آذار الماضي. وتخشى تركيا الهزيمة الروسية في الوقت نفسه وإن بدرجة أقل من خوفها من انتصار روسي، ويعود السبب في ذلك من جهة إلى أن روسيا تُعَدُّ شريكا تجاريا مفيدا، ويعود من جهة أخرى إلى أن الأتراك والروس لديهم تفاهمات عملية -وإن كانت في إطار التنافس بينهما- في القوقاز وليبيا وسوريا، وهي تفاهمات قد تتعرَّض للخطر في حالة الهزيمة الروسية. وإذا كان لدى بوتين قائمة بالدول التي سيعاقبها على دعمها لأوكرانيا بعد الحرب، فإن تركيا قريبة من أن تكون على رأس هذه القائمة بعد دول البلطيق وبولندا وبريطانيا والولايات المتحدة، ويكمُن هدف أردوغان الأسمى في تجنُّب المواجهة مع بوتين، الذي قد يستخدم التأثير الاقتصادي أو حتى الهجمات السيبرانية لعرقلة حظوظ إعادة انتخاب الرئيس التركي.

علاوة على ذلك، يريد أردوغان جذب الأوليغارشيين الروس الواقعين تحت العقوبات إلى تركيا، آملا أن تساعد ممتلكاتهم وأموالهم في إنعاش الاقتصاد التركي في خضم معاناته. وقد تصبح تركيا أيضا سوقا عقارية للطبقة الوسطى-العليا الروسية المُتلهِّفة لحماية ثروتها. ولذا فإن إستراتيجية أردوغان في أوكرانيا هي توفير دعم عسكري هادئ لكييف، في الوقت الذي يسعى فيه إلى الحفاظ على القنوات الدبلوماسية مع بوتين، والمكاسب الاقتصادية من روسيا. ولتحقيق ذلك، رفض أردوغان دعم العقوبات الغربية ضد روسيا، حيث تستمر تركيا في شراء النفط الروسي، وعلى عكس نظرائها الغربيين، حافظت أنقرة على فتح مجالها الجوي للطيران المدني الروسي. وقد تكون مثل هذه الإستراتيجية المتناقضة مقبولة لدى بوتين حاليا، فمن غير المُرجَّح أن يفتعل الزعيم الروسي مواجهة مع تركيا حاليا، لا سيما إذا قدَّم أردوغان طوق نجاة اقتصاديا له وللأوليغارشيين الروس. بيد أنه إذا طال أمد الحرب في أوكرانيا، واستمرت مُسيَّرات "تي بي 2" في إسقاط المزيد من القطع العسكرية الروسية الثمينة مثل السفينة "موسكفا"، فإن حظر تركيا لعبور سفن البحرية الروسية من المضائق التركية قد يُقرِّب أنقرة وموسكو أكثر من المواجهة المباشرة.


تركيا وإعادة ترتيب السياسة الخارجية

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بينما تُشكِّل الحرب في أوكرانيا ضغوطا متزايدة على حكومة أردوغان لتكون جزءا قويا من التحالف الغربي، فإن التعامل مع الولايات المتحدة لا يزال يُشكِّل تحديا خاصا. فمن جهة، ظفرت تركيا باحترام جديد في حلف الناتو من خلال الدور المذهل الذي لعبته التكنولوجيا العسكرية التركية في المقاومة الأوكرانية. ومنذ بداية الغزو الروسي، جدَّد كثير من القادة الأوربيين علاقاتهم مع أنقرة، بما في ذلك رئيس الوزراء الهولندي "مارك روته"، رغم المشادات المتبادلة بين حكومته وأردوغان، غير أن الرئيس الأميركي "جو بايدن" لم يفتح ذراعيه لأردوغان حتى الآن، إذ لطالما كانت العلاقة بين الرجلَيْن فاترة.
حينما شغل "بايدن" منصب نائب الرئيس، لعب دور المتحاوِر الأساسي مع تركيا بين عامَيْ 2013-2016، لكن العلاقات تدهورت حين لام أردوغان الرئيس "باراك أوباما" آنذاك على وقوع انقلاب عام 2013 في مصر. وقد غضب أردوغان آنذاك أيضا بسبب الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب -المرتبطة بحزب العمال الكردستاني- التي اعتبرتها الولايات المتحدة أداة رئيسية لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وقد وعد بايدن أن الدعم سيكون، بحسب وصف السياسة الأميركية، "تكتيكيا ومؤقتا وبمُقابل"، لكن تلك السياسة سرعان ما تحوَّلت إلى ما يُشبه الدعم مفتوح.
من جهته، شعر بايدن بالإحباط بسبب ارتداد أردوغان عن القيم الديمقراطية وتحديه للأولويات الإستراتيجية والسياسية الأميركية في الشرق الأوسط، وبسبب انتقاده المباشر المتزايد لإدارة أوباما. ومن ثمَّ لم يتأثر بايدن بالدور البطولي لأردوغان مؤخرا في أوكرانيا. وفي أثناء قمة للناتو بمدينة بروكسل في نهاية مارس/آذار الماضي -بعد شهر كامل من الغزو الروسي- تجاهل بايدن طلبا تركيا لعقد لقاء.
حتى إذا أعاد الانخراط التركي في أوكرانيا توجيه السياسة الخارجية التركية لتكون أقرب إلى الغرب، فهناك خطر بالنسبة لأردوغان يتمثَّل في احتمالية أن يكون بايدن، وبعض القادة الغربيين، حريصين على التخلُّص منه إلى درجة أنهم يُرجئون أي تقارب مع أنقرة إلى ما بعد انتخابات 2023. وحتى الآن، يبدو أن حظوظ أردوغان قد ارتفعت نتيجة دبلوماسية المُسيَّرات التي ينتهجها، ونتيجة الدعم الجوهري الذي يُزوِّد به أوكرانيا. لكن من غير المُرجَّح أن يفوز أردوغان بإعادة الانتخاب بسهولة إلا إذا انتعش الاقتصاد التركي وشهد نموا يفوق 10% على مدار العام المقبل. وفي الوقت ذاته، وبينما منحت المُسيَّرات تركيا القدرة على الاضطلاع بدور يفوق ثقلها المُعتاد في السياسة الدولية، فإن اقتصادها قد يتعرَّض لمزيد من التأزُّم بفعل هذه السياسية، التي باتت تلعب دورا حاسما في نفوذ أنقرة الجديد ومستقبل أردوغان السياسي في آنٍ واحد.



ترجمة: هدير عبد العظيم
هذا التقرير مترجم عن Foreign Affairs

المصدر : الجزيرة نت

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس