عرض مشاركة واحدة

قديم 18-02-09, 06:41 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي التدريبات العسكرية المشتركة



 

التدريبات العسكرية المشتركة
بين الدول المتحالفة وكيفية الإستفادة منها

يستدعي التعاون الاستراتيجي بين الدول إجراء مناورات وتدريبات مشتركة بقصد خلق وإيجاد الانسجام والتكامل بين القوات المسلحة للدول الحليفة والوصول إلى درجة الجاهزية القتالية المطلوبة لإنجاز المهام المنشودة في محاولتها حماية أمنها القومي وصيانة مصالحها العليا ضد التهديدات الحالية والمستقبلية.

تبحث الدول عن العون والمساعدة لدى عدد من القوى العالمية أما من خلال اتفاقيات دفاع مشتركة صريحة أو في شكل تعاون عسكري من خلال صفقات أسلحة وعقود موازية لهذه الصفقات أو في صورة تسهيلات عسكرية تقتضي جميعها تواجد قوات مسلحة أجنبية في مياه وأراضي الدول التي تطلب المساعدة والعون. سنتطرق من خلال هذا الموضوع الى أهمية التدريب المشترك

التدريب المشترك والإستخدام السياسي للقوة

مفهوم القوة

1. لقد أوردت كتب اللغة تعريفات متقاربة فيما بينها لمعنى القوة. باستقصائها ينتج نوع من التكامل والتوضيح لتعريف القوة على أنها ضد الضعف وتكون في البدن وفي العقل أما مفهوم القوة إصطلاحاً فلا يوجد تعريف جامع شامل ويعود السبب في ذلك إلى إنعدام وجود إجماع بين المفكرين والمحللين السياسيين وعلماء الإجتماع لتعدد الصور التي تتخذها القوة. ورغم اختلاف المناظير باختلاف المذاهب الفكرية والفلسفية خلال استخدام معادلة القوة إلا أن منطقهم يكاد يكون مشتركاً ويتمثل في نظرتهم إلى وظيفة القوة التي اتخذوها وسيلة لغايات. وعليه فإن القوة ظلت وستظل السمة المميزة للمجتمعات البشرية حتى أن المسرح السياسي العالمي اليوم أصبح استعراضاً لما تتمتع به الدول من قوة.

2. " لقد بحث المفكرون والفلاسفة طويلاً عن الأساس الجوهري للتنظيم السياسي للدول. فظهر لهم أن القوة هي جوهر هذا الأساس وبناؤه. كان أول من تعرض لهذه القضية جماعة الفلاسفة السوفسطائيين الذين أسهموا إسهاماً كبيراً في مجال الفكر السياسي وبخاصة كليكلس. صاحب نظرية الحق للأقوى. وقوام هذه النظرية أن الطبيعة تريد أن يتغلب القوي على الضعيف ويسيطر عليه. وأن الإنسان الذي يتمتع بقوة طبيعية وذكاء خارق لابد أن يزدري عدالة البشر التي تواضع عليها الناس ولا بد أن يجهر بما يرى بأن يعيش كما يحب ويهوى مرتكزاً على قوته وجبروته ورهبة الناس وخشيتهم إياه " .

3. في عالم اليوم تتصارع القوى فيما بينها للاستحواذ على أكبر قدر من القوة والمنعة وربما ما ليس لها حق فيه. فيسارع الكبير للإيقاع بالصغير الذي لا يجد له سنداً ولا معيناً فيحاول تلمس طريقاً نحو النجاة لا يجدها إلا في تكتل يضع نفسه عضواً فيه. وكما يصدق ذلك على الأفراد في حياتنا الاجتماعية فإنه يصدق وبدرجة أكبر إذا ما تعلق الأمر بالنسبة للدول في حياتنا السياسية.

4. امتلاك القوة لا يعني فقط حشد الجيوش وتزويدها بالعدة والعتاد. إذ يستطيع أي طرف نتيجة لاتفاق العقائد والأيدلوجيات أو المطامع والمصالح أن يتخذ له حليفاً من العيار العسكري الكبير والوزن السياسي الثقيل – يستطيع أن يوفر له العديد من الخيارات الاستراتيجية – السياسية والعسكرية – بدءاً من توفيرالرادع مروراً بتقديم المساعدة الفنية والتقنية والدعم اللوجستي وانتهاء بالتدخل السافر في القتال إلى جانبه وهو ما قد يخلق توازناً يخل به في القوى الدولية.

مفهوم التوازن في القوى

5. " لقد حدد المفكرون الاجتماعيون أربعة معان مختلفة للتوازن هي التوازن بمعنى الاستقرار والتوازن بمعنى التعادل بين القوى المتضادة والتوازن بمعنى الاستقرار الناشئ عن التعادل بين قيم متضادة والتوازن كنوع من التساند بين مجموعة ظواهر اجتماعية " . أما مفهوم التوازن عند السياسيين فقد كثرت تعريفاتهم وتشعبت آراؤهم لكن الثابت أن مفهوم التوازن استخدم منذ أوائل القرن التاسع عشر وأصبح بمثابة المفهوم المركزي لتحليل العلاقات الدولية.

6. رغماً عن تعدد وتباين التعريفات والمفاهيم لكن يبدو أنها تتمحور حول معنى التبادل أو التكافؤ والاعتماد المتبادل بين الدول. وبهذا فإن ميزان القوى يعني "منع أي عنصر في النسق الدولي من السيطرة على باقي العناصر فإذا تحقق التكافؤ بين عناصر النسق الدولي تحقق التوازن " .

7. إن توازن القوى هو " نظام من الديناميكيات السياسية التي تتفاعل بين الدول بطريقة تهدف إلى الإبقاء على مستوى محدد من القوة السياسية المتاحة لكل دولة. أو هو الميكانيزم (الالية) أو الأداة التي تستطيع الدول بواسطتها أن تنظم صراعات القوة فيما بينها بحث تضمن استمرار النظام الدولي القائم وأن تحمي استقلالها وأن تحول دون ابتلاع كيانها القومي من جانب قوي الدولية متفوقة عليها

8. من الواضح أن هناك اختلافات في القوى النسبية للدول تبعاً للتفاوت كماً وكيفاً في المكونات المادية وغير المادية التي يشتمل عليها تركيب هذه القوة بحسب ما هو متاح منها لكل دولة. ومن الجانب الأخر فإن المصلحة القومية للدولة المعاصرة ليست شيئاً ثابتاً أو جامداً أو نهائياً بل تخضع لعوامل التاريخ والجغرافيا بحيث تؤثر فيها وتحددها فلسفة سياسية معينة يعتنقها قادة هذه الدولة في مرحلة تاريخية معينة.

9. ما أن تشعر دولة ما بالخطر على كيانها وأمنها القومي حتى تسارع إلى اتخاذ واحد أو أكثر من الخيارات الأربعة التالية لدعم أمنها وصيانة مصالحها:
أ. إما أن تعلن عن حيادها شريطة أن تكون لهذا الحياد مصداقيته وجديته وجدواه واحترامه.
ب. أو أن تضاعف من قوتها العسكرية وهذا ليس متاحاً بصفة دائمة أو بالسرعة الواجبة نظراً لعدة قيود سياسية واقتصادية وأمنية.
ج. أو أن تضعف من قوة الخصم بحرمانه من حلفائه عن طريق تحييدهم أو كسبهم إلى صفها وهذا يتطلب وقتاً وتنازلات مادية أو معنوية.
د. أو أن تضيف إلى قوتها قوة أخرى حليفة عن طريق التعاون العسكري أو الاندماج في كتلة عسكرية وهو الأرجح.

الجذور التاريخية للتعاون العسكري

10. يتم التعاون الاستراتيجي بين الدول من قديم الزمن ويشمل مجالات عديدة عسكرية واقتصادية وسياسية ودبلوماسية واجتماعية وغيرها من مجالات النشاط الإنساني. ما يهم هنا التعاون الاستراتيجي العسكري الذي قد يأخذ عدة صور مختلفة أهمها وأبرزها التحالفات سواء الثنائية بين دولتين أو مع أكثر من دولة في أحلاف قد تكون إقليمية أو عالمية لتنفيذ أهداف واستراتيجيات ومصالح مشتركة.

11. " إن التعاون العسكري بين الدول بصوره وأشكاله المختلفة له جذوره التاريخية سواء كان ذلك التعاون لدرء خطر عدو مشترك أو لتحقيق أطماع أو مصالح مشتركة. لقد عرف العالم التحالفات منذ فجر التاريخ . من أقدم التحالفات التي دونتها صفحات التاريخ الحلف بين فرعون مصر (رمسيس الثاني ) وملك الحيثيين (خانيتار) سنة 1280 ق. م وهناك تعاونات عسكرية عقدة في الصين في الفترة ما بين 722-471 ق. م " . والقائمة طويلة لا يتسع المجال لحصرها جميعاً وهي تؤكد أن التعاون العسكري ظاهرة قديمة ومستمرة وقد تواصلت عبر القرون الماضية .

12. لقد برزت الأحلاف وتطورت مفاهيمة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وخاصة في أوروبا مع تبلور مفهوم الدولة واتساع مجالات الصراع وتضاربها ومع التطور العلمي والصناعي والاقتصادي حيث لعبت الأحلاف العسكرية دوراً بارزاً قبل وبعد الحرب العالمية الأولى سواء السرية أو العلنية. ثمتغيرت الخريطة السياسية الدولية بانتهاء الحرب العالمية الثانية فتقهقرت دول عن مصاف القوى العظمى في العالم وبرزت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي (سابقاً) كقوتين عظميين تسيطران على مقدرات العالم وفي ترسانة كل منهما أسلحة نووية تم تطويرها في تعاقب زمني.

013 تطلبت قوى التدمير الشامل استحداث سياسات واستراتيجيات جديدة تنوعت في أشكالها وأسمائها بحسب الضرورة من الرعب النووي إلى الردع الجسيم إلى الرد المرن. وخلال سنوات الحرب الباردة اتبع الاتحاد السوفيتي السابق سياسة الاستقطاب التي ترمي إلى جذب المزيد من الدول إلى دائرة النفوذ أو التعاون وسياسة الحرب بالوكالة. بينما قامت سياسة الغرب متمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية على الأحلاف والحروب المحدودة واستراتيجية الردع. وشهدت هذه الفترة تطور صور وأشكال التعاون العسكري وظهرت مفردات جديدة في القواميس السياسية والعسكرية مثل التحالف والدفاع المشترك والتسهيلات العسكرية.

مراحل التعاون العسكري

14. لقد مرت ساسة الأحلاف والتكتلات العسكرية منذ الحرب العالمية الثانية بأربع مراحل متباينة يمكن إجمالها فيما يلي:

أ. مرحلة الحرب الباردة. وقد استمرت من عام 1945 حتي انهيار الاتحاد السوفيتي (سابقا). وتميزت بالتوتر الشديد والشكوك العميقة وانعدام الثقة بين المعسكرين الرأسمالي والشيوعي. وقامت استراتيجية الغرب على العنف والحصار والاحتواء. ثم تدرجت إلى استراتيجية الانتقام الشامل والردع الجسيم. وشهدت تلك المرحلة قيام حلف شمال الأطلسي عام 1949م لتجسيدها ثم لحقه حلف جنوب شرق آسيا فالحلف المركزي لأحكام حلقة الحصار حول الكتلة الشرقية.

ب. مرحلة الانتقال. وقد استمرت بين عام 1945 – 1962م وتميزت بالتصلب المقرون بالمرونة أحياناً، كما تحولت استراتيجية الغرب بعد دخول الاتحاد السوفيتي النادي النووي من استراتيجية الانتقام الشامل إلى استراتيجية الرد المرن.

ج. مرحلة الانفراج الدولي. وقد استمرت بين عامي 1962م – 1968م وتميزت بتحسن العلاقات بين القطبين العظميين من جهة وبين شطري أوروبا من جهة أخرى كنتيجة لسياسة التعايش السلمي التي دعي إليها الزعيم السوفيتي " خر وتشوف " (1) واقترن كل ذلك ببروز محاور جديدة للعمل السياسي والاقتصادي والثقافي في المجال الدولي خلال ما عرف بسياسة الاستقطاب.

د. مرحلة الوفاق الدولي. وقد بدأت عام 1968م وقد تميزت بأنها قمة الثورة على مفهوم الحرب الباردة، فالوفاق لا يعمل فقط على احتواء الصراعات الدولية والإقليمية عن طريق التفاهم ولكنه يذهب لأبعد من ذلك فيهيئ مجالات أرحب للتعاون الثقافي والسياسي والاقتصادي والفني والتقني بين مختلف التكتلات الدولية.

15. لقد شهد العام 1991م أكبر التحولات السياسية والعسكرية خلال القرن العشرين وهو سقوك النظرية الشيوعية وتهاوي عرش الاتحاد السوفيتي وتفكك الإمبراطورية إلى خمسة عشر دولة مفسحاً المجال أمام الولايات المتحدة الأمريكية لتتسيد العالم وتصبح القطب الأوحد في العالم، ومن تداعيات هذا التحول الخطير بروز نظام عالمي جديد لا زالت أبعاده وملامحه تتشكل في رحم الغيب.

16. إلى حين إشعار آخر فإن الملمح الوحيد هو تشكل العلاقات الدولية وسياسة الأحلاف العسكرية والتي تحدده زعيمة العالم التي تحمل عصا الشرعية الدولية في يدها لتحصل على الإجماع السياسي الدولي وتحشد أكبر وأعظم وأحدث قوة عسكرية عرفتها البشرية حتى الآن لتأديب أي طرف أو دولة تحاول التغريد خارج السرب ولا ترغب في الانخراط في النظام الدولي الجديد مثل ما حدث مع العراق في عملية عاصفة الصحراء ومع يوغسلافيا السابقة أبان أزمة ألبان كوسوفو. وكذلك ما حدث مع الأفغان أو حركة طالبان.

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس