نقاد النيـوليبيـراليـة
ينظر نقاد النيـوليبيـراليـة الى مآلاتها التي تمخضت عن أنظمة حكم عالمية تحولت الى مصدر للكوارث المحيقة بالانسانية. حيث تحول هذه الانظمة الى ما يشبه المؤسسة العالمية المتحكمة بالاقتصاد العالمي عبر فروعها الثلاث أو ما يسميه ريتشارد بيت Richard Peet بـ “الثالوث غير المقدس” وهـو: صندوق النقد الدولي والبنك العالمي ومنظمة التجارة العالمية. وتدعي هذه المؤسسة ان فروعها تقوم بالوظائف التالية: توفير الاستقرار عن طريق (صندوق النقد الدولي)، والتقويم الهيكلي بواسطة (البنك العالمي)، وأخيراً تحرير التجارة عبـر (منظمة التجارة العالمية).
حيث ينظر نقاد النيـوليبيـراليـة الى منظمة التجارة العالمية على انها الذراع التوسعي لهذا الكيان المؤسسي العالمي المتسلط. فهي منظمة لا ديمقراطية تستحوذ بشكل حثيث على صلاحيات وسلطات معولمة هائلة تجعلها ذات خطورة مستقبلية فائقة.
هذه الخطورة المتوقعة تفسر الرؤية المعارضة للعولمة الاقتصادية بنسختها المعتمدة. وتمتد معارضة نقاد النيـوليبيـراليـة للعولمة كي تشمل نقدهم للطريقة التي تكون بموجبها الاقتصاد العالمي القائم، مع الاعتراض على الطريقة التي ينظم ويدار بها حاليا. وبوجه خاص، السياسات التي مارستها المؤسسات الحاكمة وطبيعة الاقتصادات الناتجة عن ذلك وآثارها على الشعوب والثقافات والبيئات…”. ويؤكدون “أن كثيرا من الحركات الاجتماعية التي تبرز كمقاومة للعولمة، إنما تقاوم في الحقيقة نوعا من العولمة أفرزته أفكار وسياسات ومؤسسات نيوليبرالية”، هكذا تقف الحركات الاجتماعية ـ في وجه السياسات النيوليبرالية ـ كحركات مقاومة للعولمة تتوخى بناء بدائل عن النيوليبرالية.
وربما كان المضارب جورج سوروس احد اهم منتقدي النيوليبيرالية بل هو عملياً الاكثر صراحة في ممارسته لمعارضتها. لغاية تصريحه في مؤتمر صحفي أعقب انفجار الازمة المالية العالمية بضرورة ادخال تعديلات جذرية وآليات رقابية على المؤسسات المالية الدولية وأيضاً على بيوت الخبرة وتصنيف الشركات. والأهم انه استبق إقتراحات العودة للتغطية الذهبية للعملات بتوقعه قيام جهات وربما افراد باصدار عملات خاصة تتمتع بالتغطية الذهبية ما يكسبها التقدم على العملات التقليدية والدولار خاصة. للتعمق في طروحات سوروس النظرية انظر على الموقع عرض كتابه “ازمة الرأسمالية العالمية” اضغط هنا / الرابط:
http://mostakbaliat.com/link38.html