عرض مشاركة واحدة

قديم 16-09-09, 04:39 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي تحديث القوة العسكرية الروسية



 

اللواء د. علي محمد رجب
- لاشك أن القوة العسكرية الروسية تشغل حيّزاً كبيراً من اهتمامات جهات عديدة في العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، وبخاصة جيران روسيا في شرق أوروبا، كما تشغل قوة روسيا العسكرية اهتماماً كبيراً من جيران روسيا من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، ودول أخرى كثيرة، مثل: إيران، واليابان، والصين، والهند، وكذلك دول أمريكا اللاتينية، و بخاصة الدول التي تطمح منها لتعاون عسكري واستراتيجي مع روسيا، مثل: فنزويلا، وبوليفيا، وكوبا .. وغيرها. ويحاول (الكرملين) استعراض عضلاته العسكرية، إذ يشعر بالغضب الشديد إزاء الخطط الدفاعية الأمريكية في أوروبا الشرقية، وتوسيع نفوذ حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولذلك، تشهد روسيا خطوات جادة في إطار تجديد أسلحة جيشها؛ فقد بدأت بزيادة ميزانيات تحديث وتطوير القوات الروسية.

وفي هذا الإطار، أمر الرئيس الروسي (ديمتري ميدفيديف) المؤسسة العسكرية في بلاده بإطلاق عملية واسعة لإعادة تسليح الجيش والأسطول الروسي، والتركيز على تعزيز القوات النووية الروسية في مواجهة الأخطار المحتملة، وأعلن أن هذه العملية ستبدأ عام 2011م، مشيراً إلى أن موسكو نجحت عام 2008م في التزوّد بتشكيلات أسلحة وتقنيات عسكرية جديدة، وشدَّد على أن مهمة تجهيز الجيش بأحدث الأسلحة والتقنيات العسكرية تمثّل أولوية روسية، على رغم الأزمة المالية، في إشارة إلى خطة استراتيجية أقرّت عام 2008م، ونصَّت على مراحل لإعادة تأهيل المؤسسة العسكرية وتزويدها بأحدث العتاد حتى عام 2020م.
ولهذا، لاحظنا أن إعلان الرئيس الروسي (ديمتري ميدفيديف) عن إعادة تسليح الجيش الروسي على نطاق واسع، أحدث ردود فعل واسعة النطاق، وتصوَّر البعض أن روسيا تكشِّر
عن أنيابها، وتستغل ظروف الأزمة المالية العالمية رغم قدرة باقي الدول الكبيرة على الإنفاق العسكري لتستعيد تفوقها العسكري وهيبتها على الساحة الدولية، ووصل الأمر لدرجة أن جهات أمريكية حذَّرت الرئيس الأمريكي (أوباما) من الاستعانة بمساعدات روسيا في أفغانستان، باعتبار ذلك خدعة لجر القوات الأمريكية للمستنقع الأفغاني، ثم تركه ليغرق فيه.

العقيدة الجديدة


تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الروسي السابق (فلاديمير بوتين) كان قد صدَّق على العقيدة القتالية الجديدة للجيش الروسي عام 2000م، والتي تعطي لروسيا الحق في استخدام أسلحتها النووية ضد أي اعتداء كبير عليها بالأسلحة التقليدية أو الأسلحة النووية.
ويقول محللون: إن العقيدة القتالية الجديدة تعكس انحسار القوات التقليدية لدى روسيا، والتي لم يعد يمكن الاعتماد عليها في مواجهة أي هجوم، وتعتمد على احترافية القوات المسلحة، وتطوير السلاح الروسي إلى مراحل متقدمة، بما يسهم في تقليص الاعتماد على قوات عسكرية ضخمة، في ضوء التهديدات الجديدة التي تواجهها روسيا.
وتتطلب هذه العقيدة تطوير القدرات النووية الروسية التي تضاءلت كفاءتها بفعل التقادم، ومضي عشرات السنين عليها، مما يجعلها محل شك في مواجهة التهديدات الاستراتيجية الجديدة، وهذا يعني أن روسيا ستظل دولة نووية كبرى، لتحقيق الأمن في مواجهة أية تطورات محتملة في المواقف الدولية.

إعادة تسليح القوات الروسية


أعلن الرئيس الروسي (ديمتري ميدفيديف) أن عملية إعادة تسليح الجيش والأسطول الروسيين على نطاق واسع ستبدأ في عام 2011م، وقال في اجتماع هيئة وزارة الدفاع الروسية: " إن روسيا تمكَّنت في عام 2008م من إعادة تسليح العديد من الوحدات والتشكيلات بأسلحة وتقنيات عسكرية جديدة، وستنطلق في عام 2011م عملية إعادة تسليح الجيش والأسطول على نطاق واسع، ومهمة تجهيز القوات بأحدث الأسلحة والتقنيات العسكرية تعتبر من البنود المهمة في التحديث النوعي للقوات المسلحة الروسية"، وأكّد أن روسيا خصصت موارد مالية كبيرة لتصميم وشراء الأسلحة والتقنيات العسكرية، مشيراً إلى أن حجم تلك الموارد لن يتأثر بالأزمة المالية.
لقد أكَّد الرئيس الروسي أنه بالرغم من الصعوبات المالية الحالية، فإنه تتوفّر اليوم جميع الظروف اللازمة لتحديث القوات المسلحة نوعياً. وأعلن خططاً لبناء نظام ردع نووي فعّال بحلول عام 2020م، وكذلك نظام للدفاع الفضائي، وحدد المهمة الأولى لحكومته بتعزيز ارتقاء قدرات القوات الروسية، وفي مقدمتها القوات النووية الاستراتيجية، مشدداً على ضرورة وضع كل الوحدات القتالية في حالة التأهب الدائم، وتحديث وسائل البحث والتخطيط، وإعادة تأهيل الجيش الروسي وتسليحه، وتحسين أوضاع المؤسسة العسكرية، انطلاقاً من الوضع الحالي، ومن طابع الأخطار المحتملة.
ويعتزم الجيش الروسي تعزيز قواته بأكثر من (70) صاروخاً نووياً، وأنواع متعددة من الأسلحة خلال الأعوام الثلاثة القادمة، بتكلفة تبلغ نحو (140) مليار دولار، حيث تنوي الحكومة إجراء زيادة ملموسة في وتيرة التسلّح بالصواريخ الاستراتيجية، وسيحصل الجيش الروسي أيضاً على (48) طائرة مقاتلة، و (6) طائرات تجسس، وأكثر من (60) طائرة عمودية، و (14) سفينة بحرية، ونحو (300) دبابة.
وكشف وزير الدفاع الروسي عن أن الترسانة النووية الروسية ستمتلك قريباً صواريخ استراتيجية بعيدة المدى لا يمكن لأي نظام دفاعي في العالم التصدّي لها الآن، وحتى في المستقبل المرئي. ويُعدّ إعلان روسيا عن إنتاجها تلك الصواريخ التي لا يمكن التصدّي لها أو صدّها، ترسيخاً للاعتقاد الروسي الجازم بأن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من التوقيع على معاهدة عام 1972م، الخاصة بالأسلحة المضادة للصواريخ الباليستية بعيدة المدى، كان غلطة كما وصفها رئيس الوزراء الروسي (بوتين)، وقد يكون لها تأثير سيء على الأمن العالمي، ولكنها لا تشكّل تهديداً لروسيا.
ومع الإعلان عن تبنِّي الأجيال المطوّرة من هذه الصواريخ، قرّرت روسيا نشر المزيد منها بعد تحميلها على مدرعات ذاتية الحركة، وهو الأمر الذي يعني توافر التمويل الروسي اللازم لها، وكشف مسؤولون عسكريون روس عن وجود (40) صاروخاً في الخدمة حالياً من طراز (توبول ام)، القادر على ضرب أهداف على بعد (6000) ميل.
وتخطط وزارة الدفاع الروسية لاستكمال تطوير النظام الصاروخي البحري الاستراتيجي (بولافا)، من مجموع (10) وصفت بأنها فاشلة، وتم تشكيل لجنة خاصة من شأنها أن تكشف السلبيات في هذا الشأن، وبقدر ما تتم إزالة العيوب بقدر ما يتم الإسراع في صنع دفعة أولى من النظام (بولافا).

 

 


 

   

رد مع اقتباس