تدريبات عسكرية مقلقة.. هل تستعد روسيا لغزو أوكرانيا؟

[الباسل]

تدريبات عسكرية مقلقة.. هل تستعد روسيا لغزو أوكرانيا؟


Defense One

2/10/2021

مقدمة

نشرت مجلة "ديفنس وان" الأميركية تقريرا تناولت فيه تدريبات زاباد الروسية المرتقبة التي أثارت قلق أوكرانيا ودول الغرب، حول ما إذا كانت طبيعة هذه التدريبات تشير إلى احتمالية استعداد روسيا لغزو أوكرانيا، لا سيما بعد احتلالها شبه جزيرة القرم عام 2014.

نص الترجمة

أدى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014 إلى عزل موسكو دوليا، بيد أنه أمَّن لها موطئ قدم يمكن عن طريقه غزو أوكرانيا، إذ يُظهِر تحليل أن التدريبات التي جرت مؤخرا على شبه الجزيرة قد تكون تدريبا روسيّا على غزو أوسع.
استخدمت شركة تحليل البيانات "أوربيتال" أداة جديدة، تسمى "جو (GO)"، لتحليل صور الأقمار الصناعية، وإشارات الهواتف النقالة، وغيرها من المعلومات مفتوحة المصدر في شبه جزيرة القرم أثناء فترة التدريبات التي جرت في الفترة بين منتصف مارس/آذار وحتى مايو/أيار. وقال "دان ستولر"، المستشار البارز لبرامج الأمن القومي في شركة "أوربيتال إنسايت"، إن "عدد القوات الذي فاق 100 ألف جندي أثار المخاوف من أن روسيا تتدرَّب على توسيع عملياتها العسكرية داخل أوكرانيا".
تدريبات موسعة


بالإضافة إلى ذلك، كشفت صور الأقمار الصناعية مؤخرا زيادة كبيرة في أعداد الطائرات بالمهبط الواقع قُرب مدينة "نوفوفيدوريفكا" (على الساحل الغربي)، ويظهر تحليل شركة "أوربيتال إنسايت" (بالاستعانة بصور من شركة "بلانِت"، وبالشراكة مع شركة "أول سورس أنالِتيكس") شاحنات قرب ساحة "أوبوك" للتدريب وهي تتمرَّن على استخدام الدخان لتغطية حركة الجنود.
ويقول ستولر، المحلل الاستخباراتي السابق بالجيش والوكالة الأميركية للاستخبارات الجغرافية المكانية (NGA): "ليس بالأمر الهيِّن أن يظهر لك كل هذا العدد من الشاحنات وهي تؤدي عمليات بالدخان، إذ يعد هذا التدريب مكلفا. وعموما، تستخدم عمليات الدخان هذه في أمرين: عمليات الهجوم، وعمليات التقهقر، ومن غير المرجح بطبيعة الحال أن الروس كانوا يتدربون على التراجع للخروج من القرم. وبالنظر إلى وجود 100 ألف جندي روسي في المنطقة أثناء التدريب، يُمكن القول إنه بالفعل استعراض يُظهر تدرُّبَهم على تنفيذ عمليات داخل أوكرانيا إذا لزم الأمر".
بيد أن الباحث "جيف لويس" من معهد "ميدلبُري" يقول إن "عمليات الدخان منتشرة على نطاق واسع، ولطالما قام الإعلام الروسي بتغطيتها بصورة مفتوحة في السابق، ولست متأكدا إذا ما كان بوسعي أن أقول إن عمليات الدخان تلك هجومية الطابع".


خروج وزير الدفاع الأميركي لويد جيه أوستن الثالث والرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي من البنتاغون 2021. (Defense One)من ناحيته، تعهد البيت الأبيض، في مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، بزيادة المساعدات المُخصَّصة لأوكرانيا إلى 60 مليون دولار، وذلك عقب زيارة الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلِنسكي" إلى واشنطن. وقد جاء في البيان الصحافي المشترك بين الحكومة الأوكرانية والبيت الأبيض، في 1 سبتمبر/أيلول، أن الولايات المتحدة "تدعم الجهود الأوكرانية لاستغلال قضية القرم كي تجذب الانتباه والتحرُّك الدوليَّين نحو التركيز على الخسائر الإنسانية والأمنية الناتجة عن الاحتلال الروسي للقرم، هادفين بذلك إلى استعادة أوكرانيا سيطرتها على هذه الأراضي بما يتفق والقانون الدولي. ونحن ندعو معا روسيا إلى العودة للالتزام بوقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا، والانخراط الفعلي في جهود حل النزاع لإنهاء الحرب".
من جانبه، حثَّ "توماس شاتكوفسكي"، سفير بولندا لدى الناتو، في 2 سبتمبر/أيلول، على التحلي باليقظة، إذ قال في حوار مع مجلة "ديفِنس وان" أثناء المنتدى الأوروبي للأمن السيبراني في بولندا إن الروس "أظهروا استعدادهم لنشر إمكانيات عسكرية كبيرة في القرم. ويبدو أن الوضع في أوكرانيا لا يسير في الاتجاه الذي تريده روسيا، فقد اعتمد الروس في السنوات الأخيرة على نوع من التسوية، وقاومت الحكومتان الأوكرانيتان السابقة والحالية مثل هذا الضغط".

أشار شاتكوفسكي إلى تدريبات "زاباد" الروسية المقبلة في بيلاروسيا باعتبارها مقلقة على نحو خاص.وأضاف شاتكوفسكي: "قد تشعر روسيا بالجرأة على خلفية عدد من التطورات العالمية، مثل التأثير النفسي لسقوط العاصمة الأفغانية كابول في أيدي طالبان، التي فرضت إخلاء فوضويا للقوات الأميركية والمدنيين والحلفاء، وقد يرغب الروس بالبناء على هذا التأثير النفسي". وأشار شاتكوفسكي إلى تدريبات "زاباد" الروسية المقبلة في بيلاروسيا باعتبارها مقلقة على نحو خاص، مضيفا أن رغبة روسيا في إظهار قدرات غزو ضخمة لا تعني بالضرورة التنبؤ برغبة متزايدة في استخدامها تلك القدرات.

التحرك الأميركي

في إطار اللقاء ذاته بين بايدن وزيلِنسكي، بحث الرئيسان آخر المستجدات بشأن العدوان الروسي في المنطقة، وأكَّدا على الشراكة الأمنية القوية بين البلدين بعد اضطراب علاقاتهما عام 2019، حينما ضغط الرئيس السابق دونالد ترامب على زيلِنسكي لاستقصاء معلومات حول بايدن ونجله "هَنتر"، ما أدى إلى التصويت على عزل ترامب للمرة الأولى. وقد عبَّر الرئيس بايدن عن التزام راسخ بأمن أوكرانيا وسيادتها وتطلعاتها للاندماج في الدائرة الأوروبية-الأطلسية، كما ناقش برنامج الإصلاح الأوكراني الجاري مع زيلِنسكي، مؤكِّدا أن "الشراكة بين الشعبين قوية وستصبح أقوى".



ناقش بايدن برنامج الإصلاح الأوكراني الجاري مع زيلِنسكي، مؤكِّدا أن "الشراكة بين الشعبين قوية وستصبح أقوى".أعلنت واشنطن وكييف بالتزامن مع تلك الزيارة عودة مجلس الشراكة الإستراتيجية، الذي يجمع كبار المسؤولين من البلدين، والذي لم يعقد اجتماعاته في السنوات الثلاث الماضية. وقد نصَّت وثيقة التأسيس المصاغة له عام 2008 على عدد من أولويات التعاون في مجالات الأمن والتجارة والطاقة والتبادل الثقافي. ومنذ عام 2014، حينما غزت روسيا القرم، تعهَّدت الولايات المتحدة بإرسال مساعدات بقيمة 2.5 مليار دولار لدعم القوات الأوكرانية لوقف العدوان الروسي. وبحسب مسؤول أميركي، تضمن حزمة المساعدات الأمنية البالغة 60 مليون دولار، صواريخ "جافِلين" المضادة للدبابات، بالإضافة لأسلحة فتَّاكة، على العكس من سياسة إدارة أوباما التي اقتصرت على تزويد أوكرانيا بالأسلحة الدفاعية فحسب.
هذا، ووقَّعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) خطة عمل للدفاع الإستراتيجي مع أوكرانيا أثناء زيارة زيلِنسكي إلى واشنطن، استنادا إلى وثيقة سابقة صيغت عام 2016، ولربما تدفع هذه التنقيحات التعاون في القضايا المُلِحّة مثل الأمن في البحر الأسود، والمشاركة الأكبر للمعلومات الاستخباراتية.
__________________________________________________
ترجمة: هدير عبد العظيم
هذا التقرير مترجم عن Defense One

المصدر : الجزيرة نت

 

 

[الباسل]