سكنت المستوطنة 17 عائلة يهودية قدمت من شرق أوروبا في سياق الهجرة اليهودية الأولى عام 1882، وما لبثت هذه العائلات أن سيطرت على المزيد من أراضي الفلسطينيين، وجلبت العديد من الشباب اليهود من حركة "بيلو" للسكن في المستوطنة، التي أخذت تتوسع شيئا فشيئا، لا سيما في فترة
الانتداب البريطاني على فلسطين ، إلى أن وصلت إلى مساحتها الحالية.
وعمل مستوطنو ريشون ليتسيون في الزراعة، وبسبب نقص المياه وقلة خبرتهم في أمور الزراعة وتنامي جرائم السرقة بينهم؛ اندلعت صراعات داخلية بينهم، ما دفع أحد سكانها ويدعى يوسف فاينبيرغ، إلى السفر إلى أوروبا لجمع تبرعات للسكان.
وعقب لقائه بارون روتشيلد في
باريس وافق روتشيلد على مساعدة السكان بمبلغ مالي خصص لحفر بئر ومساعدة الفقراء، إلا أنه اشترط أن يتدرب السكان على الزراعة.
وبعد ذلك أرسل خبراء زراعيين من
فرنسا لتدريب المستوطنين الجدد والمزارعين على زراعة القمح، لكنهم فشلوا في الزراعة، فاضطروا إلى رهن الأرض لبارون روتشيلد، مقابل أخذ أموال تبقيهم على قيد الحياة، فانتقلت ملكية الأرض إليه، ولاحقا نجح المستوطنون في زراعة كروم العنب، مما جعل الأرض تعود إليهم مرة أخرى.
عام 1886، أقيمت أول مدرسة عبرية ابتدائية في المستوطنة، وأطلق عليها اسم "حبيب"، وبعدها بـ12 عاما أسست إلى جانبها روضة أطفال تدرس العبرية، وفي ما بعد أقيم مصنع خمر هناك.
وفي عام 1920 أصبح لريشون ليتسيون مجلس محلي، وتغير طابعها من الطابع الزراعي إلى العمراني.
ومع حرب
النكبة عام 1948، سيطرت العصابات الصهيونية على القرية كلها، ومن يومها بدأ اليهود يتوافدون عليها من كل العالم إلى أن تحولت إلى إحدى أكبر المدن في إسرائيل.
وفي عام 1950 منحت ريشون ليتسيون صفة مدينة، وبدءا من عام 1970 شهدت تطورا عمرانيا كبيرا، وتوسعت أراضيها.