ما الحرس الثوري الإيراني؟ ومن قتلاه بالهجوم الإسرائيلي؟

[الباسل]

ما الحرس الثوري الإيراني؟ ومن قتلاه بالهجوم الإسرائيلي؟

ملصق يرمز للحرس الثوري الإيراني في أحد شوارع طهران (الأوروبية)

17/6/2025

أسفرت الهجمات الإسرائيلية يوم 15 يونيو/ حزيران 2025 عن مقتل ما لا يقل عن 4 قادة كبار في الحرس الثوري الإسلامي (آي آر جيه سي)، بمن فيهم القائد الأعلى حسين سلامي.
انخرطت إسرائيل وإيران بعدها في تصعيد متسارع شمل هجمات بالطيران الحربي والمسيرات والصواريخ، مع استهداف بنى تحتية أمنية واقتصادية للطرفين، وضرب مراكز سكانية.
بدأ التصعيد الحالي بعد أن شنت إسرائيل ضربات صباح الجمعة بمشاركة 200 طائرة مقاتلة استهدفت عشرات المواقع النووية والعسكرية والبنية التحتية في إيران، بما في ذلك المنشأة النووية الرئيسية في نطنز.
جاءت هذه الضربات بالتزامن مع مسلسل تفاوضي بين إيران والولايات المتحدة، الحليف الأساسي لإسرائيل، حول البرنامج النووي الإيراني، الذي تؤكد إيران أنه يستخدم لأغراض مدنية فقط.
أسفرت الموجة الأولى من الهجمات الإسرائيلية عن مقتل 4 على الأقل من القادة الكبار في الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى عدد من العلماء النوويين. وتُشير إسرائيل إلى أن هذه الهجمات تهدف إلى إضعاف قدرة إيران على بناء قنبلة نووية، والرد عسكرياً بلي ذراعها الأمنية، الحرس الثوري.
من الأشخاص الذين استهدفتهم إسرائيل تحديدا؟ وما الحرس الثوري الإيراني؟

ومن قُتل من قادته؟

أدت هجمات يوم الجمعة إلى مقتل عدد من القادة العسكريين الكبار بينهم:
- حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني
- محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية
- غلام علي رشيد، قائد مقر خاتم الأنبياء
- أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوية للحرس الثوري

عيّن المرشد الأعلى علي خامنئي بعدها عبد الرحيم موسوي ليخلف باقري رئيسا لأركان القوات المسلحة، وأحمد وحيدي ليحل محل سلامي قائدا للحرس الثوري، وماجد موسوي ليخلف حاجي زاده رئيسا للقوات الجوية للحرس الثوري.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية "نور نيوز" أن علي شمخاني، مستشار خامنئي البارز، "أُصيب بجروح خطيرة" في غارة منفصلة. وكان شمخاني يقود الجهود الدبلوماسية الإيرانية مع الولايات المتحدة.
كما قُتل 6 من العلماء النوويين الإيرانيين البارزين.

ما الحرس الثوري الإيراني؟

الحرس الثوري الإسلامي هو فرع من القوات المسلحة الإيرانية، تأسس بعد الثورة الإيرانية عام 1979. ويعمل جنباً إلى جنب مع الجيش النظامي، ويخضع مباشرة لخامنئي، ويلعب دورًا أساسيًا في الدفاع عن إيران وعملياتها الخارجية ونفوذها الإقليمي.
يضم الحرس الثوري حوالي 190 ألف منتسب (وأكثر من 600 ألف بما في ذلك الاحتياط)، ويتولى الإشراف على برامج الصواريخ الباليستية والنووية في إيران ويدعم المجموعات المسلحة الحليفة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
في عام 2019، صنفته الولايات المتحدة منظمة "إرهابية" أجنبية، وهي المرة الأولى التي تمنح فيها الولايات المتحدة هذا التصنيف لجبهة تتبع لحكومة أجنبية.
إلى جانب دوره العسكري، يتمتع الحرس الثوري بتأثير عميق في الهياكل السياسية والاقتصادية في إيران.

ما المواقع التي استهدفتها إسرائيل؟

استهدفت الضربات الإسرائيلية يوم الجمعة المواقع التالية:
- العاصمة طهران والمواقع العسكرية الواقعة في محيطها.
- مدينة نطنز، حيث تم الإبلاغ عن انفجارات في المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.
- مدينة تبريز، حيث تم الإبلاغ عن انفجارات قرب مركز أبحاث نووي وقاعدتين عسكريتين.
- مدينة أصفهان، جنوب طهران.
- مدينة أراك، جنوب غرب طهران.
- مدينة كرمانشاه، غرب طهران، حيث تم استهداف منشأة تحت الأرض تخزن صواريخ باليستية قرب الحدود العراقية.

تقول إيران إن الضربات الإسرائيلية الأولية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 80 شخصًا وإصابة أكثر من 320 آخرين. ومنذ يوم السبت، أُصيب ما لا يقل عن 480، ومن بين القتلى 20 طفلا.

تضرر منشأة نطنز النووية

كان أحد الأهداف الرئيسية لإسرائيل منشأة نطنز النووية، وهي أكبر موقع لتخصيب اليورانيوم في إيران، وتقع في محافظة أصفهان.
تم تدمير الجزء فوق الأرض من مصنع لتخصيب الوقود التجريبي، حيث تم تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 60%، وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كما تم تدمير البنية التحتية الرئيسية للكهرباء، مثل محطة التحويل، ومبنى الطاقة الرئيسي، ومصادر الطوارئ، والمولدات الاحتياطية. ولم تكن هناك ضربة مباشرة على قاعة التسلسل الهرمي تحت الأرض، لكن فقدان الطاقة قد يكون قد أضر بأجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم.

صورة لموقع مفاعل نطنز ملتقطة بواسطة قمر اصطناعي (رويترز)

مستويات الإشعاع خارج المنشأة ظلت طبيعية، رغم وجود تلوث إشعاعي وكيميائي داخلها، الذي يمكن معالجته بحماية مناسبة.
صرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة قائلاً: "تبلغنا السلطات الإيرانية حاليًا عن هجمات على منشأتين أخريين، إحداهما مصنع فوردو لتخصيب الوقود وفي أصفهان".



الهجمات الإسرائيلية على النفط والغاز الإيراني
يوم السبت، علّقت إيران جزئيًا إنتاج الغاز في أكبر حقولها، حقل بارس الجنوبي، عقب ضربة إسرائيلية أشعلت حريقًا.
اندلع الحريق، الذي تم إخماده الآن، في إحدى الوحدات الأربع في المرحلة 14 من الحقل الغازي، مما أدى إلى وقف إنتاج 12 مليون متر مكعب من الغاز. يقع حقل بارس الجنوبي في محافظة بوشهر، وهو مفتاح إنتاج الغاز الإيراني ويتم تقاسمه مع قطر، التي تسميه حقل الشمال.
كما أكدت إيران تعرض محطة "فجر جم" الغازية، الواقعة على بعد حوالي 65 كيلومترًا شمال غرب حقل بارس الجنوبي، لهجوم إسرائيلي.

إيران تطلق صواريخ على إسرائيل

ردًا على ضربات إسرائيل، أطلقت إيران طائرات مسيرة وصواريخ باليستية على إسرائيل، حيث أصابت بعضها أهدافًا على الأرض.
وارتفع عدد القتلى من الهجمات الإيرانية على إسرائيل إلى 10 أشخاص، مع أكثر من 200 جريح، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. كما لا يزال عدة أشخاص في عداد المفقودين جراء وابل من عشرات الصواريخ الإيرانية التي أضاءت السماء فوق القدس وتل أبيب خلال الليل.
طورت إيران مجموعة متنوعة من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز على مدار العقود الثلاثة الماضية. ويظهر الرسم البياني أدناه بعض الصواريخ الإيرانية البارزة وطول مداها.

اعترضت إسرائيل العديد من الصواريخ الإيرانية التي أطلقت تجاه أراضيها، ولكن ليس جميعها، حيث تسببت بعض الصواريخ في أضرار جسيمة وخسائر بشرية في أنحاء البلاد.
يعتمد الدفاع الجوي الإسرائيلي بشكل كبير على نظام يعرف باسم "القبة الحديدية"، المزود برادار يكشف أي قذيفة واردة، إضافة إلى تحديد سرعتها واتجاهها.
وتعترض أنظمة أخرى الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى. يقوم نظام "مقلاع داود" باعتراض الصواريخ التي يتراوح مداها بين 40 كيلومترا و300 كيلومتر. ويعترض نظام "آرو" الصواريخ التي يصل مداها إلى 2400 كيلومتر.

وحدة دفاع جوي من طراز القبة الحديدية على مركب في ميناء حيفا(رويترز)

قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إن إسرائيل "يجب أن تتوقع عقابًا شديدًا" لقتلها عددًا من القادة العسكريين والعلماء البارزين.
وفي رسالة بثها التلفزيون الرسمي، قال خامنئي إن إسرائيل "يجب ألا تظن أن الأمر انتهى لأنهم هاجموا وانتهى الأمر".
"لا. لقد بدؤوا هذا وأشعلوا الحرب. لن نسمح لهم بالإفلات من هذه الجريمة الكبرى التي ارتكبوها"، قال خامنئي.
وبعد عقود من العداء والصراع بالوكالة، تُعد هذه هي المرة الأولى التي تتبادل فيها إسرائيل وإيران إطلاق النار بهذه الشدة، وسط مخاوف من صراع طويل الأمد في منطقة الخليج.

المصدر: الجزيرة نت