أحزاب تونسية ترفض الزج بالجيش في الصراعات السياسية واتحاد الشغل يقول إن الوضع انقلب رأسا على عقب

[الباسل]

أحزاب تونسية ترفض الزج بالجيش في الصراعات السياسية واتحاد الشغل يقول إن الوضع انقلب رأسا على عقب


صورة نشرتها الرئاسة التونسية لاجتماع سعيد بالمجلس الأعلى للجيوش (مواقع التواصل)


2/12/2021

أعلنت 3 أحزاب تونسية رفضها التام إقحام الجيش في الصراعات السياسية، في حين حذر الاتحاد العام التونسي للشغل من تردي الوضع بشكل يؤدي لخروجه عن السيطرة، وذلك بعد يوم من دعوته إلى وضع سقف زمني للإجراءات الاستثنائية التي أعلنها الرئيس قيس سعيد قبل أكثر من 4 أشهر.
ففي بيان مشترك أصدرته اليوم الخميس، أعربت هذه الأحزاب، وهي التيار الديمقراطي والحزب الجمهوري والتكتل من أجل العمل والحريات، عن استنكارها الشديد لمضمون الكلمة التي ألقاها سعيد عند إشرافه على اجتماع المجلس الأعلى للجيوش الثلاثاء.

ورفضت الأحزاب الثلاثة ما وصفته بالزج بالأجهزة الحساسة للدولة في الخلافات السياسية والزيغ بها عن عقيدتها الجمهورية، حسب تعبير البيان.
كما استنكرت إصرار الرئيس قيس سعيد على اعتماد خطاب يقوم على ما وصفته بتقسيم التونسيين وكيل الاتهامات لمعارضيه.
وكانت نفس الأحزاب أصدرت في الآونة الأخيرة بيانات تنتقد الوضع الراهن.
في المقابل، أكد الرئيس قيس سعيد خلال اجتماع لمجلس الوزراء اليوم أنه "لا رجوع إلى الوراء"، و"لا مجال للتفريط في الدولة وفي سيادة الشعب وفي اختياراته التي عبر عنها بكل وضوح"، وفق تعبيره.
وأضاف أنه سيتم الإعلان في الأيام القادمة عن "المواعيد التي ينتظرها الشعب".
ودعا سعيد ممثلي القضاة إلى "تطهير القضاء"، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا من القضاة شرفاء ولكن هناك من هم ليسوا في مستوى المسؤولية، حسب قوله.
وكان الرئيس التونسي أعلن في 25 يوليو/تموز الماضي إجراءات استثنائية بموجب ما قال إنه تفعيل للمادة الـ80 من الدستور، وشملت بالخصوص تعليق أعمال البرلمان وحلّ الحكومة، قبل أن يصدر في 22 سبتمبر/أيلول المرسوم 117 الذي أتاح له الاستحواذ على كل السلطات، وهو ما رأت فيه قوى سياسية عدة انقلابا على الدستور وضربا للمسار الديمقراطي.

الطبوبي قال إن رئيسة الوزراء مجرد وسيط بين مختلف الأطراف ورئاسة الجمهورية (رويترز)


رأسا على عقب

من جهته، قال الأمين العام لاتحاد الشغل (أكبر نقابة عمالية في تونس) نور الدين الطبوبي إن الوضع في البلاد انقلب رأسا على عقب، وإنه كانت هناك فرصة للبناء لكن تتم إضاعتها في كل مرة، حسب تعبيره.
وشدد الطبوبي خلال مشاركته في ندوة نظمتها حملة مناصرة ذوي الإعاقة على أن الوضع في تونس يحتاج إلى كثير من التواضع والرشد حتى لا تنفلت الأمور وتصل إلى ما وصفها بمرحلة الندم.
وأوضح أنه لا تواصل بين الحكومة والاتحاد بخصوص إعداد خطة الإنعاش الاقتصادي المنتظرة.
واعتبر الطبوبي أن رئيسة الحكومة الحالية نجلاء بودن لا سلطة لها، وأنها مجرد وسيط بين مختلف الأطراف ورئاسة الجمهورية لأنها محكومة بالأمر الرئاسي رقم 117 الذي جعل السلطة التنفيذية بيد رئيس الجمهورية فقط، حسب تعبيره.
وكان يشير بذلك إلى المرسوم الذي أصدره الرئيس قيس سعيد في 22 سبتمبر/أيلول الماضي وأتاح له الاستحواذ على كل السلطات التنفيذية والتشريعية.
وكان الطبوبي دعا أمس إلى وضع سقف زمني للإجراءات الاستثنائية، وأعلن معارضة الاتحاد لما يسمى النظام المجالسي الذي يُتَّهم سعيد بالسعي لإرسائه بدلا من النظام السياسي الحالي، داعيا إلى حوار وطني تشارك فيه الأحزاب والمنظمات الوطنية.
وفي الأيام الماضية، تواترت انتقادات اتحاد الشغل للوضع الراهن في وقت تدعو بعض القوى السياسية -بينها حركة النهضة- (53 مقعدا من أصل 217 مقعدا في البرلمان المعلقة أعماله) لانتخابات مبكرة للخروج من الأزمة السياسية التي تردت فيها تونس منذ أشهر.

المصدر : الجزيرة نت