وُلد خيرت يوهانس فيلدرز يوم 6 سبتمبر/أيلول 1963 في جنوب مدينة فينلو على الحدود مع ألمانيا.
والده هولندي ووالدته ماريا من مواليد إندونيسيا التي كانت تحت الاستعمار الهولندي.
نشأ في عائلة كاثوليكية قبل أن يعلن إلحاده في مرحلة لاحقة من عمره.
تلقى تعليمه الأولي في مدارس كاثوليكية، والتحق بالمدرسة الثانوية في مدينة فينلو. انتقل بين عامي 1981 و1983 للعيش في 
إسرائيل، وزعم أنه وجد "شعورا خاصا بالتضامن مع المنطقة وأُسسها اليهودية"، مؤكدا أنه عاد إليها أكثر من 40 مرة.
التحق فيلدرز بمجموعة من الدورات القانونية في الجامعة المفتوحة الهولندية، ثم درس الضمان الاجتماعي في الأكاديمية الاجتماعية الكاثوليكية بمدينة فينلو.
يُعرف فيلدرز بتبنيه مفاهيم سياسية 
شعبوية يمينية متشددة، وآراء صريحة معادية للهجرة والإسلام ولعضوية هولندا في الاتحاد الأوروبي.
وقد برز بمواقفه الواضحة المعادية للإسلام، إذ يرى أن الدين الإسلامي "لا يتوافق مع القيم الغربية ويشكل تهديدا للثقافة الهولندية والوئام المجتمعي"، حسب زعمه.
ودعا مرارا إلى اتخاذ إجراءات تشمل حظر القرآن الكريم وإغلاق المدارس الإسلامية وتقييد بناء المساجد.
ويُشدد في خطاباته على رفض استقبال المهاجرين، ووقف ما يصفه بـ"التسونامي" من طالبي اللجوء، داعيا إلى فرض ضوابط صارمة على الهجرة من أجل "حماية الهوية والقيم الهولندية".
يدعو فيلدرز إلى تعزيز سيطرة هولندا على قوانينها وحدودها وسياساتها الاقتصادية، كما يُعرف وحزبه بآرائهما المشككة في الاتحاد الأوروبي، إذ يعتبرانه "
بيروقراطية مفرطة وتهديدا للسيادة الوطنية".
ويرى أن على هولندا أن تعطي الأولوية لمواطنيها وثقافتها، وأن تقاوم ما يعتبره تمييعا للقيم الهولندية عبر العولمة والتعددية الثقافية.
بدأ فيلدرز عمله عام 1985 في مجلس التأمين الصحي الهولندي، ثم انتقل إلى مؤسسة التأمينات الاجتماعية، ومنها انضم إلى "حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية" 
الليبرالي، وعمل كاتبا لخطاباته الرسمية.
في عام 1997، انتُخب عضوا في مجلس مدينة أوترخت ممثلا عن الحزب، وفي العام التالي، أصبح عضوا في البرلمان الهولندي. ولم يلفت فيلدز الانتباه في بدايات عمله نائبا برلمانيا.
وفي أوائل العقد الأول من الألفية الثالثة، وفرت موجة من المشاعر المعادية للإسلام في هولندا (
الإسلاموفوبيا) منصة لآرائه، ففي عام 2004 قُتل مخرج "فيلم الخضوع"، الذي انتقد دور المرأة في المجتمعات المسلمة.
أصبح فيلدرز صوتا بارزا في اليمين السياسي الهولندي، ووصف الإسلام بأنه "أيديولوجيا فاشية"، داعيا إلى فرض قيود على هجرة المسلمين إلى هولندا، واستطاع سريعا أن يبني قاعدة من المؤيدين المخلصين له.
في عام 2004، غادر حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية احتجاجا على دعمه انضمام 
تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وبعد عامين أسس "حزب الحرية"، أحد أبرز أحزاب أقصى اليمين في هولندا، ونجح في العام ذاته في الفوز بـ9 مقاعد في البرلمان.
واصل فيلدرز تصريحاته المعادية للإسلام، ففي عام 2007، اقترح حظر القرآن الكريم في هولندا، مشبها إياه بكتاب "كفاحي" 
لأدولف هتلر، الذي يُعبر عن أيديولوجيته 
النازية.
وفي العام التالي، أنتج فيلما قصيرا بعنوان "فتنة"، سعى فيه إلى شيطنة الدين الإسلامي، بمحاولة إثبات أن القرآن الكريم يحث المسلمين على كراهية من يخالف تعاليمه، ما أثار جدلا واسعا عبر العالم.
وتصدر فيلدرز عناوين الصحف عام 2009 عندما مُنع من دخول 
المملكة المتحدة، إذ اعتبرت السلطات البريطانية زيارته تهديدا للنظام العام.
وفي العام نفسه وجهت إليه محكمة هولندية تهمة التحريض على الكراهية ضد المسلمين، واستمرت محاكمته أكثر من عامين، انتهت بتبرئته في يونيو/حزيران 2011.
في عام 2009، فاز حزب الحرية بـ4 مقاعد في انتخابات 
البرلمان الأوروبي، بينما حصل في الانتخابات البرلمانية الهولندية العام التالي على 15 مقعدا.
عام 2011 أصبح فيلدرز أكثر حدة في انتقاده التحالف الحاكم الذي شكله حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية والحزب الديمقراطي المسيحي، خاصة بعد شروع الحكومة في تقليص برامجها بهدف خفض الإنفاق.
وفي العام التالي، سحب فيلدرز دعم حزبه من الائتلاف الحاكم، بعد اقتراح رئيس الوزراء 
مارك روته ميزانية تقشفية للامتثال لسقف العجز الذي حدده الاتحاد الأوروبي، ما أدى إلى انهيار الحكومة.
وفي عام 2013، أعلن فيلدرز عن تحالف مع زعيمة 
حزب التجمع الوطني الفرنسي (أقصى اليمن) 
مارين لوبان وتعهدا بتشكيل تكتل في البرلمان الأوروبي تحت اسم "التحالف الأوروبي من أجل الحرية"، يهدف إلى "تفكيك البيروقراطية الأوروبية وفرض قيود صارمة على الهجرة".
أطلق فيلدرز عام 2014 وعودا أمام أنصاره بـ"ترتيب ترحيل المهاجرين المغاربة من 
مدينة لاهاي والبلاد"، لكن هذه التصريحات قادته لاحقا إلى قاعة المحكمة.
أُدين عام 2016 بتهمة إهانة مغاربة والتحريض على التمييز، إلا أن محكمة الاستئناف عام 2020 اكتفت بإدانة الأفعال، معتبرة أن الهتافات كانت تهدف لتحقيق مكاسب سياسية، ولم تصدر حكما بالسجن أو الغرامة.
ورغم هذه المحاكمة، واصل حزب الحرية تسجيل نتائج قوية في استطلاعات الرأي قبيل انتخابات عام 2017، إلا أن معظم الأحزاب الرئيسية في البلاد تعهدت بعدم إشراكه في أي مفاوضات تشكيل 
ائتلاف حكومي.
وفي عام 2021، حصل حزب الحرية على 17 مقعدا في البرلمان، فيما احتفظ مارك روته بشعبية واسعة نتيجة استجابته لأزمة كورنا (كوفيد-19)، رغم انتقادات فيلدرز لسياسات الإغلاق التي تبنتها الحكومة.
وبعد أحداث 
السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشن 
جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على 
قطاع غزة، دافع فيلدرز عن 
جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل، مستخدما خطابا معاديا للإسلام.
ووصف الهجمات الإسرائيلية على القطاع بأنها "حرب عادلة" تستحق الدعم من القوميين الأوروبيين، قائلا: "نحن نقف مع إسرائيل لأن أعداءها أشرار"، وأضاف أن "الحياد في مواجهة الشر هو شر بحد ذاته"، وزعم أن إسرائيل تواجه قوى تسعى إلى "إبادة الشعب اليهودي".
كما ادعى فيلدرز أن المسلمين يحملون عداء فطريا للسامية، معتبرا أن التظاهرات المؤيدة 
لفلسطين في أوروبا تعبر عن كراهية لليهود، حسب وصفه.