الخطوط الدفاعيه والتحصينات ومفهومها على مر التاريخ
تعتبر الخطوط الدفاعيه من الاساليب القديمه قدم الحروب فى تأمين المدن والبلاد , يذكر ان من اقدم تلك الخطوط هو
سور الصين العظيم
والذي يعتبر فى الوقت نفسه حدود لدوله الصين او تشي قديما ( من هذا الاسم اشتق لفظ الصين بالانجليزيه ) , حتى تبلورت فكره الخطوط الدفاعيه واصبحت تقتصر على القلاع والحصون واماكن تواجد الحاكم ,
ومن اشهر الخطوط الدفاعيه فى التاريخ الاسلامي
غزوه الخندق
التى استخدم المسلمين بقياده الرسول صلي الله عليه وسلم فكره سليمان الفارسي فى حفر خندق عميق وحاد الحواف فى الجهه الوحيده والمحتمل الهجوم منها , يذكر ايضا ان المدينه المنوره ( يثرب تقع بين مجموعه من الجبال والصخور التى يصعب السير عليها سواء على خيل او علي الاقدام ) ولهذا السبب حفر المسلمين الخندق فى الجهه الوحيده والمحتمل الوحيد لهجوم كفار قريش عليهم منها ويذكر ان الخندق كان يتسع ليمنع قفذ الفرسان من فوقه ويؤمن من هجوم المشاه بسبب العمق واتساع الخندق وظل الكفار شهرا وحاولوا كثيرا اختراق المدينه من جهات اخري عن طريق ان ينقض اليهود عهدهم مع الرسول صلي الله عليه وسلم وكانو قد عاهدوه ان يقفوا معه ضد اعدائه وكانت المحاوله بقياده حيي بن اخطب الذي تسلل الى بني قريظه واقنعهم فعلا بفسخ الاتفاقيه بين بني قريظه والمسلمين وهكذا احيط المسلمين من كل حدب وصوب بالاعداء وخرج عكرمه بن ابي جهل وعمرو بن عبد العامري المعروف بفارس العرب والجزيره فدعا ان يخرج له من يبارزه وقام بأستفزاز المسلمين بأنهم جبناء ويحتمون خلف الخط إلا ان طلب علي بن ابي طالب من الرسول الخروج لملاقاته الا ان الرسول رفض ومع الحاح علي بن ابي طالب وافق الرسول صلي الله عليه وسلم وقتل علي عمرو وفصل رأسه عند جسده وكانت الخطه تستدعي ان يقوموا بأشغال المسلمين بمتابعه المبارزة حتى يتسل عدد من المشركين الى المدينه وكانت نتيجه لهذا مقتل 6 مسلمين ومقتل 3 من المتسللين وهروب الباقي وانتهت الغزوة بعد يأس الكفار من الوضع الذي هم عليه ففضلوا الرحيل وبهذا نجح المسلمين فى حمايه انفسهم من الهلاك بأستخدام خط دفاعي بسيط ولكنه اثبت فاعليه كبيره ,
ننتقل سريعا الى الحرب العالميه الاولي حيث سعي الفرنسيون الى تأمين حدودهم على هدي الصينيين القدماء وبني مايعرف
خط ماجينو
على الحدود الفرنسيه الالمانيه لعل وعسي يمنع افواج القوات الالمانيه من التقدم واختراق الاراضي الفرنسيه وفى اثناء الحرب العالميه الثانيه تضاربت مفاهيم للدول الكبري منها العقيده الروسيه التى كانت تؤكد ان الهدف من الاقامه التحصينات هو اجبار القوات المهاجمه على الدخول فى اتجاهات معينه ومختاره الى مايعرف فى العلوم العسكريه بمنطقه القتل او الاعدام , بينما اختلف معهم الالمان فى هذا الرأي واعتمدوا نظريا اخري فى الحرب على ان الحرب الخاطفه فى اطار استراتيجيه هجوميه تعتمد على القوات البريه والجويه ,
اما فرنسا فقد اعتمدت فكر دفاعي بحت اعتمد على التحصينات الثابته ونتيجه لهذا الفكر الأستراتيجي أثر تأثير مباشر على تنظيم القوات الفرنسيه المدافعه وتكوينها وادي الى اهمال التشكيلات المدرعه والميكانيكه وظهر نتيجه لهذا فريق يعارض هذا الفكر الادفاعي البحت والخطوط الثابته وعلى رأسهم " شارل ديجول" وساعد فى اضعاف موقف شارل ديجول ومن معه ماحدث فى الحرب العالميه الاول من قدره الخنادق والاسلاك الشائكه الممتده مسافع 400 ميل بطول الحدود مع المانيا الى منع الالمان من اختراق صفوفهم , وقد ساعد على الاقتناع بهذه النظريه شلالات الدم وعدد الفرنسيين الذين ماتوا فىالفتره مابين 1914 وبين 1918 , ونتيجه لهذا قام وزير الحربيه الفرنسي اندريه ماجينو بوضع خطه لبناء أكبر خط دفاعي فى العصر الحديث انذاك ,
الخط تم بناءه فى سنوات وعلى مراحل تمهيديه وبعمق 15كم وكعمليه تكتيكه وضعت موانع الدبابات فى مرمي المدفيعه الموجوده داخل دشم محصنه بكتل خرسانيه بسمك 3.5 متر والواح من الصلب صل سمكه الى 30سم تستطيع تحمل ثلاث قذائف فى نفس الوقت دون حدوث تدمير يذكر ,
وزياده فى الاحتياط وضع قوس النيارن لتلك المدافع ليتضمن اماكن الدشم نفسها بحيث يغطي كل مدفع الدشمه التى بجانيه ليستطيع الضرب عليها اثناء الاشتباك التلاحمي اما اماكن الدشم فتم توزيعها على حسب البيئه المتاحه تفاديا للمناطق الميته او الارض الميته ( اماكن يمكن للعدو من خلالها الاختباء والمناوره ) يلي هذه الموانع والدشم النقط الحصينه وهي من ثلاث فئات نقطه صغيره ومتوسطه وكبيره او رئيسيه الصغير يتواجد بها 200 جندي والمتوسطه 500جندي والكبيره الف جندي بكامل تسليحهم ومقيمين بشكل كامل داخل هذه النقط تشرف هذه النقط على الدشم كما اشرنا ومن بعدها اسلاك شائكه بسمك 5كم او يزيد ,
مساحه الرؤيا ومداها امام النقط يزيد عن 12كم وهو اقص مدي للمدفعيه انذاك , وبجانب هذه النقط والدشم بنيت خصيصا مراكز ايواء ومخازن تموين وذخيره وورش صيانه وسكك حديد كامله ومخصصه للتنقل بين هذه النقط
كما توجد داخل الانفاق الواصله بين الدشم نقاط تطهير تسمي ثكنات مجهزة للتطهير من الغازات السامه حتى لاينتشر الملوثات الكيميائيه داخل الخط كما جهز الخط بمطابخ ومخازن للطعام ومياه صالحه للشرب فى خزانات ومولدات طاقه تعمل عند انقطاع التيار المستمر ,
بعد شرح امكانيه الخط وقدراته وتجهيزاته اظن ان لو تسليح القوات داخل الخط مجرد اسلحه خفيفه لكانت كافيه على منع اعتي الجيوش فى اختراقه لهاذا السبب سوف نتجنب الحديث عن تسليح القوات الفرنسيه داخل الخط وللعم كان تسليح ممتاز وامديه بعيده , اهم ما في الموضوع هو كيف استطاع المخطط الالماني التغلب على كل هذه الموانع واختراق هذا الخط بكل سهول بسبب سياسي وهو ان بلجيكا كانت حليف لفرنسا فى هذه المعركه قام المهندسين الفرنسيين بوضع بضع مترات من الاسلاك الشائكه كمانع بسيط للقوات الالمانيه واستعاضوا عن هذا بوضع تشكيلات المدرعات الفرنسيه على الحدود البلجيكيه تجنبا لأي هجوم الماني محتمل مستغلا الاراضي البلجيكيه
وقد كان اعلن هتلر لقادته رغبته فى احتلال فرنسا ووقف القاده الالمان امام تصاميم الخط المهربه عن طريق المخابرات الالمانيه الجيستابو وقد اصابهم الزهول
الخطوط الدفاعية والتحصينات ومفهومها على مر التاريخ
