مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2415 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 65 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح التــاريخ العسكــري و القيادة > قســـــم التــاريخ العـســــكــري
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


السينما الدعائية بين الحربين.. حين دس البيت الأبيض سم الحرب في عسل الترفيه

قســـــم التــاريخ العـســــكــري


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 04-01-22, 06:40 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي السينما الدعائية بين الحربين.. حين دس البيت الأبيض سم الحرب في عسل الترفيه



 

السينما الدعائية بين الحربين.. حين دس البيت الأبيض سم الحرب في عسل الترفيه

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

دخل القرن العشرين متأبطا حزمة من المآسي التي عصفت بسكان الأرض من مشرقها إلى مغربها، فلم يكد العالم ينزع ضماداته الدامية عن الجراح التي خلفتها الحرب العالمية الأولى، حتى دخلت الدول في ما يسمى بعقد الكساد الكبير، وهي عشرية كانت بمثابة برميل من نار وبارود وقف فوقه العالم لينفجر وتندلع الحرب العالمية الثانية.
لم تكن الحرب العالمية الأولى والثانية وما بينهما سنوات جنون التسليح والركض وراء تكديس الرصاص والقنابل فحسب، بل كانت أيضا الطريق المعبدة لأسلحة أخرى ربما تكون أشد وقعا وذكاء استعملت فيها السينما، فلم يكن باستطاعة أي سلاح في تلك الحرب الناعمة أن ينافس الكاميرا تأثيرا وانتشارا، وأن يكون سببا في دفع الرجال إلى ساحات القتال المشتعلة مثلما فعلت السينما.
يقول المؤرخ الأمريكي "ديفيد ميرس" في كتابه "لطمأنة أمة.. هوليود تقدم الحرب العالمية الثانية": بين العامين 1939-1942 أُنتج 1313 فيلما روائيا في العالم، وكان ثلث تلك الأفلام تقريبا متعلقا بالحرب. في تلك الفترة جنّدت حكومات الدول الكبرى حرفيا مخرجي الأفلام ليخوضوا حرب ما قبل الحرب، وهي الأصعب على الإطلاق، لتكون السينما سلاح حرب الإقناع، أو ما يسمى بالدعاية.


"الحرب العالمية الثانية والفيلم الأمريكي".. تجنيد السينما
حين دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب في آخر العام 1941، جرّت معها هوليود للقتال في جبهتين، جبهة السلاح وجبهة قاعة السينما، فقد كان الرئيس الأمريكي "فرانكلين روزفلت" مؤمنا حينها بأن السينما "جزء ضروري ومفيد في المجهود الحربي".
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

المخرجة الألمانية "ليني ريفنستال" رفقة أدولف هتلريصف الكاتب الأمريكي "لويس جاكوبز" تحوّل السينما الأمريكية في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية من السينما الترفيهية إلى إنتاج أفلام دعائية، ويقول في مقال نشرته مجلة "سينما جورنال" بعنوان "الحرب العالمية الثانية والفيلم الأمريكي": حتى العام 1942 كانت هوليود تنتج أفلاما أغلبها ترفيهي وموسيقي للهروب من الواقع، وهي تهدف في الغالب للترفيه عن الجمهور وإنقاذهم من الأخبار المخيفة حول الحرب التي تهدد أوروبا، والتي تبثها الإذاعات وتنقلها الصحف، غير أن ذلك التوجه سيتحول كليا، فقد طبخت الظروف المحلية والعالمية ذلك التحول فوق نار مستعرة، فحماس الرئيس روزفلت لفك عزلة الولايات المتحدة الأمريكية عن العالم بين العامين 1938-1939، وتسارع الأحداث العسكرية التي عصفت بأوروبا، والحرب التي بدأت رائحتها تفوح وتقترب من سواحل الولايات المتحدة الأمريكية؛ كانت جميعها الدافع الذي حوّل مسار مضامين الأفلام في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما يقول الكاتب "لويس جاكوبز" في مقالته المذكورة: في العامين 1940-1941 بدأت الأحداث تتسارع في أوروبا، واقتربت الحرب من الولايات المتحدة الأمريكية، حينها تصاعدت الروح القتالية والعسكرية لهوليود ولم تطق صبرا للتدخل، خاصة بعد الهجوم الياباني على بيرل هاربر الذي أدخل الولايات المتحدة الأمريكية في صراع كبير.
حينها تحولت صناعة الصورة هناك إلى واجب، وانصاعت تلك الصناعة إلى مطالب الحكومة. ومنذ بداية الحرب حتى نهايتها أصبحت الأفلام أداة في خدمة السياسة الوطنية، وذلك بالانصياع للحاجيات العسكرية، وساعدت الشاشة في تحول اجتماعي وسياسي وعسكري حين بثت أهداف الحرب.


"لماذا نقاتل؟".. سلسلة برعاية رئيس أركان الجيش

في بداية الأربعينيات علت التحية النازية في دول عدة في القارة الأوروبية، وأصبح صداها يكاد يُسمع في السواحل الأمريكية، وكان ذلك الصدى مزعزعا ومرعبا نقلته بحرفية وإبداع كبيرين المخرجة الألمانية "ليني ريفنستال" في فيلمها الأسطوري "انتصار الإرادة" (Triumph des Willens)، حينها لم يكن هناك من خيار سوى أن يتدخل "جورج مارشال" رئيس أركان جيش الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة ذلك الصدى الذي يهدد بلده.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لقطة من فيلم "انتصار الإرادة" للمخرجة النازية ليني ريفنستاليصف "روب برايس" الكاتب الأمريكي المتخصص في الإعلام الرقمي استقطاب المخرج الأمريكي "فرانك كابرا" بالقول: خطرت فكرة لوزارة الحرب الأمريكية، وبدؤوا في النقر على كتف "فرانك كابرا" الذي أخرج عملين كبيرين في هوليود، الأول هو" لقد حدث ذلك في إحدى الليالي" (It Happened One Night)، والثاني هو "السيد سميث يسافر إلى واشنطن" (Mr. Smith Goes to Washington)، وأشرف على العمل رئيس أركان الجيش "جورج مارشال"، وبالفعل أخرج "كابرا" سلسلة فريدة من سبع حلقات بعنوان "لماذا نقاتل؟"، وكانت تهدف إلى إظهار هدف القتال، ولماذا كان ذلك شرفا بالنسبة للجنود.
توجه الجنرال "مارشال" إلى "فرانك كابرا" لوضع تفاصيل مهمته وقال له: الآن يا "كابرا" أريد أن أضع معك خطة لإنتاج سلسلة من أفلام وثائقية، وهي الأولى في تاريخنا، وسوف تشرح لأبنائنا في الجيش لماذا نقاتل، والمبادئ التي نقاتل من أجلها. لديك فرصة للمساهمة بشكل كبير في خدمة بلدك والانتصار لقضية الحرية.


"الخمسة العائدون".. قادة فرع السينما الدعائية في الجيش الأمريكي

في العام 2017 بثت نتفليكس سلسلة وثائقية بعنوان "الخمسة العائدون" (Five Came Back) أخرجها "لوران بوزورو"، ولم يكن هؤلاء الخمسة سوى المخرجين "فرانك كابرا" و"جورج ستيفنز" و"جون هوستن" و"ويليام وايلر" و"جون فورد" الذين كانوا من أذرع الدعاية خلال الحرب العالمية الثانية، وكان أغلب المخرجين الذين صنعوا أفلاما دعائية في تلك الفترة يتلقون أجورهم من وزارة الحرب الأمريكية، وانغمس بعضهم في خدمة المجهود الحربي، وعلقوا حياتهم المهنية من أجل ذلك.

كانت قصص الأفلام وسيناريوهاتها في هوليود بما في ذلك قصص الصور المتحركة تُسطَّر وفق إستراتيجيات عسكرية، فوجّهت تلك الأفلام نحو تصوير خطورة الأنظمة برمتها وشرورها بدل تصوير زعماء مثل "هتلر" أو "موسوليني"، وكان ذلك خوفا من أنه في حال مقتل أي من هؤلاء الزعماء فإن الأمريكيين سوف يظنون أن الحرب انتهت، وأنه لا مبرر لبلادهم بمواصلة خوضها بعد زوال خطر أحد هؤلاء الزعماء.
أما في الضفة الأخرى وفي ألمانيا بالتحديد، فقد كانت آلة الدعاية السينمائية تأتي على الأخضر واليابس، وقد قادتها ببسالة مستفزة امرأة اسمها "ليني ريفينستال".


"انتصار الإرادة".. تحفة فنية من الكراهية والكبرياء الشيطاني

في العام 1932 كتبت "ليني ريفنستال" رسالة إلى "هتلر" بعد حضورها اجتماعا خطب فيه، وعبرت عن رغبتها في لقائه قبل سفرها خارج ألمانيا، وكانت المفاجأة هو رده عليها في محطة القطارات عن طريق مساعده "ويلهلم بروكنر" الذي تلا عليها كلمات هتلر التالية "كان أجمل شيء شاهدته في السينما هو رقصة ريفنستال أمام البحر في فيلم الجبل المقدس". وحينها بدأت رحلة المخرجة الألمانية مع الدعاية النازية.
حين وقف الجنرال "مارشال" أمام المخرج الأمريكي "فرانك كابرا" ليحثه على إنتاج أفلام دعائية؛ اعترف "كابرا" أنه أحس كمن أصابه شلل بسبب الخوف من المنافسة، وفي الحقيقة لم يكن دافع ذلك الخوف سوى الفيلم الدعائي الألماني "انتصار الإرادة" للمخرجة "ليني ريفنستال" الذي بث في شهر مارس/آذار من العام 1935. يقول "كابرا" واصفا الفيلم: لم يكن باستطاعة الشيطان أن يبتكر مشهدا بتلك الروعة تقشعر له الأبدان.

يصور الفيلم أساسا مؤتمر نورمبرغ للحزب النازي الذي عُقد في العام 1934 تحت قيادة "هتلر"، واستعملت مخرجة الفيلم كل الإمكانات التقنية الإخراجية وأبدعت في ذلك، ووصفه الكاتب الفرنسي "جان بيار ديلارج" بقوله: إنه تحفة من الكراهية والغرور الاستفزازي والكبرياء الشيطاني، لكنه تحفة فنية على الإطلاق.
كانت القوة المدمرة لفيلم "انتصار الإرادة" موازية لقوة القنابل والبنادق، لكن الفارق بين السلاحين هو أنه لم يرق أية قطرة دم، غير أنه كان في الآن ذاته قاتلا، فهو يهدف كسلاح نفسي إلى تدمير إرادة المقاومة، هكذا وصفه المخرج فرانك كابرا.
هوليود تدخل كرها تحت مظلة الرقابة
أصبحت السينما في هوليود فرقة قتالية للإسناد في الحرب، وبدأت صناعة السينما في الولايات المتحدة الأمريكية أساسا في تشكيل أفلامها من أجل المساعدة في تحقيق النصر للحلفاء، ودخلت تلك الصناعة سواء طوعا أو كرها، منذ يونيو/حزيران من العام 1942 تحت رقابة "مكتب معلومات الحرب" الذي أنشأه البيت الأبيض لدعم الجهد الدعائي، وكان هناك رقيب عسكري على الأفلام وعلى الصور المتحركة أيضا.
ووفقا لكتاب "هوليود تذهب إلى الحرب: كيف شكلت السياسة والأرباح والدعاية أفلام الحرب العالمية الثانية؟" فقد احتدم النقاش بين صانعي الأفلام في هوليود وبين الوكالات الحكومية التي أنشأت للرقابة على الأفلام وتوجيهها، واشتعلت حرب داخلية فيما بينها، وكان الجدل الكبير بخصوص هامش السيطرة الذي يُسمح للحكومة بممارسته، لكن حلّت الهدنة بحلول منتصف العام 1943، فقد "اكتشفت الحكومة وصانعو الأفلام أنهما بحاجة إلى بعضهما، وبمزيج من الوطنية ودافع للربح، أصبحت هوليود جزءا من آلة الحرب الأمريكية".
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

مدير مكتب معلومات الحرب "إلمر دافيس" يتفحص بروباغندا يابانية ونازيةورغم ذلك لم تتخل الأفلام الدعائية عن جانبها الفني رغم أنها تخضع لسيطرة "مكتب معلومات الحرب"، لذلك حازت أفلام دعائية أنتجت خلال الحرب العالمية الثانية على جوائز، وأدرجت أخرى ضمن قائمة أفضل الأفلام الأمريكية، ففيلم "منذ أن رحلتَ" (Since You Went Away) للمخرج "جون كرومويل" فاز بجائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية، ويروي قصة بلدة محاذية لقاعدة عسكرية خلال الحرب يحاول سكانها التأقلم مع الظروف الصعبة، ويواجهون مخلفاتها المادية والنفسية، كما يظهر الفيلم مساعدة سكان البلدة للجنود المرابطين في القاعدة القريبة من هناك.

سينما الدعاية الحربية.. رسائل نفسية لجمهور أمريكي يائس

حين لاحت بوادر الحرب العالمية الثانية في الولايات المتحدة، أو بالأحرى حين حسمت الولايات المتحدة الأمريكية أمر مشاركتها في الحرب، كان على هوليود إيجاد الإجابة عن أسئلة جادة، ومنها مثلا: ما هو هامش الفظاعة في المعارك التي يمكن عرضها؟ كيف ينبغي تصوير الزعيم النازي "أدولف هتلر" ورئيس الوزراء الياباني "هيديكي توجو"؟ وما مقدار السلطة التي يجب أن تتمتع بها الرقابة الحكومية على الأفلام؟
استغلت الولايات المتحدة الأمريكية السينما باعتبارها الوجهة الأشهر للتسلية، خاصة في سنوات الكساد الكبير، فكانت منفذا للهروب من اليأس الذي تسببت فيه مخلفات الحرب العالمية الأولى والأزمة الاقتصادية الخانقة التي عاشتها الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك لم تكن السينما في تلك الفترة إلا داعما نفسيا لجمهور يائس، أما مهمة هوليود فكانت تقديم محتوى دعائي يظهر الخطر الداهم الذي يهدد الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، ورفع المعنويات من جهة أخرى، وهي معادلة قائمة على متناقضين، لذلك أشرف عليها أكبر جنرالات الحرب آنذاك، فأفلام مثل "قاذفة القنابل" (Dive Bomber) الذي أخرجه "مايكل كورتيز" (1941)، و"الصحراء" (Sahara) للمخرج "زولتان كوردا" (1943) أظهرت إنسانية قوات الحلفاء مقابل وحشية مقاتلي المحور.

حددت الأفلام الدعائية في هوليود ثلاث رسائل تطوق بها أذهان الجمهور، وهي إظهار طبيعة العدو وحاجة الجنود إلى القتال وواجب خروج المرأة للعمل والتضحية بكمالياتها. كانت الرسالة الأولى هي إحدى دعائم الأفلام الدعائية خلال الحرب في جبهة المحور والحلفاء وهي الأكثر شيوعا، ففي الأفلام الأمريكية مثلا استخدمت لهجة حادة لوصف العدو، وهو ما خلق كرها كبيرا من الأمريكيين للنازيين وحلفائهم، ففي فيلمي "الوجهة، طوكيو" (Destination Tokyo) و"30 ثانية فوق طوكيو" (Thirty Seconds over Tokyo) تكرر وصف اليابانيين بألفاظ ازدراء واحتقار، وشاعت هذه التسميات في كل المجتمع الأمريكي، كما وصف اليابانيون في أفلام أخرى بالجرذان، ولم يتوان الأمريكيون في التأثر بما سمعوه في تلك الأفلام، حتى بدا لهم أن كل شخص ذي ملامح يابانية في الولايات المتحدة الأمريكية هو جاسوس.


عالم ديزني.. دعاية الصورة المتحركة الموجهة لجمهور الترفيه

نجح فيلم "تعليم الموت.. صناعة نازي" (Education of Death.. The Making of the Nazi) الذي أنتجته شركة "والت ديزني" في حصد تعاطف الأمريكيين مع الألمان ضحايا الحكم النازي، وأظهر هذا الفيلم وحشية النازيين الذين جندوا أطفالا ليغرسوا في عقولهم أفكارهم، وفي المقابل أراد "مكتب معلومات الحرب" تسريب المضمون الدعائي بطريقة تكاد تكون خفية. يقول "إلمر ديفيس" الصحفي الذي ترأس "مكتب معلومات الحرب": إن أسهل طريقة لضخ أفكار دعائية في أذهان الأفراد هي تمريرها عن طريق صورة ترفيهية، بحيث لا يدركون أنها مضمون دعائي.
وكان توجه "ديفيس" معاكسا للأفلام الدعائية الألمانية التي تمجد النازية، وهو بالضبط ما ظهر في فيلم الصور المتحركة الذي أنتجته "والت ديزني" في شهر يناير/كانون الثاني من العام 1942، وكان بعنوان "وجه الفوهرر" (Der Fuhrer’s Face)، حيث يحلم "دونالد" شخصية البط الشهيرة في عالم ديزني بأنه مواطن في ألمانيا النازية، ويصور الفيلم روتينه اليومي ومعاناة البط من أجل تنفيذ الأوامر، إذ يبدأ يومه بتحية نازية لصور هتلر، ثم يتناول وجبة إفطار خفيفة بسبب التقشف قبل التوجه للعمل في مصنع الأسلحة.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لقطة من فيلم الرسوم المتحركة "وجه الفوهرر" لـ"دونالد" شخصية البط الشهيرة في عالم ديزني التحقت شخصيات كرتونية كبرى بمعاضدة الحلفاء في الحرب، فشخصيات شهيرة مثل "توم وجيري" و"بوركي بيغ" و"دونالد داك" و"بوباي" كانت أبطالا لأفلام صور متحركة دعائية. وفي الواقع يذكر كتاب "أفلام الرسوم المتحركة القصيرة زمن الحرب 1939-1945" أن الأفلام الدعائية الموجهة ضد قوات المحور الأكثر تأثيرا، كانت أفلام الرسوم المتحركة لأن الشخصيات وصورها طيّعة، "إذ يظهر اليابانيون في شكل خنازير، أما هتلر فيصور أحيانا باعتباره حيوانا".

"30 ثانية فوق طوكيو".. إشراك المرأة الأمريكية في معمعان الحرب

يمكن تقسيم الأفلام الدعائية في تلك الفترة إلى ثلاثة أقسام، الأولى هجومية تحذر من خطورة العدو، والثانية تحفيزية من أجل القبول بخوض الحرب والتطوع للجيش، والثالثة إرشادية، وهي ما يسمى بالسينما المنزلية، وتصور الحياة في المنازل خلال الحرب، وتبث رسائل عن الأدوار الجديدة للمرأة في المجتمع.
يقول الكاتب الأمريكي "ديفيد ميرس": بدأت الأفلام الدعائية في إحداث تأثير عميق ومحسوس على التجنيد والروح المعنوية، وبدون دعاية المخرج "فرانك كابرا" وصانعي الأفلام الآخرين مثله، ربما لم يكن من الممكن أن ينضم ملايين الرجال إلى الجيش، مما قد يؤدي إلى تجنيد إلزامي بشبكة أوسع بكثير.
كانت مهمة الأفلام الدعائية في هوليود عسيرة نوع ما، إذ كان عليها أن تدفع بآلاف المتطوعين لساحات القتال، ولعل المهمة الأعسر هي إخراج النساء من منازلهن للعمل، وإقناعهن بالتخلي عن دفء البيت.

يقول "ديفيد ميرس": أظهرت هذه الرسائل كيف يمكن للمرأة أن تساعد في المجهود الحربي من خلال تولي تلك الوظائف الصعبة والقذرة في المصانع، وفي أحد المشاهد من فيلم "30 ثانية فوق طوكيو" تتحدث زوجات الطيارين المقاتلين في الحرب عن حياتهن، وتشير إحداهن إلى أنها ستحصل على وظيفة في مصنع للسلاح، لأنها لا تستطيع أن تتخيل مجرد الجلوس في منزلها دون فعل أي شيء.


"نساء في خط الدفاع".. حرب الدعاية تقتحم حديقة الرئيس

أثرت أفلام الدعاية الموجهة للنساء حتى في "إليانور روزفلت" نفسها زوجة الرئيس، فلم تبق مكتوفة الأيدي وكتبت فيلما قصيرا بعنوان "نساء في خط الدفاع" (Women in Defense)، وأخرجه "جون فورد" (1941)، وقد بث رسائل من قبيل أن المرأة في الولايات المتحدة الأمريكية لها دور في الدفاع الوطني وفي الصناعة، إضافة إلى دورها في المنزل.

أما فيلم "الوجهة طوكيو" للمخرج "ديلمر ديفيس" (1943)، فقد وجه رسائل متعددة للنساء والأطفال، منها التخلي عن شراء هدية عيد الميلاد بسبب التركيز على الحرب والنصر، ويضيف "ديفيد ميرس": خلقت عقلية جماعية قوية زرعتها أفلام الدعاية، لذلك باختصار سواء كنت توافق أو لا توافق على استخدام الدعاية، فمن الصعب أن تجادل في فعاليتها في الحرب العالمية الثانية. لقد خلقت الكراهية تجاه العدو، ومكنت النساء من العمل في المصانع، وأقنعت الناس بترشيد طعامهم ومساعدة قواتنا على الإيمان بقضية الحرب.
وبانتهاء الحرب العالمية الثانية لم تسقط الكاميرات من على أكتاف المخرجين الجنود، بل حملت على الكتف الآخر حينما أصبح أصدقاء البارحة أعداء اليوم، وتواصلت السينما الدعائية وتطورت مع كل عدو جديد، وكان الاتحاد السوفياتي ثم العرب وجهتها الثانية.



الجزيرة نت - بلال المازني

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع