في خضم التصعيد القائم، تواصل طهران التأكيد على أن ما يُمارس ضدها من ضغوط لا يعدو كونه "جزءًا من تكتيكات تفاوضية" أو حربًا نفسية تهدف إلى دفعها لتقديم تنازلات قبيل انطلاق جولة جديدة من المفاوضات، المقررة الأحد المقبل في مسقط، وفق ما أكده وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي.
ورغم تمسكها بخيار الحوار، لم تتخلَّ إيران عن التلويح بالتصعيد، مؤكدة استعدادها لمواجهة جميع السيناريوهات، ومحذرة في الوقت نفسه من "أي خطأ في الحسابات قد يُشعل المنطقة".
وفي تصريحات للجزيرة نت يقول رئيس نقابة مديري مراكز الأبحاث والدراسات الإيرانية عماد آبشناس، إن إيران تفضل الدبلوماسية لحل الخلافات، لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يهددان إيران دوما وكل يوم بهجمات عسكرية وعمليات عسكرية.
وأضاف آبشناس أن القوات المسلحة الإيرانية هي على أهبة الاستعداد والاستنفار تحسبًا لأي تحرك عسكري من قبل الأعداء، حسب وصفه.
من جهتها، لا تزال الولايات المتحدة متمسكة برفضها لمبدأ تخصيب اليورانيوم، وتدفع نحو إحياء المسار الدبلوماسي، مع توجيه تحذيرات مباشرة لحكومة
بنيامين نتنياهو من اتخاذ خطوات قد تعرقل جهود التوصل إلى اتفاق مع طهران.
وفي هذا السياق، يواصل المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط
ستيفن ويتكوف إجراء مشاورات إقليمية، من المرتقب أن تشمل لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين يوم الجمعة، وذلك قبيل انعقاد المحادثات الثنائية المرتقبة في مسقط.
وتنظر
تل أبيب بعين القلق إلى أي اتفاق جديد مع إيران، معتبرة أنه يمثل "تهديدًا مباشرًا لأمنها الإستراتيجي"، وتواصل الضغط على واشنطن لمنع أي تنازلات قد تُمنح لطهران.
ويرى محلل شؤون
الشرق الأوسط في صحيفة هآرتس، تسفي بارئيل أن حدة التوتر لا تقتصر على محور واشنطن – طهران، بل امتدت إلى العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، قائلاً: "المواجهة الأهم تدور حاليًا بين نتنياهو وترامب، لا بين الولايات المتحدة وإيران."