مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 7 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2404 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 60 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح القــوات البــريــة > قســـــــم الهندســـــــة العســـــكرية
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


كيف أسهم المنجم المنسي بالكونغو في تصنيع القنبلة الذرية؟

قســـــــم الهندســـــــة العســـــكرية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 10-08-20, 05:45 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي كيف أسهم المنجم المنسي بالكونغو في تصنيع القنبلة الذرية؟



 

كيف أسهم المنجم المنسي بالكونغو في تصنيع القنبلة الذرية؟

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



لا تروق مفردة "شينكولوبواي" كثيرا لسوزان ويليامز، وهي مؤرخة تعمل في معهد دراسات الكومنولث في المملكة المتحدة؛ إذ تقول إن هذه الكلمة "تُفعم نفسي بمشاعر الحزن والأسى، فهي ليست لفظة مبهجة، بل إنني أربطها بالغم والمعاناة الرهيبيْن".

لحسن الحظ، لا يعاني كثيرون من هذه المشكلة؛ فلا يوجد سوى قلة ممن يعرفون معنى شينكولوبواي، أو حتى موقعه. فرغم أن المفردة تشير إلى اسم منجم صغير في إقليم كاتانغا الواقع جنوبي جمهورية الكونغو الديمقراطية، فإن ذلك لا ينفي أن هذا المكان اضطلع بدور، في أحد أكثر الأحداث العنيفة والمدمرة التي شهدها التاريخ الإنساني. فقد كان مصدر اليورانيوم، الذي اسْتُخْدِم لتصنيع القنبلتيْن الذريتيْن، اللتيْن أُسْقِطتا على مدينتيْ هيروشيما وناغازاكي اليابانيتيْن، في السادس والتاسع من أغسطس/آب 1945 على الترتيب، أي في الأيام الأخيرة للحرب العالمية الثانية.
غير أن ذلك لم يشفع لتلك البقعة، لأن تحتضن أيا من المراسم، التي تُجرى في هاتين المدينتين، لإحياء ذكرى هذين الحدثيْن المأساوييْن، عبر دق الأجراس، وتجمع كبار الشخصيات والناجين، لتذكر من راحوا ضحية القصف بالقنبلة الذرية، أو من توفوا جراء ما أعقب ذلك من تأثيرات إشعاعية.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



تم تخزين اليورانيوم المُستخرج من شينكولوبواي في الولايات المتحدة، مما أفسح لهذا البلد المجال لتصنيع قنبلتيْها الذريتيْن اللتيْن أُسْقِطَتا على اليابان عام 1945لكن برغم أن هناك 7500 ميل تقريبا تفصل بين الكونغو واليابان، فثمة صلة وثيقة تربط البلدين بالقنبلة الذرية. ولا تزال تأثيرات هذه الرابطة محسوسة حتى اليوم، غير أنه لا يجري الحديث عنها عادة، كما يشير إشعياء مومبيلو، أحد أبرز نشطاء المجتمع المدني في الكونغو. ويقول هذا الرجل: "عندما نتحدث عن قصف هيروشيما وناغازاكي، لا نأتي قط على ذكر شينكولوبواي، وهو ما يعني أن جزءا من الحرب العالمية الثانية، نُسي وفُقِد".
ويتمثل هذا الجزء المنسي الذي يتحدث عنه مومبيلو، في حقيقة أن غالبيتنا لا يعرفون أن منجم شينكولوبواي، الذي أُطْلِقَ عليه هذا الاسم نسبة لنوع من التفاح المسلوق يُخلّف علامة حرق في كف من يضغط عليه بقوة، شكَّل مصدرا لكل كميات اليورانيوم تقريبا، التي استُخْدِمَت في ما يُعرف بـ "مشروع مانهاتن"، الذي تُوِّج بتصنيع القنبلتيْن الذريتيْن اللتيْن قُصِفَت بهما اليابان عام 1945، وعُرِفتا باسميْ "الولد الصغير" و"الرجل البدين".


لكن قصة المنجم لم تنته مع إلقاء القنبلتيْن، بل أدى دوره في هذا الشأن، إلى تحديد شكل التاريخ السياسي الكارثي للكونغو، والحروب الأهلية التي دارت رحاها في أراضيها على مدى العقود التالية. بل إن المرء يمكنه حتى اليوم، أن يرصد تأثيرات ذلك على صحة السكان القاطنين بالقرب من المنجم.
بنظر سوزان ويليامز، يبدو ذلك بمثابة "مأساة مستمرة". وترى هذه المؤرخة، التي تناولت إسهام شينكولوبواي في تصنيع القنبلة الذرية من خلال كتابها "جواسيس في الكونغو"، أن ثمة حاجة للإقرار بشكل أكبر، بأن استغلال القوى الغربية لمحتويات هذا المنجم ورغبتها في السيطرة عليه، لعبت دورا في المشكلات التي يعاني منها الكونغو.
ويبذل مومبيلو بدوره، جهودا لزيادة الوعي بالدور الذي اضطلع به الكونغو، في تحديد النتائج التي خَلُصَت إليها الحرب العالمية الثانية، وبالعبء الذي لا يزال هذا البلد يحمله على عاتقه، نتيجة لذلك أيضا. وفي عام 2016، عُقِدَ منتدى ضم بين جنباته نشطاء ومؤرخين ومحللين وأشخاصا يابانيين وكونغوليين، تضرر آباؤهم بتأثيرات القنبلة الذرية. ويقول مومبيلو في هذا الصدد: "نعتزم أن نعيد إحياء تاريخ شينكولوبواي، كي يتسنى لنا أن نجعل العالم يعرف" طبيعة دور المنجم في تطوير السلاح الذري.


خارج أفريقيا

وقد بدأت قصة ذلك المنجم عام 1915، عندما اكتُشِفَ شقٌ غني باليورانيوم فيه. وفي ذلك الوقت، كان الكونغو خاضعا للاستعمار البلجيكي. كما أن العالم لم يكن يشهد وقتذاك سوى طلب محدود على اليورانيوم، إلى حد أن الصورة المعدنية منه، تُعرف باسم "بتشبلند"، وهي مفردة مأخوذة من عبارة باللغة الألمانية، تصف هذا المعدن بأنه "صخرة عديمة القيمة".
ولهذا السبب، تركزت أنشطة التعدين التي قامت بها شركة "يونيون مينيير" البلجيكية في المنجم، على تعقب أثر ما كان موجودا هناك من الراديوم، وهو عنصر قيّم، كان قد اكْتُشِفَ قبل ذلك بسنوات قليلة، على يد الزوجين بيير وماري كوري.
ولم تتضح أهمية اليورانيوم سوى مع اكتشاف تقنية الانشطار النووي عام 1938. وبمجرد أن عَرِفَ العالم الشهير ألبرت آينشتاين بهذا الاكتشاف، سارع بكتابة رسالة للرئيس الأمريكي فرانكلين دي. روزفلت، أخبره فيها بإمكانية استخدام هذا العنصر، لتوليد كمية هائلة للغاية من الطاقة، وأنه من الممكن الاستعانة به أيضا لتصنيع قنابل شديدة التدمير.
وفي عام 1942، قرر المخططون الاستراتيجيون في الجيش الأمريكي، شراء أكبر قدر ممكن من اليورانيوم، كي يتسنى لهم مواصلة ما أصبح معروفا بعد ذلك بـ "مشروع مانهاتن". وهنا برزت أهمية شينكولوبواي، فرغم وجود مناجم لليورانيوم في ولاية كولورادو الأمريكية وكندا؛ لم يكن هناك في العالم بأسره، بقعة أخرى تنافس الكونغو، على صعيد الكمية التي تحتوي عليها أراضيها من هذا العنصر.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



تشهد هيروشيما في كل عام مراسم لإحياء ذكرى قصفها بالقنبلة الذرية، مما أودى بأرواح أكثر من 135 ألف شخصويقول الكاتب توم زولنر، الذي زار منجم شينكولوبواي خلال إعداده لكتابه "اليورانيوم - الحرب والطاقة والصخرة التي شكلّت العالم"، إن التركيبة الجيولوجية لهذا المكان تُوصف بأنها "نزوة من الطبيعة. فلا يمكنك أن تجد في أي منجم آخر، تركيزا أنقى من اليورانيوم من ذاك الموجود في شينكولوبواي".
فبينما يُنظر إلى المناجم المماثلة في الولايات المتحدة وكندا بأنها "واعدة"، إذا كانت نسبة اليورانيوم الموجودة في الخامات المُستخرجة منها تبلغ 0.03 في المئة؛ فإن تلك النسبة تصل عادة إلى 65 في المئة في ذلك المنجم الكونغولي. بل إن نسبة اليورانيوم تصل إلى 20 في المئة من مخلفات الصخور الموجودة في شينكولوبواي، وهي المخلفات التي تعتبر عادة في المناجم الأخرى بلا قيمة، إلى درجة تجعل تعدينها، غير ذي أهمية أو فائدة.
وهكذا، وبفضل صفقة أُبْرِمَت بين الولايات المتحدة وشركة "يونيون مينيير"، بوساطة البريطانيين الذين كانوا يمتلكون 30 في المئة من أسهم هذه الشركة البلجيكية، حصلت واشنطن على 1200 طن من اليورانيوم الكونغولي، الذي تم تخزينه في حي "جزيرة ستاتن" بمدينة نيويورك. كما خُزِنَ ثلاثة آلاف طن إضافية، في مستودع في منطقة المنجم نفسه، لكن فوق سطح الأرض.
لكن ذلك لم يكن كافيا؛ فقد أرسل الجيش الأمريكي بعد ذلك، فريقا من المهندسين إلى المنجم، للحصول على كل ما يمكنهم استخراجه منه، خاصة بعد أن كان قد عانى في فترة ما من قلة الاستخدام. وتولى ذلك الفريق إعادة المنجم الكونغولي إلى سابق عهده، من حيث الإنتاجية.
وبموجب تلك الصفقة، تعين على العمال الكونغوليين أن يكدحوا ليلا ونهارا، لإرسال مئات الأطنان من اليورانيوم شهريا إلى الولايات المتحدة، وهو أمر يحدو بمومبيلو للقول إن منجم شينكولوبواي "حدد في تلك الفترة هوية الزعيم المقبل للعالم. فكل شيء على هذا الصعيد بدأ هناك".
وقد حرص الأمريكيون على أن يجري كل هذا النشاط المكثف في طي الكتمان، للحيلولة دون أن تدرك دول المحور وجود "مشروع مانهاتن" من الأصل. ولذا مُحي المنجم من على الخريطة، وأُرْسِلَ جواسيس إلى المنطقة، لنشر معلومات مُضللة بشكل متعمد، بشأن طبيعة الأنشطة الجارية هناك. وفي هذا السياق، بات يُشار إلى اليورانيوم بلفظة "الأحجار الكريمة" أو حتى "المواد الخام"، ولم يُذكر اسم " شينكولوبواي" على لسان أحد على الإطلاق.
اللافت أن هذا المناخ من السرية ظل مستمرا لوقت طويل بعد انتهاء الحرب. وتقول المؤرخة سوزان ويليامز إن جهودا مكثفة بُذِلَت للإيحاء بأن اليورانيوم الذي استُخْدِم في تصنيع قنبلتيْ هيروشيما ونغازاكي جاء من كندا، وذلك في محاولة لصرف الأنظار عن الكونغو. وتشير ويليامز إلى أن هذه الجهود كانت "واسعة النطاق للغاية"، إلى حد أن الاعتقاد، بأن يورانيوم القنبلتيْن كان كنديا، لا يزال سائدا حتى اليوم.
رغم ذلك، تحول ذلك المنجم الكونغولي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، إلى ساحة حرب بالوكالة بين القوى المنخرطة في الحرب الباردة. فمع أن تطور تقنيات تخصيب اليورانيوم، أدى إلى أن يقل اعتماد الدول الغربية على استخراجه من شينكولوبواي، فإن هذه البلدان، سعت للسيطرة على المنجم، بهدف كبح جماح أي طموحات نووية، ربما تضمرها قوى أخرى في العالم. وكان هذا الجهد منصبا بالأساس على الاتحاد السوفيتي السابق، كما تقول ويليامز، فـ "رغم أن الولايات المتحدة لم تكن بحاجة لليورانيوم الموجود في ذلك المنجم، فإنها لم تكن تريد أن يكون للسوفيت القدرة على الوصول إليه والاستفادة منه".
وفي هذا السياق، سعت القوى الغربية إلى ضمان أن تكون أي حكومة تصل إلى الحكم في الكونغو، وتسيطر بالتبعية على منطقة المنجم، صديقة لها وحريصة على مراعاة مصالحها، وذلك برغم أن شينكولوبواي، كان قد أُغْلِق وصبت الخرسانة في مدخله لإحكام إيصادها، حينما نال هذا البلد الأفريقي استقلاله عام 1960.
ويعبر مومبيلو عن ذلك بالقول: "كان على كل من أراد قيادة الكونغو، الخضوع لسيطرة" الولايات المتحدة والدول الأخرى ذات النفوذ في العالم.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



قدمت الولايات المتحدة الدعم لانقلاب عسكري قاده موبوتو سيسي سيكو خلال فترة الحرب الباردة، وذلك نظرا لحرصها على ألا يقع منجم شينكولوبواي في يد السوفيتويقول الكاتب توم زولنر إن منع الشيوعيين من السيطرة على المنجم، كان شديد الأهمية بالنسبة للقوى الغربية، بقدر جعل هذه الدول على استعداد للمساعدة على الإطاحة بحكومة باتريس لومومبا المنتخبة ديمقراطيا في الكونغو، وإيصال الديكتاتور موبوتو سيسي سيكو إلى الحكم عام 1965، لتُدشن بذلك عقود مما يُعرف بـ "حكم طبقة الأثرياء"، الذي عاد بالوبال على هذا البلد.
بجانب ذلك، وُصِمَت أي محاولات قام بها المواطنون الكونغوليون، للتفاوض على تحسين الشروط التي يسيطر بموجبها الغربيون على المنجم، بأنها ليست سوى "تحريض" يُذكيه الشيوعيون. وتُعقِّب سوزان ويليامز على ذلك بالقول: "دمرت المصالح السياسية والعسكرية للقوى الغربية أمل الكونغوليين في أن تصبح بلادهم حرة وغير خاضعة لاحتلال أي دول أجنبية".

جرح لم يندمل

ورغم أن نظام موبوتو قد أُسْقِطَ في نهاية المطاف عام 1997، فإن شبح شينكولوبواي ظل يلاحق الكونغو. فقد بدأ عمال التعدين الكونغوليون التنقيب بشكل غير رسمي، في المناطق المحيطة بأنفاقه المغلقة، بحثا عن الاحتياطيات الكبيرة الموجودة هناك من النحاس والكوبالت. وبحلول نهاية القرن الماضي، صارت هذه المنطقة تضم ما يُقدر بـ 15 ألفا من عمال المناجم وأسرهم، وذلك للعمل في أنفاق سرية، دون أن يحظوا بأي حماية، من تأثير خام اليورانيوم المشع.
وفي ظل هذه الأجواء، لم يكن من المستغرب أن تصبح الحوادث المميتة أمرا شائعا. ففي عام 2004، لقي ثمانية من عمال المناجم حتفهم وجُرِحَ أكثر من عشرة آخرين، عندما انهار أحد الممرات في المنطقة. وفي العام نفسه، هدم الجيش الكونغولي القرية التي كان يعيش فيها هؤلاء العمال وعائلاتهم وسواها بالأرض، بفعل انزعاج القوى الغربية، من إمكانية تهريب اليورانيوم من المنجم، وإيصاله إلى دول معادية لها، أو حتى ليد "جماعات إرهابية".
المفارقة أن المنجم لم يشهد منذ وقف "يونيون مينيير" أنشطتها فيه مطلع ستينيات القرن الماضي، أي عمليات تعدين على مستوى صناعي، يمكن أن يتم في إطارها استخراج خام اليورانيوم منه بكفاءة وأمان، ومنح عائدات ذلك للشعب الكونغولي، وذلك برغم الثروات المعدنية القابعة في جوفه.
وقد زاد الأمر سوءا بعد الكارثة، التي شهدتها محطة فوكوشيما لتوليد الطاقة النووية في اليابان عام 2011؛ إذ تلاشى بعد ذلك أي اهتمام باستخراج اليورانيوم، لاستخدامه لأغراض سلمية. لذلك بات المنجم الكونغولي، وكأنه قد سقط في "غياهب النسيان" كما يقول زولنر، الذي يعتبر هذا المكان "رمزا لعدم الاستقرار ذي الطابع الجيوسياسي المتأصل في اليورانيوم نفسه". ويشير إلى أن هذا العنصر المشع "يقاوم الخضوع للسيطرة حتى وهو في وضعه الطبيعي" في جوف الأرض.
وبطبيعة الحال، كانت للسرية التي لا تزال مفروضة على شينكولوبواي وكل ما يحيط به، مشكلاتها. إذ أنها تعيق الجهود الرامية للإقرار بإسهام الكونغو، في انتصار الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، كما يعرقل إجراء أي تحقيقات، بشأن الآثار الصحية والبيئية لهذا المنجم.
وترى ويليامز أنه من الضروري اعتبار ذلك، جزءا من تاريخ طويل من الاستغلال، الذي تعرض له الكونغو على يد القوى الأجنبية، سواء من خلال الاحتلال والاستعمار، أو عبر تبني تلك الدول ما يُعرف بـ "سياسة الإمبريالية الجديدة". وتوضح رؤيتها هذه بالقول: "المعاناة الشديدة التي كابدها الكونغو، لم تقتصر على ما حدث خلال فترة الحرب العالمية الثانية، من إجبار مواطنيه على العمل القسري للتنقيب عن اليورانيوم والمطاط والكوبالت، بل شمل كذلك حرمان بَنيه من العائدات المادية لاستخراج اليورانيوم، ووصولها بدلا من ذلك، لجيوب حملة أسهم شركة `يونيون مينيير`".
ويشير الناشط مومبيلو إلى أن التأثيرات التي خلّفها استخدام المنجم لاستخراج اليورانيوم بشكل سري، تنوعت ما بين "طبية وسياسية واقتصادية. فنحن عاجزون عن التعرف على حجم الآثار السلبية للإشعاع، بسبب نطاق السرية المفروض على هذا الملف. ثمة الكثير من القصص التي تتردد بشأن أطفال يُولدون في هذه المنطقة وهم يعانون من تشوهات جسدية، لكن لا يتم الاحتفاظ سوى بعدد محدود من السجلات الطبية في هذا الشأن، هذا إن جرى من الأصل الإبقاء على مثل هذه السجلات".
ويضيف مومبيلو: "كان لديّ شاهد، توفي ودماغه يخرج من رأسه بسبب الإشعاع. لكن على مدى كل هذه السنوات (التي مضت منذ بدء استخدام المنجم لاستخراج اليورانيوم)، لم يُشيّد أي مستشفى متخصص حتى، كما لم تُجر أي دراسة علمية، ولا توجد أي طرق علاجية".
وفي الوقت الحاضر، ينظم كثير ممن تضرروا من أنشطة التعدين في المنجم، حملات تستهدف نيل الاعتراف بدور هذه المنطقة خلال الحرب العالمية الثانية، وتعويضهم هم أنفسهم كذلك. لكن مشكلة تحديد هوية الجهة التي ينبغي عليها دفع مثل التعويضات، تتفاقم في ضوء محدودية المعلومات المتاحة حول المنجم وطبيعة الأنشطة التي جرت فيه، فكثير من السجلات الرسمية الأمريكية والبريطانية والبلجيكية المتعلقة بهذا الأمر، لا تزال مُصنّفة "سرية" حتى الآن.
ورغم أن مومبيلو يعتبر أن " شينكولوبواي يمثل لعنة على الكونغو"، فإنه لا يغفل الإشارة إلى أن الموارد الطبيعية الوفيرة التي تنعم بها بلاده، أدت على مدى أكثر من قرن من الزمان، إلى تمكين العالم من أن يشهد ثورات في مجال التصنيع، واحدة تلو الأخرى. فالمطاط المُستخدم في الإطارات، جعل تصنيع السيارات ممكنا، بينما غذى اليورانيوم المفاعلات النووية، وسمح الكولتان بتصنيع أجهزة الكمبيوتر، التي باتت العنصر الأبرز في عصر المعلومات. وبجانب كل ذلك، سمح الكوبالت للإنسان بتشغيل بطاريات الهواتف المحمولة والمركبات التي تعمل بالطاقة الكهربائية.
ويعتبر الناشط البارز ذلك دليلا على أن "عالمنا يتحرك بفضل معادن الكونغو". ويقول إن "الجانب الإيجابي الذي يمكنني الحديث عنه هنا، يتمثل في أن الإشارة إلى كل هذه التقنيات المتطورة، يعني أنك تتحدث في الوقت نفسه عن الكونغو".
وفي ضوء كل ذلك، يمكن القول إن للكونغو تأثيرا غير محدود على العالم، والتأكيد على أن الخطوة الأولى على طريق سداد الدين المستحق علينا لهذا البلد؛ ينبغي أن تتمثل في الاعتراف باسم منجم "شينكولوبواي"، ووضعه جنبا إلى جنب، مع اسمي المدينتيْن اليابانيتيْن المنكوبتيْن بالقنبلة الذرية؛ هيروشيما وناغازاكي.


بي بي سي

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع